يبحث آرسنال عن التعلم من درس الموسم الماضي -عندما أهدر تقدماً كبيراً في صدارة الدوري الإنجليزي لكرة القدم وتنازل عن اللقب لليفربول- كي يوقف عقدة مستمرة منذ 21 عاماً.
تدل كل المؤشرات حتى اللحظة على أن النادي اللندني يملك كل مقومات إحراز لقبه الأول في «بريميرليغ» منذ عام 2004 في حقبة المدرب الفرنسي أرسين فينغر، من خلال أداء صلب هجومياً ودفاعياً، ناهيك من حسمه كثيراً من المواجهات الكبرى، على غرار فوزه الأخير على بايرن ميونيخ الألماني 2-1، وأتلتيكو مدريد الإسباني 4-0، في دوري أبطال أوروبا.
ولكن محلياً، ورغم احتلاله صدارة الترتيب بفارق 5 نقاط عن أقرب منافسيه مانشستر سيتي، تبقى بعض التحديات قائمة.
يخفق وصيف الدوري في المواسم الثلاثة الماضية في حسم المواجهات الكبرى؛ إذ تعادل أخيراً مع تشيلسي المنقوص 1-1 الأحد، ومانشستر سيتي 1-1 في وقت سابق، مقابل خسارته أمام ليفربول حامل اللقب 0-1 في المرحلة الافتتاحية.
ويتعين على فريق المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا تلافي إهدار النقاط في المواجهات الأقل صعوبة، على غرار استضافته برنتفورد، الأربعاء، ضمن المرحلة الرابعة عشرة.
وفي هذه الفترة الحساسة من الموسم، تزدحم روزنامة المباريات، ما يزيد من أعباء الإرهاق والتحديات البدنية على كاهل الفرق.
كما يواجه آرسنال تحدي الإصابات؛ إذ افتقد قطبي الدفاع: الفرنسي ويليام صليبا، والبرازيلي غابريال ماغالهايش، أمام تشيلسي، للمرة الأولى هذا الموسم، إضافة إلى المهاجم البلجيكي لياندرو تروسار.
وينتظر أرتيتا منح صليبا الضوء الأخضر للعودة؛ حيث سيعاد تقييمه لتحديد وضعيته لمباراة الأربعاء.
وصرَّح أرتيتا: «لقد كانت فترة مليئة بالصداع؛ إذ اضطررنا إلى التعامل مع كثير من الخيارات والتغييرات خلال الأشهر الأخيرة. كان خروج صليبا أمراً غير متوقع. اليوم كانت مباراة (أمام تشيلسي) مليئة بالدروس لنا جميعاً».
رغم ذلك، أبدى أرتيتا تفاؤله بأداء فريقه، قائلاً: «لقد كان أسبوعاً كبيراً» في الإشارة إلى الفوز العريض على بايرن ميونيخ 3-1 في المسابقة القارية المرموقة.
وأوضح المدرب الإسباني: «فقدنا لاعبين في تلك المباريات، واليوم (الأحد) اضطررنا للَّعب بتشكيلة لم يسبق لنا اللعب بها، في مباراة صعبة جداً».
وتابع: «كان على الفريق التكيف مع ذلك. لقد كان أسبوعاً إيجابياً، رغم أن الصعوبة كانت كبيرة للغاية. ولكن لدي إحساس بأننا كان يجب أن نفوز بالمباراة، ولم نفعل».
ولحسن حظ آرسنال، تواجه الفرق المنافسة له بدورها تحديات جمَّة، ويشوبها حتى اللحظة ضعف الاستقرار.
يتقدم هذه الفرق مانشستر سيتي صاحب المركز الثاني، الذي يحل على فولهام، الثلاثاء، والفائز بصعوبة على ليدز يونايتد السبت 3-2، بعدما كان قد انهزم في المرحلة السابقة أمام نيوكاسل 1-2.
أمَّن ذلك لفريق شمال لندن فرصة الاحتفاظ بصدارة مريحة نسبياً حتى إشعار آخر.
في المقابل، يجد ليفربول -المنافس الافتراضي الأبرز على اللقب قبل انطلاق الدوري، نظراً إلى حجم إنفاقه الكبير في سوق الانتقالات الصيفي- نفسه في المركز الثامن، متخلفاً بفارق 9 نقاط.
أما تشيلسي، فرغم تطور مستواه بشكل ملحوظ تحت قيادة المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا، محتلاً المركز الثالث بفارق نقطة عن سيتي، فسيلتقي ليدز يونايتد آملاً في البقاء من دون هزيمة للمباراة الثامنة توالياً، في سلسلة شهدت فوزاً لافتاً على برشلونة بطل إسبانيا 3-0.
وأدى تراجع الأندية الطليعية التقليدية -كليفربول وتوتنهام وسابقاً مانشستر يونايتد صاحب المركز السابع- إلى بروز منافسين جدد على مائدة الدوري، على غرار أستون فيلا الرابع بـ24 نقطة بفارق الأهداف عن تشيلسي، والذي يلتقي برايتون الخامس (22 نقطة) وسط طموحات الفريقين للذهاب بعيداً هذا الموسم، بغية الحصول على مقعد قاري.

