احتجاجات السويداء مستمرة: نريد تغييراً سياسياً

مشاركة نسائية بالاحتجاجات في السويداء (الشرق الأوسط)
مشاركة نسائية بالاحتجاجات في السويداء (الشرق الأوسط)
TT

احتجاجات السويداء مستمرة: نريد تغييراً سياسياً

مشاركة نسائية بالاحتجاجات في السويداء (الشرق الأوسط)
مشاركة نسائية بالاحتجاجات في السويداء (الشرق الأوسط)

تستمر الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام السوري في السويداء جنوب سوريا منذ أوائل أغسطس (آب) الماضي حتى اليوم، مطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد الذي تحمله مسؤولية ما وصلت إليه الحالة السورية الاقتصادية والمعيشية المتردية.

ولليوم الثاني والعشرين على التوالي يستمر المحتجون بالسويداء بالتجمع كل صباح ومساء في ساحة السير التي باتت تعرف محلياً بساحة الكرامة كونها الساحة التي تشهد دائماً تجمع وخروج الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري.

ورفع المحتجون في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء لافتات صباح الأحد تطالب بالتغيير السياسي، وتطبيق القرار الدولي 2254، والإفراج عن المعتقلين، وأخرى تعبر عن التضامن الإنساني مع زلزال المغرب.

تضامن المحتجين في السويداء مع الزلزال في المغرب (السويداء 24)

وأكد علاء منذر، أحد أعضاء لجنة تنظيم الحراك الشعبي في السويداء، عبر تسجيل مصور على سلمية الاحتجاجات التي تشهدها السويداء، وعلى موقفهم الثابت بوحدة سوريا وشعبها، واستنكر الادعاءات الانفصالية التي تطلقها جهات موالية للنظام السوري بحق الاحتجاجات، مبيناً أنهم في حراك شعبي ليعيش الشعب السوري الحالي أو اللاحق بحرية وكرامة، وأن إغلاق الدوائر الحكومية في السويداء هي نتيجة لحالة الإضراب العام في المحافظة، مع إدراك أهمية الدوائر الحكومية الخدمية وتشغيلها وعدم إغلاقها وحمايتها.

محتجون أمام صرح سلطان باشا الأطرش (السويداء 24)

وأكد مدير شبكة «السويداء 24» ريان معروف لـ«الشرق الأوسط» أن قوات النظام السوري لم تتدخل بالاحتجاجات المستمرة بالسويداء، سوى أنها عززت مواقعها وبعض النقاط العسكرية في السويداء بالسواتر الترابية والعناصر، وأرسلت دمشق شخصيات عدة التقت زعامات دينية بالمحافظة تطالب بتهدئة الشارع، وتقدم الوعود بالتحسين.

ورغم سيطرة النظام على السويداء منذ بداية الأحداث السورية ٢٠١١، تمتعت السويداء بحرية التعبير نظراً للحالة الخاصة بالمحافظة ذات الغالبية الدرزية، كما أنها عرفت بتمردها على النظام السوري في الكثير من القرارات، أهمها مسألة الخدمة العسكرية لأبناء السويداء، ورفض الآلاف من شباب السويداء الذهاب لأداء الخدمة العسكرية منذ بداية الأحداث السورية ٢٠١١، كما أن السويداء من المحافظات الفقيرة بالموارد الاقتصادية، ولم تتطلع السلطة السورية لتحسين أوضاع الناس فيها منذ بداية الأحداث.

تضامن المحتجين في السويداء مع الزلزال في المغرب (السويداء 24)

عبوة في درعا

وفي محافظة درعا جنوب سوريا، أفاد موقع «درعا ٢٤» باستهداف سيارة مدنية بعبوة ناسفة، زرعها مجهولون على الطريق الواصلة بين مدينة جاسم وبلدة كفر شمس بالقرب من مشفى جاسم الوطني في ريف محافظة درعا الشمالي، دون وقوع أضرار بشرية. وقد انفجرت العبوة في أثناء مرور سيارة مدنية كان يعتقد أنها تابعة للجيش السوري، ما أدى لاستنفار الجيش وتمشيط المنطقة.


مقالات ذات صلة

بيدرسن: من الضروري عدم جر سوريا إلى النزاع في المنطقة

المشرق العربي لقاء صباغ وبيدرسن في مقر وزارة الخارجية السورية 24 نوفمبر 2024 (حساب الوزارة على فيسبوك)

بيدرسن: من الضروري عدم جر سوريا إلى النزاع في المنطقة

لم تصدر أي تفاصيل حول نتائج لقاء الموفد الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، الأحد، مع وزير الخارجية السوري بسام الصباغ في دمشق.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية أحد مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا (إعلام تركي)

تراجع أعداد اللاجئين السوريين في تركيا لأقل من 3 ملايين

تراجعت أعداد اللاجئين السوريين الخاضعين لنظام الحماية المؤقتة في تركيا إلى أقل من 3 ملايين لاجئ.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي تشييع اثنين من ضحايا هجوم تدمر في الحطابية بمحافظة حمص الجمعة (متداولة)

بعد هجوم تدمر... قيادات إيرانية تتحرك من سوريا نحو العراق

أنباء عن مغادرة قياديين في «الحرس الثوري الإيراني» وميليشيات تابعة لإيران، الأراضي السورية متجهة إلى العراق؛ خشية تعرضهم للاستهداف.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي رجال أمن وإنقاذ في موقع استهدفته غارة إسرائيلية في دمشق (أرشيفية - أ.ب)

تحذير أممي من انزلاق سوريا إلى «حريق إقليمي واسع»

رأت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، نجاة رشدي، أن منطقة الشرق الأوسط تشهد «خطراً عميقاً»، ودعت إلى «عمل حاسم» لمنع انزلاق سوريا إلى «حريق إقليمي».

علي بردى (واشنطن)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان متحدثاً في البرلمان التركي (الخارجية التركية)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام في سوريا

أوضح وزير الخارجية التركي فيدان أن الرئيس السوري لا يريد السلام في سوريا، وحذر من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية أستانة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

TT

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)
سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

لم تكشف التحقيقات الأولية الأردنية، بشأن الهجوم المسلح الذي وقع قرب السفارة الإسرائيلية بمنطقة الرابية في عمّان، وصنفته الحكومة «إرهابياً»، حتى مساء الأحد، عن ارتباطات تنظيمية لمُنفذه، ما رجحت معه مصادر أمنية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، أن يكون «عملاً فردياً ومعزولاً وغير مرتبط بتنظيمات».

وكان مسلح أطلق النار، فجر الأحد، على دورية شرطة تابعة لجهاز الأمن العام الأردني، وانتهى الهجوم بمقتل المنفذ بعد ساعات من الملاحقة، ومقاومته قوات الأمن بسلاح أتوماتيكي، ما أسفر عن إصابة ثلاثة عناصر أمنية.

وذهبت المصادر الأردنية إلى أن «(الهجوم الإرهابي) لم يؤكد نوايا المنفذ، إذ بادر بإطلاق النار على دورية أمن عام كانت موجودة في المنطقة التي تشهد عادة مظاهرات مناصرة لغزة».

أردنيون يُلوحون بالأعلام خلال احتجاج خارج السفارة الإسرائيلية في عمان على خلفية حرب غزة (أ.ف.ب)

وأفادت معلومات نقلاً مصادر قريبة من عائلة المنفذ، بأنه «ينتمي لعائلة محافظة وملتزمة دينياً، تسكن إحدى قرى محافظة الكرك (150 كيلومتراً جنوب عمّان)، وأن الشاب الذي يبلغ من العمر (24) عاماً، قُتل بعد مطاردة بين الأحياء السكنية، وهو صاحب سجل إجرامي يتعلق بتعاطي المخدرات وحيازة أسلحة نارية، وقيادة مركبة تحت تأثير المخدر».

«عمل معزول»

ووصفت مصادر أمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» الحادث بأنه «عمل فردي ومعزول وغير مرتبط بتنظيمات»، وأضافت المصادر أن التحقيقات الأولية أفادت بأن المهاجم تحرك «تحت تأثير تعاطي مواد مخدرة، وقد تم ضبط زجاجات ومواد حارقة، الأمر الذي يترك باب السؤال مفتوحاً عن هدف منفذ العملية ودوافعه».

وذكّرت عملية فجر الأحد بحدث مشابه نفذه «ذئب منفرد» لشاب اقتحم مكتب مخابرات عين الباشا شمال العاصمة، وقتل 5 عناصر بمسدس منتصف عام 2016، الأمر الذي يضاعف المخاوف من تحرك فردي قد يسفر عن وقوع أعمال إرهابية تستهدف عناصر أمنية.

وكشف بيان صدر عن «جهاز الأمن العام»، صباح الأحد، عن أن «مطلق الأعيرة النارية باتجاه رجال الأمن في منطقة الرابية، مطلوب ولديه سجل جرمي سابق على خلفية قضايا جنائية عدة من أبرزها قضايا المخدرات».

وذكر البيان الأمني الذي جاء على لسان مصدر أن «من بين القضايا المسجلة بحق هذا الشخص حيازة المخدرات وتعاطيها، وفي أكثر من قضية، والقيادة تحت تأثير المواد المخدرة، وإلحاق الضرر بأملاك الغير، ومخالفة قانون الأسلحة النارية والذخائر».

دورية أمنية أردنية تتحرك يوم الأحد قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

ولفت البيان إلى أن «منفذ العمل الإرهابي كان قد بادر وبشكل مباشر بإطلاق الأعيرة النارية تجاه عناصر دورية أمنية (نجدة) كان توجد في المكان قاصداً قتل أفرادها بواسطة سلاح أوتوماتيكي كان مخبئاً بحوزته، إضافةً إلى عدد من الزجاجات والمواد الحارقة».

«الدفاع عن النفس»

وأضاف البيان أن «رجال الأمن اتخذوا الإجراءات المناسبة للدفاع عن أنفسهم وطبقوا قواعد الاشتباك بحرفية عالية، للتعامل مع هذا الاعتداء الجبان على حياتهم وعلى حياة المواطنين من سكان الموقع»، موضحاً أن «رجال الأمن المصابين قد نُقلوا لتلقي العلاج، وهم في حالة مستقرة الآن بعد تأثرهم بإصابات متوسطة، وأن التحقيقات متواصلة حول الحادث».

وعدَّ الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، الوزير محمد المومني، في تصريحات عقب الهجوم أنه «اعتداء إرهابي على قوات الأمن العام التي تقوم بواجبها»، مؤكداً أن «المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن العام سيقابل بحزم لا هوادة فيه وقوة القانون وسينال أي مجرم يحاول القيام بذلك القصاص العادل».

ولفت المومني إلى أن «الاعتداء قام به شخص خارج عن القانون، ومن أصحاب سجلات إجرامية ومخدرات، وهي عملية مرفوضة ومدانة من كل أردني»، مشيراً إلى أن «التحقيقات مستمرة حول الحادث الإرهابي الآثم لمعرفة كل التفاصيل والارتباطات وإجراء المقتضيات الأمنية والقانونية بموجبها».