السعودية ترحب بقرار دول أوروبية الاعتراف بدولة فلسطين

مجلس التعاون عدَّه خطوة محورية واستراتيجية نحو تحقيق حل الدولتين

السعودية دعت بقية دول العالم إلى الإسراع بقرار الاعتراف بدولة فلسطين (واس)
السعودية دعت بقية دول العالم إلى الإسراع بقرار الاعتراف بدولة فلسطين (واس)
TT

السعودية ترحب بقرار دول أوروبية الاعتراف بدولة فلسطين

السعودية دعت بقية دول العالم إلى الإسراع بقرار الاعتراف بدولة فلسطين (واس)
السعودية دعت بقية دول العالم إلى الإسراع بقرار الاعتراف بدولة فلسطين (واس)

رحبت السعودية بالقرار الإيجابي الذي اتخذته كل من النرويج وإسبانيا وآيرلندا باعترافها بدولة فلسطين.

وثمَّنت السعودية القرار الصادر من الدول الثلاث، الذي يؤكد الإجماع الدولي على الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير المصير، ودعت بقية الدول إلى المسارعة في اتخاذ نفس القرار، الذي من شأنه الإسهام في إيجاد مسار موثوق به ولا رجعة فيه بما يحقق سلام عادل ودائم يلبي حقوق الشعب الفلسطيني.

وأكدت المملكة دعوتها المجتمع الدولي -وعلى وجه الخصوص- الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل للجميع.

وأثمرت جهود السعودية اعتراف الدول الأوروبية الثلاث بدولة فلسطين، وأن الخطوة التاريخية الذي أقدمت عليها كل من النرويج وإسبانيا وآيرلندا جاءت بدعم من السعودية، حيث مارست الدبلوماسية السعودية الهادئة، بتوجيه من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، ضغوطاً دولية بهدف تحقيق مطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأظهر «المنتدى رفيع المستوى للأمن والتعاون الإقليمي الذي عُقد بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية» أولى علامات الاستجابة.

واستثمرت المملكة استضافتها المنتدى الاقتصادي العالمي، الشهر الماضي، لحشد رأي عام دولي تجاه الاعتراف بدولة فلسطين، إذ عقدت 4 اجتماعات خلال 48 ساعة تضمنت اجتماع «اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية» والاجتماع «الوزاري المشترك للشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأميركية» واجتماع دول «السداسي العربي» بوزير الخارجية الأميركي، إضافةً إلى «الاجتماع التنسيقي لدعم جهود تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين»، حيث قادت المملكة المجتمع الدولي خلال هذه الاجتماعات للخروج بخطوات لإقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها.

واستمرت السعودية في توظِّيف ثقلها العربي والإسلامي والدولي عبر دبلوماسيتها الهادئة، وبالشراكة مع الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم، وأثمرت جهودها إعلان دول إسبانيا وآيرلندا والنرويج اعتزامها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وجاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤيِّد لأهلية فلسطين للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة متوِّجاً لجهود السعودية الدبلوماسية في الضغط على المجتمع الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

كما رحب مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالقرار الصادر من النرويج وإسبانيا وآيرلندا، وأشار جاسم البديوي الأمين العام للمجلس، إلى أن هذا الاعتراف يعد خطوة محورية واستراتيجية نحو تحقيق حل الدولتين، ودافعاً قوياً لجميع الدول للقيام بخطوات مماثلة للاعتراف بدولة فلسطين، مما سيسهم في حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كافة والعيش بسلام وعدالة واستقلال، بعد سنوات عديدة من الظلم والبطش والانتهاكات الخطيرة، والعيش تحت وطأة قوات الاحتلال الإسرائيلية.

ودعا الأمين العام للمجلس المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته إلى القيام بدورهم في دعم الشعب الفلسطيني للحصول على الحق الكامل في إقامة دولتهم.

وجدد تأكيده الموقف الثابت والراسخ لمجلس التعاون في دعمه للقضية الفلسطينية، والتوصل إلى حل يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.

إلى ذلك أكد الدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، أن القرار يعبّر بوضوح عن نموذج مهم للتحول في الوعي الدولي حيال الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته، مشيداً بالموقف المسؤول والنبيل للدول التي اتخذت هذه الخطوة المهمة والعادلة.

ودعا العيسى بقية الدول أن تحذو حذو الدول الثلاث، وقوفاً مع الحق الإنساني والقانوني للشعب الفلسطيني.


مقالات ذات صلة

الخليج جاسم البديوي أمين عام المجلس (التعاون الخليجي)

«التعاون الخليجي» يؤكد ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه

أكد مجلس التعاون الخليجي ضرورة حل الدولتين، وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، ودعم صموده على أرضه، ورفض أي إجراءات أحادية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله في وقت سابق الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرياض (واس) play-circle

بيان «الفجر» السعودي... رفض مباشر لتصفية القضية الفلسطينية

شدّد بيان الخارجية السعودية الصادر فجر الأربعاء، على ثبات الموقف السعودي تجاه قيام الدولة الفلسطينية، مؤكداً أن موقف الرياض «راسخ وثابت لا يتزعزع».

غازي الحارثي (الرياض)
الخليج عائلة فلسطينية تعود إلى منزلها في غزة سيراً على الأقدام (رويترز)
play-circle 01:23

رابطة العالم الإسلامي: موقف السعودية من القضية الفلسطينية يمثل قيمها الراسخة

ثمنت رابطة العالم الإسلامي، الأربعاء، عالياً تأكيد السعودية، موقفها الثابت والراسخ من حتمية قيام دولة فلسطين وعاصمتها «القدس الشرقية».

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله في وقت سابق الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرياض (واس) play-circle

بيان «الفجر» السعودي... رفض مباشر لتصفية القضية الفلسطينية

شدّد بيان الخارجية السعودية الصادر فجر الأربعاء، على ثبات الموقف السعودي تجاه قيام الدولة الفلسطينية، مؤكداً أن موقف الرياض «راسخ وثابت لا يتزعزع».

غازي الحارثي (الرياض)

60 شاحنة إغاثية سعودية تتجه إلى سوريا

القوافل الإغاثية السعودية في اتجاهها إلى سوريا (مركز الملك سلمان للإغاثة)
القوافل الإغاثية السعودية في اتجاهها إلى سوريا (مركز الملك سلمان للإغاثة)
TT

60 شاحنة إغاثية سعودية تتجه إلى سوريا

القوافل الإغاثية السعودية في اتجاهها إلى سوريا (مركز الملك سلمان للإغاثة)
القوافل الإغاثية السعودية في اتجاهها إلى سوريا (مركز الملك سلمان للإغاثة)

واصلت السعودية عطاءها الإنساني اللامحدود للسوريين، إذ اتجهت من العاصمة الرياض، السبت، 60 شاحنة إغاثية تحمل على متنها مساعدات متنوعة ضمن المرحلة الثالثة من القوافل الإغاثية المتجهة إلى سوريا.

يأتي ذلك امتداداً للدعم المقدَّم من السعودية التي أكدت أنه «لا يوجد سقف محدد» للمساعدات التي ترسلها إلى دمشق عبر جسرَين، بري وجوي؛ إذ ستبقى مفتوحةً حتى تحقيق أهدافها على الأرض في سوريا باستقرار الوضع الإنساني، وفق توجيهات القيادة السعودية؛ للتخفيف من معاناة المتضررين.

وأطلقت السعودية عبر ذراعها الإنسانية «مركز الملك سلمان للإغاثة» مع بزوغ فجر اليوم الأول عام 2025، جسراً برّياً وجوياً إغاثياً دعماً للأشقاء السوريين، وحيث وصل إجمالي الشاحنات الإغاثية التي وصلت إلى منفذ نصيب الحدودي السوري ضمن الجسر إلى 114 شاحنة، ولمطار دمشق 16 طائرة إغاثية محملة بآلاف الأطنان من المساعدات المتنوعة.

القوافل الإغاثية السعودية في اتجاهها إلى سوريا (مركز الملك سلمان للإغاثة)

ودشنت السعودية، برنامج «أمل» التطوعي، الاثنين الماضي، لتقديم الخدمات الطارئة والطبية في سوريا، بمشاركة أكثر من 3 آلاف متطوع سعودي، لتأمين الاحتياجات الملحّة في عدد من التخصصات، إضافة إلى إجراء عمليات جراحية دقيقة.

وكان أول فريق طبي سعودي مكوّن من 61 طبيباً واختصاصياً وصل الثلاثاء، ضمن قافلة من المتطوعين السعوديين إلى العاصمة السورية ضمن البرنامج، حيث استقبل مطار دمشق، أول 3 حملات تطوعية في تخصصات طبية وعامة، من أصل 104 حملات أعلن المركز تسييرها إلى سوريا، ضمن برنامج «أمل» التطوعي الذي دُشن الاثنين الماضي في الرياض.

جانب من إحدى العمليات الجراحية التي أجراها الفريق الطبي السعودي في دمشق (مركز الملك سلمان للإغاثة)

‏وانخرط الأطباء السعوديون، الخميس، في إجراء عمليات طبية دقيقة وحرجة، بالتنسيق مع وزارة الصحة السورية؛ حيث ضمت طلائع قافلة المتطوعين أطباء واستشاريين في تخصصات جراحة العظام، والأورام للأطفال، وزراعة القوقعة، في المرحلة الأولى التي تستمر لنحو 10 أيام.

تأتي هذه المساعدات امتداداً لدعم السعودية المتواصل للسوريين، منذ اليوم الأول للأحداث التي شهدتها بلادهم عام 2011، حيث استضافت الملايين منهم، ووفّرت لهم متطلبات الحياة الأساسية؛ من تعليم وعلاج بالمجان، وأتاحت لهم ممارسة العمل، ودمجهم بالمجتمع.