الحرب التجارية تهدّد تصنيف دول آسيا الائتماني

بنوك الاستثمار العالمية تخفّض توقعاتها لنمو الصين

آلاف الحاويات في ميناء تشينغداو التجاري في شرق الصين (أ.ف.ب)
آلاف الحاويات في ميناء تشينغداو التجاري في شرق الصين (أ.ف.ب)
TT
20

الحرب التجارية تهدّد تصنيف دول آسيا الائتماني

آلاف الحاويات في ميناء تشينغداو التجاري في شرق الصين (أ.ف.ب)
آلاف الحاويات في ميناء تشينغداو التجاري في شرق الصين (أ.ف.ب)

حذّرت مؤسسة «فيتش ريتنغس» للتصنيف الائتماني من أن تزايد الرسوم الجمركية الأميركية سيؤثر سلباً في التصنيف الائتماني للكثير من دول آسيا والمحيط الهادئ، مع ارتفاع المخاطر في حال فرض رسوم جمركية أعلى على كل دولة.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن تقرير «فيتش» القول إن الانفتاح التجاري الكبير لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ واعتمادها الكبير على الطلب الأميركي يجعلانها معرّضة بشكل خاص لمخاطر التعريفات الجمركية.

وفي الوقت نفسه فإن الرسوم الجمركية البالغة 10 في المائة المفروضة على معظم الدول على مستوى العالم أقل من نسبة 15 في المائة التي افترضتها وكالة «فيتش» في مارس (آذار) الماضي، في حين أن معدلات التعريفات الجمركية الفعلية على الصين أعلى من توقعات المؤسسة.

ويأتي ذلك في حين تُعدّ صادرات الصناعات التحويلية والاستثمارات في الصين وفيتنام وتايوان وتايلاند وكوريا الجنوبية محركاً مهماً للنمو الاقتصادي، وتُعدّ الولايات المتحدة سوقاً رئيسية للتصدير لهذه القطاعات في تلك الدول.

وتتوقع «فيتش» تباطؤ النمو الاقتصادي الآسيوي مع تضرّر الصادرات والاستثمارات الموجهة إلى التصدير من الرسوم الجمركية وارتفاع حالة عدم اليقين. كما سيؤثر انخفاض النمو العالمي، وضعف أسعار السلع الأساسية، وتعديلات أسعار الصرف في التصنيف الائتماني السيادي للكثير من الدول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بدرجات متفاوتة.

وأشارت «فيتش» إلى أن تعامل الحكومات الإقليمية سيكون عاملاً رئيسياً في تحديد مستقبل التصنيف الائتماني السيادي، وأن استمرار تخفيف القيود المالية على نطاق واسع قد يفرض ضغوطاً هبوطية على بعض التصنيفات، لا سيما إذا أدى ذلك إلى تغيير في الاستراتيجية المالية على المدى المتوسط، كما قد يشكّل ذلك خطراً في تايلاند أو إندونيسيا.

وقد يؤدي تباطؤ النمو العالمي وضعف أسعار الطاقة، وانخفاض الطلب المحلي، والتضخم المعتدل عموماً، إلى تخفيضات أسرع وأعمق مما كان متوقعاً في أسعار الفائدة، بالإضافة إلى زيادات أبطأ في أسعار الفائدة في اليابان.

وبالتزامن، خفّضت البنوك الاستثمارية العالمية توقعاتها للنمو الاقتصادي للصين هذا العام، إذ من المتوقع أن تُلحق الرسوم الجمركية الصارمة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضرراً بالغاً بثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وكانت بعض البنوك قد رفعت توقعاتها للصين قبل شهر واحد فقط، مدفوعةً بعلامات تحسّن في الاقتصاد المتعثر خلال الشهرَيْن الأولين من العام.

واشتدت التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة بعد أن أعلن ترمب رسوماً جمركية في 2 أبريل (نيسان)، مما أدّى إلى فرض رسوم جمركية متبادلة على سلع كل منهما. وبحلول 11 أبريل، كانت الصين تحت وطأة حظر تجاري أميركي كامل تقريباً، حيث ارتفعت الرسوم الجمركية إلى 145 في المائة.

ومن المتوقع أن يبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني في الربع الأول 5.1 في المائة على أساس سنوي، في حين من المتوقع أن يصل التوسع السنوي إلى 4.5 في المائة فقط في مجمل عام 2025، مقارنة بمعدل 5.0 في المائة في العام الماضي، وفقاً لاستطلاع أجرته «رويترز»، وهو ما يقل عن الهدف الرسمي البالغ نحو 5.0 في المائة أيضاً. ومن المقرر أن تصدر الصين بيانات الناتج المحلي الإجمالي ومؤشرات النشاط للربع الأول يوم الأربعاء.

وبحسب البيانات الأخيرة فقد خفّضت بنوك الاستثمار توقعاتها للنمو الصيني في 2025 تباعاً، حيث خفّض «سيتي بنك» توقعاته من 4.7 إلى 4.2 في المائة، و«غولدمان ساكس» من 4.5 إلى 4 في المائة، و«يو بي إس» من 4 إلى 3.4 في المائة، و«مورغان ستانلي» من 4.5 إلى 4.2 في المائة.


مقالات ذات صلة

«المركزي الأوروبي»: الحرب التجارية تنذر بإضعاف تعافي منطقة اليورو

الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي»: الحرب التجارية تنذر بإضعاف تعافي منطقة اليورو

حذّر صانعو السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الاثنين من أن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة قد تضعف الانتعاش الناشئ في منطقة اليورو.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد شاشة إلكترونية في مدينة شنغهاي الصينية تعرض الناتج المحلي خلال الربع الأول (رويترز)

الصين تنفي اتصالاً رئاسياً بين بكين وواشنطن

أكدت بكين، يوم الاثنين، «عدم حصول اتصال هاتفي» في الفترة الأخيرة بين الرئيس شي جينبينغ ونظيره الأميركي، بعدما أعلن ترمب أنه تحدث مع شي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد الرياض تستضيف النسخة الثانية من قمة «عالم هادف» (الشرق الأوسط)

الرياض تستضيف قمة تبرز دور الشركات العائلية في بناء اقتصادات متنوعة

في وقت تتسارع فيه جهود التحول الاقتصادي، اجتمعت قيادات من مختلف أنحاء العالم في الرياض ضمن النسخة الثانية من قمة «عالم هادف»، لبحث سبل تحفيز قطاع الأعمال.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد سكوت بيسنت خلال اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن (رويترز)

بيسنت: الهند قد تكون أولى الدول الموقّعة على اتفاق تجاري مع أميركا

قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت الاثنين إن كثيراً من كبار شركاء الولايات المتحدة التجاريين قدموا مقترحات «جيدة جداً» لتجنب الرسوم الجمركية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
عمال في خط إنتاج تابع لمصنع «نيسان» شمال العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

ترجيحات بإبقاء «بنك اليابان» على أسعار الفائدة

من المُتوقع أن يُبقي «بنك اليابان» أسعار الفائدة ثابتة يوم الخميس، ويُحذّر من تزايد المخاطر على الاقتصاد الهشّ، مما قد يُبقي السياسة النقدية في نمط ركود.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

صندوق النقد الدولي يعقد مؤتمراً حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في القاهرة

شعار صندوق النقد الدولي (موقع الصندوق)
شعار صندوق النقد الدولي (موقع الصندوق)
TT
20

صندوق النقد الدولي يعقد مؤتمراً حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في القاهرة

شعار صندوق النقد الدولي (موقع الصندوق)
شعار صندوق النقد الدولي (موقع الصندوق)

يعقد صندوق النقد الدولي مؤتمره السنوي الأول للبحوث الاقتصادية حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في القاهرة، حيث يهدف إلى إنشاء منتدى للحوار حول القضايا الاقتصادية المُلحة، وتعزيز البحث الأكاديمي المُوجه نحو السياسات، والمُصمم خصوصاً لتلبية احتياجات المنطقة وتحدياتها الفريدة.

وقال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، الدكتور جهاد أزعور، والمستشار الاقتصادي ومدير إدارة الأبحاث في صندوق النقد الدولي، بيير أوليفييه غورينشاس، في بيان، إن الصدمات العالمية تُفاقم من حدة العوامل الإقليمية، مما يُؤدي إلى بيئة اقتصادية غير مستقرة للغاية في اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كذلك، تُغير الصراعات والتوترات التجارية وتقلب أسعار السلع الأساسية وتغير الظروف المناخية والتحولات في مجال الطاقة والتقدم التكنولوجي السريع؛ المشهد الاقتصادي للمنطقة، مُشكلةً تحدياتٍ جسيمة، ولكنها تُتيح في الوقت نفسه فرصاً لإصلاحاتٍ جريئةٍ تحمي استقرار الاقتصاد الكلي، وتبني المرونة، وترفع مستويات المعيشة للجميع. يُعد البحث الاقتصادي أمراً أساسياً لتوفير تحليلاتٍ موثوقةٍ وتطوير استجاباتٍ سياسيةٍ عمليةٍ ومبتكرة، وفق البيان.

وأشار البيان إلى أن صندوق النقد الدولي سيُنظم لهذا الغرض مؤتمراً سنوياً للبحوث الاقتصادية حول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالشراكة مع جامعاتٍ رائدةٍ في المنطقة.

ويهدف المؤتمر إلى إنشاء منتدى للحوار حول القضايا الاقتصادية المُلحة، وتعزيز البحث الأكاديمي المُوجه نحو السياسات، والمُصمم خصوصاً لتلبية احتياجات المنطقة وتحدياتها الفريدة. كما سيوفر منصةً لتبادل الأفكار والرؤى للأكاديميين والباحثين وصانعي السياسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحول العالم.

وسيُنظم المؤتمر الافتتاحي، بعنوان «توجيه السياسات الاقتصادية الكلية والهيكلية في ظل المشهد الاقتصادي العالمي المتغير»، بالتعاون مع كلية «أنسي ساويرس» لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية بالقاهرة، يومي 18 و19 مايو (أيار) 2025. وسيتضمن عروضاً تقديمية وحلقات نقاش يقدمها كبار الاقتصاديين وصانعي السياسات.