«طوفان الأقصى» تزيد المشهد السوري تعقيداً

صورة من «فيسبوك» لاحتفال سوريين في دمشق بـ«طوفان الأقصى»
صورة من «فيسبوك» لاحتفال سوريين في دمشق بـ«طوفان الأقصى»
TT

«طوفان الأقصى» تزيد المشهد السوري تعقيداً

صورة من «فيسبوك» لاحتفال سوريين في دمشق بـ«طوفان الأقصى»
صورة من «فيسبوك» لاحتفال سوريين في دمشق بـ«طوفان الأقصى»

ازداد المشهد السوري تعقيداً مع التصعيد الخطير الذي تشهده سوريا والمنطقة. فبينما نكست الأعلام حداداً على ضحايا هجوم الكلية الحربية في حمص الخميس الماضي، واحتل السواد لوحات الإعلان على الطرق، على وقع عملية عسكرية انتقامية شرسة في شمال غربي سوريا، جرى توزيع الحلويات في ساحة الأمويين مساء السبت احتفالاً بعملية «طوفان الأقصى» في غزة، ورفعت لافتات منها: «حزننا على شهدائنا واجب، وفرحنا بانتصاركم واجب».

جاء ذلك وسط توارد أنباء من إدلب عن قصف 6 مشافٍ وخروج مركز طبي في أريحا من الخدمة، بينما أعلنت جامعة حلب في مناطق المعارضة تعليق دوامها بسبب القصف الشديد.

طبيب سوري (54 عاماً) وصف «طوفان الأقصى» بأنها «جرعة إنعاش» لما تبقى من أمل في نفوس السوريين. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تمكن الشباب الفلسطيني من توجيه صفعة قوية لإسرائيل التي تمادت في غيها، مستغلة حالة الحرب والفوضى في المنطقة، وأن أهم ما تحقق هو الخرق الاستخباراتي لأعتى جهاز مخابرات في المنطقة». وأضاف: «قياساً إلى حجم المفاجأة والأهداف النوعية التي حققتها عملية (طوفان الأقصى) من المتوقع أن يأتي الرد إسرائيلي واسعاً وعنيفاً، وغالبًا سيشمل سوريا ولبنان». وأكد الطبيب أن «المنطقة ذاهبة إلى منعطف بالغ الخطورة».

ناشطة سورية حقوقية (38 عاماً) رأت في «طوفان الأقصى» رد اعتبار للعربي الذي أضعفته وانتهكته حكوماته قبل أن تذله إسرائيل، وقالت: «كلما غرقنا في الوحل مدتنا فلسطين بجرعة كرامة»، لافتة إلى أن السوريين المناهضين للنظام عموماً ورغم عدائهم لإيران كحليف له، لا يمكن إلا أن يتضامنوا مع الفلسطينيين ضد إسرائيل، لأن القضية الفلسطينية تعيد تصويب البوصلة نحو العدو الحقيقي للعرب. لكن في المقابل تقول الناشطة أيضاً: «الأثمان ستكون باهظة، وعلى حساب حقوق الإنسان في مناطق الصراع».

ولم يمنع الحداد دمشق من الفرح بما حققه الشباب الفلسطيني، وعنونت صحيفة «الوطن» المحلية القريبة من الحكومة صفحتها الأولى بـ«طوفان الثأر من سوريا إلى فلسطين». وخرجت مسيرة داعمة للفلسطينيين في محيط الجامع الأموي رفعت فيها صور الرئيس السوري والأعلام الفلسطينية، وذلك بينما يطوف المسؤولون والشخصيات الرسمية المدنية والعسكرية على مجالس العزاء المفتوحة في مناطق متفرقة من البلاد لضحايا هجوم الكلية الحربية.

وفي المقابل، واصل المحتجون في السويداء تجمعهم في ساحة «السير» (الكرامة) لليوم الحادي والخمسين على التوالي، رافعين لافتات تتضامن مع محافظتي إدلب وحلب التي تواجه قصفاً عنيفاً من قبل قوات الحكومة.

وهتف المحتجون: «يا إدلب ويا نحنا معاكي للموت ويا حلب على درب الكرامة يا حلب»، مؤكدين مناهضتهم الحكومة، ودعمهم فلسطين ورفضهم إيران، وأظهرت صور نشرها موقع «السويداء 24» توجيه المحتجين في بلدة صلخد دعوات لإنقاذ «الشعبين الفلسطيني والسوري من إيران وإسرائيل ونظام العصابة الحاكمة».

وأعادوا التأكيد على مطالبهم برحيل النظام، والإفراج عن المعتقلين، وتحسين الأوضاع المعيشية، وتطبيق القرار الأممي 2254.

وفي المقابل، أقام مجلس محافظة السويداء (الأحد) مجلس عزاء لضحايا الكلية الحربية، وقد شهد توافد العشرات من الأهالي لتقديم واجب العزاء في صالة كبيرة علقت فيها صور الرئيس السوري. بينما تتواصل عمليات تشييع ضحايا الكلية الحربية التي ضمت جنازات لأشخاص عدة من عائلة واحدة. ليزداد المشهد السوري تعقيداً مع انسداد أفق الحل السياسي وسط التصعيد العسكري في سوريا والمنطقة.


مقالات ذات صلة

نتنياهو يأمل في التوصل إلى اتفاق لنزع السلاح من جنوب سوريا

شؤون إقليمية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في القدس (أ.ب)

نتنياهو يأمل في التوصل إلى اتفاق لنزع السلاح من جنوب سوريا

أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال في اجتماع للسفراء الإسرائيليين إن إسرائيل تعتزم البقاء في منطقة عازلة جنوب سويا.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي كافتيريا في القامشلي يقول السكان المحليون إنها كانت مركزاً أمنياً سابقاً أثناء حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد (رويترز)

الخارجية السورية تنتقد منع «قسد» احتفالات التحرير في مناطق سيطرتها

وجّه مسؤول الشؤون الأميركية بالخارجية السورية، قتيبة إدلبي، انتقاداً لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، التي منعت السوريين من الاحتفال بالذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي قائد «قسد» مظلوم عبدي (رويترز)

قائد «قسد» يؤكد الالتزام باتفاق 10 مارس مع الحكومة السورية

أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي اليوم (الأحد)، التزام القوات باتفاق 10 مارس (آذار) بوصفه أساساً لبناء دولة سورية ديمقراطية لا مركزية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي ماراثون يقطع المحافظات السورية على خط سير معركة «ردع العدوان» التي أسقطت نظام الأسد العام الماضي (سانا)

ماراثون دراجات سوري احتفالاً بالتحرير... «قسد» تمنع «التجمعات» وغزال لإضراب عام

أصدرت محافظة دمشق توجيهات بمنع إطلاق هتافات أو شعارات طائفية، وبعدم تمجيد الأشخاص، وبرفع الأعلام الوطنية وإنشاد أغاني الثورة الجامعة لكل السوريين.

سعاد جرَوس (دمشق)
المشرق العربي نور الدين البابا المتحدث باسم وزارة الداخلية وخلفه عدد من عناصر وسيارات الشرطة (حساب المتحدث باسم الداخلية السورية عبر منصة إكس)

«الداخلية السورية»: انفجار «ذخيرة صوتية» خارج الطوق الأمني في دمشق

قالت وزارة الداخلية السورية، الأحد، إن ذخيرة انفجرت قرب جسر الحرية في العاصمة دمشق دون خسائر. 

«الشرق الأوسط» (دمشق)

الخارجية السورية تنتقد منع «قسد» احتفالات التحرير في مناطق سيطرتها

كافتيريا في القامشلي يقول السكان المحليون إنها كانت مركزاً أمنياً سابقاً أثناء حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد (رويترز)
كافتيريا في القامشلي يقول السكان المحليون إنها كانت مركزاً أمنياً سابقاً أثناء حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد (رويترز)
TT

الخارجية السورية تنتقد منع «قسد» احتفالات التحرير في مناطق سيطرتها

كافتيريا في القامشلي يقول السكان المحليون إنها كانت مركزاً أمنياً سابقاً أثناء حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد (رويترز)
كافتيريا في القامشلي يقول السكان المحليون إنها كانت مركزاً أمنياً سابقاً أثناء حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد (رويترز)

وجّه مسؤول الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية السورية، قتيبة إدلبي، انتقاداً لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، التي منعت السوريين من إقامة احتفالات بمناسبة الذكرى الأولى على التحرير وسقوط نظام الأسد، في مناطق سيطرتها.

واعتبر إدلبي أن الكيان الذي يمنع السوريين من الاحتفال بلحظة حاسمة في تاريخهم الوطني لا يستطيع أن يصف نفسه بشكل موثوق أنه ديمقراطي أو يمثل الشعب. الجسد الذي يخشى التعبير المشروع عن الفرح لا يمكنه الادعاء بالتحدث باسمه، فالحرية لا تتجزأ.

وكانت «قسد» قد أصدرت تعميماً، أمس (السبت)، تمنع فيه التجمعات والاحتفالات بذكرى النصر يومي 7 و8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الذي يصادف الذكرى الأولى لانتصار معركة «ردع العدوان» وإسقاطها نظام الأسد وأجهزته الأمنية والعسكرية.

قرار «قوات سوريا الديمقراطية» بمنع الاحتفالات الشعبية في المناطق السورية الخاضعة لسيطرتها

وهاجم المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، قرار «قسد» الذي ألغى الاحتفالات بسقوط النظام. وقال في تصريحات إعلامية إن المنع يدل على فشل «قسد» في الدور الذي تزاود به على الحكومة السورية، وهو مكافحة «داعش»، مضيفاً أنها «تعيش قلقاً من المكونات الوطنية في شمال شرقي البلاد، في حال تحولت مناسبة الاحتفال هذه إلى استعصاء وتمرد ضد قوانينها الجائرة وممارساتها غير المنضبطة بحقّ السوريين هناك».

كما وصف القرار بأنه «يدل على تسلط عناصر حزب العمال الكردستاني (PKK) الإيرانيين والأتراك على القرار في الميليشيا».

في شأن متصل، أظهرت صور نشرها ناشطون عناصر «قسد» تنشر أسلحة متوسطة وقناصة في ساحات الرقة، شمال سوريا، لمنع خروج مسيرات احتفالية.

وقال حساب «الرقة تذبح بصمت»، الذي تأسس مع انطلاقة الثورة السورية، إن «قسد» اعتقلت اليوم (الأحد) 13 طفلاً في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، غالبيتهم من الفئة العمرية 15 عاماً وما دونها، وذلك على خلفية كتابات مناهضة لها على جدران المدينة. وأضاف أن الاعتقال تزامن مع حملة مداهمات نفّذتها القوات في عدد من أحياء المدينة.

في السياق نفسه، تحدثت حسابات سورية على مواقع التواصل، عن حملات اعتقال واسعة، تنفذها «قسد» في عدة مناطق من «الجزيرة السورية»، خلال الساعات الماضية، طالت 17 شخصاً، من الحسكة والقامشلي، وذلك بتهمة «تأييد الحكومة السورية والتعامل مع جهات خارجية».


مسؤول في حركة «حماس»: مستعدون لمناقشة مسألة «تجميد أو تخزين» الأسلحة

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
TT

مسؤول في حركة «حماس»: مستعدون لمناقشة مسألة «تجميد أو تخزين» الأسلحة

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

قال مسؤول رفيع في حركة «حماس»، اليوم (الأحد)، إن الحركة مستعدة لمناقشة مسألة «تجميد أو تخزين» ترسانتها من الأسلحة ضمن اتفاقها لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، ليقدم بذلك صيغة محتملة لحل إحدى أكثر القضايا تعقيداً في الاتفاق الذي تم بوساطة أميركية.

وجاءت تصريحات باسم نعيم، عضو المكتب السياسي للحركة وهو الجهاز المسؤول عن اتخاذ القرارات، بينما تستعد الأطراف للانتقال إلى المرحلة الثانية والأكثر تعقيداً من الاتفاق.

وقال باسم نعيم لوكالة «أسوشييتد برس» في العاصمة القطرية، الدوحة، حيث يوجد معظم قيادات الحركة: «نحن منفتحون على تبني نهج شامل لتجنب مزيد من التصعيد، أو لتفادي أي اشتباكات أو انفجارات أخرى».

وأوضح نعيم أن «حماس» تحتفظ بـ«حقها في المقاومة»، لكنه أضاف أن الحركة مستعدة لإلقاء أسلحتها ضمن عملية تهدف للتوصل إلى إقامة دولة فلسطينية. ورغم أن نعيم لم يتطرق إلى تفاصيل كيفية تطبيق ذلك، فإنه اقترح هدنة طويلة الأمد تمتد لـ5 أو 10 سنوات لإتاحة المجال لإجراء مناقشات.

وشدد نعيم على أنه «يجب استغلال هذا الوقت بجدية وبطريقة شاملة»، مضيفاً أن «(حماس) منفتحة جداً» بشأن الخيارات المتاحة بشأن أسلحتها. وتابع: «يمكننا التحدث عن تجميد أو تخزين أو إلقاء الأسلحة، مع ضمانات فلسطينية بعدم استخدامها على الإطلاق خلال فترة وقف إطلاق النار أو الهدنة».

ويستند وقف إطلاق النار إلى خطة من 20 نقطة قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أكتوبر (تشرين الأول)، بمشاركة أطراف دولية بصفتها «دول ضامنة». وأشار نعيم إلى أن «الخطة تحتاج إلى كثير من التوضيحات».

وتعدّ مسألة نشر قوة الاستقرار الدولية من بين أبرز الشواغل الملحة حالياً.

وتتمثل إحدى القضايا الأساسية فيما إذا كانت هذه القوة ستتولى مسؤولية نزع سلاح «حماس».

وأكد نعيم أن هذا سيكون غير مقبول لـ«حماس»، وتتوقع الحركة من القوة أن تراقب تنفيذ الاتفاق. واستطرد قائلاً: «نرحب بقوة أممية تكون بالقرب من الحدود، تراقب اتفاق وقف إطلاق النار، وتبلغ عن الانتهاكات، وتمنع أي تصعيد محتمل». وأضاف: «لكننا لا نقبل بأن يتم منح هذه القوات أي نوع من التفويض لنزع السلاح يخول لها القيام به أو تنفيذه داخل الأراضي الفلسطينية».

وفي مؤشر على إحراز تقدم، أوضح نعيم أن «(حماس) وخصمها السلطة الفلسطينية أحرزتا تقدماً بشأن تشكيل لجنة التكنوقراط الجديدة التي ستتولى إدارة الشؤون اليومية في غزة».

وقال إن السلطة والحركة اتفقتا على تولي وزير في الحكومة الفلسطينية يقيم في الضفة الغربية، لكن أصله من غزة، رئاسة اللجنة.

ولم يفصح نعيم عن اسمه، إلا أن مسؤولين في «حماس»، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لعدم تفويضهم التطرق مناقشة المفاوضات، أشاروا إلى أن هذا الوزير هو وزير الصحة ماجد أبو رمضان.


قائد «قسد» يؤكد الالتزام باتفاق 10 مارس مع الحكومة السورية

قائد «قسد» مظلوم عبدي (رويترز)
قائد «قسد» مظلوم عبدي (رويترز)
TT

قائد «قسد» يؤكد الالتزام باتفاق 10 مارس مع الحكومة السورية

قائد «قسد» مظلوم عبدي (رويترز)
قائد «قسد» مظلوم عبدي (رويترز)

أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي اليوم (الأحد)، التزام القوات باتفاق 10 مارس (آذار)، بوصفه أساساً لبناء دولة سورية ديمقراطية لا مركزية، تتمتع بالحرية والعدالة والمساواة.

وأضاف عبدي عبر منصة «إكس» بمناسبة مرور عام على سقوط نظام الأسد، أن المرحلة الراهنة تفرض على الجميع مسؤولية مشتركة تضع مصلحة السوريين فوق كل اعتبار.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قالت في الشهر الماضي، إن لجنة عسكرية تابعة لها استقبلت وفداً من الحكومة السورية في مدينة الطبقة بمحافظة الرقة شمال سوريا.

وأكدت «قسد» في بيان، أنها قامت بتسليم عدد من المعتقلين من عناصر قوات الحكومة السورية الذين تم إلقاء القبض عليهم في أماكن مختلفة خلال الفترة الماضية، وذلك «في بادرة حسن نية».