شكوى إسرائيلية ضد «حزب الله» في مجلس الأمن

عناصر من «حزب الله» خلال المناورات التي أجراها بالجنوب في 21 مايو الماضي (د.ب.أ)
عناصر من «حزب الله» خلال المناورات التي أجراها بالجنوب في 21 مايو الماضي (د.ب.أ)
TT

شكوى إسرائيلية ضد «حزب الله» في مجلس الأمن

عناصر من «حزب الله» خلال المناورات التي أجراها بالجنوب في 21 مايو الماضي (د.ب.أ)
عناصر من «حزب الله» خلال المناورات التي أجراها بالجنوب في 21 مايو الماضي (د.ب.أ)

بينما يجري جيشها تدريبات ضخمة على مواجهة إيران وأذرعها في لبنان وسوريا وقطاع غزة، في حرب متعددة الجبهات، قدمت إسرائيل شكوى رسمية إلى مجلس الأمن ضد «حزب الله» بسبب المناورة العسكرية، التي أجراها قرب الحدود قبل نحو أسبوع.

وقال السفير الإسرائيلي، جلعاد إردان، الذي قدم الشكوى أيضاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن «تدريبات حزب الله جرت بالذخيرة الحية، وبمشاركة 700 مقاتل، وبشكل علني وتظاهري في الجنوب اللبناني بالقرب من الحدود مع إسرائيل، وتم خلالها التعاطي مع سيناريوها معادية لإسرائيل، منها التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية واختطاف جنود أو مواطنين إسرائيليين».

وأضاف إردان: «هذه السيناريوهات تتحدث بوضوح عن نية مكشوفة لخرق قرارَي مجلس الأمن الدولي رقمَي 1559 و1701»، ليدعو الأمم المتحدة إلى العمل بأدواتها ومؤسساتها كلها لحماية القرارين. وقال إن «على حكومة لبنان أن تمارس سيادة الدولة على أراضيها، ومنع حزب الله من تحويل لبنان إلى قاعدة إرهابية». وحذر من أنّ «استفزازات حزب الله ستؤدي إلى نتائج مدمرة للمنطقة كلها»، ثم هدد بأن «إسرائيل ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن مواطنيها وسيادتها».

يذكر أن الجيش الإسرائيلي بدأ، يوم الاثنين، مناورات عسكرية مستمرة حتى اليوم، وستستغرق نحو أسبوعين. وقد حضر إلى إسرائيل، القائد العام للقيادة المركزية لجيش الولايات المتحدة في الشرق الأدنى، (CENTCOM)، الجنرال مايكل كوريلا، وتابع المناورات في أيامها الثلاثة الأولى، مع رئيس الأركان الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي.

جنود إسرائيليون يعاينون قنبلة مولوتوف ألقيت باتجاههم من قبل لبنانيين عبر الحدود في 25 مايو الماضي (أ.ب)

وتجري المناورات على مستوى القيادة العامة للجيش الإسرائيلي، وقد تقرر إطلاق اسم «القبضة الساحقة» عليها، وهي تحاكي القتال متعدد الجبهات جواً، وبحراً، وبراً، وعبر السبكتروم والفضاء الإلكتروني السايبر. ويتم فيها اختبار مدى جاهزية الجيش لخوض معركة طويلة الأمد وكثيفة، تُطلق خلالها آلاف الصواريخ على الجبهة الداخلية، وتنفذ محاولات خلايا مسلحين اجتياح الأراضي الإسرائيلية وخطف جنود أو مواطنين. وسيتم خلالها فحص مدى قدرة القوات على التنسيق فيما بينها لمواجهة حرب متعددة الجبهات، تشمل جبهة لبنان وسوريا، وقطاع غزة والضفة الغربية.

وحسب الناطق بلسان الجيش فإن المشاركين في المناورات هم قوات من الخدمة النظامية والاحتياط، من قيادات المناطق العسكرية، والأسلحة والهيئات كافة. ولكن يتم التركيز فيها على قيادة المنطقة الشمالية، حيث يتم التركيز خلال الأسبوع الأول على تمرين فرقة «الجليل» (91)، وخلال الأسبوع الثاني على تمرين فرقة «غاعش» (36).


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تطلب رأي «العدل الدولية» حول التزامات إسرائيل بشأن المساعدات للفلسطينيين

شؤون إقليمية صورة أرشيفية لجلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

الأمم المتحدة تطلب رأي «العدل الدولية» حول التزامات إسرائيل بشأن المساعدات للفلسطينيين

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس، على مشروع قرار لطلب رأي محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل بتسهيل المساعدات للفلسطينيين من المنظمات الدولية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية جنديان إسرائيليان يحرسان معبراً في غزة الخميس (أ.ب)

جنود إسرائيليون يعترفون: قتلنا أطفالاً فلسطينيين ليسوا إرهابيين

تحقيق صحافي نشرته صحيفة «هآرتس»، الخميس، جاء فيه أن قوات الاحتلال المرابطة على محور «نتساريم»، رسموا خطاً واهياً، وقرروا حكم الموت على كل من يجتازه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيان ينقلان بسيارة إسعاف جثث قتلى سقطوا بضربة إسرائيلية في جباليا الخميس (أ.ف.ب)

مقتل العشرات بهجمات في قطاع غزة

تستغل إسرائيل المماطلة بإبرام اتفاق لوقف النار في قطاع غزة لشن هجمات تُودي بحياة العشرات كل يوم.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون بالقرب من معبر كرم أبو سالم في الخميس 19 ديسمبر 2024 (أ.ب)

جنود إسرائيليون يكشفون عن عمليات قتل عشوائية في ممر نتساريم بغزة

يقول جنود إسرائيليون خدموا في قطاع غزة، لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إنه «من بين 200 جثة (لأشخاص أطلقوا النار عليهم)، تم التأكد من أن 10 فقط من أعضاء (حماس)».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينية تطعم طفلة مصابة بالضمور وسوء التغذية في مخيم للنازحين بدير البلح... الأربعاء (د.ب.أ)

مصيدة الموت في غزة تخلّف معاناة لأجيال

منظمة «أطباء بلا حدود» تشير إلى أن الظروف المعيشية اللاإنسانية في قطاع غزة سيبقى أثرها على مدى أجيال.

«الشرق الأوسط» (باريس)

مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: مقتل أكثر من 700 في حصار الفاشر بالسودان

مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (إ.ب.أ)
مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (إ.ب.أ)
TT

مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: مقتل أكثر من 700 في حصار الفاشر بالسودان

مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (إ.ب.أ)
مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (إ.ب.أ)

قال فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الجمعة، إن أكثر من 700 شخص قتلوا بمدينة الفاشر السودانية منذ مايو (أيار)، مناشداً «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية رفع الحصار عن المدينة.

وأضاف تورك في بيان أن «الحصار والقتال المستمرين دون هوادة يدمران حياة الناس كل يوم على نطاق واسع».

وتابع: «لا يمكن أن يستمر هذا الوضع المقلق، يجب على (قوات الدعم السريع) إنهاء هذا الحصار المروع».

أرشيفية لسوق مدمرة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور جراء المعارك (أ.ف.ب)

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنها وثّقت مقتل ما لا يقل عن 782 مدنياً، وإصابة أكثر من 1143 منذ مايو، مشيرة إلى أدلة تستند جزئياً إلى مقابلات مع الفارين من المنطقة.

وأوضحت أن القتلى والمصابين سقطوا جراء القصف المتكرر والمكثف من جانب «قوات الدعم السريع» لمناطق سكنية مكتظة بالسكان، إضافة إلى الغارات الجوية المتكررة من جانب قوات الجيش السوداني.

وقالت مفوضية حقوق الإنسان إن مثل هذه الهجمات على المدنيين قد تصل إلى حد جرائم الحرب. ونفى الجانبان مراراً تعمُّد مهاجمة المدنيين، وتبادلا الاتهامات باستهدافهم في الفاشر ومحيطها.

واندلع الصراع بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» قبل أكثر من 18 شهراً، ما تسبَّب في أزمة إنسانية حادة، شملت نزوح أكثر من 12 مليون شخص عن منازلهم، في وقت تواجه فيه وكالات الأمم المتحدة صعوبات في تقديم الإغاثة.

آثار قصف سابق على مدينة الفاشر (مواقع التواصل)

والفاشر واحدة من أكثر خطوط المواجهة احتداماً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه، الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

ويخشى المراقبون من أن يؤدي انتصار «قوات الدعم السريع» هناك إلى هجمات انتقامية على أساس عرقي كما حدث في ولاية غرب دارفور العام الماضي.

صورة من الدمار الذي خلَّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال سكان محليون إن «قوات الدعم السريع» هاجمت في وقت سابق من هذا الشهر المستشفى الرئيسي، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص على الأقل.

كما تعرض مخيم زمزم القريب -حيث يقول الخبراء إن هناك مجاعة بين سكانه الذين يزيد عددهم على نصف مليون شخص- لنيران مدفعية «قوات الدعم السريع» خلال الأسبوعين الماضيين، ما أجبر الآلاف على الفرار من المخيم.