الصين تتطلع لإطلاق «مانوس»... الجيل التالي لـ«ديب سيك»

الأسهم تسجل خسائر أسبوعية مع ضغوط «جني الأرباح»

شخص يحمل هاتفاً ذكياً وتظهر على شاشته تطبيقات ذكية صينية من بينها «ديب سيك» (د.ب.أ)
شخص يحمل هاتفاً ذكياً وتظهر على شاشته تطبيقات ذكية صينية من بينها «ديب سيك» (د.ب.أ)
TT
20

الصين تتطلع لإطلاق «مانوس»... الجيل التالي لـ«ديب سيك»

شخص يحمل هاتفاً ذكياً وتظهر على شاشته تطبيقات ذكية صينية من بينها «ديب سيك» (د.ب.أ)
شخص يحمل هاتفاً ذكياً وتظهر على شاشته تطبيقات ذكية صينية من بينها «ديب سيك» (د.ب.أ)

سجلت شركة «مانوس» الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي مساعدها الذكي الموجه للصين، وظهر لأول مرة في بث إعلامي رسمي، مسلطاً الضوء على استراتيجية بكين لدعم شركات الذكاء الاصطناعي المحلية التي حظيت باعتراف دولي.

ومنذ أن أحدثت «ديب سيك» الصينية صدمة في وادي السيليكون بإطلاقها نماذج ذكاء اصطناعي تُضاهي منافسيها الأميركيين، ولكن بتكلفة زهيدة، يتطلع المستثمرون الصينيون إلى الشركة الناشئة المحلية التالية التي قد تُحدث تغييراً جذرياً في النظام التكنولوجي العالمي.

وقد أشار البعض إلى «مانوس»، فقد انتشرت الشركة على منصة «إكس» قبل بضعة أسابيع بإطلاقها ما زعمت أنه أول عميل ذكاء اصطناعي عام في العالم، قادر على اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام بشكل مستقل، مع الحاجة إلى توجيهات أقل بكثير مقارنةً بروبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي مثل «تشات جي بي تي» و«ديب سيك».

وتُظهر بكين الآن مؤشرات على أنها ستدعم إطلاق «مانوس» داخل الصين، مُجسدةً استجابتها لنجاح «ديب سيك». وكرّست هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية «سي سي تي في» تغطية تلفزيونية لـ«مانوس» لأول مرة، ناشرةً فيديو يوضح الفرق بين وكيل الذكاء الاصطناعي الخاص بها وروبوت الدردشة الذكي من «ديب سيك».

وأعلنت حكومة بلدية بكين، يوم الثلاثاء، أن النسخة الصينية من منتج «مانوس» السابق، وهو مساعد ذكاء اصطناعي يُدعى «مونيكا»، قد أكملت التسجيل المطلوب لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية في الصين، متجاوزةً بذلك عقبة تنظيمية مهمة.

وتشترط الهيئات التنظيمية الصينية على جميع تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية الصادرة في البلاد الالتزام بقواعد صارمة، تهدف جزئياً إلى ضمان عدم إنتاج هذه المنتجات لمحتوى تعدّه بكين حساساً أو ضاراً.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت «مانوس» عن شراكة استراتيجية مع الفريق الذي يقف وراء نماذج الذكاء الاصطناعي «كوين» التابعة لشركة «علي بابا» العملاقة للتكنولوجيا. وقد تُعزز هذه الخطوة طرح «مانوس» بوصفه وكيل ذكاء اصطناعي محلياً، وهو متاح حالياً فقط للمستخدمين الذين يحملون رموز دعوة، ولديه قائمة انتظار تضم مليوني مستخدم، وفقاً للشركة الناشئة.

وفي الأسواق، تراجعت أسهم هونغ كونغ والصين يوم الجمعة، مسجلةً خسائر أسبوعية، مع تراجع أسهم التكنولوجيا نتيجةً لتزايد ضغوط جني الأرباح.

وانخفض مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا بنسبة 3.4 في المائة، وخسر مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ 2.1 في المائة. وسجل كلا المؤشرين خسائر أسبوعية متتالية لأول مرة منذ يناير (كانون الثاني).

وفي هونغ كونغ، انخفض سهم شركة تصنيع الرقائق الإلكترونية «سيميكوندكتور مانوفاكتشرينغ إنترناشونال كوربوريشن» بنسبة 7.5 في المائة ليصل إلى أدنى مستوى له في شهر، بينما خسر سهم شركة «علي بابا» ذات الثقل في السوق 3.5 في المائة.

وانخفض مؤشر «سي إس آي 300» الصيني للأسهم القيادية بنسبة 1.5 في المائة، منهياً الأسبوع بخسارة 2.3 في المائة، ومسجلاً أكبر تراجع له منذ يناير. وخسر مؤشر شنغهاي المركب 1.3 في المائة.

كما قاد قطاع التكنولوجيا الانخفاضات المحلية، وانخفض مؤشر «ستار 50»، المُركز على التكنولوجيا في الصين، بنسبة 2.1 في المائة، بينما تراجعت أسهم الذكاء الاصطناعي بنسبة 3 في المائة.

وصرح ديكي وونغ، المدير التنفيذي لشركة «كينغستون» للأوراق المالية: «من الطبيعي أن نشهد بعض التراجعات عند هذه المستويات بعد هذا الارتفاع القوي هذا العام، وهذا لا يُصنف تصحيحاً». وأضاف أن التفاؤل المُحيط بـ«ديب سيك»، واجتماع الرئيس شي جينبينغ مع قادة التكنولوجيا، قد تم وضعه في الحسبان بالفعل، حيث استقرت المؤشرات الرئيسية عند مستوياتها الحالية، مما دفع المستثمرين إلى جني الأرباح.

وانخفض مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا بنسبة 4.1 في المائة هذا الأسبوع في أسبوع ثانٍ من الانخفاض، وهي أطول سلسلة خسائر منذ الأسابيع الأولى من العام، ومع ذلك، لا يزال المؤشر مرتفعاً بنسبة 26 في المائة منذ بداية العام.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد شعار شركة «نيسان» اليابانية لصناعة السيارات على مقر وكيلها في ولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)

«نيسان» تُخفّض إنتاجها الياباني من طرازها الأميركي الأكثر مبيعاً

«نيسان» ستُخفّض إنتاجها الياباني من طراز روج الأميركي الأكثر مبيعاً خلال شهري مايو ويوليو ضمن تغيير خططها التصنيعية في ظل الرسوم الأميركية

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أحد المارة يسير أمام لوحة تعرض حركة الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

عوائد قياسية للسندات اليابانية طويلة الأجل... والسيارات تدعم «نيكي»

حومت عوائد سندات الحكومة اليابانية طويلة الأجل الثلاثاء قرب أعلى مستوياتها في عقدين مع استمرار المخاوف بشأن رسوم ترمب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد آلاف الحاويات في ميناء تشينغداو التجاري في شرق الصين (أ.ف.ب)

الحرب التجارية تهدّد تصنيف دول آسيا الائتماني

حذرت «فيتش» من أن تزايد الرسوم الجمركية الأميركية سيؤثر سلباً في التصنيف الائتماني للكثير من دول آسيا والمحيط الهادئ.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد سيارة كهربائية في نقطة شحن على جانب الطريق في لندن (أرشيفية - رويترز)

قفزة 29 % في مبيعات السيارات الكهربائية عالمياً بدعم من الصين وأوروبا

ارتفعت المبيعات العالمية للسيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن بنسبة 29 في المائة على أساس سنوي في مارس، مدعومةً بالنمو القوي في الصين وأوروبا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

عشية اجتماع «المركزي»... التضخم في كندا يتباطأ بشكل مفاجئ إلى 2.3 % في مارس

يتسوّق الناس في متجر بقالة بتورونتو بأونتاريو (رويترز)
يتسوّق الناس في متجر بقالة بتورونتو بأونتاريو (رويترز)
TT
20

عشية اجتماع «المركزي»... التضخم في كندا يتباطأ بشكل مفاجئ إلى 2.3 % في مارس

يتسوّق الناس في متجر بقالة بتورونتو بأونتاريو (رويترز)
يتسوّق الناس في متجر بقالة بتورونتو بأونتاريو (رويترز)

شهد التضخم السنوي في كندا تباطؤاً مفاجئاً في مارس (آذار) بـ2.3 في المائة، بانخفاض قدره ثلاث درجات مئوية عن الشهر السابق، مدفوعاً بشكل كبير بتراجع أسعار البنزين والجولات السياحية.

وأفادت هيئة الإحصاء الكندية بأن المؤشرات الأساسية للتضخم، التي يراقبها بنك كندا عن كثب، ظلت مرتفعة. كما أضافت الهيئة أن التضخم شهد زيادة شهرية بنسبة 0.3 في المائة.

وكان المحللون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا أن يظل معدل التضخم السنوي عند 2.6 في المائة، وأن يرتفع التضخم الشهري بنسبة 0.6 في المائة.

وبعد سبعة أشهر من الاستقرار عند مستوى 2 في المائة أو أقل، أظهر معدل ارتفاع أسعار المستهلك في كندا علامات تسارع ملحوظة. وأسهمت إعفاءات ضريبة المبيعات، التي استمرت من منتصف ديسمبر (كانون الأول) إلى منتصف فبراير (شباط)، في إخفاء الزيادات الفعلية في الأسعار. وقد تجسد ذلك في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، التي عكست انكماشها السابق وقفزت في مارس.

وشهدت أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً بنسبة 3.2 في المائة. وقابَل هذه الزيادة تباطؤ بنسبة 1.6 في المائة بأسعار البنزين. وباستثناء البنزين، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 2.5 في المائة خلال مارس، وفقاً لهيئة الإحصاء الكندية.

وأضافت الهيئة أن هذا الانخفاض جاء بشكل رئيس نتيجة لتراجع أسعار النفط الخام وسط مخاوف من تباطؤ الطلب العالمي على النفط والنمو الاقتصادي، في ضوء تهديد الرسوم الجمركية.

وعلى أساس سنوي، انخفضت أسعار الجولات السياحية بنسبة 4.7 في المائة في مارس، بينما شهدت أسعار النقل الجوي انخفاضاً بنسبة 12 في المائة. وكان هذا الانخفاض في السفر الجوي موازياً لتراجع الرحلات الجوية الكندية إلى الولايات المتحدة؛ وفقاً لهيئة الإحصاء الكندية.

ومن المتوقع أن تسهم الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على مجموعة واسعة من الواردات الكندية، إلى جانب التدابير الانتقامية التي اتخذتها كندا رداً عليها، في زيادة الأسعار، لكنها قد تؤدي أيضاً إلى تباطؤ النمو الاقتصادي. وهذا يضع بنك كندا في موقف صعب في ظل اتخاذ قرار بشأن رفع أو خفض أسعار الفائدة.

ومن المقرر أن يعلن بنك كندا عن قراره بشأن السياسة النقدية الأربعاء، حيث تشير أسواق العملات إلى احتمال كبير بتوقف مؤقت بعد سبعة تخفيضات متتالية لأسعار الفائدة بنسبة تقارب 60 في المائة.

وقد تراجع الدولار الكندي بنسبة 0.28 في المائة ليصل إلى 1.3911 مقابل الدولار الأميركي، أو 71.89 سنت أميركي. كما انخفضت عوائد السندات الحكومية لأجل عامين بمقدار 4.2 نقطة أساس لتصل إلى 2.537 في المائة.

وسجل أحد المقاييس الأساسية - مؤشر أسعار المستهلك الوسيط، الذي يمثل المكون المركزي في سلة مؤشر أسعار المستهلك عند ترتيبه حسب ارتفاع الأسعار - نسبة 2.9 في المائة خلال مارس، وهو مستوى الشهر السابق نفسه. أما المقياس الأساسي الآخر، مؤشر أسعار المستهلك المخفض، الذي يستثني التغيرات الأكثر تطرفاً في الأسعار، فقد تباطأ قليلاً إلى 2.8 في المائة؛ وفقاً لبيانات الهيئة.