في وقت تتابع أغلبية سكان دمشق واللاجئين الفلسطينيين فيها باهتمام تطورات معركة «طوفان الأقصى»، وتبدي فرحها بالإنجازات النوعية للمقاتلين الفلسطينيين، وتعاطفها مع أهالي قطاع غزة الذي يتعرض لقصف جوي إسرائيلي عنيف جدا أدى حتى الآن إلى مقتل المئات، تعتزم فصائل فلسطينية تنفيذ عدة فعاليات في مناطق الحكومة السورية، لـ«نصرة وإسناد» أهالي غزة و«طوفان الأقصى»، أبرزها تنظيم فعالية حاشدة في إحدى ساحات مدينة دمشق، وعدّ يوم الجمعة القادم يوماً لـ«نصرة وإسناد» أهالي غزة في وجه العدوان.
وعلمت «الشرق الأوسط»، أن الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من مناطق الحكومة السورية مقرا لها، عقدت اجتماعا مساء الاثنين ووافقت خلاله على فعاليات البرنامج الذي تضمن رفع العلم الفلسطيني على كل المقرات والمؤسسات في المخيمات، وعدّ يوم الجمعة القادم (بعد الصلاة) يوماً لنصرة وإسناد أهالي قطاع غزة في وجه العدوان الإسرائيلي، وعقد مؤتمر صحافي للأمناء العامين للفصائل على ألا يتعدى موعد عقده غدا الأربعاء، بالإضافة إلى تنظيم فعالية كبيرة وحاشدة في إحدى ساحات مدينة دمشق، ودعوة خطباء المساجد في المخيمات لتخصيص خطبة الجمعة حول معركة «طوفان الأقصى» والعدوان الإسرائيلي على غزة.
وقبل اندلاع الحرب في سوريا بداية عام 2011 كان عدد اللاجئين الفلسطينيين فيها أكثر من 450 ألفا، تعيش أغلبيتهم في 12 مخيما موزعة على معظم أرجاء البلاد، وهي: مخيم اليرموك جنوب دمشق، ومخيم خان الشيح بريف العاصمة الجنوبي الغربي، ومخيما خان دنون وسبينة بريفها الجنوبي، ومخيما السيدة زينب وجرمانا بريفها الجنوبي الشرقي، ومخيم الرمدان بريفها الشمالي، ومخيم العائدين في محافظة حمص، ومخيم حماة وسط البلاد، ومخيما النيرب وحندرات في حلب شمالا، ومخيم الرمل في اللاذقية غربا، ومخيم درعا جنوبا.
ويعد مخيم اليرموك الذي دمرت الحرب جزءا كبيرا منه ونزح أغلبية سكانه منه، من أهم المخيمات الفلسطينية في الشتات، لأنه أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في كل من سوريا ولبنان والأردن، ورمز لـ«حق العودة». كما غدا يُعرف بـ«عاصمة الشتات الفلسطيني» لأنه كان يضم 36 في المائة من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.
وكانت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، خصوصا مخيم اليرموك، قبل سنوات الحرب، تشهد مظاهرات حاشدة دعما للفصائل في فلسطين في أثناء شنها هجمات ضد الجنود الإسرائيليين، وكذلك مظاهرات غضب وتنديد تغص بها الشوارع عندما كانت إسرائيل تقصف القطاع.
ومنذ بدء حركة «حماس» عملية «طوفان الأقصى» السبت الماضي تبدي أغلبية سكان دمشق واللاجئين الفلسطينيين فيها خلال أحاديثهم، دعمها للمقاتلين الفلسطينيين، وتتابع باهتمام تطورات المعركة من خلال شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماع. كما تتابع مجريات الانتقام الإسرائيلي والمتمثل بقصف جوي عنيف جدا يستهدف غزة بكل ما فيها من مبان سكنية وبنى تحتية وسكان، وتبدي تعاطفها مع الأهالي.
ومع بدء العملية وتحقيق المقاتلين الفلسطينيين إنجازات نوعية، بدت الفرحة واضحة على وجوه سكان دمشق واللاجئين الفلسطينيين، ودل عليها ترديدهم باستمرار خلال أحاديثهم عبارة «الله ينصرهم على إسرائيل ويحمي أهل غزة».
وبينما كانت الأعلام السورية منكسة حداداً على ضحايا هجوم الكلية الحربية في حمص الخميس الماضي، واحتل السواد لوحات الإعلان على الطرق، جرى توزيع الحلويات في ساحة الأمويين وسط دمشق مساء السبت احتفالاً بعملية «طوفان الأقصى»، ورفعت لافتات منها: «حزننا على شهدائنا واجب، وفرحنا بانتصاركم واجب».