انكماش قطاع التصنيع البريطاني بأسرع وتيرة في 11 شهراً

مع ارتفاع الضرائب وضعف الطلب الأجنبي

مصنع للأقمشة في هدرسفيلد (رويترز)
مصنع للأقمشة في هدرسفيلد (رويترز)
TT

انكماش قطاع التصنيع البريطاني بأسرع وتيرة في 11 شهراً

مصنع للأقمشة في هدرسفيلد (رويترز)
مصنع للأقمشة في هدرسفيلد (رويترز)

انكمش نشاط المصانع البريطانية بأسرع وتيرة خلال 11 شهراً في ديسمبر (كانون الأول)؛ حيث خفض المصنعون مستويات التوظيف بسبب ارتفاع الضرائب وضعف الطلب الأجنبي. ويعد هذا أحدث مؤشر ضمن سلسلة من البيانات الضعيفة التي تعكس أداء الاقتصاد.

وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز غلوبال» لمديري المشتريات في قطاع التصنيع بالمملكة المتحدة إلى 47.0 في ديسمبر، مقارنة بـ48.0 في نوفمبر (تشرين الثاني)، وكان أقل من القراءة الأولية التي بلغت 47.3، وفق «رويترز».

وأشار روب دوبسون، مدير «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، إلى تراجع النشاط الاقتصادي المحلي وضعف مبيعات التصدير، بالإضافة إلى القلق بشأن زيادة التكاليف المستقبلية، بما في ذلك تلك الناجمة عن رفع الضرائب على الشركات التي أعلنت عنها وزيرة المالية راشيل ريفز.

وسجل مؤشر المسح للتوظيف أدنى مستوياته منذ فبراير (شباط)؛ حيث واجهت الشركات ضغوطاً متزايدة بسبب ارتفاع تكاليف النقل والمواد الخام، إضافة إلى زيادة رسوم الضمان الاجتماعي على أصحاب العمل التي ستدخل حيز التنفيذ في أبريل (نيسان).

وقال دوبسون: «مع توقع ارتفاع التكاليف مجدداً في أوائل عام 2025 مع تطبيق تغييرات الموازنة المعلنة، من المحتمل أن يظل بنك إنجلترا حذراً في اتخاذ مزيد من خطوات تخفيض أسعار الفائدة، رغم المؤشرات المتزايدة على صعوبات اقتصادية». وأكد بنك إنجلترا أنه لن يتخذ أي إجراء سوى بشكل تدريجي لتقليص تكاليف الاقتراض، بانتظار تقييم تأثير موازنة ريفز على ضغوط التضخم.

وكشف مؤشر مديري المشتريات عن تراجع صادرات بريطانيا بأكبر وتيرة في 10 أشهر، نتيجة الضعف الاقتصادي العالمي، بينما انخفضت الطلبات الجديدة بشكل حاد، وهي أكبر نسبة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وفقد الاقتصاد البريطاني زخمه في وقت الانتخابات التي جلبت حزب العمال إلى السلطة في يوليو (تموز)؛ حيث أُلقي اللوم من بعض أصحاب العمل على الرسائل المتشائمة من الحكومة الجديدة بشأن التوقعات الاقتصادية، ثم إعلانها عن زيادة الضرائب.

وأظهرت البيانات المنشورة في 23 ديسمبر أن الاقتصاد لم يشهد أي نمو في الأشهر الثلاثة التي تلت الانتخابات، كما قدر بنك إنجلترا أن النمو لم يتحقق أيضاً في الربع الرابع، ما دفع حزب المحافظين المعارض إلى التحذير من خطر الوقوع في ركود اقتصادي.

وعلى الرغم من تحسن طفيف في مؤشر مديري المشتريات الأولي لقطاع الخدمات في ديسمبر، فإن التوظيف في كلا القطاعين انكمش بأكبر نسبة منذ يناير (كانون الثاني) 2021. ومن المتوقع نشر مؤشر مديري المشتريات النهائي لقطاع الخدمات في يوم الاثنين المقبل.


مقالات ذات صلة

تركيا لإعادة تقييم الأجور حسب تطورات التضخم ودعم التوظيف

الاقتصاد مظاهرة لأصحاب الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين في أنقرة الجمعة رافعين لافتة «لا للجوع والبؤس» (إعلام تركي)

تركيا لإعادة تقييم الأجور حسب تطورات التضخم ودعم التوظيف

أعلنت الحكومة التركية أنها قد تعيد تقييم الحد الأدنى للأجور حال حدوث انحراف كبير للتضخم وتعهدت بمراجعة سريعة لأدنى راتب للمتقاعدين وسط غضب من أصحابها

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد أعلام الاتحاد ترفرف أمام البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

بيانات البطالة الألمانية تدعم ارتفاع عوائد السندات الأوروبية

ارتفعت عائدات سندات منطقة اليورو مقتربة مرة أخرى من أعلى مستوياتها خلال شهر أو أكثر، بعد صدور بيانات أظهرت ارتفاع معدل البطالة في ألمانيا بأقل من المتوقع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال فعالية في فينيكس بولاية أريزونا الأميركية... 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

لماذا يطالب ترمب بجزيرة غرينلاند وقناة بنما؟

يسعى ترمب من خلال مطالبته بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وقناة بنما، لتحقيق مصالح اقتصادية وأمنية كبيرة للولايات المتحدة، لا سيما على حساب الصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بولاية ألبرتا الكندية (أ.ب)

النفط قرب أعلى مستوى في شهرين وسط تفاؤل بجهود لدعم النمو العالمي

بلغت أسعار النفط أعلى مستوياتها في أكثر من شهرين هذا الأسبوع وسط آمال بأن تزيد الحكومات في أنحاء العالم سياسات تعزيز النمو الاقتصادي

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد موظف بنك يعد أوراق الدولار الأميركي بأحد الفروع في هانوي (رويترز)

قوة الدولار تضغط على الأسواق العالمية

ارتفع الدولار الأميركي بالقرب من أعلى مستوى له في عامين مقابل مجموعة من العملات، يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

تشغيل آخر مسارات «قطار الرياض»

«قطار الرياض» ينطلق نحو وجهات جديدة عبر المسار البرتقالي (واس)
«قطار الرياض» ينطلق نحو وجهات جديدة عبر المسار البرتقالي (واس)
TT

تشغيل آخر مسارات «قطار الرياض»

«قطار الرياض» ينطلق نحو وجهات جديدة عبر المسار البرتقالي (واس)
«قطار الرياض» ينطلق نحو وجهات جديدة عبر المسار البرتقالي (واس)

مع دخول يوم الأحد، يبدأ تشغيل «المسار البرتقالي - محور طريق المدينة المنورة» من «قطار الرياض»، ليكتمل بذلك التشغيل التتابعي لمسارات شبكته، وفق الخطة المعلنة عند افتتاح المشروع الذي انطلق مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

ويربط المسار البرتقالي شرق مدينة الرياض بغربها، ويمتد من طريق جدة غرباً حتى الطريق الدائري الشرقي الثاني، بمحاذاة منطقة خشم العان شرقاً، بطول إجمالي 41 كم.

ويستقبل المستخدمين عند الساعة السادسة صباحاً في محطاته الخمس «طريق جدة»، «طويق»، «الدوح»، «طريق هارون الرشيد»، بالإضافة إلى «النسيم» التي تُعد إحدى محطات التحويل التي تربط بينه والمسار البنفسجي.

المسار البرتقالي يربط شرق مدينة الرياض بغربها عبر محطاته الخمس (واس)

من جهة أخرى، بدأ تشغيل ثلاث محطات جديدة على «المسار الأزرق - محور طريق العليا البطحاء»، هي: «المروج»، «بنك البلاد»، «مكتبة الملك فهد».

ويمثّل «قطار الرياض» أحد المشروعات الكبرى التي تشهدها السعودية خلال هذا العهد الزاهر، ويُعد من الأضخم للنقل العام في العالم، حيث يغطي كامل مساحة العاصمة ضمن مرحلة واحدة.

ويتميّز بطبيعته الدقيقة ومواصفاته التصميمية والتقنية العالية، وانسجامه مع الخصائص الاجتماعية والبيئية والعمرانية لمدينة الرياض وسكانها، إلى جانب ما يسهم به من عوائد عليها تتجاوز توفير خدمة النقل العام، ورفع مستوى جودة الحياة فيها، بما ينسجم مع مستهدفات «رؤية 2030».

وتشمل شبكة القطار، الأطول بلا سائق في العالم، 6 مسارات بطول 176 كيلومتراً، وله 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية، بطاقة استيعابية 3.6 مليون راكب يومياً، مما يعزز الربط بين أجزاء مدينة الرياض، ويُسهِّل سبل التنقل لساكنيها وزائريها.

وتعد تكلفة التنقل في «قطار الرياض» الأقل بين دول «مجموعة العشرين»، مقارنة بمتوسط دخل الأسرة اليومي، والبالغ 733 ريالاً؛ أي نحو 195 دولاراً. وهذه النسبة تشكل 0.5 في المائة من دخل الفرد اليومي، وفق ما ذكره، لـ«الشرق الأوسط»، ماهر شيرة، المدير العام الأول للمدن الذكية في «الهيئة الملكية لمدينة الرياض».

ويستقبل القطار المستخدمين من الساعة 6 صباحاً حتى الساعة 12 منتصف الليل. وأتيح لهم تحديد الوجهات وشراء التذاكر من خلال تطبيق «درب»، ومكاتب بيع التذاكر، وأجهزة الخدمة الذاتية في المحطات، ووسائل الدفع الرقمية عبر البطاقات المصرفية والائتمانية والهواتف والأجهزة الذكية.