«التعاون الخليجي»: كارثة غزة الإنسانية تتطلب مضاعفة دعم «الأونروا»

البديوي عدَّ الوكالة شريان حياة لمئات الآلاف من الفلسطينيين

جاسم البديوي خلال مشاركته في الاجتماع رفيع المستوى لـ«الأونروا» الخميس (مجلس التعاون)
جاسم البديوي خلال مشاركته في الاجتماع رفيع المستوى لـ«الأونروا» الخميس (مجلس التعاون)
TT

«التعاون الخليجي»: كارثة غزة الإنسانية تتطلب مضاعفة دعم «الأونروا»

جاسم البديوي خلال مشاركته في الاجتماع رفيع المستوى لـ«الأونروا» الخميس (مجلس التعاون)
جاسم البديوي خلال مشاركته في الاجتماع رفيع المستوى لـ«الأونروا» الخميس (مجلس التعاون)

أكّد جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، أن الكارثة الإنسانية في غزة تتطلب مضاعفة الجهود الدولية لدعم «الأونروا»، ومواجهة انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلية ضدها، عادًّا الوكالة «شريان حياة لمئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة والضفة».

كلام الأمين العام للمجلس جاء خلال مشاركته في الاجتماع رفيع المستوى لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بمدينة نيويورك، الخميس، وذلك على هامش اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وشدَّد البديوي على التزام دول الخليج بمواصلة الوقوف إلى جانب «الأونروا» ودعمها على جميع المستويات؛ انطلاقاً من الموقف الثابت للمجلس في مساندة الشعب الفلسطيني وحقه في حياة كريمة، إلى حين التوصل لحل عادل وشامل لقضيته وإنهاء معاناته.

جانب من الاجتماع رفيع المستوى لـ«الأونروا» على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة (مجلس التعاون)

وأضاف أن المجلس يضم صوته إلى الأمم المتحدة في الدعوة لتكثيف جهود المجتمع الدولي ومؤسساته، وتقديم جميع أشكال الدعم للوكالة حتى تتمكن من مواصلة دورها الإنساني النبيل في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.

وأشار الأمين العام إلى أن الدور الحيوي للوكالة يزداد أهمية في ظل الظروف الإنسانية بالغة الصعوبة التي يمر بها الفلسطينيون، ولا سيما قطاع غزة الذي يشهد كارثة إنسانية تتطلب مضاعفة الجهود لتقديم المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة.

التزام خليجي بالوقوف إلى جانب «الأونروا» ودعمها على المستويات كافة (مجلس التعاون)

ولفت إلى أن العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة أدى إلى تدمير البُنى التحتية والمدارس والمستشفيات، ما جعل مئات الآلاف من الفلسطينيين يعتمدون بشكل أساسي على خدمات «الأونروا» باعتبارها شريان حياة لهم.

ونبَّه البديوي إلى أن معاناة المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية تتفاقم هي الأخرى جراء التصعيد والانتهاكات اليومية، مؤكداً مضي مجلس التعاون في التزامه تجاه دور الوكالة، و«على المجتمع مضاعفة جهوده ومساهماته لدعم هذه المنظمة الأممية الحيوية».​


مقالات ذات صلة

الاقتصاد العُماني يحافظ على تضخم آمن... ويسجل نمواً يفوق التوقعات

الاقتصاد العاصمة العمانية مسقط (الشرق الأوسط)

الاقتصاد العُماني يحافظ على تضخم آمن... ويسجل نمواً يفوق التوقعات

أكدت وزارة الاقتصاد العُمانية أن معدل التضخم في سلطنة عُمان يظل مستقراً عند مستوى معتدل، وهو منخفض بشكل ملموس مقارنة بمعدل النمو الاقتصادي الفعلي.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الخليج ناقش الاجتماع الوزاري تعزيز مسيرة التعاون الأمني المشترك (واس)

وزراء داخلية الخليج يناقشون تعزيز التعاون الأمني

ناقش وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم الـ42 بالكويت، الأربعاء، الموضوعات التي من شأنها الإسهام في تعزيز مسيرة التعاون الأمني المشترك.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
خاص جانب من منطقة الخليج التجاري في العاصمة البحرينية المنامة (الشرق الأوسط)

خاص البحرين تعزز استراتيجيتها السياحية وسط قفزة بـ35 % في الاستثمارات لعام 2025

أكدت فاطمة الصيرفي، وزيرة السياحة في البحرين، أن المملكة تواصل ترسيخ مكانتها بوصفها وجهة سياحية بحرية وثقافية بالمنطقة، مدفوعة باستراتيجية القطاع (2022 - 2026).

مساعد الزياني (المنامة)
عالم الاعمال «آركابيتا» تعلن عن استثمار أكثر من مليار دولار في عقارات صناعية ولوجيستية دولية

«آركابيتا» تعلن عن استثمار أكثر من مليار دولار في عقارات صناعية ولوجيستية دولية

أعلنت اليوم «آركابيتا غروب هولدنغز ليمتد» (آركابيتا) أنها تخطط لاستثمار أكثر من مليار دولار في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة.

«الشرق الأوسط» (المنامة)
الاقتصاد صورة ظلية للمندوبين أمام شاشة أثناء حضورهم الجلسة الافتتاحية لمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أ.ب)

قادة الطاقة في «أديبك»: الطلب على النفط لم يبلغ ذروته بعد

أجمع مسؤولون وقيادات بارزة في قطاع الطاقة العالمي، خلال مشاركتهم في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك)، على أن أسواق النفط العالمية تسير في مسار إيجابي.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

ولي العهد السعودي يتلقى رسالة من الرئيس الإيراني

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (واس)
TT

ولي العهد السعودي يتلقى رسالة من الرئيس الإيراني

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (واس)

تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، رسالة خطية، من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان. تسلم الرسالة الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، خلال استقباله بالوزارة، الاثنين، علي رضا رشيديان رئيس «منظمة الحج والزيارة الإيرانية»، حيث بحثا عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وزير الداخلية السعودي لدى تسلمه الرسالة من رئيس «منظمة الحج والزيارة الإيرانية» (واس)

حضر الاستقبال من الجانب السعودي، الدكتور هشام الفالح مساعد الوزير، ومحمد المهنا وكيل الوزارة للشؤون الأمنية، والفريق محمد البسامي مدير الأمن العام، واللواء خالد العروان مدير عام مكتب الوزير للدراسات والبحوث، وأحمد العيسى مدير عام الشؤون القانونية والتعاون الدولي، وخالد الصيخان أمين لجنة الحج العليا. كما حضره من الجانب الإيراني، علي رضا عنايتي السفير لدى السعودية.


تصريحات ترمب عن السعودية تتجاوز صياغة البروتوكول المألوفة

الأمير محمد بن سلمان والرئيس دونالد ترمب لدى زيارة الأخير إلى الرياض 13 مايو 2025 (أ.ب)
الأمير محمد بن سلمان والرئيس دونالد ترمب لدى زيارة الأخير إلى الرياض 13 مايو 2025 (أ.ب)
TT

تصريحات ترمب عن السعودية تتجاوز صياغة البروتوكول المألوفة

الأمير محمد بن سلمان والرئيس دونالد ترمب لدى زيارة الأخير إلى الرياض 13 مايو 2025 (أ.ب)
الأمير محمد بن سلمان والرئيس دونالد ترمب لدى زيارة الأخير إلى الرياض 13 مايو 2025 (أ.ب)

في الثقافة السياسية الأميركية، يحمل تصريح الرئيس دونالد ترمب بأن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «ليست مجرد اجتماع، بل إننا نكرّم السعودية وولي العهد» دلالات تتجاوز الصياغات البروتوكولية المألوفة في البيت الأبيض، ويعكس رغبة في إظهار مستوى استثنائي من الاحترام السياسي وتأكيد مكانة الرياض في حسابات واشنطن.

يقول المحلل السياسي السعودي فيصل الشمري إن هذا النوع من التصريحات في السياق الأميركي يحمل إشارة واضحة إلى أن الضيف ليس مجرد شريك سياسي، بل شخصية يُنظر إليها داخل واشنطن باعتبارها فاعلاً مركزياً في الملفات التي تهم الولايات المتحدة.

وأضاف الشمري الذي قضى أكثر من أربعة عقود في الولايات المتحدة، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنه «حين يستخدم رئيس أميركي كلمة honor (وتعني الفخر) بهذا الشكل، فهو يضفي على الزيارة طابعاً احتفالياً يعكس تقديراً شخصياً وسياسياً، ويبعث رسالة للنخبة الأميركية بأن العلاقة مع الضيف تتجاوز التعاملات التقليدية إلى مستوى الشراكة الخاصة».

ومن المنتظر أن يحظى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بحفل استقبال ضخم مع فرق موسيقية عسكرية، ويعقد اجتماعاً ثنائياً، في المكتب البيضاوي، وعشاء رسمياً مع بعض من أقوى المسؤولين التنفيذيين في أميركا، وفقاً لقناة «سي إن إن» الأميركية.

من جانبه، يؤكد الدكتور حمدان الشهري، المحلل السياسي السعودي، أن تصريح ترمب يبرز أهمية شخصية ولي العهد المحورية. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن ذلك يعد «دليلاً على أهمية السعودية وولي العهد على المستويين الإقليمي والدولي».

وتابع: «التكريم يُظهر أيضاً أن هنالك عملاً كبيراً واتفاقيات عديدة سيتم توقيعها، بما يجعل المملكة نقطة بداية ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط، بل على المستوى العالمي».

تاريخياً، تنظر واشنطن إلى «لغة التكريم» باعتبارها أداة سياسية بقدر ما هي بروتوكولية، فهي تعطي الرئيس مساحة للتعبير عن اصطفافه مع شريك مهم، وتُظهر للجمهور الداخلي أن الإدارة الأميركية تتعامل مع الرياض كقوة إقليمية محورية، لا كدولة تستقبلها في إطار العلاقات الروتينية.

ولي العهد السعودي مستقبلاً الرئيس الأميركي خلال وصول الأخير الرياض في مايو 2025 (رويترز)

وعن كيفية تلقي السعوديين لهذا التكريم الرفيع من الإدارة الأميركية، يرى فيصل الشمري أن «هذا يندرج في إطار توكيد مكانة ولي العهد في العلاقات مع واشنطن، وإظهار أن الوزن السياسي للمملكة معترف به على أعلى المستويات».

وتابع بقوله: «كما يعزز صورة السعودية كشريك أساسي في الملفات الاقتصادية والأمنية، ويمنح الزيارة بعداً سياسياً يخدم أهدافها في إبراز الثقل الإقليمي والدولي للمملكة».

وبالنظر إلى تاريخ العلاقات السعودية – الأميركية الممتد لأكثر من ثمانية عقود، يتضح أن الرياض عكست الضيافة العربية العريقة عندما استقبلت الرئيس ترمب في أول زيارة خارجية له عام 2017، وذلك عبر مراسم استقبال تتجاوز البروتوكول المعتاد باعثة رسالة واضحة بأن المملكة تقدّر شريكها الاستراتيجي، وتعرف كيف تُظهر هذا التقدير بلغتها الثقافية الخاصة.

الأمير محمد بن سلمان والرئيس دونالد ترمب لدى زيارة الأخير إلى الرياض 13 مايو 2025 (أ.ب)

وبحسب مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى السابقة باربرا ليف، فإن الأمير محمد بن سلمان جعل بلاده «من أكثر الدول ديناميكية في الشرق الأوسط من حيث تفكيرها المستقبلي»، وهو «يهيئها لعقود، إن لم يكن لقرن».

وتعطي زيارة ولي العهد للولايات المتحدة التي تتكئ على إرث طويل من الشراكة التي تأسست منذ لقاء الملك عبد العزيز والرئيس روزفلت على متن «يو إس إس كوينسي» عام 1945، بُعداً جديداً لتحالف ظلّ قائماً رغم التحولات الدولية الكبرى.

ويعتقد مسؤولون من البلدين أن لغة التكريم الاستثنائية للأمير محمد بن سلمان تعكس نظرة واشنطن إلى الزيارة بوصفها محطة جديدة في مسار هذا التحالف، في وقت تستعد فيه الدولتان لمرحلة من التعاون تمتد إلى مجالات الدفاع والتكنولوجيا والطاقة والاستثمار.


ولي العهد السعودي يغادر إلى واشنطن

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (واس)
TT

ولي العهد السعودي يغادر إلى واشنطن

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (واس)

غادر الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الاثنين، إلى الولايات المتحدة، في زيارة عمل رسمية، بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، واستجابة للدعوة المقدمة له من الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال الديوان الملكي السعودي في بيان، إن الأمير محمد بن سلمان سيلتقي خلال الزيارة بالرئيس ترمب، لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتنظر الدوائر السياسية الأميركية إلى زيارة ولي العهد السعودي بوصفها حدثاً استراتيجياً بالغ الأهمية يُعيد تشكيل عمق علاقات البلدين، ويُعزّز الشراكات الاقتصادية والأمنية بين الحليفين التاريخيين.

ويستعد البيت الأبيض بكثير من الاهتمام لهذه الزيارة، التي تشمل جميع مظاهر زيارات الدولة، بما في ذلك مراسم استقبال صباحية واجتماعات في المكتب البيضاوي وحفل عشاء رسمي.

وقال ترمب، مساء الجمعة، خلال توجّهه إلى فلوريدا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، إن هذه الزيارة «أكثر من مُجرّد لقاء... نحن نُكرّم المملكة العربية السعودية وولي العهد».

ووسط متغيرات المنطقة وتطلعات البلدين، رجح محللان سعوديان تصاعد مخرجات زيارة الأمير محمد بن سلمان، إلى واشنطن، التي تأتي في توقيت لافت لتاريخ العلاقات ذات العقود التسعة.

وتتمثل أبرز العناوين في تعزيز العلاقات الثنائية ورفعها إلى آفاق أوسع، وملفات واسعة الطموح يرنو الجانبان إلى إنجازها بعد عديد من المباحثات بين الجانبين خلال الفترة الماضية، إلى جانب أزمات المنطقة التي يتشارك الطرفان في أهمية معالجتها بالحلول السلمية.

ويبرز دور مجلس الأعمال الأميركي السعودي كجسر استراتيجي بين القطاعين العام والخاص في البلدين، مهمته تحويل الأهداف المشتركة إلى شراكات اقتصادية دائمة ومشاريع استثمارية فاعلة.

وتوقَّع الرئيس التنفيذي للمجلس، تشارلز حلّاب، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن تعزز هذه الزيارة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين من خلال دفع عجلة التعاون في القطاعات الرئيسية المحورية لـ«رؤية السعودية 2030»، بما في ذلك الدفاع والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وصناعات جودة الحياة.