أعلى مستوى لنشاط القطاع الخاص غير المنتج للنفط في السعودية منذ 4 أشهر

مؤشر مديري المشتريات ارتفع إلى 56.3 نقطة في سبتمبر

يأتي ارتفاع مؤشر مديري المشتريات في إطار توسع أكبر في الإنتاج والطلبات الجديدة، حسب مؤشر «بنك الرياض» (الشرق الأوسط)
يأتي ارتفاع مؤشر مديري المشتريات في إطار توسع أكبر في الإنتاج والطلبات الجديدة، حسب مؤشر «بنك الرياض» (الشرق الأوسط)
TT

أعلى مستوى لنشاط القطاع الخاص غير المنتج للنفط في السعودية منذ 4 أشهر

يأتي ارتفاع مؤشر مديري المشتريات في إطار توسع أكبر في الإنتاج والطلبات الجديدة، حسب مؤشر «بنك الرياض» (الشرق الأوسط)
يأتي ارتفاع مؤشر مديري المشتريات في إطار توسع أكبر في الإنتاج والطلبات الجديدة، حسب مؤشر «بنك الرياض» (الشرق الأوسط)

تسارعت أنشطة الأعمال في القطاع غير النفطي في السعودية إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر في سبتمبر (أيلول)، إذ دعم الطلب القوي نمواً أسرع في الطلبيات الجديدة. وارتفع مؤشر «بنك الرياض» لمديري المشتريات في السعودية المعدّل في ضوء العوامل الموسمية، إلى 56.3 نقطة من 54.8 نقطة في أغسطس (آب)، مسجلاً أعلى قراءة منذ مايو (أيار) ومبتعداً أكثر عن مستوى 50.0 الذي يدل على النمو.

ويأتي ارتفاع مؤشر مديري المشتريات بمقدار 1.5 نقطة في إطار توسع أكبر في الإنتاج والطلبات الجديدة، إلى جانب صعوبات في العرض.

وأسهم تحسن ظروف الأعمال في الزيادة القوية في فرص العمل، رغم أن الصعوبات في العثور على موظفين مهرة أدت إلى نقص في القدرات الإنتاجية.

وفي الوقت نفسه، أدت المخاوف بشأن زيادة المنافسة إلى تراجع توقعات الإنتاج المستقبلية.

وحسبما جاء في بيان المؤشر، ظل مخزون مستلزمات الإنتاج في حالة جيدة، مما شجع بعض الشركات على الحد من جهود الشراء.

وكان النمو قوياً بشكل عام ومنتشراً على نطاق واسع في جميع قطاعات الاقتصاد غير المنتجة للنفط الخاضعة للدراسة.

وقال الدكتور نايف الغيث، الخبير الاقتصادي الأول في «بنك الرياض»، إن ارتفاع مؤشر مديري المشتريات في السعودية يشير إلى تسارع ملحوظ في نمو القطاع الخاص غير المنتج للنفط»، وإن هذا يعود في المقام الأول إلى زيادة الإنتاج والطلبات الجديدة، مما يعكس النشاط التوسعي للقطاع. وأضاف الغيث أن الشركات استجابت لزيادة الطلب المحلي، الأمر الذي يلعب دوراً حاسماً في الحد من اعتماد المملكة على عائدات النفط، ويشير الاتجاه التصاعدي أيضاً إلى تحسن ثقة الشركات، الأمر الذي يشير إلى وجود بيئة صحية لزيادة الاستثمار، وخلق فرص العمل، والاستقرار الاقتصادي بشكل عام. وبيّن أن هذا النمو في القطاع غير المنتج للنفط، يعد مهماً بشكل خاص في ظل السياق الحالي من خفض إنتاج النفط وانخفاض أسعار النفط العالمية. ومع تعرض عائدات النفط للضغوط، فإن الأداء القوي للقطاع الخاص غير المنتج للنفط يعمل بمثابة حاجز يساعد في تخفيف التأثير المحتمل على أحوال اقتصاد البلاد. وواصل أن تنويع مصادر الدخل يُعد أمراً ضرورياً للحفاظ على النمو في ظل التقلبات التي تشهدها أسواق النفط. وأوضح أن ارتفاع مستويات الإنتاج لا يؤدي فقط إلى تعزيز القدرة التنافسية للشركات السعودية، بل يشجع أيضاً على التطورات التي تهدف إلى توسيع مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد. وتابع أن هذا التحول يوفر أساساً أكثر استقراراً للنمو على المدى الطويل، مما يجعل الاقتصاد أقل عرضة لتقلبات أسعار النفط.

ومن خلال توسيع الإنتاج في القطاعات عير المنتجة للنفط الرئيسية، أبان الغيث أن المملكة أصبحت في وضع أفضل للتغلب على التحديات المرتبطة بتقلبات سوق النفط، وضمان مستقبل اقتصادي أكثر استدامة وتنوعاً.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد صورة الرئيس التنفيذي الجديد لـ«سمة» سلطان القديري في أثناء احتفالات «اليوم الوطني السعودي 2024» المقام في مقر الشركة (لينكدإن)

سلطان القديري رئيساً تنفيذياً لـ«سمة» السعودية

عُيّن سلطان القديري رئيساً تنفيذياً لـ«سمة» لتعزيز نمو صناعة المعلومات الائتمانية استناداً إلى إنجازاته المهنية السابقة، وذلك بدءاً من الأول من أكتوبر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق إنجاز سعودي على مستوى المنطقة العربية (إكس)

أفضل كليات الأعمال... جامعة الملك فهد السعودية تتصدَّر «الريادة الفكرية» عربياً

خطفت كلية الأعمال بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في السعودية الأنظار بنيلها أداءً جيّداً في مؤشر «قابلية التوظيف» الخاص بـ«كيو إس»، إذ تأتي في المرتبة 83.

«الشرق الأوسط» (لندن)
عالم الاعمال «كي بي إم جي»: التقنية المالية تغذي الاقتصاد الرقمي في السعودية

«كي بي إم جي»: التقنية المالية تغذي الاقتصاد الرقمي في السعودية

تواصل السعودية تحقيق طموحاتها في أن تصبح مركزاً عالمياً رائداً في مجال التقنية المالية (فنتك).


انكماش الأعمال بمنطقة اليورو وسط تخفيف الضغوط التضخمية

مبنى «المصرف المركزي الأوروبي» خلف أعلام «الاتحاد» في فرنكفورت (رويترز)
مبنى «المصرف المركزي الأوروبي» خلف أعلام «الاتحاد» في فرنكفورت (رويترز)
TT

انكماش الأعمال بمنطقة اليورو وسط تخفيف الضغوط التضخمية

مبنى «المصرف المركزي الأوروبي» خلف أعلام «الاتحاد» في فرنكفورت (رويترز)
مبنى «المصرف المركزي الأوروبي» خلف أعلام «الاتحاد» في فرنكفورت (رويترز)

تراجع نشاط الأعمال بمنطقة اليورو إلى الانكماش في الشهر الماضي، رغم أن هذا التراجع لم يكن حاداً كما كان متوقعاً في البداية، وفقاً لاستطلاع أظهر أيضاً تراجع الضغوط التضخمية.

وانخفض «مؤشر مديري المشتريات المركب» لمنطقة اليورو، الذي تعدّه شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال» مقياساً موثوقاً للصحة الاقتصادية العامة، إلى 49.6 في سبتمبر (أيلول) الماضي مقارنةً بـ51.0 في أغسطس (آب) الذي سبقه. وهذه القراءة تحت مستوى الـ50، الذي يفصل بين النمو والانكماش، هي الأولى منذ فبراير (شباط) الماضي، لكنها جاءت أعلى بكثير من التقدير الأولي البالغ 48.9، وفق «رويترز».

وانخفض «مؤشر مديري المشتريات» الذي يغطي «صناعة الخدمات» المهيمنة بمنطقة اليورو إلى 51.4 الشهر الماضي من 52.9، لكنه كان أعلى من القراءة الأولية البالغة 50.5.

وعلق سايروس دي لا روبيا، من «بنك هامبورغ التجاري»، قائلاً: «للوهلة الأولى، يبدو قطاع الخدمات في منطقة اليورو صامداً بشكل معقول. لا يزال ينمو، والتباطؤ ليس حاداً للغاية حتى الآن». ومع ذلك؛ أضاف: «عند التعمق في تحليل الدول فرديةً، فإن الصورة ليست وردية؛ باستثناء إسبانيا».

وانخفض التضخم في منطقة اليورو إلى 1.8 في المائة خلال سبتمبر الماضي، مما يقل عن هدف «البنك المركزي الأوروبي» البالغ اثنين في المائة، مما يعزز الحجة القوية لخفض آخر في أسعار الفائدة هذا الشهر، وفقاً للبيانات الرسمية التي صدرت يوم الثلاثاء.

وتشير البيانات إلى عدم وجود تحول وشيك، حيث تراجع الطلب على الخدمات. كما انخفض «مؤشر الأعمال الجديدة» إلى ما دون نقطة التعادل، مسجلاً أدنى مستوى له في 8 أشهر عند 49.7 من 51.2.

وفي ألمانيـا، تباطأ نمو قطاع الخدمات لرابع شهر على التوالي خلال سبتمبر الماضي، ليقترب من الركود، وسط تراجع الطلب ومخاوف الركود التي تلقي بظلالها على أكبر اقتصاد في أوروبا.

وانخفض «مؤشر مديري المشتريات النهائي» لقطاع الخدمات الصادر عن مؤسسة «إتش سي أو بي» إلى 50.6، مقارنةً بـ51.2 في أغسطس الماضي، ليبلغ أدنى مستوى له في 6 أشهر، لكنه لا يزال فوق مستوى 50.0 الذي يفصل بين النمو والانكماش.

وقال دي لا روبيا: «يفقد قطاع الخدمات دوره بشكل متصاعد بوصفه مرساة للاقتصاد»، مشيراً إلى الانخفاض الحاد في الطلبات الواردة بوصف ذلك مصدراً للقلق بشكل خاص. وأضاف: «إذا استمر الاتجاه النزولي، فمن المرجح أن يتجه الاقتصاد نحو الانحدار لبضعة أشهر أخرى؛ قبل أن تتحسن الأمور مرة أخرى».

كما تسارعت وتيرة خفض أعداد الموظفين في قطاع الخدمات خلال سبتمبر، لكنها ظلت معتدلة، وفقاً للمسح. وكانت التوقعات للعام المقبل أكثر هدوءاً مقارنةً بالعام الماضي، حيث تفوق عدد المتفائلين على المتشائمين قليلاً، بنسبة 25 في المائة مقابل 23 في المائة. وأعرب كثير من المشاركين في المسح عن قلقهم بشأن الركود الوشيك.

وانخفض «مؤشر مديري المشتريات المركب»، الذي يضم الخدمات والتصنيع، إلى 47.5 في سبتمبر من 48.4 خلال أغسطس.

أما في فرنسا، فقد شهد قطاع الخدمات انكماشاً في سبتمبر الماضي، رغم أن الانخفاض كان أقل من المتوقع، مما يعكس النمو القوي الذي شهدته البلاد في أغسطس بفضل «دورة الألعاب الأولمبية» في باريس.

وانخفض «مؤشر مديري المشتريات (بي إم آي)» لخدمات «إتش سي أو بي» في فرنسا بشكل ملحوظ، إلى 49.6 في سبتمبر من 55.0 خلال أغسطس؛ مما يدل على انكماش طفيف في النشاط. وبلغ «مؤشر مديري المشتريات» لقطاع الخدمات في سبتمبر 48.3 نقطة.

وقال الاقتصادي في «بنك هامبورغ التجاري»، طارق كمال شودري: «تلاشى تأثير (الأولمبياد): بعد انتهاء (الألعاب الأولمبية) فقد قطاع الخدمات زخمه». وأضاف أن «تراجع أعداد العملاء، وانخفاض الاستعداد للإنفاق، وعدم اليقين، كانت من الأسباب الرئيسية التي ذكرتها الشركات المشاركة في الاستطلاع لتراجع النشاط».

ومع ذلك، ارتفعت «ثقة الأعمال» إلى أعلى مستوى لها منذ يوليو (تموز) 2022، جزئياً بسبب تخفيضات أسعار الفائدة الأخيرة من قبل «المركزي الأوروبي». وقد أسهمت هذه الإيجابية في استمرار التوظيف، حيث توقع بعض الشركات زيادة في النشاط في وقت لاحق من هذا العام وفي عام 2025.

وعموماً؛ تشير البيانات إلى أنه على الرغم من التحديات التي واجهت الفترة التي تلت «الأولمبياد» مباشرة، فإن هناك علامات على المرونة والتفاؤل الحذر في قطاع الخدمات الفرنسي.

كما كان الرقم النهائي لـ«مؤشر مديري المشتريات المركب» لشهر سبتمبر، الذي يضم قطاعَي الخدمات والتصنيع، أعلى مما كان يُعتقد في البداية، عند 48.6 نقطة، من 53.1 نقطة خلال أغسطس و47.4 نقطة داخل التقديرات الأولية. وقد تجاوز هذا الرقم مستوى الـ50 مرتين فقط منذ بداية العام؛ في سبتمبر وأبريل (نيسان) الماضيين.