الصين تحذر من نتائج عكسية لـ«قيود ترمب» على سوق الرقائق العالمية

عاصفة بالأسواق بعد أنباء عن سعي واشنطن لتشكيل «تحالف تشديد الخناق»

علما أميركا والصين يتقاطعان فوق لوحة إلكترونية (رويترز)
علما أميركا والصين يتقاطعان فوق لوحة إلكترونية (رويترز)
TT
20

الصين تحذر من نتائج عكسية لـ«قيود ترمب» على سوق الرقائق العالمية

علما أميركا والصين يتقاطعان فوق لوحة إلكترونية (رويترز)
علما أميركا والصين يتقاطعان فوق لوحة إلكترونية (رويترز)

قالت وزارة الخارجية الصينية، يوم الثلاثاء، إن خطة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإرغام دول أخرى على ملاحقة صناعة أشباه الموصلات الصينية ستؤدي إلى «نتائج عكسية».

وقال لين جيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية، في إفادة صحافية دورية رداً على سؤال بشأن خطة البيت الأبيض لتشديد القيود على أشباه الموصلات في الصين، إن «مثل هذه الإجراءات من جانب الولايات المتحدة ستعيق تطوير صناعة أشباه الموصلات العالمية».

وذكرت وكالة «بلومبرغ نيوز»، مساء يوم الاثنين، أن إدارة ترمب تخطط لتشديد القيود المفروضة على أشباه الموصلات في الصين، واستمرار وتوسيع جهود إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للحد من فرص التفوق التكنولوجي لبكين.

وذكر التقرير أن مسؤولين أميركيين التقوا مؤخراً بنظرائهم اليابانيين والهولنديين، بشأن تقييد مهندسي شركتي «طوكيو إلكترون» و«إس إم إل» من صيانة معدات أشباه الموصلات في الصين. ونقل التقرير أيضاً عن أشخاص مطلعين على الأمر أن بعض مسؤولي إدارة ترمب يهدفون أيضاً إلى تقييد كمية وأنواع رقائق «إنفيديا» التي يمكن تصديرها إلى الصين دون ترخيص.

وبحسب التقرير، فإن هدف ترمب هو أن يتكاتف الحلفاء الرئيسيون مع الولايات المتحدة في فرض قيود على الصين، على أن تكون تلك القيود مماثلة لتلك التي فرضت على شركات معدات الرقائق الأميركية مثل «لام ريسيرش» و«كيه إل إيه» و«أبلايد ماتيريالز».

وفي ظل التصعيد التجاري المتبادل بين واشنطن وبكين، قال وانغ ييمينغ، مستشار السياسات للبنك المركزي الصيني، في فعالية عبر الإنترنت يوم الثلاثاء، إن صادرات الصين إلى الولايات المتحدة قد تنخفض بشكل حاد مع تضرر التجارة الثنائية بسبب زيادة التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي.

وقال وانغ إن التغيرات في البيئة الخارجية ستزيد الضغوط على الطلب المحلي المتوسع هذا العام، مضيفاً أنه من الصعب على الصناعات الناشئة، مثل المركبات التي تعمل بالطاقة الجديدة وبطاريات الليثيوم، سد فجوة الطلب الناجمة عن التعديل في قطاع العقارات.

وتفاعلت الأسواق سريعاً مع الأنباء، حيث تعثرت أسهم الصين وهونغ كونغ يوم الثلاثاء، مع تراجع أسهم التكنولوجيا الثقيلة وتصاعد المخاطر الجيوسياسية، مما أدى إلى هبوط الأسواق. وأغلق مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا منخفضاً بنسبة 1.6 في المائة في تداولات متقلبة، بعد أن هبط بنسبة 4.3 في المائة في ساعات الافتتاح، مع انخفاض سهم «علي بابا» بنسبة 3.8 في المائة وتراجع سهم بايدو بنسبة 3.9 في المائة.

كما انخفض مؤشر «هانغ سنغ» القياسي بنسبة 1.3 في المائة ليتراجع أكثر عن أعلى مستوى له في ثلاث سنوات، ومؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية المحلية بنسبة 1.1 في المائة، وانخفض مؤشر «شنغهاي المركب» بنسبة 0.8 في المائة.

ويأتي الانخفاض في تداولات آسيا أيضاً في أعقاب الانخفاض الذي شهدته الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة بين عشية وضحاها يوم الاثنين. وانخفض مؤشر «ناسداك غولدن دراغون» الصيني بنسبة 5.2 في المائة في أسوأ انخفاض له في يوم واحد منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مع تصاعد ضغوط جني الأرباح.

وقال تشي وانغ، كبير مسؤولي الاستثمار في «يوب كاي هيان» في هونغ كونغ: «لقد كانت السوق مهووسة بقصة الذكاء الاصطناعي في الصين لدرجة أنهم نسوا ترمب، لكنه دائماً ما يكون بمثابة البطاقة الجامحة». وأضاف أن التحركات الأخيرة تذكر السوق بأن مخاطر ترمب لا تزال «حقيقية للغاية».

ويمثل التراجع هذا الأسبوع نهاية لأفضل سلسلة مكاسب لأسهم التكنولوجيا الصينية منذ عام 2020، حيث أدت الأرباح القوية والتفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي إلى إعادة تصنيف القطاع.

ووفقاً لـ«غولدمان ساكس»، ارتفعت رغبة صناديق التحوط في تعزيز الرهانات على الأسهم الآسيوية الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق منذ عام 2016، حيث اجتذبت الصين وهونغ كونغ ما يقرب من نصف التدفقات الواردة من آسيا.


مقالات ذات صلة

«إكس إيه آي» تستحوذ على منصة «إكس»

الاقتصاد شعار منصة التواصل الاجتماعي «إكس» يظهر إلى جانب الملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب)

«إكس إيه آي» تستحوذ على منصة «إكس»

استحوذت شركة «إكس إيه آي» التي يمتلكها إيلون ماسك، على منصة «إكس»، في صفقة تقدر قيمة موقع التواصل الاجتماعي عند 33 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الشمس تغرب خلف مصفاة نفطية في إلدورادو بولاية كانساس الأميركية (أ.ب)

مخاوف الرسوم الجمركية تربك أسواق النفط

تراجعت أسعار النفط اليوم الجمعة في ظل مخاوف من تأثر الطلب نتيجة للرسوم الجمركية، لكنها تتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث وسط توقعات بنقص المعروض العالمي

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد منظر لشارع إيست هاستينغز وسط شرقي فانكوفر في كولومبيا البريطانية بكندا (أرشيفية - رويترز)

الاقتصاد الكندي ينمو 0.4 % بدعم من التجارة عبر الحدود

أظهرت بيانات رسمية، يوم الجمعة، أن الاقتصاد الكندي سجل نمواً بنسبة 0.4 في المائة خلال يناير (كانون الثاني)، مستفيداً من الزخم القوي للأشهر الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا )
الاقتصاد جانب من اجتماع الرئيس الصيني شي جينبينغ مع الرؤساء التنفيذيين العالميين في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة بكين يوم الجمعة (إ.ب.أ)

الصين تحث «دبلوماسية الأعمال» على حماية التجارة العالمية

حثّ الرئيس الصيني شي جينبينغ، في اجتماعٍ ضمّ رؤساء تنفيذيين من الشركات متعددة الجنسيات، يوم الجمعة، على حماية الصناعة العالمية وسلاسل التوريد.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

تباطؤ التضخم في أكبر اقتصادات اليورو يدعم سياسة التيسير النقدي

أظهرت بيانات يوم الجمعة أن معدل التضخم في مارس جاء أقل من المتوقع في اثنين من أكبر اقتصادات منطقة اليورو، مما عزز التوقعات بخفض آخر لأسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)

«إكس إيه آي» تستحوذ على منصة «إكس»

شعار منصة التواصل الاجتماعي «إكس» يظهر إلى جانب الملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب)
شعار منصة التواصل الاجتماعي «إكس» يظهر إلى جانب الملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب)
TT
20

«إكس إيه آي» تستحوذ على منصة «إكس»

شعار منصة التواصل الاجتماعي «إكس» يظهر إلى جانب الملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب)
شعار منصة التواصل الاجتماعي «إكس» يظهر إلى جانب الملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب)

استحوذت شركة «إكس إيه آي» التي يمتلكها إيلون ماسك، على منصة «إكس»، في صفقة تقدر قيمة موقع التواصل الاجتماعي عند 33 مليار دولار، وتتيح مشاركة قيمة شركته المتخصصة في الذكاء الاصطناعي مع المستثمرين في الشركة، المعروفة سابقاً باسم «تويتر».

ويمكن أن تعزز الصفقة أيضاً قدرة «إكس إيه آي» على تدريب روبوت الدردشة الخاص بها المعروف باسم «جروك».

وكتب ماسك الذي يرأس شركتَي «تسلا» و«سبيس إكس» أيضاً، في منشور على «إكس»: «مستقبل (إكس إيه آي) و(إكس) مترابط. اليوم، نتخذ رسمياً خطوة دمج البيانات والنماذج والحوسبة والتوزيع والمهارات».

وأضاف أن الدمج يقيّم «(إكس إيه آي) عند 80 مليار دولار، و(إكس) عند 33 مليار دولار (45 مليار دولار مخصوماً منها 12 ملياراً ديوناً)».

ولا تزال تفاصيل كثيرة عن الصفقة غير واضحة، مثل كيفية دمج إدارة «إكس» في الشركة الجديدة، أو ما إذا كانت ستُجرى عملية تدقيق تنظيمي.

وماسك، وهو أغنى رجل في العالم، هو أيضاً حليف مقرب للرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومسؤول عن إدارة الكفاءة الحكومية.

وقال المستثمر السعودي الأمير الوليد بن طلال، مالك شركة «المملكة القابضة» الاستثمارية، إنه طلب هذا التطور، مشيراً إلى أن شركاته هي ثاني أكبر المستثمرين في «إكس» و«إكس إيه آي».

وكتب على منصة «إكس»: «الإعلان عن (دمج) شراء شركة (إكس إيه آي) لشركة (إكس)، وهو الأمر الذي طالبت به وتوقعته. صفقة تاريخية... ومجموعتنا ثاني أكبر مساهم في كل من (إكس إيه آي) و(إكس) مع حليفنا الاستراتيجي إيلون ماسك».

وأضاف: «المتوقع بعد هذه الصفقة أن تصل قيمة استثماراتنا إلى بين أربعة وخمسة مليارات دولار؛ أي بين 15 و20 مليار ريال، والعداد ماشي، بحمد الله».

وذكر مستثمر في «إكس إيه آي»، طلب عدم الكشف عن هويته، أنه لم يتفاجأ بالصفقة؛ إذ تعتبر تعزيزاً من ماسك لقيادته وإدارته لشركتَيه.

وأضاف المستثمر أن ماسك لم يطلب موافقة المستثمرين، لكنه أبلغهم أن الشركتين تتعاونان بشكل وثيق، وأن الصفقة ستؤدي إلى تكامل أكبر مع «جروك».