بريطانيا: «حل الدولتين» مبدأ مشترك مع السعودية... ولا رجعة فيه

وزير الدولة البريطاني قال لـ«الشرق الأوسط» إن علاقات بلاده مع الرياض مهمة

 اللورد طارق أحمد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط
اللورد طارق أحمد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط
TT

بريطانيا: «حل الدولتين» مبدأ مشترك مع السعودية... ولا رجعة فيه

 اللورد طارق أحمد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط
اللورد طارق أحمد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط

يصف اللورد طارق أحمد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط مسار حل الدولتين بأنه «مبدأ مشترك» بين بلاده والسعودية، ويقول إنه مسار «لا رجعة فيه».

وقال اللورد أحمد لـ«الشرق الأوسط»: «خلال الأزمة الحالية التي تجتاح إسرائيل وفلسطين والجميع هناك، والوضع الإنساني المروع للمعاناة في غزة فإنك ستجد أن تركيز المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية منصب على هذه القضية. هذا الملف الساخن كان واحداً من ملفات عديدة يتعاون فيها البلدان».

ويتحدث الوزير عن قضايا إقليمية أخرى «تهم كلّاً منا في العلاقة متعددة الأقطاب، التي نحاول فعلياً المضي قدماً فيها، إلى جانب حل بعض التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم اليوم، سواء أكان ذلك يتعلق بتغير المناخ، أو التمويل في جميع أنحاء العالم، وإعادة الإعمار، وحل النزاعات»، ويؤكد أن الرياض ولندن تعملان معاً بشكل كبير حيال تلك القضايا.

وعن العلاقات السعودية البريطانية يرى اللورد أحمد أن العمل يدور في هذه الشراكة حول «كيفية احترام بعضنا بعضاً بشكل حقيقي، وأن نبدأ من الرؤية القائلة إن السعودية لديها التطلعات نفسها التي لدينا في المملكة المتحدة، وكيف يمكننا بعد ذلك العمل بشكل تعاوني بشأن العلاقات الثنائية المعززة».

كان الحديث في وزارة الخارجية البريطانية يجري في الوقت الذي وصل فيه وفد بريطاني كبير إلى السعودية يتجاوز 400 شخص، ما بين كبار المسؤولين الحكوميين والتنفيذيين في شركات كبرى، للمشاركة في «غريت فيوتشر»، وهي مبادرة خلقها مجلس الشراكة الاستراتيجي السعودي - البريطاني، الذي يرأسه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، ورئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك.

وشهدت الزيارة مجموعة كبيرة من الإعلانات والاستثمارات التي وصلت إلى مليارات الجنيهات الإسترلينية. يقول اللورد أحمد: «كما تعلمون، كنت أعمل مصرفياً لمدة 20 عاماً في (سيتي أوف لندن)، والاستثمارات التي شهدناها، من حيث أسواق رأس المال لدينا من الشركات السعودية، تبدو هائلة»، ولذلك، يقول اللورد أحمد إن «هذه العلاقة مهمة».

ويتخطى جانب التبادل التجاري بين البلدين حاجز 21 مليار دولار وفقاً لرئيس الوزراء البريطاني خلال كلمة ألقاها تجاه المشاركين في المبادرة بتقنية الفيديو.

نائب رئيس الوزراء البريطاني أوليفر دودن قال في كلمة له لدى تدشين المنتدى: «لا نريد أن نؤيد رؤية 2030 وحسب، بل نريد أن نكون جزءاً منها»، في حين أكد ماجد القصبي وزير التجارة السعودي خلال المناسبة ذاتها، أن بلاده تمتلك فرصاً اقتصادية وصفها بـ«الواعدة»، وأن البلدين يتعاونان بشكل مشترك في مجالات عديدة، لافتاً إلى أن المملكة المتحدة تحتل المرتبة الثانية عالمياً بوصفها أكبر مصدر خدمات. وفي المقابل، تتمتع السعودية بفرص واعدة وتوجه نحو تنوع الاقتصاد.


مقالات ذات صلة

إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

شؤون إقليمية بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)

إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

ما يجب أن نعرفه عن النطاق القانوني للمحكمة الجنائية الدولية، حيث تسعى إلى اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي جنازة فلسطينيين قُتلوا في غارة إسرائيلية في مدينة غزة (رويترز)

مستشفيات غزة مهددة بالتوقف عن العمل... و19 قتيلاً في القصف الإسرائيلي

حذرت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» في قطاع غزة أمس (الجمعة)، من توقف كل مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ دمار جراء غارة إسرائيلية في غزة في 22 نوفمبر 2024 (رويترز)

ترمب ووعد إنهاء الحروب: ورقة انتخابية أم خطط واقعية؟

انتزع ترمب الفوز من منافسته الديمقراطية، معتمداً وعوداً انتخابية طموحة بوقف التصعيد في غزة ولبنان، واحتواء خطر إيران، ووضع حد للحرب الروسية - الأوكرانية.

رنا أبتر (واشنطن)
المشرق العربي دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

تملأ إسرائيل غياب الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكستين الذي يحمل مبادرة أميركية لوقف إطلاق النار، بالغارات العنيفة، وتوسعة رقعة التوغل البري الذي وصل إلى مشارف

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

في ظلّ معلومات عن اتجاه دول أجنبية إلى تقليص اتصالاتها مع الحكومة الإسرائيلية غداة صدور مذكرة توقيف دولية بحق رئيسها، بنيامين نتنياهو، وأخرى بحق وزير دفاعه

نظير مجلي (تل أبيب)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
TT

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية، وحاجياتهم الحيوية الملموسة»، متهماً «التصورات المتطرفة» بالمراهنة على تطلعات آيديولوجية تبرر التضحية بطموحات الشعوب في سبيل مشروعات ترى التدمير إنجازاً والتنمية تهمة.

وأشار «اعتدال»، الذي يتّخذ من الرياض مقرّاً له، في تقرير نشر عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، الأربعاء، إلى عدد من الأسباب التي تدفع الفكر المتطرّف إلى مهاجمة الدول المستقرة، لافتاً إلى اعتبارات متطرّفة عدة مقابل ما يقدّمه الاستقرار للتنمية والأمن والمستقبل.

الأزمات «لحظات عابرة»

الدول المستقرّة، وفقاً للتقرير، تعدّ كل أزمة «لحظةً عابرة» ينبغي تجاوزها للعودة إلى مهامها الأساسية القائمة على العناية بجودة الحياة وضمان الأمن، بينما تُعدّ الأزمات «جزءاً من عقيدة التطرف بمختلف مشاربه»، وبيّن أن الاستقرار «محك واقعي لمدى صدق الوعود والعهود التي يطلقها المتطرفون عبر خطابهم الترويجي والاستقطابي»، وللاستدلال على أن «المتطرّفين» لا يملكون أي مشروع حقيقي غير الدعوة إلى التدمير والصراع، أوضح «اعتدال» أن خُلُو العالم من الأزمات، وشيوع الاستقرار بين الدول، «سيحرمهم لا محالة من الوضع المعلق الذي تخلقه الصراعات».

وضمن الأسباب التي تدفع الفكر المتطرف إلى مهاجمة الدول المستقرة، يرى التقرير أن «الاستقرار يُمَتَّنُ حالة الولاء بين المجتمعات وبين الدول»، عادّاً أن ذلك يحول دون «تنامي المشاعر السلبية والانفعالات المريضة والحاقدة بين الناس، مما يُعدّ حرماناً للمتطرفين من مادتهم الأساسية».

ويعتقد يوسف الرميح، وهو مستشار أمني سعودي، أن الفكر المتطرّف «يحاول استهداف الدول المستقرة والدول المضطربة على حدٍّ سواء».

دوافع واختلافات

ويرى الرميح أن «الدول المستقرة ليس لديها هامش للأفكار المضطربة، مما يدفع بالمتطرفين إلى محاولة الاصطياد في الماء العكر واختراق المجتمعات عبر استهداف مواطنين، خصوصاً الشباب، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات العامة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ بهدف خلخلة هذا النظام العام في المجتمع».

يذكر أن «اعتدال» يضطلع بمهام رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف، وحجب منافذه بمختلف أشكالها وتعطيل مصادر تغذيتها. وقد دُشّن من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من قادة الدول خلال في مايو (أيار) عام 2017 بالرياض.