ارتفاع قوي لإنتاج المصانع في اليابان... وتباطؤ مبيعات التجزئة

«نيكي» يغلق عند أدنى مستوى في 8 أشهر تحسباً لـ«يوم التحرير»

مشاة يسيرون تحت الأمطار أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في العاصمة اليابانية طوكيو (إ ب أ)
مشاة يسيرون تحت الأمطار أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في العاصمة اليابانية طوكيو (إ ب أ)
TT
20

ارتفاع قوي لإنتاج المصانع في اليابان... وتباطؤ مبيعات التجزئة

مشاة يسيرون تحت الأمطار أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في العاصمة اليابانية طوكيو (إ ب أ)
مشاة يسيرون تحت الأمطار أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في العاصمة اليابانية طوكيو (إ ب أ)

ارتفع إنتاج المصانع في اليابان بوتيرة فاقت التوقعات في شهر فبراير (شباط) الماضي، مدفوعاً بزيادات في آلات الإنتاج وقطع الغيار الإلكترونية، لكن تباطؤ مبيعات التجزئة يشير إلى تزايد الضغوط على اقتصاد يواجه مخاطر خارجية متزايدة.

وتشعر الشركات اليابانية بقلق متزايد من أن سياسات الرئيس دونالد ترمب الحمائية قد تؤدي إلى تباطؤ عالمي أوسع نطاقاً، حيث تستعد شركات صناعة السيارات المحلية لآثار الرسوم الجمركية الأميركية.

وأظهرت بيانات وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة يوم الاثنين أن الإنتاج الصناعي ارتفع بنسبة 2.5 في المائة في فبراير مقارنة بالشهر السابق الذي انخفض فيه بنسبة 1.1 في المائة، متجاوزاً بقليل متوسط ​​توقعات السوق بارتفاع قدره 2.3 في المائة. وارتفع إنتاج آلات الإنتاج، بما في ذلك معدات تصنيع الرقائق، بنسبة 8.2 في المائة عن الشهر السابق، بينما ارتفع إنتاج الأجزاء والأجهزة الإلكترونية بنسبة 10.1 في المائة، وفقاً لوزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة.

ويتوقع المصنعون الذين شملهم استطلاع الوزارة أن يرتفع الإنتاج المعدل موسمياً بنسبة 0.6 في المائة في مارس (آذار)، وأن يرتفع بشكل طفيف بنسبة 0.1% في أبريل (نيسان).

وأظهرت بيانات منفصلة أن مبيعات التجزئة اليابانية ارتفعت بنسبة 1.4 في المائة في فبراير مقارنة بالعام السابق، وهو ما يقل عن متوسط ​​توقعات السوق بارتفاع قدره 2.0 في المائة. وكانت المبيعات قد ارتفعت بنسبة 4.4 في المائة في يناير (كانون الثاني) الماضي.

ويشير الاستهلاك المحلي الضعيف نسبياً إلى عام صعب ينتظر رابع أكبر اقتصاد في العالم، لا سيما مع فرض ترمب رسوماً جمركية مكثفة على الدول الشريكة تجارياً، مما يؤثر سلباً على استثمارات الشركات وثقة المستهلكين. ويُثير إعلان ترمب عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25 في المائة على واردات السيارات قلق صانعي السياسات في اليابان بشكل خاص، نظراً لاعتمادها على صادرات السيارات إلى الولايات المتحدة.

ووفقاً لبيانات وزارة المالية، شكّلت السيارات 28.3 في المائة من إجمالي صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة في عام 2024، وهي النسبة الأكبر بين جميع السلع. ووفقاً لوزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة، ارتفع إنتاج السيارات بنسبة 0.2 في المائة في فبراير مقارنة بالشهر السابق عليه.

وفي الأسواق، أغلق المؤشر نيكي الياباني قرب أدنى مستوى في ثمانية أشهر يوم الاثنين بعد خسائر حادة سجلتها وول ستريت في الجلسة السابقة، مع تقييم المستثمرين مخاطر الرسوم التجارية الأميركية الوشيكة.

وهبط المؤشر نيكي 4.05 في المائة إلى 35617.56 نقطة، وهو أدنى مستوى عند الإغلاق منذ التاسع من أغسطس (آب)، بعد يوم من تسجيل المؤشر أكبر هبوط يومي منذ انهيار «الاثنين الأسود» عام 1987.

وسجل «نيكي» يوم الاثنين أكبر انخفاض يومي منذ 30 سبتمبر (أيلول). كما تراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 3.5 في المائة إلى 2658.73 نقطة.

وقال هيرويوكي أوينو، كبير الخبراء في «سوميتومو ميتسوي تراست» لإدارة الأصول: «معنويات المستثمرين تراجعت بسبب وجود الكثير من الضبابية قبل الإعلان عن الرسوم الجمركية المضادة». وأضاف أن المستثمرين «كانوا في حالة عدم رغبة في المخاطرة، فتخلصوا مما اشتروه. لكن هذا الأسبوع هو الأصعب، وسيعاودون شراء الأسهم بمجرد أن تتضح الرؤية».

وتوعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالكشف عن خطة رسوم جمركية ضخمة يوم الأربعاء، والتي أطلق عليها اسم «يوم التحرير». وفرض بالفعل رسوما جمركية على الألمنيوم والصلب والسيارات، بالإضافة إلى زيادة الرسوم على جميع السلع الواردة من الصين.

وقال ترمب يوم الأحد إن الرسوم الجمركية المضادة التي من المقرر أن يعلن عنها ستشمل جميع الدول، وليس فقط مجموعة أصغر من 10 إلى 15 دولة تعاني الولايات المتحدة من أكبر اختلال في التوازن التجاري معها.

واختتمت أسهم وول ستريت التعاملات يوم الجمعة على انخفاض حاد، مع عمليات بيع لأسهم شركات التكنولوجيا العملاقة مثل «أمازون» و«مايكروسوفت» بعد أن أثارت بيانات أميركية مخاوف بشأن ضعف النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم مع زيادة إدارة ترمب للرسوم الجمركية.


مقالات ذات صلة

هل ألغى ترمب احتفالات عيد الميلاد؟

الولايات المتحدة​ رفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 104% (رويترز)

هل ألغى ترمب احتفالات عيد الميلاد؟

يقول منتجو أشجار عيد الميلاد البلاستيكية وغيرها من زينة الأعياد الصينية إنه كان من المفترض أن تبدأ الطلبات من العملاء الأميركيين، والتي تُعدّ حيوية لأعمالهم.

«الشرق الأوسط» (شاوشينغ (الصين))
الاقتصاد ميرتس يغادر بعد مؤتمر صحفي مع زعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي عقب التوصل إلى اتفاق حول الحكومة الائتلافية في برلين (رويترز)

ميرتس وكلينغبايل يغادران بعد مؤتمر صحافي مع زعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي سويدر عقب التوصل إلى اتفاق حول الحكومة الائتلافية في برلين (رويترز)

ميرتس: رسالتي إلى ترمب أن ألمانيا عادت إلى المسار الصحيح

قال المستشار الألماني المكلّف، فريدريش ميرتس، يوم الأربعاء، إن الرسالة الأساسية للرئيس الأميركي دونالد ترمب هي أن «ألمانيا عادت».

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال حديثه بالبرلمان الأربعاء (الرئاسة التركية)

إردوغان يستبعد تأثيراً سلبياً لرسوم ترمب الجمركية على تركيا

استبعد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تعرض بلاده لوضع سلبي في التجارة أو الإنتاج أو التصدير نتيجة للرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد جانب من مدينة شنغهاي الصينية (إ.ب.أ)

الصين تتعهد بسياسات اقتصادية كلية «أكثر استباقية» في ظل «الصدمات الخارجية»

قال رئيس الوزراء الصيني إن الصين بحاجة إلى تطبيق سياسات اقتصادية كلية أكثر استباقية؛ لأن «الصدمات الخارجية» ضغطت على استقرار الاقتصاد

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مشاة يمرون أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

عائد السندات اليابانية الثلاثينية يقفز إلى أعلى مستوى في 21 عاماً

ارتفعت عوائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 30 عاماً إلى أعلى مستوى لها في 21 عاماً، يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

مصر تخطو باتجاه طرح حصص للاكتتاب في شركات تابعة لجيشها

رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي يشهد توقيع اتفاقيات مع مكاتب استشارية لطرح شركات تابعة للجيش (مجلس الوزراء)
رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي يشهد توقيع اتفاقيات مع مكاتب استشارية لطرح شركات تابعة للجيش (مجلس الوزراء)
TT
20

مصر تخطو باتجاه طرح حصص للاكتتاب في شركات تابعة لجيشها

رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي يشهد توقيع اتفاقيات مع مكاتب استشارية لطرح شركات تابعة للجيش (مجلس الوزراء)
رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي يشهد توقيع اتفاقيات مع مكاتب استشارية لطرح شركات تابعة للجيش (مجلس الوزراء)

خطت الحكومة المصرية، الأربعاء، خطوة باتجاه إعادة هيكلة عدد من الشركات التابعة للجيش، وطرح حصص منها للاكتتاب، عبر التعاقد مع مكاتب استشارية محلية وعالمية، في خطوة «تعزز ثقة المستثمرين في الاقتصاد، وتحقق الشفافية، وتؤكد رغبة الحكومة في تمكين القطاع الخاص»، وفق خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط».

وأفاد بيان لمجلس الوزراء المصري، الأربعاء، بأن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي شهد «مراسم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين كل من صندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، ومجموعة من المكاتب الاستشارية المتخصصة المحلية والعالمية، بشأن إعادة هيكلة وإدارة طرح مجموعة من الشركات التابعة للجهاز».

وبدأت مصر التخارج من أصول مملوكة للدولة، في إطار برنامج لتعزيز دور القطاع الخاص، اشترطه صندوق النقد الدولي لمنح مصر قرضاً موسعاً بقيمة 8 مليارات دولار.

مراسم توقيع اتفاقيات لطرح شركات تابعة للجيش (مجلس الوزراء المصري)
مراسم توقيع اتفاقيات لطرح شركات تابعة للجيش (مجلس الوزراء المصري)

وأطلقت الحكومة المصرية في الربع الأول من 2023 برنامجاً لطرح حصص، فيما يصل إلى 40 شركة وبنكاً موزعة على 18 قطاعاً، من بينها شركات تابعة للجيش حتى مارس (آذار) 2024، وجرى تمديده إلى ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

ووفق تصريحات سابقة لوزير المالية المصري السابق محمد معيط، فإن البلاد كانت تستهدف من برنامج الطرح هذا عوائد تبلغ 6.5 مليار دولار بنهاية 2024، بيد أنه لم يحقق النتائج المرجوة، ولم يجذب مستثمرين.

نفي الحمصاني

لكن المتحدث باسم الحكومة المصرية، محمد الحمصاني، قال في تصريح مقتضب لـ«الشرق الأوسط»، إنه «ليس صحيحاً أن الطرح السابق كان غير ناجح» دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

إلا أن الباحث في كلية السياسة والاقتصاد بجامعة السويس، محمد البهواشي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الطروحات السابقة لشركات الجيش خصوصاً، واجهت عقبات متعلقة بأنه كان هناك ازدواج في سعر الصرف، ما جعل هناك صعوبة في تقييم حجم الشركات وفقاً للسعر الرسمي الذي كان أقل بنحو النصف عن سعر السوق الموازية للجنية أمام الدولار، لكن مع تحرير سعر الصرف تم القضاء على تلك العقبة».

أيضاً وفقاً للبهواشي، كانت هناك عقبة تتعلق بـ«عدم وجود معلومات كافية عن شركات القوات المسلحة بسبب غياب الإفصاحات بشأن المشروعات. لذلك، قررت الحكومة التعاقد مع مكاتب استشارية محلية وعالمية لها ثقة كبيرة، لتقوم بتلك الخطوة وتحقيق الإفصاحات اللازمة عن تلك الشركات».

تجدر الإشارة إلى أن مصر عانت من أزمة كبيرة بشأن ازدواج سعر الصرف، حيث كان السعر الرسمي للدولار نحو 30 جنيهاً، بينما وصل في السوق الموازية إلى 70 جنيهاً، ما دفع البنك المركزي لتحرير سعر الصرف في مارس (آذار) 2024. ومن وقتها أصبح السعر الرسمي للدولار نحو 50 جنيهاً، يزيد أو يقل بحسب العرض والطلب، كما تم القضاء على السوق الموازية.

قلة البيانات

واتفق أستاذ الاقتصاد الدولي عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، علي الإدريسي، أن طروحات شركات الجيش والشركات الحكومية عموماً عانت سابقاً من «قلة البيانات المالية حيث إن تأخر الإفصاح عن القوائم المالية التفصيلية لبعض الشركات أدّى إلى عزوف المستثمرين».

وأضاف الإدريسي لـ«الشرق الأوسط» أن «الضبابية في إدارة الشركات أدّى إلى تخوف المستثمرين من تدخلات محتملة بعد الشراء، فضلاً عن ظروف السوق العالمي والمحلي من حيث اضطرابات الاقتصاد العالمي، وارتفاع أسعار الفائدة، وعدم استقرار سعر الصرف، ما أثّر سلباً على قرارات الطرح».

وذكر بيان مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، أن صندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية، الذي تبلغ قيمة أصوله 12 مليار دولار، سيتولى إعادة هيكلة الشركات وإدارة طرحها.

وصندوق مصر السيادي تأسس عام 2018 بهدف تعزيز شراكات القطاع الخاص، والمساعدة في تدفق الاستثمار الأجنبي للشركات المملوكة للدولة، وكانت الحكومة والقوات المسلحة مترددين في الماضي في التخلي عن السيطرة على بعض الأصول.

وذكر مجلس الوزراء أن المجموعة المالية «هيرميس القابضة» (إي إف جي هيرميس) وشركة «سي آي كابيتال» ستقومان بترويج وتغطية الاكتتاب، وأن يتم الانتهاء من طرح بعض هذه الشركات خلال 2025، على أن يتم استكمالها عام 2026.

وقال محمد البهواشي إن «خطوة التعاقد مع المكاتب الاستشارية الموثوقة، التي لها ثقلها ومصداقيتها لدى مؤسسات التمويل الدولية والمستثمرين، سيكون لها انعكاس كبير لتأكيد عزم الدولة على التخلي عن بعض الشركات، وتوسيع شراكة القطاع الخاص، ما يتوقع معه نجاح كبير لبرنامج الطرح».

وتشمل الشركات، التابعة للجيش، المستهدف طرحها: «الوطنية للبترول»، «شل أوت»، «سايلو فودز»، «صافي»، «الشركة الوطنية للطرق»، بحسب بيان الحكومة المصرية.

رسالة ثقة

من جانبه، قال علي الإدريسي إن هذه الخطوة «تعكس رسالة ثقة، فالتعاقد مع مستشارين كبار يعكس رغبة الدولة في تنفيذ طروحات جاذبة للمستثمرين المحليين والأجانب، وتعزيز الشفافية عبر إدخال شركات الجيش في البورصة، ما يرسخ مبدأ الحوكمة ويعزز الشفافية المالية».

ونوّه إلى أن دلالة تلك الخطوة أيضاً «رغبة الإدارة المصرية في تمكين القطاع الخاص، ويُعدّ هذا جزءاً من التوجه الحكومي لإتاحة مساحة أكبر للقطاع الخاص، ضمن خطة الدولة لخفض التدخل المباشر في الاقتصاد وتوسيع قاعدة الملكية».

تجدر الإشارة إلى أن بيان مجلس الوزراء المصري قال إن الاتفاقيات التي وقّعت مع المكاتب الاستشارية «تأتي في إطار ما تتخذه الدولة من إجراءات لتنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، من خلال طرح العديد من الشركات المملوكة للدولة لمؤسسات القطاع الخاص، لإدارتها وتشغيلها، تنفيذاً لوثيقة سياسة ملكية الدولة التي تتبناها الحكومة».