انخفاض غير متوقع في أسعار الواردات الأميركية خلال مارس

وسط ضغوط تجارية متصاعدة

تفريغ حاويات الشحن من السفن في مجمع ميناء لوس أنجليس (رويترز)
تفريغ حاويات الشحن من السفن في مجمع ميناء لوس أنجليس (رويترز)
TT

انخفاض غير متوقع في أسعار الواردات الأميركية خلال مارس

تفريغ حاويات الشحن من السفن في مجمع ميناء لوس أنجليس (رويترز)
تفريغ حاويات الشحن من السفن في مجمع ميناء لوس أنجليس (رويترز)

سجلت أسعار الواردات الأميركية تراجعاً غير متوقع في مارس (آذار)، مدفوعاً بانخفاض تكاليف منتجات الطاقة، إلا أنه من المرجح أن يكون هذا الانخفاض مؤقتاً في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية.

وأفاد مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل الأميركية، الثلاثاء، بأن أسعار الواردات انخفضت بنسبة 0.1 في المائة خلال الشهر الماضي، بعد تعديل ارتفاع فبراير (شباط) إلى 0.2 في المائة من 0.4 في المائة. وكان اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا استقرار الأسعار دون تغيير في مارس.

وعلى أساس سنوي، ارتفعت أسعار الواردات بنسبة 0.9 في المائة حتى نهاية مارس.

ويأتي هذا التقرير ليُضاف إلى سلسلة من البيانات الضعيفة حول أسعار المستهلكين والمنتجين، مما يشير إلى أن وتيرة التضخم كانت تتراجع قبل دخول الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب حيز التنفيذ. وقد أثارت هذه الرسوم، التي أشعلت حرباً تجارية مع الصين وأربكت الأسواق المالية، مخاوف بشأن عودة التضخم وركود اقتصادي محتمل.

وأظهرت محاضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المنعقد في 18 و19 مارس أن صانعي السياسات كانوا شبه مجمعين على أن الاقتصاد الأميركي يواجه مخاطر مركبة تتمثل في ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو، وهي الظاهرة المعروفة بـ«الركود التضخمي».

وتتوقع الأسواق المالية أن يستأنف البنك المركزي الأميركي خفض أسعار الفائدة في يونيو (حزيران) المقبل بعد توقفه في يناير (كانون الثاني)، مع ترجيحات بتخفيض إجمالي قدره 100 نقطة أساس خلال العام.

يُذكر أن سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة الذي يحدده بنك الاحتياطي الفيدرالي يتراوح حالياً بين 4.25 في المائة و4.50 في المائة.

أما على صعيد تفاصيل التقرير، فقد تراجعت أسعار الوقود المستورد بنسبة 2.3 في المائة خلال مارس، بعد ارتفاعها بنسبة 1.6 في المائة خلال فبراير. كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 0.1 في المائة، مقارنة باستقرارها في الشهر السابق. وعند استثناء الوقود والمواد الغذائية، ارتفعت أسعار الواردات الأساسية بنسبة 0.1 في المائة للشهر الثاني على التوالي. وعلى أساس سنوي، صعدت هذه الأسعار بنسبة 1.1 في المائة.

ومن المتوقع أن تشهد أسعار الواردات الأساسية مزيداً من الارتفاع في الفترة المقبلة، نتيجة تراجع قيمة الدولار أمام العملات الرئيسة لشركاء التجارة الأميركيين.

وقد انخفض مؤشر الدولار المرجّح تجارياً بنحو 2.6 في المائة منذ بداية العام، مع تركز الجزء الأكبر من التراجع خلال مارس والأسابيع الأولى من أبريل (نيسان)، بالتزامن مع مضاعفة البيت الأبيض لسياسة الرسوم الجمركية.


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض: الأمور تسير جيداً لصفقة تجارية محتملة مع الصين

الاقتصاد السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولاين ليفيت خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض (أ.ب)

البيت الأبيض: الأمور تسير جيداً لصفقة تجارية محتملة مع الصين

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، اليوم الثلاثاء، إن مناقشات الولايات المتحدة مع الصين بشأن اتفاق تجاري محتمل تمضي بشكل جيد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص صورة مركبة لترمب وباول (أ.ف.ب)

خاص هل يتجاوز ترمب الخط الأحمر ويهدد استقرار الأسواق؟

تصاعدت حالة عدم اليقين بشأن مستقبل النظام المالي والتجاري في الأيام الأخيرة، مع احتمال أن يُقوّض الرئيس الأميركي دونالد ترمب استقلالية الاحتياطي الفيدرالي.

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

«وول ستريت» ترتفع بدعم من أرباح الشركات القوية

ارتفعت الأسهم الأميركية، الثلاثاء، مدفوعة بإعلانات أرباح فاقت التوقعات من عدد من كبرى الشركات، في وقت استقرت فيه الاستثمارات الأميركية الأخرى بعد تراجعات حادة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس يلقي كلمة في مركز راجستان الدولي في جايبور بالهند اليوم (رويترز)

فانس: بإمكان أميركا توفير طاقة ومعدات دفاعية موثوقة للهند وبأسعار رخيصة

قال نائب الرئيس الأميركي أمام حشد من النخبة، الثلاثاء، في مدينة جايبور الهندية، إنه من الممكن أن توفر أميركا للهند طاقة ومعدات دفاعية موثوقة وبأسعار رخيصة.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد متداول يراقب شاشة الأسهم في بورصة نيويورك (أ.ب)

انتعاش عقود الأسهم الأميركية بعد قلق من انتقادات ترمب لـ«الفيدرالي»

انتعشت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية يوم الثلاثاء، بعد تراجع حاد في الجلسة السابقة، نتيجة تصاعد انتقادات الرئيس دونالد ترمب لرئيس مجلس «الفيدرالي».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

السعودية تُنشئ غرفة لمعالجة بلاغات الاحتيال المالي

الأمير محمد بن سلمان مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة الثلاثاء (واس)
الأمير محمد بن سلمان مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة الثلاثاء (واس)
TT

السعودية تُنشئ غرفة لمعالجة بلاغات الاحتيال المالي

الأمير محمد بن سلمان مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة الثلاثاء (واس)
الأمير محمد بن سلمان مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة الثلاثاء (واس)

وافق مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء، على إنشاء غرفة عمليات استقبال ومعالجة بلاغات الاحتيال المالي.

وأشاد النائب العام الشيخ سعود المعجب، بهذا القرار الذي يأتي في إطار جهود السعودية في مكافحة جرائم الاحتيال المالي على جميع الأصعدة الوطنية والدولية وفق أعلى المعايير والممارسات العالمية الرائدة.

وعدَّ القرار خطوة رائدة في مجال مكافحة تلك الجرائم ومواجهتها بكل حزم وقوة، ولضمان فاعلية الإجراءات وسرعتها في تلقي البلاغات ومعالجتها بشكل فوري، بما يحد بشكل كبير من خطورتها، ويُساهم في حرمان الشبكات الاحتيالية والمحتالين من الحصول على تلك الأموال، عبر إيقاع الحجوزات التحفظية الفورية عليها وإعادتها إلى أصحابها، وملاحقة الجناة.

وأشار المعجب إلى أن الغرفة تُمثِّل أداة مهمة في إضفاء الحماية الجزائية المشددة على الأموال والممتلكات، مبيناً أن النيابة العامة ستعمل جنباً إلى جنب معها في مباشرة الإجراءات القضائية الفورية في التصدي للشبكات الاحتيالية، وتعقب الأموال والتحفظ عليها وإعادتها إلى أصحابها، وملاحقة الجناة وتقديمهم إلى العدالة.

وتعدّ السعودية أقل الدول في جرائم الاحتيال المالي التي تزداد وسط توقعات بأن تصل عالمياً إلى 10.5 تريليون دولار هذا العام، بحسب تصريحات لمسؤول بالنيابة العامة نقلتها «وكالة الأنباء السعودية» (واس) منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأكد الدكتور نايف الواكد، رئيس نيابة الاحتيال المالي بالنيابة العامة، عدم تسجيل أي جريمة احتيال ناتجة عن اختراق الأنظمة السيبرانية للبلاد، وإنما نتيجة استغلال الجناة البيانات الشخصية للضحايا، مشدداً على أهمية وعي الأفراد بأساليب المحتالين.

وأوضح أن نيابات الاحتيال المالي تعمل باستمرار على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في جميع مناطق السعودية، لتلقي البلاغات من جهات الضبط الجنائي، عاداً الإبلاغ الفوري للشرطة والبنك خطوة حاسمة لضمان استرداد الأموال المستولى عليها ومنع تحويلها للخارج.

وأفاد الواكد بأن النيابة العامة والجهات الأخرى تقوم بتطوير إجراءات العمل الإجرائي للوصول للعدالة الناجزة في مكافحة جريمة الاحتيال المالي، منوهاً بأن أموال المواطنين والمقيمين تحت الحماية الجزائية المشددة، و«ستظل النيابة العامة تلاحق المحتالين».

وبيّن رئيس نيابة الاحتيال المالي أن الاستثمار السريع والثراء الفوري يعدان من أبرز الأساليب التي يستخدمها المحتالون للإيقاع بالضحايا، محذراً من الانسياق وراء الإعلانات الوهمية.

بدورها، حذَّرت لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في «البنوك السعودية»، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من حالات احتيال عبر انتحال صفة مؤسسات خيرية أو أسماء شخصيات عامة أو اعتبارية يدّعي المحتالون من خلالها تقديم مساعدات مالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويوهمون الضحايا بأنهم يمثلون جهات رسمية، باستخدام مستندات وأختام وهمية لإقناعهم بدفع رسوم مالية للحصول على المساعدات.