بعد ساعات من التوتر والعنف، فرضت السلطات العراقية حظر تجول في مدينة كركوك (شمال بغداد)، على خلفية احتكاك عنيف بين عناصر أمن ومتظاهرين كرد طالبوا بإعادة افتتاح مقر للحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي أصدر رئيسه مسعود بارزاني، بياناً شديد اللهجة، ضد من وصفهم بمثيري الفتنة.
وجاء حظر التجول بعد ورود تقارير أفادت بقيام قوة أمنية بفتح النار على متظاهرين كرد وسط المدينة. وقال تلفزيون «كردستان 24»، إنَّ «مظاهرة اندلعت بعد قيام أنصار الحشد الشعبي بإغلاق الطريق، احتجاجاً على استعادة الحزب الديمقراطي الكردستاني مقراته في كركوك». وأفادت مصادر ميدانية وطبية بأنَّ شخصاً واحداً على الأقل قتل وأصيب آخرون خلال إطلاق النار، فيما يقول مسؤولون محليون إنَّ الحظر منع حرباً أهلية داخل المدينة.
وبينما قال بيان عسكري إنَّ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، «وجَّه القطعات الأمنية في كركوك بأخذ دورها في بسط الأمن وفرض سلطة القانون باتجاه مثيري الشغب في المحافظة»، دعا مسعود بارزاني، السوداني، إلى التدخل لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المدينة، مشيراً إلى أنَّ «من يسفك الدماء سيدفع ثمناً باهظاً».
اللافت أنَّ هذا التصاعد في التوتر بين الأوساط السياسية يأتي في ظل معلومات تفيد بأنَّ أميركا تتَّجه لغلق الحدود بين العراق وسوريا، وهو ما أثار حفيظة إيران والموالين لها في البلدين.
من ناحية ثانية، وضع السوداني ونائب الرئيس الإيراني محمد مخبر، أمس، حجر الأساس لمشروع الربط السككي مع إيران، وسط تباين بين الجانبين حول الهدف منه. فبينما أكد السوداني أن المشروع سيخصص لنقل المسافرين فقط، تناقلت وسائل الإعلام العراقية على نطاق واسع تصريحات مخبر، التي يقول فيها إنَّ الاتفاقية تتضمن نقل البضائع بين البلدين.