ضغوط متزايدة على «المركزي» الأسترالي لتخفيف السياسة النقدية

مبنى المصرف المركزي الأسترالي وسط سيدني (رويترز)
مبنى المصرف المركزي الأسترالي وسط سيدني (رويترز)
TT

ضغوط متزايدة على «المركزي» الأسترالي لتخفيف السياسة النقدية

مبنى المصرف المركزي الأسترالي وسط سيدني (رويترز)
مبنى المصرف المركزي الأسترالي وسط سيدني (رويترز)

من المتوقع أن يواجه المصرف المركزي الأسترالي ضغطاً شديداً لتخفيف سياسته في الأسابيع المقبلة، مع انخفاض أسعار المستهلكين بشكل حاد، بسبب التنازلات الحكومية لتخفيف تكلفة المعيشة، حتى مع بقاء التضخم الأساسي ثابتاً.

ومن المحتمل أن تظهر بيانات شهر يوليو (تموز) الأسبوع المقبل انخفاض التضخم العام مرة أخرى إلى نطاق البنك الاحتياطي الأسترالي، الذي يتراوح بين 2-3 في المائة للمرة الأولى منذ عام 2021، ما يُحفز الدعوات العامة والسياسية لتخفيف أسعار الفائدة على مدفوعات الرهن العقاري القاسية، وفق «رويترز».

ومع التوقع بتخفيف أسعار الفائدة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا في الأيام التي تسبق الاجتماع المقبل للبنك الاحتياطي الأسترالي في سبتمبر (أيلول)، فإن ذلك سيجعله وحيداً تقريباً بين المصارف المركزية المتقدمة في عدم خفضها.

وفي محاولة يائسة لتجنُّب الاضطرابات، أطلق صانعو السياسات حملة واسعة النطاق من الخطابات، قالوا فيها صراحةً فيها إن المجلس من غير المرجح أن يخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب؛ نظراً للمخاطر التصاعدية للتضخم.

وكان يُعتقد أن هذا النوع من التوجيه المستقبلي المشروط محظور في المصرف، نظراً لأن شيئاً مشابهاً هو ما تسبَّب في فقدان رئيس الاحتياطي الأسترالي السابق، فيليب لو، وظيفته، الذي قال في عام 2021 للمقترضين إن أسعار الفائدة من غير المرجح أن ترتفع حتى عام 2024.

وقال رئيس الاقتصاد الأسترالي في بنك «كومنولث أستراليا»، غاريث إير: «من الصعب أن نتذكر فترة من هذا الكم الهائل من اتصالات الاحتياطي الأسترالي في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن».

وأضاف: «إذا تطور الوضع الاقتصادي في المستقبل القريب بما يتماشى مع التوقعات الأخيرة للبنك، فإن معدل الفائدة سيظل ثابتاً حتى الربع الأول من عام 2025. لكننا نستمر في الوقوف إلى جانب التسعير السوقي، ونعتقد أنه من المرجح أكثر من غيره أن نشهد خفضاً في أسعار الفائدة بحلول نهاية العام».

وعلى الرغم من احتجاجات البنك الاحتياطي الأسترالي على عدم تخفيض أسعار الفائدة، فإن الأسواق تشير إلى احتمال بنسبة 42 في المائة لتقليص معدل الفائدة البالغ 4.35 في المائة بنسبة ربع نقطة في سبتمبر. وترتفع هذه الاحتمالية إلى 84 في المائة لاجتماع البنك الاحتياطي الأسترالي في نوفمبر (تشرين الثاني)، الذي سيأتي قريباً من البيانات المتعلقة بالتضخم للربع الثالث. وقد يتحدى التضخم العام رسائل البنك الاحتياطي الأسترالي.

ويتوقع إير أن يتباطأ التضخم الأساسي في الربع الثالث إلى 3.3 في المائة من 3.9 في المائة في الربع الثاني، في حين أن البطالة ستكون قد ارتفعت من المستوى الحالي البالغ 4.2 في المائة، ما يجعل الحجة لصالح خفض أسعار الفائدة أقوى.

والتحدي الأكبر لرسائل الاحتياطي الأسترالي هو أن مؤشر أسعار المستهلك العام (CPI) من المؤكد أن ينخفض بشكل حاد أكثر، ومن المحتمل أن يكون قد عاد بالفعل إلى نطاق الهدف الذي يتراوح بين 2-3 في المائة للمركزي.

وهذا إلى حد كبير من صنع حكومة العمال، التي تقدم 3.5 مليار دولار أسترالي (2.36 مليار دولار) من الخصومات على فواتير الكهرباء لجميع المنازل والمنح لبعض المستأجرين.

ويقدر الاقتصادي في «غولدمان ساكس»، أندرو بويك، أن هذا سيؤدي إلى انخفاض مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.7 في المائة في شهر يوليو وحده، وسيسحب التضخم السنوي بمقدار نقطة مئوية كاملة إلى 2.7 في المائة.

ومن المقرر أن يتم إصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلك خلال شهر يوليو في 28 أغسطس (آب)، ومن المؤكد أنها ستولد عناوين إعلامية تدعو إلى تخفيف فوري للمقترضين في بلد حيث معظم الرهون العقارية متغيرة، وترتفع أو تنخفض مع كل تغيير في أسعار الفائدة.

وجادلت حاكمة البنك الاحتياطي الأسترالي، ميشيل بولوك، بأن الجمهور سيفهم أن التضخم الأساسي هو ما يهم، وأن البنك يضع السياسة «للمدى الطويل».

ومع ذلك، فإن 425 نقطة أساس من التشديد التي قام بها البنك الاحتياطي الأسترالي منذ منتصف عام 2022 أضافت 1000 دولار أو أكثر إلى المدفوعات الشهرية المتوسطة للرهن العقاري، ما تسبب في ضائقة مالية واسعة النطاق. وتُظهر الاستطلاعات أن ثقة المستهلك منخفضة للغاية، وعادة ما يشاهدها فقط خلال فترات الركود.


مقالات ذات صلة

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو، إن «المركزي» ليس متأخراً في خفض أسعار الفائدة، لكنه بحاجة إلى مراقبة من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد البنك المركزي التركي

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير، للشهر الثامن، مدفوعاً بعدم ظهور مؤشرات على تراجع قوي في الاتجاه الأساسي للتضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد المصرف المركزي التركي (رويترز)

«المركزي» التركي يمدد تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن

مدَّد البنك المركزي التركي تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن على التوالي، إذ قرر إبقاء سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع دون تغيير عند 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

مقترحات ترمب الاقتصادية تعيد تشكيل سياسة «الفيدرالي» بشأن الفائدة

قبل بضعة أسابيع، كان المسار المتوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي واضحاً. فمع تباطؤ التضخم وإضعاف سوق العمل، بدا أن البنك المركزي على المسار الصحيح لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

دي غالهو من «المركزي الأوروبي»: التعريفات الجمركية لترمب لن تؤثر في توقعات التضخم

قال فرنسوا فيليروي دي غالهو، عضو صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، إن زيادات التعريفات تحت إدارة ترمب الجديدة لن تؤثر في توقعات التضخم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.