رفض إسلامي وعربي لتصريحات نتنياهو... والتزام سعودي بحل الدولتين

مراقبون عدُّوها «لصرف النظر عن جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين»

قافلة مساعدات للفلسطينيين في رفح الأسبوع الماضي (رويترز)
قافلة مساعدات للفلسطينيين في رفح الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

رفض إسلامي وعربي لتصريحات نتنياهو... والتزام سعودي بحل الدولتين

قافلة مساعدات للفلسطينيين في رفح الأسبوع الماضي (رويترز)
قافلة مساعدات للفلسطينيين في رفح الأسبوع الماضي (رويترز)

أكّد مراقبون لـ«الشرق الأوسط» أن البيان الذي أصدرته الخارجية السعودية فجر الأحد، بشأن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول تهجير الفلسطينيين من أرضهم، يعبِّر عن تقدير سعودي عالٍ للمواقف التي شدّدت على مركزية القضية الفلسطينية لدى الدول العربية والإسلامية.

وشدّدت السعودية على «رفضها القاطع» لتصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وعدَّتها تستهدف «صرف النظر عن الجرائم المتتالية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأشقاء الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي»، مثمّنة في الوقت نفسه ما أعلنته «الدول الشقيقة» من شجب واستهجان ورفض تام، حيال ما صرَّح به نتنياهو بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مشيرة إلى أن هذه العقلية المتطرفة المحتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين الشقيق، وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بهذه الأرض.

 

 

وأكدت السعودية أن «الشعب الفلسطيني الشقيق صاحب حق في أرضه، وليسوا دخلاء عليها أو مهاجرين إليها يمكن طردهم متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم»، ولفتت إلى أن «أصحاب هذه الأفكار المتطرفة هم الذين منعوا قبول إسرائيل للسلام، من خلال رفض التعايش السلمي، ورفض مبادرات السلام التي تبنَّتها الدول العربية، وممارسة الظلم بشكل ممنهج تجاه الشعب الفلسطيني، لمدة تزيد على 75 عاماً، غير آبهين بالحق والعدل والقانون والقيم الراسخة في ميثاق الأمم المتحدة، ومن ذلك حق الإنسان في العيش بكرامة على أرضه».

ورفضت السلطة الفلسطينية وعدد من الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأدانت -في بيانات- تصريحات تلفزيونية لنتنياهو، كما ردّت السعودية من جانبها بأن «حق الشعب الفلسطيني الشقيق سيبقى راسخاً»، ولن يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن، وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل، والقبول بمبدأ التعايش السلمي، من خلال «حل الدولتين».

آخر قمة عربية إسلامية في الرياض أكَّدت أهمية تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة (د.ب.أ)

وأكّد الكاتب عبد اللطيف الملحم لـ«الشرق الأوسط»، أن التفاعل الدبلوماسي العربي مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي يشير إلى محوريّة القضية الفلسطينية، وعَدَّ أن التنسيق بين السعودية والدول العربية -سواءً على الصعيد الثنائي، أو المنظمات على غرار جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي- يتعزّز من خلال الحوار المستمر وتنسيق المواقف المشتركة؛ ولا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

ونوّه الملحم على ضرورة تفويت الفرصة على من يستهدف «صرف النظر عن الجرائم المتتالية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي»، وقال إن مثل هذه التصريحات يمكنها أن تشغل الرأي العام في المنطقة والعالم عن الموضوع الأساسي، وهو التطهير العرقي الذي يلوح في الأفق ضد الفلسطينيين، وتحديداً سكّان غزة.

من جهته، أشار أحمد آل إبراهيم (وهو محلل سياسي سعودي متخصّص في الشؤون الأميركية) إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سعى إلى استغلال الإعلام الأميركي كمنصة لتسويق أفكار يظن أنه يستطيع من خلالها تشكيل ضغط موجّه ضد السعودية، غير أن الموقف السعودي المباشر والصريح في «بيان الفجر» وضع حدّاً لأي تأويلات أخرى يسعى لها رئيس الوزراء الإسرائيلي وغيره. وفقاً لآل إبراهيم.

وجاء البيان السعودي، الأحد، غداة الإعلان عن قمة عربية طارئة تستضيفها العاصمة المصرية القاهرة، في 27 فبراير (شباط) الحالي، لبحث التطورات «المستجدة والخطيرة» للقضية الفلسطينية، وأعلنت الخارجية المصرية في بيان أن القمة تأتي «بعد التنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالي للقمة العربية، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وكذلك بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر، وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك دولة فلسطين التي طلبت عقد القمة، وذلك لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية».

والأربعاء، شدّد بيان للخارجية السعودية على ثبات الموقف السعودي تجاه قيام الدولة الفلسطينية، وأن موقف الرياض «راسخ وثابت لا يتزعزع، وأكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، هذا الموقف، بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال» وعلى أن السعودية لن تقيم علاقات مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية.

ولقي البيان السعودي الذي جاء بعد نحو 60 دقيقة من تصريحات لافتة للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي، الثلاثاء، في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، إشادة واسعة، ورحَّب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في بيان «بالمواقف الأخوية الصادقة التي تصدر تباعاً عن قيادة السعودية الشقيقة، الرافضة للاستيطان والضم والتهجير»، والمتمسكة «بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة»؛ مثمّناً في الوقت ذاته «المواقف السعودية الشجاعة والمشرِّفة، إلى جانب الدعم الكبير الذي تقدمه السعودية للشعب الفلسطيني، وآخره المساعدات الإنسانية المستمرة لقطاع غزة، إضافة إلى الدعم المتواصل للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وتأسيس التحالف الدولي لحشد الاعتراف بدولة فلسطين، وعقد المؤتمر الدولي للسلام في يونيو (حزيران) المقبل».


مقالات ذات صلة

«الأونروا» تدعو إلى «رفع الحصار» عن غزة مع تناقص المساعدات الإنسانية

المشرق العربي فتيات فلسطينيات يتزاحمن للحصول على الطعام في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ب)

«الأونروا» تدعو إلى «رفع الحصار» عن غزة مع تناقص المساعدات الإنسانية

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، الأحد، إن الإمدادات الإنسانية الأساسية المتاحة بقطاع غزة تتناقص.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون لتناول وجبة الإفطار في بيت لاهيا ويظهر خلفهم منازل ومسجد مدمر (إ.ب.أ)

غارات إسرائيلية على غزة تزيد من هشاشة الهدنة السارية في القطاع

أعلن الدفاع المدني ووزارة الصحة التابعة في غزة مقتل تسعة فلسطينيين، بينهم إعلاميون، في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا في شمال غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أوروبا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي (أ.ف.ب)

بريطانيا: على إسرائيل إنهاء منع وصول المساعدات والكهرباء لغزة

كشف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، اليوم السبت، أنه بحث مع وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الوضع «المروع» في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي فلسطينيون يسيرون وسط أنقاض المنازل والمباني المدمرة في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ب) play-circle

9 قتلى بينهم صحافيان بقصف إسرائيلي على بيت لاهيا

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن تسعة فلسطينيين على الأقل قتلوا، بينهم صحافيان محليان، وأصيب آخرون، اليوم السبت، في غارة جوية إسرائيلية على غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يسيرون وسط أنقاض المنازل والمباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ب)

غزة: بلدية رفح توقف تزويد الآبار بالوقود... وتحذر من كارثة وشيكة

أعلنت بلدية رفح بجنوب قطاع غزة اليوم (السبت) توقفها قسرياً عن تزويد جميع آبار المياه بالمدينة بالوقود جراء استمرار الحصار الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (غزة)

تنسيق سعودي ـــ عراقي يحبط شحنة مخدرات

رصد 7 ملايين قرص مخدر مخبأة في شحنة ألعاب وطاولات كي (واس)
رصد 7 ملايين قرص مخدر مخبأة في شحنة ألعاب وطاولات كي (واس)
TT

تنسيق سعودي ـــ عراقي يحبط شحنة مخدرات

رصد 7 ملايين قرص مخدر مخبأة في شحنة ألعاب وطاولات كي (واس)
رصد 7 ملايين قرص مخدر مخبأة في شحنة ألعاب وطاولات كي (واس)

أعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، العقيد طلال بن عبد المحسن بن شلهوب، أمس، أنه بناءً على معلومات قدمتها وزارة الداخلية السعودية ممثلة في المديرية العامة لمكافحة المخدرات للجهاز النظير في جمهورية العراق، أحبطت وزارة الداخلية العراقية محاولة تهريب (7.000.000) قرص من مادة الإمفيتامين المخدرة مخبأة في شحنة بضائع ألعاب أطفال وطاولات كوي ملابس.

وفي بغداد، قال متحدث باسم وزارة الداخلية، العميد مقداد ميري، إن المديرية العامة لمكافحة المخدرات «تلقَّت معلومات مهمة جداً» من السعودية أدت إلى «عملية نوعية اتسمت بالدقة في الأداء (...) وقد اشتركت في العملية مديريتا مكافحة المخدرات في (محافظتي) أربيل والسليمانية (كردستان)»، مشيراً إلى أنه تم ضبط شاحنة قادمة من سوريا باتجاه العراق، مروراً بتركيا.