المدرب السعودي... هل آن أوان التمكين بعد عقود من الغياب؟

آلاف الكوادر التدريبية في المملكة تترقب مرئيات الأندية بشأن إلزامها بـ«سعودة الأجهزة الفنية»

غالبية الأندية السعودية في الدوريات الاولى والثانية والثالثة والرابعة يقودها اجانب (نادي القلعة)
غالبية الأندية السعودية في الدوريات الاولى والثانية والثالثة والرابعة يقودها اجانب (نادي القلعة)
TT

المدرب السعودي... هل آن أوان التمكين بعد عقود من الغياب؟

غالبية الأندية السعودية في الدوريات الاولى والثانية والثالثة والرابعة يقودها اجانب (نادي القلعة)
غالبية الأندية السعودية في الدوريات الاولى والثانية والثالثة والرابعة يقودها اجانب (نادي القلعة)

لم يكن طرح الاتحاد السعودي لكرة القدم لفكرة إلزام الأندية الرياضية بتعيين مدرب سعودي ضمن الطواقم الفنية مجرّد اقتراح عابر أو إجراء عادي، بل يمثل خطوة مفصلية يُنتظر أن تعيد رسم خريطة الحضور أمام الكفاءات التدريبية الوطنية.

اتحاد القدم عرض المقترح رسمياً وينتظر مرئيات الأندية، في وقت تشهد فيه الأطقم الفنية في الأندية السعودية تكدساً سنوياً لعشرات الجنسيات الأجنبية، يحضر أصحابها للعمل ثم يغادرون مع نهاية العقود دون أن يترك وجودهم أي أثر مستدام.

وفي حال تحوّل الطرح إلى قرار ملزم، فإنه سيضع حجر الأساس لمرحلة جديدة تنتقل فيها المشاركة المحلية من الحضور الخجول إلى التمثيل الفاعل والمؤثر، ويمنح المئات من المدربين السعوديين، حملة الشهادات المعتمدة بمختلف درجاتها، فرصة الدخول الحقيقي إلى منظومة العمل الفني، لا سيما في ظل وجود فجوة متراكمة بين الكمّ الكبير من المدربين الأجانب، ونسبة تمثيل المدرب الوطني في فرق الدرجات المختلفة.

هذا التقرير يرصد تحولات حضور المدرب السعودي في الأجهزة الفنية خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، ويستعرض بالأرقام والوقائع تفاصيل مشاركته في الدرجات الممتازة والأولى والثانية، وصولاً إلى الثالثة والرابعة، مروراً بتجربته المحدودة كمدير فني، في مقابل الحضور المتكرر في أدوار ثانوية مثل مساعد مدرب، ومحلل فيديو، ومدرب لياقة.

ظهور نادر في وظيفة المدير الفني

ووفقاً لإحصاءات خاصة تنشرها «الشرق الأوسط» فإن عدد المدربين السعوديين العاملين في الأجهزة الفنية لفرق الدوري السعودي للمحترفين تراجع في الموسم الأخير مقارنة بالموسم الذي سبقه، لكن اللافت هو زيادة عدد المدربين السعوديين الذين يعملون في منصب المدير الفني، وهو الحضور الخجول سابقاً مقارنة بهذا الموسم.

بصورة عامة فإن الحضور سجل نموا في السنوات الثلاث الماضية، لكن ليس على صعيد المدير الفني، بخلاف هذا الموسم، إذ كان سابقاً صالح المحمدي وحيداً بعد قيادته لفريق الحزم الموسم الماضي، أما في الموسم الحالي فقد عيّن الاتفاق سعد الشهري بديلاً للإنجليزي جيرارد، وأعلن التعاون إسناد المهمة لمحمد العبدلي خلفاً للأرجنتيني رودولفو أروابيانا، وعين خالد العطوي في ضمك خلفاً للبرتغالي نونو ألميدا، وحالياً المدرب بندر الكبيشان سيقود فريق الرياض خلفاً للتونسي صبري لموشي.

مع مُضي السنوات، فإن المدرب السعودي لا يزال يشغل الأدوار الأقل تأثيراً، مثل محلل فيديو أو مساعد مدرب أو مدرب لياقة، أما الظهور كمدير فني فذلك لا يكون إلا في حالات نادرة جداً، وإن حضر هذا الموسم بأسماء مؤقتة تكمل المهمة لنهاية الموسم.

الأجهزة الفنية في الأندية السعودية مليئة بالأجانب وسط حضور نادر للمحليين (الشرق الاوسط)

وبالخوض في تفاصيل المواسم الثلاثة الماضية لأندية الدوري السعودي للمحترفين، نجد أنه في موسم 2022 / 2023 سجل المدرب السعودي حضوره بعدد 17 شخصاً مقابل 129 مدرباً من جنسيات متعددة، وكانت أندية الاتحاد والفتح وأبها والشباب وضمك والعدالة هي الأكثر، بواقع مدربين لكل منها، في حين كانت أندية الطائي والعدالة والنصر الأكثر توظيفاً للمدربين غير السعوديين بعدد 14 مدرباً، وكانت الجنسيتان الأعلى حضوراً هما البرتغالية والتونسية.

كانت وظيفة مساعد المدرب هي الأكثر، بعدد 6 أسماء، في حين غاب حضور المدربين السعوديين على رأس الجهاز الفني، وسجلت مهنة محلل الفيديو حضوراً لافتاً بين المدربين السعوديين.

أما في موسم 2023 / 2024 فقد شهد المدرب السعودي نموا أفضل في حضوره، بواقع 31 مدرباً من أصل 227 مدرباً في أندية الدوري، إذ حضر من بينهم 196 مدرباً غير سعودي من مختلف الجنسيات، وكان فريقا الحزم وأبها الأكثر توظيفاً للمدربين السعوديين بعدد 5 مدربين، أما الشباب فقد كان الأكثر توظيفاً للمدربين غير السعوديين بعدد 23 مدرباً، وكانت البرتغال الأكثر حضوراً في هذه النسخة.

صالح المحمدي يميناً قبل إقالته من تدريب الحزم (نادي الحزم)

وكما هو الحال للموسم الذي سبقه، كانت وظيفة مساعد مدرب هي الأكثر حضوراً بعدد تسعة أسماء فنية، مقابل حضور وحيد للمدير الفني فقط.

20 مدرباً من أصل 202 فني

في الموسم الحالي، تراجع عدد المدربين السعوديين في الأندية، وبلغ عدد العاملين 20 شخصاً من أصل 202 إجمالي الذين يعملون في الأجهزة الفنية لكافة الأندية.

هذه النسخة شهدت تساوي مهنة مساعد المدرب ومحلل الفيديو، بعدد 6 وظائف لكل منها، في حين زاد عدد المدربين العاملين كمدير فني إلى أربعة مدربين.

سعد الشهري فرض نفسه مدربا في دوري المحترفين (نادي الاتفاق)

بصورة إجمالية فيما يتعلق بأندية الدوري السعودي للمحترفين، فإن التحسن الملحوظ في ثاني المواسم التي شملتها هذه الإحصائية عاد للتراجع لنقطة أدنى من نقطة الانطلاقة، مما يؤكد أن ما حدث لم يكن مستداما.

أما على صعيد أندية دوري الدرجة الأولى فقد شهدت نسبة توظيف المدربين السعوديين انخفاضاً حاداً بنسبة تقترب من 50 في المائة خلال موسمين فقط، رغم أن كثيرا من الأسماء السعودية تمتلك خبرة تفوق نظيرتها التي تعمل في بعض أندية الدرجة الأولى.

دوري يلو... تراجع كبير للسعوديين في الأجهزة الفنية

في موسم 2022 - 2023 كان حضور الأسماء السعودية كبيراً، بعدد 37 مدرباً من أصل 179 مدرباً يعملون في الأطقم الفنية، وحضر خليل المهنا مدرباً لفريق أحد ويوسف عنبر مدرباً للأهلي وخالد القروني مدرباً للخلود وخليل المهنا مدرباً للعربي، وخالد العطوي في القادسية، وسعد السبيعي في القيصومة.

واستمرت وظيفة مساعد المدرب الأكثر حضوراً، بعدد 13 في ذلك الموسم، مقارنة بوظائف أخرى مثل مدرب لياقة ومحلل فيديو ومدرب حراس.

أما في موسم 2023 - 2024 فقد انخفض حضور السعوديين بعدد 19 مدرباً من أصل 169 حاضرين في كافة الأطقم الفنية، من بين هذه الأسماء كان خليل المهنا حاضراً لفترة في قيادة فريق البكيرية، وعلي القرني في فريق الصفا ويوسف عنبر في العربي، واستمرت وظيفة مساعد المدرب الأكثر حضوراً بعدد 10 أسماء مقارنة ببقية الوظائف الفنية.

وفي الموسم الحالي، حضر التراجع ليصل العدد إلى 15 مدرباً من أصل 146 حاضرين في مختلف الأجهزة الفنية للأندية، حضر يوسف عنبر في قيادة نادي أحد وزياد العفر في قيادة نادي الجندل، وصالح المحمدي في قيادة نادي الحزم، ولاحقاً حضر خليل المهنا في قيادة الباطن، واستمرت وظيفة مساعد المدرب الأكثر بعدد 7.

خلال السنوات الثلاث التي شملتها الإحصائية، كان المدربون البرتغاليون يتصدرون المشهد كأكثر الجنسيات توظيفاً، ثم الجنسية التونسية فالإسبانية والصربية.

دوري الثانية... سيطرة عربية وحضور سعودي في الأجهزة المساعدة

رغم أن حضور المدربين السعوديين بمختلف الوظائف يعتبر الأفضل في دوري الدرجة الثانية مقارنة بأندية الدوري السعودي للمحترفين والدرجة الأولى، فإنه لا يعكس حضورا فاعلا في وظائف المديرين الفنيين، بل استمر حضور وظيفة مساعد مدرب هو الأكثر، كما هو الحال في الدرجتين السابقتين.

وبحسب الإحصاءات التي تنشرها «الشرق الأوسط»، فإن عدد المدربين السعوديين في موسم 2022- 2023 بدوري الدرجة الثانية بلغ 39 مدرباً من أصل 203، وحضر زياد العفر مع نادي الجندل، وبندر العتيبي مع الدرعية، وعبد العزيز الدخيل مع الروضة، وعبد البديع الغانم مع الزلفي، وسليمان الحشيان مع النجمة، وسعود المشعان مع اللواء، وفي النهضة حضر الثنائي بندر باصريح وعبد العزيز البيشي، ومحمد الجديع في بيشة، وعبد العزيز مشبب في جرش، وعبد العزيز الحقباني ومثيب العتيبي في ساجر، وكانت وظيفة مساعد المدرب هي الأكثر بعدد 16.

أما في موسم 2023 - 2024 فقد انخفض الرقم قليلاً إلى 34 مدرباً من أصل 212 مدرباً، فحضر عباس غلام وأيوب غلام في الأنصار، ومحمد المطيري وعبد الله العقيلي في التقدم، وأحمد خليل في الجيل، وعبد البديع الغانم في الزلفي، وعبد العزيز البيشي في الكوكب، وسعود المشعان وعبد الله الضعيان في اللواء، وعبد العزيز مشبب في جرش، وفضل الفضل في النجوم، وخالد القروني في وج، ورغم ذلك استمرت وظيفة مساعد المدرب هي الأكثر بعدد 13 مدرباً.

أما في الموسم الحالي فقد ارتفع عدد المدربين الوطنيين إلى 38 مدرباً من أصل 194 لكافة الطواقم الفنية في الأندية، إذ يحضر سلطان أبو العلا في الأنوار، وعبد الله الجنوبي في الترجي، وأحمد العتيبي في التقدم، وهلال الرفاعي في الحوراء، ومحمد البوقرين في الروضة، وبدر أبا الحسن في الشرق، وسلطان القنوي في الكوكب، وعبد الله البقعاوي في اللواء، وبندر باصريح وعليوي الدوسري في النجوم، ومحمد الرويبعي في بيشة، وفهد عسيري في جرش، وعلي مجربي في حطين، وسعود المشعان في طويق، أما بقية الأسماء فتوزعت على بقية الوظائف الفنية للطواقم.

دوري الثالثة... تمكين جزئي

وحضور أكبر للمدرب المحلي

سيكون دوري الدرجة الثالثة أحد أكبر الدوريات تغيرا في الموسم الجديد مع دخول قرار إلزام أندية هذه الدرجة إلى جوار الدرجة الرابعة بتعيين مدرب سعودي للفريق الأول، لكن رغم ذلك فقد كان دوري الدرجة الثالثة الأكثر حضوراً للمدرب السعودي مقارنة بغيره من الدوريات الثلاثة التي شملتها هذه الإحصائية.

محمد العبدلي أحد المدربين السعوديين الحاضرين في الدوري السعودي للمحترفين (نادي التعاون)

وشكل السعوديون حضورهم في موسم 2022 - 2023 بعدد 56 مدرباً من أصل 138، فيما سجل الموسم الذي يليه حضوراً لافتاً بلغ ذروته مع بلوغ العدد 103 من أصل 208، ليصبح حضور السعوديين بمثابة النصف، لكن مع هذا الحضور تراجع في الموسم الحالي إلى 59 مدرباً من أصل 183 مدرباً يعملون في الأجهزة الفنية من مختلف الجنسيات.

استمرت وظيفة مساعد مدرب هي الأكثر حضورا حتى في الدرجة الثالثة، وذلك بحسب المواسم الثلاثة 16 ثم 29 وأخيراً 24.


مقالات ذات صلة

«أمم أفريقيا»: في الـ90... صلاح يسجل وينقذ مصر من فخ زيمبابوي

رياضة عربية «أمم أفريقيا»: في الـ90... صلاح يسجل وينقذ مصر من فخ زيمبابوي

«أمم أفريقيا»: في الـ90... صلاح يسجل وينقذ مصر من فخ زيمبابوي

قاد محمد صلاح نجم ​ليفربول منتخب مصر لتعديل تأخره بهدف إلى انتصار 2-1 على زيمبابوي في مستهل مشوارهما بكأس أمم أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (أغادير)
رياضة عالمية مهاجم بورنموث أنطوان سيمينيو (د.ب.أ)

مشجع لليفربول يدفع ببراءته في قضية الإساءة العنصرية ضد سيمينيو

دفع مشجع لنادي ليفربول ببراءته من تهمة توجيه إساءة عنصرية إلى مهاجم بورنموث، أنطوان سيمينيو، خلال مباراة في الدوري الإنجليزي.

The Athletic (ليفربول)
رياضة عالمية البرازيلي الشاب إندريك (إ.ب.أ)

التوصل لاتفاق بين ليون وريال لاستعارة البرازيلي إندريك

توصّل ليون الفرنسي لاتفاق مع ريال مدريد الإسباني من أجل أن يتخلى الأخير عن مهاجمه البرازيلي الشاب إندريك على سبيل الإعارة.

«الشرق الأوسط» (ليون)
رياضة عالمية إصابة بالغة لإيزاك في مواجهة توتنهام (رويترز)

جراحة في الكاحل تُبعد إيزاك لشهور

خضع المهاجم السويدي ألكسندر أيزاك لعملية جراحية في كاحله قد تبعده عن الملاعب لأشهر عدة.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية بول بوت مدرب أوغندا (أ.ف.ب)

مدرب أوغندا لا يبالي بسجل تونس المثالي

يعتقد بول بوت مدرب أوغندا أن سجل تونس المثالي لن يكون عاملا حاسما ​قبل مواجهة الفريقين في المجموعة الثالثة لكأس الأمم الأفريقية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)

رينارد قبل المونديال... البقاء مع «الأخضر» أم رحيل على طريقة كالديرون؟

رينارد وجهازه يخضعان لتقييم فني هادئ (رويترز)
رينارد وجهازه يخضعان لتقييم فني هادئ (رويترز)
TT

رينارد قبل المونديال... البقاء مع «الأخضر» أم رحيل على طريقة كالديرون؟

رينارد وجهازه يخضعان لتقييم فني هادئ (رويترز)
رينارد وجهازه يخضعان لتقييم فني هادئ (رويترز)

صعد المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم للمرة السابعة في تاريخه، لكنه خلال هذا الصعود فضّل الذهاب إلى المونديال 4 مرات بمدرب مختلف عن الذي قاده في التصفيات، قد يبدو الأمر هدفه التحسن في مونديال 1994، بعد أن تسلم المهمة بصورة مؤقتة في ختام التصفيات الوطني محمد الخراشي، لكن الأمر عكس ذلك في مونديالي 2006 و2018.

هذه الأيام يزداد الحديث عن مصير الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، وذلك بعد نهاية بطولة كأس العرب التي أُقيمت في قطر وخلالها خسر «الأخضر» فرصة المنافسة على اللقب بخسارته أمام الأردن في نصف نهائي البطولة.

وبحسب مصادر «الشرق الأوسط»، فإن المدرب الفرنسي لا يزال يخضع لتقييم فني عميق وهادئ وستكون نتيجته بالتأكيد إما بقاءه وهذا محتمل وإما إقالته، وذلك في حال أثبتت المرحلة الماضية من مباريات الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026 وكأس العرب أن هناك مشكلة فنية تحتاج إلى حلول عاجلة.

هيرفي رينارد (رويترز)

رينارد الذي أصبح المدرب الأكثر قيادة للمنتخب السعودي عبر تاريخه وتفوق على ناصر الجوهر بفارق 5 مباريات بعد أن بلغ المباراة رقم 66 مقابل 61 للجوهر، وفقاً لموقع المنتخب السعودي، لم يعد يظهر كالسابق في الأداء وكانت مرحلته الأولى متفوقة بجدارة على تجربته الحالية مع «الأخضر».

الحديث عن رحيل رينارد قد يبدو أمراً منطقياً على صعيد منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، لكن عقده يمتد حتى 2027 أي ما بعد المونديال، لكن السؤال الذي يتم تداوله الآن، هل يصمد رينارد في منصبه أمام موجة المطالبات برحيله قبل المونديال أم يغادر على طريقة كالديرون؟

لماذا الحديث عن رحيل رينارد؟

كان الفرنسي هيرفي رينارد بمثابة أيقونة لدى جماهير المنتخب السعودي بعد أن وضع بصمة لا تنسى، ومثّلت عودته لقيادة «الأخضر» عوضاً عن الإيطالي روبرتو مانشيني، طوق نجاة استبشر معه الكثيرون، رغم الشروخات التي طالت العلاقة بعد أن غادر رينارد قيادة «الأخضر» برغبته بعد نهاية مونديال 2022 لتولي قيادة منتخب فرنسا للسيدات في المونديال.

رينارد أمام مفترق طرق (أ.ف.ب)

نجح رينارد في المهمة التي أوكلت له وقاد المنتخب السعودي نحو مونديال 2026 وإن كانت الطريقة غير محببة عن طريق الدور الثاني لكنه نجح في تحقيق الهدف المنشود.

الحديث عن رحيل رينارد بدأ بعد أن ظهر المنتخب السعودي بهوية لم تكن شرسة ومهزوزة نوعاً ما، خسر لقب بطولة كأس الخليج التي أقيمت في الكويت، ولم يعبر بالبطاقة المباشرة في المونديال، وكذلك ودّع بطولة كأس العرب التي كانت الجماهير السعودية واللاعبون يضعونها هدفاً منشوداً.

شخصية حادة وتكرار الحديث عن دقائق مشاركة اللاعبين

بخلاف المؤتمرات الصحافية في تصفيات الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال كأس العالم والمؤتمرات في التحضيرات التي سبقت كأس العرب وكان هادئاً فيها وواثقاً، ظهر هيرفي رينارد، مدرب «الأخضر»، حادّاً وبردود مباشرة لوسائل الإعلام المختلفة، وكان طابع الصراحة سائداً وفق رؤية خاصة وقناعات أوصلها رينارد للشارع الرياضي على أمل أن يستجيب اللاعبون لهذه الرسائل، لم يكتفِ رينارد بالصراحة في مواجهة الإعلام، بل ناشده الاضطلاع بدور المطالبة بمنح اللاعبين دقائق لعب إضافية، حيث قال: «أنا عن نفسي لا أمتلك شيئاً لأقوم بتغييره، ولكن أنتم المسؤولون عن هذه الرسالة وإيصالها، الدوري لدينا قوي ومستواه يرتفع، ولكن علينا التفكير في المنتخب».

ليو بينهاكر كان حاضراً مع «الأخضر» في تحضيراته لكأس العالم 1994 ليقال قبل انطلاق المونديال بأشهر (رويترز)

المدرب الفرنسي تحدث في 5 مؤتمرات صحافية مختلفة في كأس العرب عن مشاركة اللاعبين في المنافسات المحلية، مما يعكس أهمية الأمر وفق ما يراه رينارد، الذي قال في المؤتمر الصحافي قبل مواجهة فلسطين عن مشاركة اللاعبين المحليين في الدوري: «يتكرر هذا السؤال دائماً، من المهم أن نتوصل لنوع من التوازن كي يتمكن اللاعبون من اللعب بشكل أوسع وهذا رأيي بصفتي مدرب المنتخب، طبيعي أن نكون سعداء بتطور الدوري».

فان مارفيك قاد «الأخضر» لمونديال 2018 لكنه أقيل من منصبه (رويترز)

بعد المواجهة، عاد رينارد لتكرار الأمر ذاته في موضعين؛ كان الأول مطالبة وسائل الإعلام بإيصال هذه الرسالة، والموضع الثاني عن معاناة «الأخضر» في مواجهة فلسطين التي انتهت بانتصار في الأشواط الإضافية، حيث قال: «لا نمتلك لاعبين يلعبون دقائق كثيرة في الدوري السعودي، وبالتالي لا يستطيعون المثابرة لأنهم مجبورون للجلوس على مقاعد البدلاء، علينا أن نغلق هذه الثغرة».

رينارد تحدث أيضاً عن الأمر ذاته في المؤتمر الأخير في البطولة قبل مواجهة الإمارات، قائلاً: «لقد أعطيت رأيي، ولكن لست إلا مدرب الفريق الوطني، يجب عليّ تحقيق أفضل النتائج الممكنة، لدي رأي خاص ولا يمكن تفسيره الآن وليس هو الأمر المهم، متأكد من أن هناك أشخاصاً سيحددون مستقبل الكرة السعودية، فالمواهب متوفرة، ولكن لا بد علينا بذل المزيد من الجهود». في المؤتمر الأخير كان الفرنسي واضحاً في رسالته للاعبين، حيث طالبهم باتخاذ قرارات أفضل في فترة الانتقالات الشتوية قبل كأس العالم التي ستقام صيفاً، إذ قال: «اللاعبون يجب أن يكونوا فعالين في المشاركات المحلية، هناك نافذة شتوية ويجب أن يعدوا أنفسهم لذلك جيداً، وكأس العالم بطولة مهمة ونحن نتابع ما يحصل، وعلى اللاعبين أن يكونوا تنافسيين بشكل أكبر لتقديم المملكة العربية السعودية بشكل أفضل في كأس العالم».

كالديرون قاد المنتخب السعودي للتأهل لمونديال 2006 لكنه لم يستمر بإقالته وتعيين باكيتا (الاتحاد السعودي)

هذا الجانب من الأحاديث للمدرب رينارد أيّده نواف بوشل عندما سألته «الشرق الأوسط»، حيث قال: «طبيعي أن اللاعبين بحاجة للمشاركة ودقائق لعب أكثر ونشاهد مثلاً تأثير ذلك على الإرهاق البدني لبعض اللاعبين، ولكن نحن جاهزون لأي أمر».

رينارد... خطط مستمرة للمونديال

يعمل رينارد وفريق عمله على خطط مستمرة من أجل قيادة المنتخب السعودي في المونديال المقبل دون تفكير بالاستقالة أو الرحيل، من خلال حضور المباريات ورصد أسماء قد تجد فرصتها في المشاركة السابعة لـ«الأخضر».

وفي الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، قال رينارد، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» بعد حضوره حفل مراسم قرعة كأس العالم 2026، عن موعد بدء تحضيرات المنتخب السعودي للمونديال: «لا نعرف بعد، سنبدأ التحضير لكل شيء حين نعرف الوضع بأكمله».

الاستقرار أم التغيير... ما هو هدف «الأخضر» في مونديال 5202؟

التجارب السابقة للمنتخب السعودي أثبتت أن قرار التغيير دائماً ما يؤدي إلى نتائج لم تكن مثالية، لكن التقييم الدقيق سيكون مبنياً على أهداف المنتخب السعودي المنشودة في النسخة المونديالية المقبلة التي تشهد مشاركة موسعة للمنتخبات، وما هي الطموحات؟ وهل سيكون رينارد قادراً على تحقيقها أم لا؟

بنظرة تاريخية، نجد أنه في تصفيات كأس العالم 1994 كان البرازيلي كاندينو يتولى قيادة «الأخضر» حتى جاءت اللحظة الأخيرة والمباراة الحاسمة، تمت إقالته والاستعانة بالوطني محمد الخراشي الذي قاد «الأخضر» لانتصار ثمين وتاريخي على إيران بنتيجة 4 - 3 ليعبر المنتخب السعودي للمرة الأولى في تاريخه، وخلال تحضيرات «الأخضر» تم التعاقد مع الهولندي الشهير ليو بينهاكر قبل أن يقال بعد شهرين من تعيينه، ليتولى المهمة بعد ذلك الأرجنتيني خورخي سولاري الذي قاد المنتخب لإنجاز غير مسبوق لم يتكرر ببلوغ دور الـ16.

في نسخة مونديال 1998، كانت التصفيات تحت قيادة البرتغالي فينغادا قبل إقالته في الجزء الأخير من المرحلة الثانية وتعيين الألماني أوتو فيستر الذي أشرف على «الأخضر» في 19 مباراة من بينها القارات وكأس العرب، لكنه لم يرافق المنتخب في المونديال الذي تولى فيه البرازيلي كارلوس ألبرتو بيريرا المهمة.

أمّا في نهائيات كأس العالم 2002 فكانت التصفيات تحت قيادة الصربي سلوبودان سانتراش قبل أن يكمل المهمة ناصر الجوهر فيما تبقى من التصفيات، وينجح في قيادة «الأخضر» لبلوغ المونديال ويتولى قيادته حتى نهاية مرحلة المجموعات.

في نهائيات مونديال 2006، انطلقت التصفيات بقيادة الوطني ناصر الجوهر قبل أن يتم إسناد المهمة للأرجنتيني كالديرون الذي قاد «الأخضر» بنجاح لكنه ذهب ضحية نتائج المنتخب في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في الدوحة، وتمت إقالته قبل المونديال، ليتم إسناد المهمة للبرازيلي باكيتا، الذي قاد «الأخضر» في مونديال ألمانيا.

تكرر الأمر ذاته مع الهولندي بيرت فان مارفيك، الذي قاد «الأخضر» بنجاح نحو مونديال 2018، وأعاد المنتخب السعودي لواجهة كأس العالم بعد سنوات طويلة من الغياب، لكنه لم يرافق «الأخضر» في مونديال روسيا، إذ تمت إقالته والتعاقد مع الإسباني خوان أنطونيو بيتزي. في مونديال 2022، كان الأمر مختلفاً ولأول مرة، إذ تسلم الفرنسي هيرفي رينارد قيادة المنتخب السعودي في مرحلة التصفيات منذ بدايتها ونجح في قيادة «الأخضر» متصدراً مجموعته وقبل جولتين من الختام، وكذلك استمرت رحلته وقاد المنتخب السعودي في المونديال وحقق خلاله فوزاً تاريخياً لا ينسى أمام الأرجنتين، الذي صنفه «فيفا» بأنه من المفاجآت الكبرى بتاريخ كأس العالم.


«فيفا» يرفع حظر تسجيل اللاعبين عن نادي النصر… والقرارات الدولية ترتفع إلى 45

صورة ضوئية لموقع «فيفا» يظهر فيها خلو القائمة من اسم النصر (موقع فيفا)
صورة ضوئية لموقع «فيفا» يظهر فيها خلو القائمة من اسم النصر (موقع فيفا)
TT

«فيفا» يرفع حظر تسجيل اللاعبين عن نادي النصر… والقرارات الدولية ترتفع إلى 45

صورة ضوئية لموقع «فيفا» يظهر فيها خلو القائمة من اسم النصر (موقع فيفا)
صورة ضوئية لموقع «فيفا» يظهر فيها خلو القائمة من اسم النصر (موقع فيفا)

أزال الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الاثنين، اسم نادي النصر من قائمة حظر تسجيل اللاعبين، مؤكداً إغلاق الملف بشكل نهائي بعد التزام النادي الكامل باللوائح والقرارات الصادرة بحقه، في خطوة تمثل تحولاً مهماً في مسار النادي التنظيمي مع اقتراب انطلاق سوق الانتقالات الشتوي المقرر مطلع الشهر المقبل.

وجاء قرار «فيفا» متزامناً مع تحديث رسمي لقائمة الحظر على موقعه الإلكتروني، حيث اختفى اسم النصر من السجل الدولي، في حين أُضيفت قرارات جديدة بحق ناديي الصفا والقيصومة، تقضي بمنعهما من تسجيل اللاعبين لمدة ثلاث فترات تسجيل لكل نادٍ، ضمن إجراءات تأديبية مرتبطة بنزاعات تعاقدية وعدم الالتزام بتنفيذ الأحكام النهائية.

وحسب الحصر الدقيق للأسماء والتكرار، بلغ عدد القرارات الدولية الصادرة بحق الأندية السعودية 45 قراراً، تفاوتت بين عقوبات مفردة وملفات متكررة. وتصدر نادي أحد القائمة بواقع 15 قراراً دولياً، يليه نادي الوحدة بخمسة قرارات، ثم العين والجندل بأربعة قرارات لكل منهما، فيما جاء الصفا بثلاثة قرارات، والشباب والشعلة ونجران بقرارين لكل نادٍ، مقابل قرارات منفردة بحق الروضة، وضمك، والسد، والوطن، والباطن، والرياض، والمحمل، والقيصومة.


أبطال آسيا للنخبة: انتفاضة الشوط الثاني تقود الأهلي لخماسية أمام الشرطة

الأهلي أمطر شباك الشرطة العراقي بخماسية (الاتحاد السعودي لكرة القدم)
الأهلي أمطر شباك الشرطة العراقي بخماسية (الاتحاد السعودي لكرة القدم)
TT

أبطال آسيا للنخبة: انتفاضة الشوط الثاني تقود الأهلي لخماسية أمام الشرطة

الأهلي أمطر شباك الشرطة العراقي بخماسية (الاتحاد السعودي لكرة القدم)
الأهلي أمطر شباك الشرطة العراقي بخماسية (الاتحاد السعودي لكرة القدم)

سجل ​الأهلي حامل اللقب أربعة أهداف في الشوط الثاني ليفوز 5-صفر على مضيفه الشرطة العراقي في مجموعة ‌الغرب لدوري ‌أبطال ‌آسيا ⁠للنخبة لكرة ​القدم، ‌الاثنين.

وتقدم الأهلي للمركز الثالث وله 13 نقطة من 6 مباريات، وظل الشرطة في المركز 11 ⁠وقبل الأخير بنقطة ‌واحدة.

ومنح روجر إيبانيز التقدم للأهلي في الدقيقة ‍30، بتسديدة من مدى قريب، قبل أن يجعل إيفان توني النتيجة ​2-صفر بعد 11 دقيقة من نهاية ⁠الاستراحة.

وأضاف غالينو الهدف الثالث في الدقيقة 72 وسجل صالح أبو الشامات الهدف الرابع في الدقيقة 81 قبل أن يختتم زياد الجهني أهداف الفريق الزائر بعدها ‌بخمس دقائق.