تشهد مدينة جدة حراكاً ابتكارياً مُتصاعداً مع انطلاق فعاليات «هاكثون الابتكار الصحي للحج والعمرة»، الذي ينظّمه تجمع جدة الصحي الثاني بالشراكة مع عدد من الجهات الحكومية والأكاديمية، في إطار جهود وطنية تهدف إلى تمكين المبدعين والممارسين الصحيين والطلاب من ابتكار حلول نوعية تُسهم في خدمة ضيوف الرحمن، وتواكب التحول الصحي ضمن مستهدفات «رؤية المملكة 2030».
ويستعرض الهاكاثون 4 مسارات رئيسية تشمل المنتجات الصحية، والخدمات الصحية، وتجربة المريض، والإعلام الصحي، في مسعى إلى إيجاد حلول مبتكرة ترتقي بمنظومة الخدمات المقدَّمة للحجاج والمعتمرين.
وفي إطار تعزيز جاهزية منافذ المملكة الجوية، جاءت ورشة «التحدّيات الصحية في المنافذ الجوّية» التي قدّمها هيثم مساوا من مركز امتثال بوزارة الحج والعمرة، لتُضيء على التحدّيات التشغيلية والطبية التي تواجه الفرق الصحية في المطارات، والحلول المُبتكرة التي تضمن رحلة آمنة وسلسة للوافدين منذ لحظة وصولهم حتى مغادرتهم.

وأوضح مساوا خلال الورشة أنّ المملكة تواصل بناء منظومة صحية متكاملة في المنافذ الجوّية، تُسخّر فيها التقنيات الحديثة والخدمات اللوجستية والصحية لضمان عبور آمن للحجاج والمعتمرين، وبما ينسجم مع «رؤية 2030» التي تُعلي من قيمة الارتقاء بتجربة الضيف، وتمكين أعداد متنامية من المسلمين من أداء الشعائر بسهولة وطمأنينة.
وأشار إلى أنّ هذه المنظومة الصحية تعتمد على تشغيل متواصل على مدار الساعة، يشمل مستشفيات ميدانية وعيادات متنقّلة وتقنيات طبية متقدِّمة، تتيح سرعة الاستجابة الطبية، وتدعم مراقبة الحالة الصحية لضيوف الرحمن من لحظة الوصول حتى المغادرة، بما يوفر طبقة إضافية من الحماية خلال مواسم الحج والعمرة.
وانطلقت سلسلة ورش الهاكاثون بورشة «التحدّيات الصحية في الحج والعمرة» التي قدَّمها سامي صفحي، متناولاً أبرز التحدّيات الميدانية والحلول الممكنة عبر التقنيات الحديثة. تلتها ورشة «التفكير التصميمي» تحت إشراف ريهام الحازمي التي ركّزت على تحويل الأفكار إلى نماذج أولية قابلة للتطبيق.
وتواصلت الورش التخصصية بتنظيم «الابتكار في الرعاية الصحية» قدّمتها بيان الأسمري، و«تدريب الطلبة الموهوبين على الابتكار الصحي» قدّمه أحمد جمعان الغامدي، وأيضاً ورشة موازية للطالبات، قدّمتها مريم وجيه، و«تطوير ابتكارات بسيطة لتحديات معقدة» للدكتورة هبة الجبرين، و«البراءات في القطاع الصحي» لأسماء العتيبي من الهيئة السعودية للملكية الفكرية، و«الابتكار الرقمي» للمهندس سعد الزهراني، و«البرمجة بمساعدة الذكاء الاصطناعي» للمهندس مضر الفضلي من هيئة «سدايا».
واختُتمت الورشات بورشة «الابتكار التحويلي في سياق الحج والعمرة» قدّمتها نوف ناس، مؤكدة أهمية تصميم نماذج عمل مبتكرة تعالج التحدّيات على أرض الواقع.

وشهدت جدة سلسلة جولات تعريفية في المراكز التجارية، شملت جدة بارك، والياسمين مول، والعرب مول، والأندلس مول، بهدف التعريف بأهداف الهاكاثون ومساراته وآليات المشاركة. ولاقت هذه الجولات تفاعلاً كبيراً، إذ تجاوز عدد المستفيدين 7 آلاف زائر.
كما شارك فريق الهاكاثون ضمن جناح تعريفي في مؤتمر ومعرض الحج، فاستعرض البرنامج أمام عدد من مسؤولي وزارة الصحة، من بينهم وكيل الوزارة للصحة السكانية عبد الله عسيري، الذي اطّلع على أهداف الهاكاثون ودوره في دعم منظومة الابتكار الصحي.
ويُعدّ «هاكاثون الابتكار الصحي للحج والعمرة» خطوة متقدِّمة في تطوير الخدمات الصحية للحجاج والمعتمرين، ويعكس التزام المملكة بتبنّي الابتكار والتقنيات الحديثة، وبناء منظومة صحية أكثر جاهزية وفاعلية واستدامة، تواكب طموحات «رؤية 2030».





