الرياض... مركز جديد لتعليم الأزياء مع افتتاح معهد «مارانجوني» في أغسطس

مسؤولون لـ«الشرق الأوسط»: السعودية تمتلك إمكانات كبيرة في صناعة الموضة

جانب من «أسبوع الأزياء بالرياض» خلال أكتوبر 2024 (المركز الإعلامي للحدث)
جانب من «أسبوع الأزياء بالرياض» خلال أكتوبر 2024 (المركز الإعلامي للحدث)
TT
20

الرياض... مركز جديد لتعليم الأزياء مع افتتاح معهد «مارانجوني» في أغسطس

جانب من «أسبوع الأزياء بالرياض» خلال أكتوبر 2024 (المركز الإعلامي للحدث)
جانب من «أسبوع الأزياء بالرياض» خلال أكتوبر 2024 (المركز الإعلامي للحدث)

باتت العاصمة السعودية الوجهة الجديدة للأزياء والابتكار؛ ما يعزز مكانتها على خريطة الصناعة العالمية في القطاع. وفي هذا السياق، يستعد معهد «مارانجوني» لافتتاح مقره الجديد في الرياض في 24 أغسطس (آب) 2025، وذلك عقِب التحليل المتعمق للسوق والدراسات التقييمية التي أجريت بالتعاون مع هيئة الأزياء، التابعة لوزارة الثقافة.

وسيكون المقر الجديد لمعهد «مارانجوني» في مركز الملك عبد الله المالي «كافد»، حيث سيقدم برامج متخصصة تلبي احتياجات سوق الأزياء وما يرتبط به، بما يسهم في دعم التنويع الاقتصادي وتعزيز «رؤية 2030».

وكجزء من مبادرة استراتيجية لدعم الجيل القادم من المحترفين السعوديين، تتعاون هيئة الأزياء مع معهد «مارانجوني» لإطلاق دبلوم التدريب المتقدم الجامعي الجديد لمدة 3 سنوات. ويقدم المعهد 50 منحة دراسية للطلاب السعوديين المسجلين في البرنامج؛ ما يتيح فرصة للمواطنين الحاصلين على شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها للالتحاق بهذا المسار التعليمي المتخصص.

المديرة الإدارية لمجموعة «مارانجوني»، ستيفانيا فالينتي (الشرق الأوسط)
المديرة الإدارية لمجموعة «مارانجوني»، ستيفانيا فالينتي (الشرق الأوسط)

وأكدت المديرة الإدارية لمجموعة معهد «مارانجوني»، ستيفانيا فالينتي، لـ«الشرق الأوسط» أن المعهد يهدف إلى تقديم دورات تعليمية لتمكين الطلاب السعوديين من الاندماج في مجالات الموضة.

وقالت إن هذه المبادرة ستسهم في تمهيد الطريق لجيل جديد من المبدعين والمديرين السعوديين، عبر تزويدهم بالمهارات اللازمة للتفاعل مع الأسواق العالمية، بما يتماشى مع رؤية هيئة الأزياء و«رؤية 2030».

وأشارت إلى أن السوق السعودية تتميز بالذكاء والتنظيم، مع وجود فرص كبيرة للتطوير في هذا القطاع، معبِّرة عن إيمانها بقوة التعاون مع هيئة الأزياء لإنشاء نظام متكامل للموضة في المملكة.

الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء بوراك شاكماك (الشرق الأوسط)
الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء بوراك شاكماك (الشرق الأوسط)

بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء، بوراك شاكماك، لـ«الشرق الأوسط» أن شراكتهم مع معهد «مارانجوني» تمثل تحولاً في صناعة الأزياء السعودية، كونها أول مؤسسة تعليمية دولية تستثمر في المملكة، وتقدم برامج تعليمية في الموضة وفقًا للمعايير العالمية.

وأشار إلى أن الاستثمار في المواهب المحلية وتقديم تعليم عالمي يسهمان في تمكين الجيل المقبل من المصممين والقادة السعوديين، ويدعمان إثراء مشهد الأزياء العالمي بتراث المملكة.

وقال إن الهيئة بدأت رحلتها في تطوير قطاع الموضة بالمملكة منذ 4 سنوات، حيث كان الهدف الأساسي جذب مؤسسات تعليمية رائدة في هذا المجال. وأشار إلى أن السعودية تتمتع بإمكانات كبيرة في صناعة الموضة التي تحظى بتقدير واسع، فضلاً عن وجود مواهب محلية متميزة في جميع جوانب الصناعة، بما في ذلك التصميم.

وشدد على أن الهيئة ستواصل العمل مع شركاء آخرين في سلسلة القيمة، من التصنيع إلى التجزئة والعلامات التجارية، بهدف جعل السعودية مركزاً لهذه الأنشطة.

يشار إلى أن المعهد يقدم مجموعة متنوعة من البرامج المتخصصة التي تمزج بين التراث السعودي والخبرة التقنية والإدارية المتقدمة. وتهدف دورات دبلوم التدريب المتقدم الجامعية إلى تأهيل الطلاب لسوق العمل في صناعة الأزياء من خلال برامج متخصصة تشمل تصميم الأزياء والأكسسوارات، وإدارة الأزياء، والتواصل الرقمي والإعلام، وإدارة العطور ومستحضرات التجميل. كما ستُعتمد هذه الدورات من قبل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، الجهة الحكومية المشرفة على التعليم التقني والمهني في السعودية.


مقالات ذات صلة

كيف يعيد الذكاء الاصطناعي صياغة مفهوم السلامة الحضرية للمدن؟

خاص تؤدي استراتيجية المدينة الآمنة الشاملة إلى انخفاض ملحوظ في الخسائر البشرية والمادية وتحسين استخدام الموارد وتعزيز جودة الحياة (شاترستوك)

كيف يعيد الذكاء الاصطناعي صياغة مفهوم السلامة الحضرية للمدن؟

يعزز الذكاء الاصطناعي السلامة الحضرية في المدن من خلال تحسين إدارة المرور وتعزيز الأمن العام والاستجابة للطوارئ.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد رجل يتوسط الأشجار في منطقة جبال السودة في منطقة عسير جنوب السعودية (موقع المبادرة) play-circle 02:09

يوم «السعودية الخضراء»... المسيرة مستمرة نحو بيئة مستدامة

تحتفي السعودية، الخميس، بـ«يوم مبادرة السعودية الخضراء»، الذي يسلط الضوء على الجهود الوطنية في مجال الاستدامة البيئية ومكافحة التغير المناخي.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (واس)

محمد بن سلمان... تحولات غير مسبوقة وإصلاحات وإنجازات عالمية

في الذكرى الثامنة لتولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، يجدد السعوديون مشاعر الولاء لقائد استثنائي حوّل التحديات إلى فرص واعدة وجعل الطموحات واقعاً.

بندر مسلم (الرياض) ليث الخريّف (الرياض)
الاقتصاد المهندس أحمد الراجحي وزير الموارد البشرية لدى افتتاحه أعمال المؤتمر في نسخته الماضية (واس)

الرياض تستضيف المؤتمر الدولي السابع للسلامة والصحة المهنية مايو المقبل

تستضيف الرياض المؤتمر الدولي للسلامة والصحة المهنية (GOSH7)، خلال الفترة من 4 وحتى 6 مايو المقبل، بحضور نخبة من القادة في المجال من الحكومات والقطاع الخاص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى ملتقيات التوظيف في شرق السعودية (واس)

الإصلاحات الاقتصادية تدفع سوق العمل بالسعودية نحو نمو مستدام

منذ انطلاق «رؤية 2030»، أدخلت السعودية إصلاحات جذرية على سوق العمل بهدف تحسين البيئات الوظيفية وتعزيز مشاركة المواطنين في مختلف القطاعات.

آيات نور (الرياض)

يوم «السعودية الخضراء»... المسيرة مستمرة نحو بيئة مستدامة

0 seconds of 2 minutes, 9 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
02:09
02:09
 
TT
20

يوم «السعودية الخضراء»... المسيرة مستمرة نحو بيئة مستدامة

وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون البيئة الدكتور أسامة فقيها متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)
وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون البيئة الدكتور أسامة فقيها متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)

تحتفي السعودية، الخميس، بـ«يوم مبادرة السعودية الخضراء»، الذي يسلط الضوء على الجهود الوطنية في مجال الاستدامة البيئية ومكافحة التغير المناخي. وتأتي هذه المناسبة في وقت تشهد فيه المملكة تقدماً ملموساً في تحقيق أهداف المبادرة، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عام 2021، والتي تسعى إلى خفض الانبعاثات الكربونية، وزيادة الغطاء النباتي، وحماية الموارد الطبيعية.

إنجازات بارزة

يؤكد وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون البيئة، الدكتور أسامة فقيها، أن «مبادرة السعودية الخضراء» حقّقت إنجازات كبيرة خلال الأعوام الماضية في مختلف المجالات. فمنذ إطلاقها، شهدت مساحة المناطق المحمية في المملكة زيادة تتجاوز 400 في المائة، حيث ارتفعت من 4 في المائة من مساحة المملكة عام 2016 إلى 18 في المائة حالياً. كما شهدت المتنزهات الوطنية توسعاً هائلاً، حيث زادت مساحتها بنحو 100 ضعف، من 40 ألف هكتار إلى 4 ملايين هكتار، ما أسهم في ازدهار الغطاء النباتي في مختلف مناطق المملكة. بالإضافة إلى ذلك، تمت إعادة تأهيل أكثر من 300 ألف هكتار من الأراضي المتصحرة، التي أصبحت مزدهرة بفضل جهود التشجير، والحماية، والحد من الاحتطاب.

وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون البيئة الدكتور أسامة فقيها متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)
وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون البيئة الدكتور أسامة فقيها متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)

وفي إطار جهود التشجير، تم زراعة نحو 140 مليون شجرة، إلا أن النجاح لا يُقاس بعدد الأشجار فقط، بل باستدامتها، وفقاً لفقيها. وأوضح أن جميع الأشجار المزروعة هي من أنواع نباتية محلية، وتعتمد على مصادر مياه متجددة، مثل مياه السدود والأمطار والبحار، ولا سيما أشجار المانغروف التي تنمو على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي.

إطلاق مبادرات جديدة لتعزيز الاستدامة

خلال المنتدى السنوي الأخير لـ«مبادرة السعودية الخضراء»، أعلنت المملكة عن 5 مبادرات جديدة، بقيمة 225 مليون ريال (60 مليون دولار)، بالإضافة إلى توقيع 14 مذكرة تفاهم، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16». وأشار فقيها إلى أن المملكة تقود جهوداً عالمية في المجال البيئي، حيث أطلقت خلال رئاستها مجموعة العشرين عام 2020 «المبادرة العالمية للأراضي»، وقد تبناها جميع قادة الدول حينها. كما أطلقت «المنصة العالمية للشعاب المرجانية»، التي تُعنى باستعادة الشعاب المرجانية وتعزيز البحث والتطوير في هذا المجال، بمشاركة 100 دولة.

إضافة إلى ذلك، تم إطلاق «مبادرة الإنذار المبكر»، إلى جانب «المركز الإقليمي للعواصف الغبارية»، الذي يُعد الرابع من نوعه عالمياً، بعد مراكز في الولايات المتحدة، وأوروبا، والصين، وهو إنجاز تفخر به المملكة. كما أطلقت المملكة «مبادرة قطاع الأعمال في الحفاظ على الأراضي»، بالتعاون مع أمانة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، لتعزيز وعي القطاع الخاص بأهمية الحفاظ على الأراضي، لما لذلك من تأثير مباشر على الأمن المائي والغذائي والاستقرار الاجتماعي.

منطقة «مبادرة السعودية الخضراء» في «كوب 16» في الرياض (موقع المبادرة)
منطقة «مبادرة السعودية الخضراء» في «كوب 16» في الرياض (موقع المبادرة)

الاستثمار في البيئة

وأكد فقيها أن الاستثمار في البيئة يُحقق عوائد كبيرة، سواء اجتماعية أم اقتصادية أم بيئية، مشيراً إلى أن المملكة خصّصت مئات المليارات من الريالات لدعم «مبادرة السعودية الخضراء». وأوضح أن المبادرة ترتكز على جانبين رئيسيين: الطاقة النظيفة وخفض انبعاثات الكربون، وحماية التنوع الأحيائي ومكافحة التصحر، حيث تتجاوز الاستثمارات في هذا المجال 700 مليار ريال، مع مساهمة كبيرة من القطاع الخاص. كما أطلقت المملكة «صندوق البيئة»، الذي يُعد من أكبر الصناديق البيئية في المنطقة، ويهدف إلى تعزيز الممارسات البيئية المستدامة. بالإضافة إلى اعتماد الاستراتيجية الوطنية للبيئة، التي تشمل 64 مبادرة تغطي مختلف المجالات البيئية، بما في ذلك تنمية البيئة الفطرية والبحرية، وخفض التلوث، وتحسين خدمات الأرصاد، وإدارة النفايات. من جانبه، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء ومبعوث شؤون المناخ، عادل بن أحمد الجبير، لـ«الشرق الأوسط»، في وقت سابق، إن استثمارات المملكة والتزاماتها ضمن «مبادرة السعودية الخضراء» تشمل أكثر من 85 مبادرة ومشروعاً، بقيمة تجاوزت 180 مليار دولار، ما يعكس التزام المملكة بتحقيق تحول بيئي مستدام.

امرأة تتوسط الأشجار في منطقة جبال السودة في منطقة عسير جنوب السعودية (موقع المبادرة)
امرأة تتوسط الأشجار في منطقة جبال السودة في منطقة عسير جنوب السعودية (موقع المبادرة)

تعزيز المشاركة المجتمعية

تُعد المشاركة المجتمعية إحدى الركائز الأساسية لتحقيق مستهدفات «مبادرة السعودية الخضراء»، وشهد هذا المجال نمواً كبيراً خلال السنوات الأخيرة. ففي عام 2016، لم يكن هناك سوى جمعيتين أو 3 جمعيات بيئية. أما اليوم، فقد ارتفع العدد إلى نحو 70 جمعية. كما ازداد عدد الروابط الخضراء، وهي جمعيات غير ربحية تُعنى بحماية الغطاء النباتي في المناطق الريفية، من 3 أو 4 روابط فقط عام 2016 إلى نحو 200 رابطة حالياً.

تحقيق التوازن بين التنمية والبيئة

وأكد فقيها أن تحقيق التوازن بين التنمية وحماية البيئة يُعد مطلباً عالمياً، حيث تعتمد التنمية المستدامة على 3 ركائز رئيسية:

1. النمو الاقتصادي

2. الرفاه الاجتماعي

3. الاستدامة البيئية

وشدّد على أن «رؤية 2030» أولت اهتماماً خاصاً بالاستدامة البيئية، من خلال إنشاء وزارة البيئة، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيئة، وتأسيس 5 مراكز بيئية متخصصة، وإنشاء صندوق البيئة، بالإضافة إلى إطلاق القوات الخاصة للأمن البيئي، تحت مظلة وزارة الداخلية، لتعزيز إنفاذ الأنظمة البيئية وضبط المخالفات. وأشار فقيها إلى أن تحقيق التوازن يتطلب دمج الاعتبارات البيئية في مختلف الأنشطة التنموية، مثل الصناعة، والتعدين، والطاقة، والنقل، والقطاع البلدي، عبر أنظمة تتماشى مع أفضل الممارسات الدولية.

وختاماً، قال فقيها إن هذه الإنجازات تعكس التزام المملكة بتحقيق تحول بيئي مستدام، حيث تواصل المملكة جهودها لحماية البيئة، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في المبادرات البيئية العالمية، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية 2030».