استبقت إسرائيل الزيارة «التضامنية» التي يعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن القيام بها إليها وانتقاله إلى مسرح الحرب، اليوم الأربعاء، بتنفيذها أمس مذبحة في ساحة مستشفى الأهلي العربي بقطاع غزة، فقد أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» سقوط «ما بين 200 إلى 300» قتيل جراء الغارة الإسرائيلية، مشيرة إلى وجود «المئات تحت الأنقاض».
ومن المقرر أن تعقد في العاصمة الأردنية عمّان اليوم (الأربعاء) قمة أميركية - أردنية - فلسطينية - مصرية، فور إنهاء الرئيس الأميركي زيارته «التضامنية» إلى إسرائيل، واستماعه إلى الاستراتيجية الإسرائيلية «ووتيرة العمليات العسكرية، واحتياجات تل أبيب لمواصلة الدفاع عن شعبها، والتزام الولايات المتحدة بأمن حليفتها»، وفق ما أفاد به المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي.
وأفادت مصادر رسمية في عمّان أمس بأن الملك الأردني سيعقد لقاءات منفصلة مع الرؤساء الأميركي والمصري والفلسطيني، ثم يلتقي في قمة ثلاثية تضم الرئيسين المصري والفلسطيني، قبل استضافته قمة رباعية، تضم رؤساء أميركا ومصر وفلسطين؛ لبحث التطورات الخطرة في غزة وتداعياتها على المنطقة، والعمل من أجل إيجاد أفق سياسي يعيد إحياء عملية السلام.
وبدوره، جدّد مجلس الوزراء السعودي في جلسة له برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمس، رفض المملكة دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني، والمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار، ورفع الحصار عن غزة، والدفع بعملية السلام؛ وفقاً لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود (1967م)، وعاصمتها القدس الشرقية.
ومن جهته، أعلن المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي أمس تقديم مساعدات إنسانية لقطاع غزة بقيمة 100 مليون دولار، بشكل فوري، وشدد على ضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وفي غضون ذلك، تواصلت أزمة تعثر إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة عبر معبر رفح من الجانب المصري. واصطفت عشرات الشاحنات المحملة بآلاف المواد الغذائية والدوائية، بينما طالب وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إسرائيل بـ«التوقف عن استهداف الجانب الفلسطيني من معبر رفح»، مؤكداً أن بلاده «لم تغلق قط المعبر بشكل رسمي، بينما تعرض المعبر من الجانب الفلسطيني لقصف إسرائيلي ما حال دون عمله بالشكل المعتاد».
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس، وضع نحو 2000 جندي أميركي في حالة تأهب تحسباً لانتشار محتمل في الشرق الأوسط دعماً لإسرائيل في حربها مع «حماس» منذ الهجوم الدموي الذي شنته الحركة على أراضي الدولة العبرية.
وفي هذه الأثناء، رفعت إيران منسوب المواجهة الإقليمية، إذ قال المرشد الإيراني علي خامنئي: «إذا استمرت هذه الأعمال الوحشية، فإن مسلمي العالم وقوى المقاومة لن يصبروا، ولا يمكن لأحد أن يواجههم». وأضاف: «وفقاً لمعلوماتنا، الذي يتخذ القرار وينسق سياسة إسرائيل هذه الأيام، هي أميركا».