حجاج بيت الله الحرام ينسابون بأمن وطمأنينة بعد نجاح تصعيدهم في المشاعر

يشهدون الوقفة الكبرى في عرفات وسط منظومة من الخدمات والرعاية الصحية والأمنية

أكثر من مليوني حاج وحاجة يقفون على صعيد عرفات الثلاثاء (واس)
أكثر من مليوني حاج وحاجة يقفون على صعيد عرفات الثلاثاء (واس)
TT

حجاج بيت الله الحرام ينسابون بأمن وطمأنينة بعد نجاح تصعيدهم في المشاعر

أكثر من مليوني حاج وحاجة يقفون على صعيد عرفات الثلاثاء (واس)
أكثر من مليوني حاج وحاجة يقفون على صعيد عرفات الثلاثاء (واس)

أكثر من مليوني حاج وحاجة، يقفون على صعيد عرفات، الثلاثاء التاسع من ذي الحجة للعام الهجري 1444، يؤدون فريضتهم ومناسكهم في جو إيماني، ووسط عناية ورعاية متكاملة من السلطات السعودية، التي تم تسخيرها، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي.

جموع من الحجاج الجزائريين خلال تصعيدهم إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية (تصوير: محمد المانع)

وأكمل مشعر عرفات استعداداته لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، مع إشراقة صباح التاسع من شهر ذي الحجة، لقضاء يوم عرفة، مستشعرين مناسكهم بكل طمأنينة وتحفّهم عناية الرحمن.

من جانبه، أعلن الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف العام على برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، نجاح خطط الوزارة لتصعيد واستقبال حجاج البرنامج البالغ عددهم 4951 حاجاً وحاجة من 92 دولة حول العالم إلى منطقة المشاعر المقدسة لقضاء يوم التروية، ومن ثم تصعيدهم لعرفات لأداء الركن الأعظم من أركان الحج، وفق منظومة متكاملة من الخدمات التي تقوم عليها جميع اللجان العاملة في البرنامج.

سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي يتفقد غرفة العمليات الإعلامية لهذا الموسم بمكة المكرمة التي تشرف عليها الوزارة (واس)

وفي الجانب الإعلامي، تفقد سلمان الدوسري، وزير الإعلام السعودي، غرفة العمليات الإعلامية لهذا الموسم بمكة المكرمة، التي تشرف عليها وزارة الإعلام، ويشارك فيها 50 جهازاً حكومياً، تعمل على مدار الساعة لتقديم التسهيلات للإعلاميين، الذين قدموا من جميع أنحاء العالم لتغطية موسم الحج.

ووقف الوزير على سير العمل في المركز الإعلامي الافتراضي (VPC) الذي يضم أكثر من 1100 إعلامي محلي ودولي، ويوفر المنتجات الإعلامية الآنية المختلفة؛ من فيديوهات وصور ولقاءات ولقطات من جميع أنحاء المشاعر المقدسة، وشملت الجولة غرفة العمليات الإعلامية التي أنشأتها وكالة الأنباء السعودية (واس)، ويتم الإشراف والتنسيق من خلالها على فرق العمل الميدانية في المشاعر المقدسة، إضافة إلى تقديمها الدعم لوكالات الأنباء الإسلامية والدولية، وتعد الغرفة واحدة من 4 مراكز إعلامية أنشأتها الوكالة في المشاعر المقدسة (منى وعرفات والعوالي).

وتفقد مقر هيئة الإعلام المرئي والمسموع، التي تقدم جميع الخدمات والتسهيلات لوسائل الإعلام والإعلاميين المحليين والدوليين، ويستفيد من خدماتها عبر «منصة إعلام» أكثر من 1200 إعلامي، واطلع على التقنيات المستخدمة في عربة البث المتنقلة التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون المخصصة لتغطية وقفة عرفات، ثم انتقل بعد ذلك إلى برج جبل الرحمة، واطلع على الأستوديو التلفزيوني المتنقل التابع للهيئة، الذي يستضيف مئات الشخصيات خلال موسم الحج، ويربط المشاهد بالمراسلين الميدانيين، ويستعرض التقارير المصورة.

بينما أعلنت وزارة الصحة السعودية، في وقت لاحق مساء (الاثنين)، خلو الحج من الأمراض الوبائية ولم يتم رصد أي أمراض معدية بين الحجاج، وفي وقت يشهد هذا الموسم ارتفاعاً في درجات الحرارة، لذا سارعت الوزارة عبر جميع الوسائل إلى تنبيه الحجاج من خطورة الإصابة بالإجهاد الحراري، وأكدت استخدام المظلات الشمسية والإكثار من شرب السوائل وتجنب إرهاق الجسد واتباع الإرشادات الصحية والسلوكيات السليمة لتجنب الإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحراري.

حجاج من الهند يسيرون إلى المخيم في مشعر منى (تصوير: سعد الدوسري)

وكانت عملية تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى، الاثنين الثامن من شهر ذي الحجة، لقضاء يوم التروية اقتداءً بالهدي، ورافق وصول الحجاج إلى المشاعر، الآلاف من رجال الأمن بمختلف قطاعاتهم، حيث تميزت حركة التصعيد بالانسيابية وفق خطة مرورية شملت المحاور الرئيسية لشبكة الطرق، بمتابعة أمنية من سماء المشعر عبر طيران الأمن لضمان انتظام مرحلة التصعيد.

ووفقاً لآخر إحصائية صدرت الاثنين، أعلنت مديرية الجوازات السعودية قدوم (1,659,837) حاجاً لهذا العام، عبر جميع منافذ المملكة الجوية والبرية والبحرية، وذلك حتى نهاية يوم الأحد السابع من ذي الحجة 1444هـ، حيث بلغ عدد القادمين عبر المنافذ الجوية 1,592,199 حاجاً، منهم مستفيدو مبادرة طريق مكة البالغ عددهم 242,272 حاجاً، بينما بلغ عدد القادمين عبر المنافذ البرية 60,807 حجاج، في حين بلغ عدد القادمين عبر المنافذ البحرية (6,831) حاجاً.

من جهتها، جنّدت جمعية الكشافة السعودية 1400 جوال، يسهمون مع وزارة الحج والعمرة لتسهيل عملية الإرشاد والحفاظ على الوقت والجهد والحد من عدد الحجاج التائهين.

تنتشر فرق الكشافة السعودية في المشاعر المقدسة لتسهم في مساعدة الحجاج وخدمتهم (تصوير: علي خمج)

وفي سياق متصل، أطلقت معسكرات الخدمة العامة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مبادرة «أُساعدك عن بُعد» التي خُصصت لإرشاد الحجاج التائهين الذين فقدوا معلوماتهم وبياناتهم الشخصية كافة، فضلاً عن عدم القدرة على التواصل إلا بلغتهم الأم «لغة بلدانهم».

وأوضح الدكتور عبد الله الفهد، المشرف العام على معسكرات الخدمة العامة، أن المبادرة التي تتضمن الإرشاد باللغات «الإنجليزية، والصينية، والفارسية، والتركية، والأوردو، والفرنسية، والهوسا»، بالإضافة إلى لغة الإشارة، تعتمد على تطبيق «Zoom»، بحيث يتم فتح القناة للحاج التائه فاقد المعلومات عبر «باركود» مخصص للمبادرة.

إلى ذلك، تعمل وكالة اللغات والترجمة بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على رفع مستوى وجودة الخدمات المقدمة لقاصدي المسجد الحرام، وتعد ترجمة خطبة عرفة من أبرز وأهم المهام والخدمات المقدمة من قبل الوكالة تحت اسم «مشروع خادم الحرمين الشريفين لترجمة خطبة عرفة».

وأوضح أحمد الحميدي، وكيل الرئيس العام للغات والترجمة، أنه تمت زيادة عدد اللغات إلى 20 لغة عالمية؛ هي (الفرنسية، والإنجليزية، والفارسية، والأوردو، والهوسا، والروسية، والتركية، والبنجابية، والصينية، وملايو، والسواحلية، والإسبانية، والبرتغالية، والأمهرية، والألمانية، والسويدية، والإيطالية، والمالايالامية، والبوسنية، والفلبينية)، وبثها لأصقاع العالم كافة، عبر منصة منارة الحرمين، لتتسع بذلك تغطية البث لأغلب مناطق العالم.

كذلك، وفّرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ممثلة في إدارة خدمات التنقل بالمسجد الحرام، 9 آلاف عربة كهربائية وعادية لتكامل خدمات التنقل بالمسجد الحرام خلال هذا الموسم، وأوضح أحمد المقاطي، مدير إدارة خدمات التنقل بالمسجد الحرام، أن الإدارة حددت 3 مواقع لتجمع دافعي العربات الذين يحملون تراخيص؛ الأول في مدخل أجياد (باب الملك عبد العزيز - رحمه الله)، والثاني في الدور الأرضي للحرم (باب الملك فهد - رحمه الله) والثالث في الدور الأول بالمسعى، وأصدرت تراخيص لدافعي العربات مقسمة على 3 ورديات، مع العديد من الخصائص؛ منها استئجار العربات خلال وجودهم وتنقلهم بالحرم وفي أثناء أدائهم المناسك سواء بسائق أو من دون (دافع العربة).

يُضخ يومياً أكثر من 1.36 مليون متر مكعب من مياه الشرب في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة خلال موسم الحج (تصوير: محمد المانع)

وفي الجانب الخدماتي، أنهت أمانة العاصمة المقدسة «مكة المكرمة»، أعمال صيانة وتجهيز أكثر من 20 ألف وحدة إنارة في المشاعر المقدسة استعداداً لاستقبال ضيوف الرحمن على صعيد عرفات ومنى ومزدلفة، وبيّنت الأمانة أن المشاعر المقدسة تحتضن أكثر من 955 برج إنارة، و3829 عمود إنارة بمختلف ارتفاعاتها، تتم تغذيتها من خلال 370 لوحة توزيع كهربائية، إضافة إلى أكثر من 400 مروحة بمظلة المشاة، تتم صيانتها وتجهيزها من قبل جهاز فني متكامل من مهندسين ومشرفين وفنيين، يتمثل دورهم في المتابعة الإدارية والميدانية على مدار الساعة، لجميع ما يتعلق بشبكة الإنارة مزودين بـ78 معدة.

من جانبها، تقدم مؤسسة البريد السعودي «سبل»، باقة مميزة من الخدمات الميدانية خلال هذا الموسم، ويأتي ذلك بالتكامل مع المنظومة الوطنية التي تخدم الحجاج، وتحت إشراف مركز أعمال الحج والعمرة بـ«سبل» من خلال فرق عمل ميدانية، حيث تم تجهيزهم بجميع الوسائل مثل السيارة البريدية «SPL GO» التي تعمل في المشاعر ومكة المكرمة والمدينة المنورة على مدار الساعة.

وسعياً لتقديم أفضل التسهيلات البريدية اللوجستية لضيوف الرحمن، أتاحت «سبل» العديد من الخدمات الميدانية، التي تشمل 45 منفذ بيع بين المدينة المنورة ومكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بالإضافة إلى منافذ البيع في صالات مطاري المدينة المنورة وجدة، و21 دراجة نارية و43 دراجة سكوتر مع فريق العمل، و6 مكاتب بريد رسمي لخدمة الجهات الحكومية، و3 سيارات بريدية متنقلة مجهزة بأحدث التقنيات، فضلاً عن 53 سيارة لنقل الطرود، و16 فريق تسويق والتقاط ميداني.

وتحرص «سبل» على تقديم مبادرات تتناسب مع احتياجات قطاع الحج والعمرة، والالتزام بتحسين تجربة الحجاج عبر تقديم خدمات لوجستية نوعية ومبتكرة.

تغطية مسجد نمرة بمشعر عرفات بالسجاد الفاخر الذي يأتي بمواصفات عالمية بمساحة تجاوزت 125 ألف متر مربع لكامل المسجد (واس)

واستعداداً ليوم عرفة، أكملت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، تغطية مسجد نمرة بمشعر عرفات بالسجاد الفاخر الذي يأتي بمواصفات عالمية بمساحة تجاوزت 125 ألف متر مربع لكامل المسجد، وكذلك تهيئة 1000 دورة مياه للرجال والنساء، وتخصيص دورات مياه لذوي الإعاقة وممرات ومسارات خاصة لهم.

وتم تزويد المسجد بكاميرات مراقبة وشاشات تفاعلية إرشادية تبث مواد توعوية تهم الحاج بلغات عالمية مختلفة وخدمة الروبوت الآلي، التي تتيح التواصل المباشر عن طريق الاتصال المرئي بين السائل وفريق من الدعاة والعلماء بالوزارة، إضافة إلى خدمة «الواي فاي» للحجاج بالمسجد، لتمكينهم من الاستفادة من منصاتها الرقمية خلال وجودهم بمسجد نمرة وتصفح خدمات الوزارة وتحميلها على الأجهزة الذكية من خلال «الواي فاي» من دون الحاجة إلى الإنترنت وبسرعة عالية.

إلى ذلك، تم إطلاق، رحلات الحج لأسر جمعية تكافل الخيرية لرعاية الأيتام بالمدينة المنورة «تكافل»، بدعم من المنصة الوطنية للعمل الخيري «إحسان».

وتشمل الرحلة الإيمانية 102 من أمهات الأيتام سيتمكنّ من أداء فريضة الحج لأول مرة، وتم توفير الاحتياجات اللازمة كافة، بما في ذلك الإقامة والمواصلات والوجبات.

وأوضح الدكتور عبد المحسن الحربي، أمين الجمعية، أن برنامج حج هذا العام يأتي استمراراً لبرامج الحج والعمرة التي تنظمها «تكافل» للمستفيدين من خدماتها خلال السنوات الماضية، وذلك ضمن برامج الرعاية المختلفة التي تقدم لهم بدعم وتوجيه من الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس إدارة الجمعية، وبمساهمة من المحسنين وأهل الخير.

حقائق

حج 1444 أول موسم يعود فيه الحج بأعداد كبيرة

يعد حج هذا العام 1444، أول موسم يعود فيه الحج بأعداد كبيرة، منذ عام 2019، حيث اجتاحت العالم أجمع في عام 2020، جائحة «كورونا» (كوفيد 19)، التي تسببت بتقليص الأعداد وسط ظروف استثنائية وإجراءات وقائية غير مسبوقة فرضها شبح ذلك الوباء، حيث اقتصر عدد الحجاج المؤدين لمناسك الحج عام 2020 على عدد محدود من السعودية والغالبية من المقيمين داخل السعودية من 160 بلداً حول العالم (نحو 10 آلاف حاج وحاجة) لأداء المناسك، تم استبعاد الأطفال والمرضى وكبار السن من أداء الفريضة في ذلك العام.

ولكن في موسم حج 1442 (2021)، بلغت أعداد الحجاج الذين أدوا الفريضة نحو 58745 حاجاً وحاجة، 33 في المائة من السعوديين والبقية من المقيمين في السعودية.

أما موسم حج 1443 (2022)، فقد شهد أداء مليون حاج وحاجة الفريضة، مع الإبقاء على بعض القيود، منها عدم السماح لمن هم فوق 65 عاماً بالحج، وأيضاً الإبقاء على بعض الإجراءات والاحترازات الوقائية.

وفي التاسع من يناير (كانون الثاني) من العام الجاري، أعلنت السعودية أنها ستسمح بأداء فريضة الحج لموسم حج 1444هـ من دون أي قيود على عدد الحجاج وأعمارهم. 

بينما قال توفيق الربيعة، وزير الحج والعمرة في مؤتمر صحافي عُقد قبل أيام، إنه «لا قيود على أعمار الحجاج في موسم حج هذا العام 2023»، مشيراً إلى أن حج هذا العام يأتي بعد توقف الحج بشكله الطبيعي لمدة 3 سنوات، وعودة أعداد الحجاج إلى ما كانت عليه قبل الجائحة.

 

حقائق

عرفات... المكان والزمان

تبلغ مساحة مشعر عرفات نحو 33 كيلومتراً مربعاً، في إمكانه استيعاب أكثر من مليوني حاج، وتتصف أرض عرفات باستوائها، وتحيط بها سلسلة من الجبال يوجد في شمالها جبل الرحمة، الذي يتكون من أكمة صغيرة مستوية السطح وواسعة المساحة مشكَّلة من حجارة صلدة ذات لون أسود كبيرة الحجم، ويقع إلى الناحية الشرقية من جبل عرفات بطولٍ يبلغ 300 متر، ومحيطه 640 متراً، وترتفع قاعدة الجبل عن الأرض المحيطة به بمقدار 65 متراً، ويوجد على قمة الجبل شاخصٌ يبلغ ارتفاعه 7 أمتار، ويُطلق على هذا الجبل العديد من الأسماء كجبل «إلال»، وجبل التوبة، وجبل الدعاء، والنابت، وجبل القرين.

حقائق

مشعر منى... المكانة التاريخية والدينية

يقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم، تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي «محسر».

ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واستنّ المسلمون بسنّته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.

ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الـ3 التي ترمى، وبه مسجد «الخيف»، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وبالقرب من الجمرة الصغرى، وقد صلّى فيه النبي عليه الصلاة والسلام والأنبياء من قبله. 


مقالات ذات صلة

«المدّ البشري»... فيلم يُوثّق رحلة الحج عبر حكايات 6 عائلات من العالم

يوميات الشرق 6 حكايات متنوّعة من قلب المشاعر المقدَّسة (لقطة من الفيلم)

«المدّ البشري»... فيلم يُوثّق رحلة الحج عبر حكايات 6 عائلات من العالم

تتكشَّف قصص ممزوجة بالخوف، والشوق، والأمل، والفقد، ليظهر مفهوم الحج بأبعاد جديدة، في رحلة تتحرّك بالروح قبل القدم...

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق هيثم مساوا يُقدّم ورشة عمل بعنوان «التحدّيات الصحية في المنافذ الجوّية» (الشرق الأوسط)

جدة تحتضن «هاكاثون الابتكار الصحي» للارتقاء بخدمات ضيوف الرحمن

يستعرض الهاكاثون 4 مسارات رئيسية. تشمل المنتجات الصحية، والخدمات الصحية، وتجربة المريض، والإعلام الصحي...

أسماء الغابري (جدة)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (واس)

ولي العهد السعودي يتلقى رسالة من الرئيس الإيراني

تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، رسالة خطية، من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق 
قبو زمزم يظهر في صحن المطاف عام 1970 (دارة الملك عبد العزيز)

تطوّر الحج في معرض بـ«دارة الملك عبد العزيز»

يروي معرض «100 عام من العناية بالحرمين»، في دارة الملك عبد العزيز، تطور رحلة الحج منذ عام 1925 حتى اليوم، مِن وقت المشقة إلى تجربة آمنة وروحانية، عبر سرد بصري.

أسماء الغابري (جدة)
الخليج عرضت جهات حكومية أحدث مشروعاتها وبرامجها التطويرية لخدمة ضيوف الرحمن (الشرق الأوسط)

وزير الحج السعودي: إجراءات مبكرة لضمان تجربة استثنائية للحجاج

أعلن وزير الحج الدكتور توفيق الربيعة إتمام التعاقد لأكثر من مليون حاج في المشاعر المقدسة حتى الآن، في «إنجاز غير مسبوق يتحقق قبل الموسم بـ6 أشهر».

أسماء الغابري (جدة)

سفير الإمارات يقدّم أوراق اعتماده للرئيس السوري في دمشق

الرئيس السوري يتسلم أوراق السفير الإماراتي الحبسي بحضور أسعد الشيباني وزير الخارجية (وام)
الرئيس السوري يتسلم أوراق السفير الإماراتي الحبسي بحضور أسعد الشيباني وزير الخارجية (وام)
TT

سفير الإمارات يقدّم أوراق اعتماده للرئيس السوري في دمشق

الرئيس السوري يتسلم أوراق السفير الإماراتي الحبسي بحضور أسعد الشيباني وزير الخارجية (وام)
الرئيس السوري يتسلم أوراق السفير الإماراتي الحبسي بحضور أسعد الشيباني وزير الخارجية (وام)

عيّنت الإمارات حمد الحبسي سفيراً ومفوضاً فوق العادة للبلاد لدى سوريا، الذي قدّم أوراق اعتماده إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال مراسم رسمية أُقيمت في قصر الشعب بدمشق.

وشهد اللقاء استعراض فرص التعاون بين الإمارات وسوريا، وبحث سبل تطويرها بما يحقق مصالح وطموحات البلدين والشعبين وفقاً للمعلومات الصادرة.

وحسب وكالة أبناء الإمارات «وام»، نقل السفير الإماراتي إلى الرئيس السوري تحيات قيادة دولة الإمارات لسوريا وشعبها مزيداً من التقدم والازدهار.

بدوره، حمّل الشرع السفير تحياته إلى قيادة دولة الإمارات، وتمنياته للدولة بمزيد من النماء والتطور، معرباً عن ثقته بدور السفير في الدفع بالعلاقات الثنائية وتعزيزها في المجالات المشتركة. كما تمنى له التوفيق في مهامه، مؤكداً استعداد بلاده لتقديم التسهيلات والدعم اللازمين لتيسير عمله.

من جانبه، أعرب الحبسي عن اعتزازه بتمثيل دولة الإمارات لدى سوريا، مؤكداً حرصه على توطيد العلاقات الثنائية وتفعيلها في مختلف المجالات، بما يعزز الروابط الأخوية بين البلدين.


تأكيد سعودي على النهج الراسخ في مكافحة كل صور الفساد

رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية شارك في المؤتمر السنوي للرابطة الدولية وأعمال اجتماع اللجنة التنفيذية (نزاهة)
رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية شارك في المؤتمر السنوي للرابطة الدولية وأعمال اجتماع اللجنة التنفيذية (نزاهة)
TT

تأكيد سعودي على النهج الراسخ في مكافحة كل صور الفساد

رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية شارك في المؤتمر السنوي للرابطة الدولية وأعمال اجتماع اللجنة التنفيذية (نزاهة)
رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية شارك في المؤتمر السنوي للرابطة الدولية وأعمال اجتماع اللجنة التنفيذية (نزاهة)

شدّد مازن الكهموس، رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية، على استمرار قيادة بلاده على نهجها الراسخ في مكافحة الفساد بشتى صوره وأساليبه، انسجاماً مع رؤيتها 2030 ودعم الجهود والمبادرات الدولية ذات الصلة، وذلك في كلمة المملكة بافتتاح أعمال الاجتماع الثاني لـ«اللجنة التنفيذية للرابطة الدولية لسلطات مكافحة الفساد» في العاصمة القطرية الدوحة.

ودعا أعضاء الرابطة للاستفادة من آليات التعاون الدولية، ومن ذلك شبكة العمليات العالمية لسلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد (غلوب إي) المعنية بمكافحة الجرائم العابرة للحدود واسترداد الأصول بفاعلية، وحرمان مرتكبيها من الملاذات الآمنة، والاستفادة من مبادرة «نزاهة» العالمية لقياس معدلات الفساد ودعمها بما يُسهم في تعزيز جهود الدول في مكافحة الفساد.

كما دعا رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية، أعضاء اللجنة التنفيذية للرابطة الدولية، للاستفادة من مبادرة «نزاهة» العالمية لقياس معدلات الفساد ودعمها، بما يُسهم في تعزيز جهود الدول في مكافحة الفساد، ومن ذلك دعم مشروع قرار المملكة خلال مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، الذي يهدف إلى تعزيز قدرات الدول الأطراف على جمع البيانات وتحليلها.

وأشاد بالدور المهم الذي تضطلع به الرابطة في تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات بين الدول والأجهزة المعنية بمكافحة الفساد، مبيناً الحرص على المشاركة الفاعلة في تحقيق أهداف الرابطة وتطلعاتها، بما يُسهم في تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الفساد.

وشكر الكهموس، رئيس الرابطة الدولية ومُفوض اللجنة المستقلة لمكافحة الفساد في هونغ كونغ، داني وو، على تنظيم الاجتماع والجهود المثمرة التي تبذلها الرابطة لتعزيز التعاون الدولي في مواجهة الفساد.

وكان رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية قد ترأس وفد بلاده بالمؤتمر السنوي للرابطة الدولية تحت عنوان «نحو مستقبل نزيه... الابتكار، والتعاون، والعمل ضد الفساد»، وفي أعمال اجتماع اللجنة التنفيذية للرابطة، المنعقد في قطر.

وشهد فبراير (شباط) الماضي انتخاب السعودية ممثلة في رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية، عضواً في اللجنة التنفيذية للرابطة، تقديراً من المجتمع الدولي لجهود المملكة ومكانتها العالمية في مكافحة الفساد، ولا سيما على الصعيد الدولي.

وتُعدّ الرابطة منظمة مستقلة وغير سياسية، يبلغ عدد أعضائها أكثر من 180 جهازاً معنياً بمكافحة الفساد في عدد من دول العالم، وتعمل على مكافحة الفساد وتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والحد بشكل كبير من الفساد والرشوة بجميع أشكالهما بحلول عام 2030.

وتسعى الرابطة إلى تيسير تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين سلطات مكافحة الفساد والمتخصصين في هذا المجال من جميع أنحاء العالم، وتنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل وبرامج التدريب، وتلتزم الرابطة الدولية لمكافحة الفساد بتعزيز العلاقات مع المنظمات الدولية والإقليمية، من أجل توحيد الجهود وتطويرها في مجتمع مكافحة الفساد الدولي.


الإمارات والصين تبحثان تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة

الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي ونظيره الصيني وانغ يي خلال المباحثات في العاصمة أبوظبي (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي ونظيره الصيني وانغ يي خلال المباحثات في العاصمة أبوظبي (وام)
TT

الإمارات والصين تبحثان تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة

الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي ونظيره الصيني وانغ يي خلال المباحثات في العاصمة أبوظبي (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي ونظيره الصيني وانغ يي خلال المباحثات في العاصمة أبوظبي (وام)

بحثت الإمارات والصين، خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى أبوظبي يومي 12 و13 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، مجمل العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، في إطار دفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين نحو آفاق أرحب على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف.

وجاءت الزيارة، حسب وكالة أنباء الإمارات (وام)؛ تلبيةً لدعوة من الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر «بشكل معمق» حول تطورات التعاون السياسي والاقتصادي والتنموي، مؤكدين أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة شهدت «تطورات إيجابية» تلبي تطلعات قيادتي وشعبي البلدين في التقدم والازدهار.

وأشار الجانبان إلى أهمية تنفيذ التوافقات التي تم التوصل إليها خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إلى الصين ولقائه الرئيس شي جينبينغ في مايو (أيار) 2024، بما يعكس السعي المشترك للارتقاء بالعلاقات وتعزيز العمل المشترك في الملفات الإقليمية والدولية.

وفي المواقف السياسية، أكد الجانب الصيني دعمه «الثابت» للإمارات في الحفاظ على سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها. وفي المقابل، شدد الجانب الإماراتي على التزامه بمبدأ «الصين الواحدة»، باعتبار تايوان جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الصينية، مؤكداً دعمه لجهود الحكومة الصينية لإعادة توحيد البلاد، ورفضه تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية للصين.

وجدد الطرفان التزامهما المشترك بتحقيق سلام شامل وعادل ودائم قائم على حل الدولتين، بما يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل بأمن وسلام، وفق حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. كما أعربا عن تقديرهما للجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وشددا على ضرورة التزام جميع الأطراف به لتخفيف المعاناة الإنسانية وتهيئة الظروف لتحقيق سلام دائم.

واختتم الجانبان مباحثاتهما بالتأكيد على أهمية تعزيز التواصل والتنسيق في الأمم المتحدة، ومجموعة «البريكس»، ومنظمة شنغهاي للتعاون، وغيرها من المنصات متعددة الأطراف، بما يدعم الاستقرار والازدهار والتقدم على المستويين الإقليمي والدولي.

كما عبّر الجانب الصيني عن دعمه لمساعي الإمارات للتوصل إلى حل سلمي للنزاع حول الجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) عبر المفاوضات الثنائية وفق قواعد القانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة.

وعلى صعيد التعاون التنموي، أثنى الجانب الصيني على ما حققته الإمارات من إنجازات في مجالات التنمية، وأبدى استعداداً لتعميق المواءمة بين مبادرة «الحزام والطريق» ورؤية «نحن الإمارات 2031» وخطة «الاستعداد للخمسين»، والعمل على دفع مسارات التنمية إلى مستويات أعلى.

وفي المقابل، أشاد الجانب الإماراتي بالانعقاد «الناجح» للدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، معتبراً أنها ستعزز التنمية العالية الجودة في الصين والتعاون القائم على المنفعة المتبادلة عالمياً.

وأكد الجانبان أيضاً تقديرهما لما تحقق من نتائج في التعاون العملي بين البلدين، مع إبداء الاستعداد لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، والنفط والغاز الطبيعي، والطاقة المتجددة والمياه، والبنية التحتية والتكنولوجيا، والبحوث والعلوم. وتضمن التفاهم كذلك تعزيز التعاون في المجالات العسكرية وإنفاذ القانون ومكافحة التطرف والإرهاب، إلى جانب تكثيف التبادل في تعليم اللغة الصينية والسياحة والطيران المدني.

وفي الإطار الإقليمي والدولي، أعلن الجانب الإماراتي دعمه لاستضافة الصين «القمة الصينية - العربية الثانية» في عام 2026، ودعمه لعقد القمة الثانية بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتوازي، مع الاستعداد لبذل جهود مشتركة لإنجاح القمتين. من جهته، أكد الجانب الصيني استعداده للعمل مع الإمارات لإنجاز المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون «في أقرب فرصة ممكنة».