كيف أسهمت تايلور سويفت في ارتفاع التضخم الأوروبي؟

المغنية وكاتبة الأغاني الأميركية تايلور سويفت تؤدي عرضاً على خشبة المسرح في ملعب غروباما كجزء من جولة «إيراس» في فرنسا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
المغنية وكاتبة الأغاني الأميركية تايلور سويفت تؤدي عرضاً على خشبة المسرح في ملعب غروباما كجزء من جولة «إيراس» في فرنسا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

كيف أسهمت تايلور سويفت في ارتفاع التضخم الأوروبي؟

المغنية وكاتبة الأغاني الأميركية تايلور سويفت تؤدي عرضاً على خشبة المسرح في ملعب غروباما كجزء من جولة «إيراس» في فرنسا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
المغنية وكاتبة الأغاني الأميركية تايلور سويفت تؤدي عرضاً على خشبة المسرح في ملعب غروباما كجزء من جولة «إيراس» في فرنسا الشهر الماضي (أ.ف.ب)

أشار تقرير إخباري إلى أن جولة المغنية العالمية وكاتبة الأغاني الأميركية تايلور سويفت كانت مصدرا لزيادات في الأسعار، وإشارة لارتفاع التضخم في أوروبا.

وعزا محللون الارتفاع المفاجئ في التضخم السويدي في مايو (أيار) إلى ثلاث حفلات لسويفت في ستوكهولم ما أدى إلى ارتفاع أسعار الفنادق والخدمات الأخرى في المدينة.

يأتي ذلك في الوقت الذي يحاول فيه صناع السياسة في بريطانيا ومنطقة اليورو تقييم ما إذا كانت ضغوط الأسعار قد انحسرت بما يكفي لخفض أسعار الفائدة.

ويقول كريشنا جوها، نائب رئيس مجلس إدارة شركة الاستشارات الاستثمارية «إيفركور إي إس إي» إن حفلات سويفت، إلى جانب الأحداث البارزة الأخرى مثل الألعاب الأولمبية وبطولة كرة القدم الأوروبية 2024، ستعزز التضخم في قطاع الخدمات هذا الصيف.

وأفاد جوها لموقع «أكسيوس»: «هذا سيجعل من الصعب قراءة القوة الكامنة للتضخم، والسؤال هو ما إذا كان صناع السياسة سيكونون على ثقة كافية في توقعاتهم لاستمرار تراجع التضخم للنظر في هذا الأمر».

يقول لوكاس كريشان، الخبير الاستراتيجي الكلي في شركة «تي دي سيكيوريتيز»: «نحن الآن عند نقطة تحول حيث يتطلع بنك إنجلترا إلى أول خفض لسعر الفائدة. وكل البيانات مهمة».

ويقرر البنك المركزي الأوروبي متى قد يخفض أسعار الفائدة مرة أخرى.

وكان التضخم في المملكة المتحدة أكثر سخونة من المتوقع في يونيو (حزيران). وكان قطاع الخدمات هو المسؤول. وارتفعت أسعار الفنادق بنسبة 9٪ تقريباً الشهر الماضي.

ارتفعت تكاليف حفلات الموسيقى في الأشهر الأخيرة، إذ ارتفعت الأسعار بأكثر من 20% في الفترة من مارس (آذار) إلى يونيو، وهو أعلى بكثير من متوسط ​​المكاسب لمدة ثلاثة أشهر بنسبة 5% بين عامي 2018 و2023.

وأشار موقع «أكسيوس» إلى أن هذا يبدو من تأثير تايلور سويفت، إذ تتزامن البيانات مع حفلات موسيقية متعددة في المملكة المتحدة الشهر الماضي.

وعد الموقع أنه قد يكون لأداء سويفت في لندن الشهر المقبل تأثير أكبر، عندما يتم جمع أسعار بيانات التضخم.

وقد يضيف ارتفاع أسعار الفنادق بشكل مؤقت ما يصل إلى 0.3 نقطة مئوية إلى تضخم الخدمات، حسبما قدر كريشان في مذكرة بعنوان «قاعدة تايلور الجديدة».

وفي الولايات المتحدة، أظهر الطلب القوي على حفلات سويفت وبيونسيه العام الماضي أن المستهلكين لديهم شهية للإنفاق، على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة. كما أن الازدهار السياحي في الدول الأوروبية بما في ذلك البرتغال وإيطاليا واليونان يؤدي بالفعل إلى تضخم الخدمات في تلك الدول.

واعترفت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في وقت سابق من هذا الشهر بعدم اليقين بشأن «السبب الجذري» لاستمرار التضخم في قطاع الخدمات. وقالت لاغارد مازحة: «الأمر لا يقتصر على تايلور سويفت فحسب، بل جاء آخرون أيضاً».


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يُطبّق رسوم إغراق على منتجات للتحلية من الصين

الاقتصاد مسؤولان من أوروبا والصين يتصافحان خلف عَلَمي الصين والاتحاد الأوروبي (أ.ب)

الاتحاد الأوروبي يُطبّق رسوم إغراق على منتجات للتحلية من الصين

فرض الاتحاد الأوروبي رسوماً مؤقتة لمكافحة الإغراق على واردات مادة «الإريثريتول»، التي تُستخدم للتحلية والخالية من السعرات الحرارية، من الصين.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
شمال افريقيا رانيا المشاط خلال لقاء وفد الاتحاد الأوروبي (مجلس الوزراء المصري)

مصر والاتحاد الأوروبي ينسقان لمجابهة «الهجرة غير الشرعية»

تنسق مصر والاتحاد الأوروبي لمجابهة «الهجرة غير الشرعية»، عبر برامج تعليمية وآليات حماية اجتماعية للشباب والأسر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا مخيم اللاجئين في خان يونس 18 يوليو 2024 (رويترز)

الاتحاد الأوروبي يعد بتقديم 400 مليون يورو للسلطة الفلسطينة

المفوضية الأوروبية: برنامج الدعم من شأنه السماح للسلطة الفلسطينية بالوصول إلى تحقيق توازن في الميزانية بحلول 2026.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا ستارمر يتوسط ضيوف القمة الأوروبية (إ.ب.أ)

ستارمر يتعهد «تجديد الروابط» مع أوروبا

افتتح رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر، أمس (الخميس)، اجتماعاً بمشاركة أكثر من 45 من قادة أوروبا قرب أكسفورد في المملكة المتحدة، تعهد خلاله سعي بلاده

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

إسرائيل تدرس نقل السيطرة على معبر رفح إلى الاتحاد الأوروبي وفلسطينيين

يدرس مسؤولون إسرائيليون نقل السيطرة على معبر رفح الحدودي في غزة إلى الاتحاد الأوروبي وفلسطينيين وفقاً لما ذكرته مصادر مطّلعة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب )

شركات الطيران تستأنف عملياتها بعد أكبر عطل تقني في التاريخ

مسافرون في مطار «دالاس فورت وورث الدولي» في تكساس (أ.ب)
مسافرون في مطار «دالاس فورت وورث الدولي» في تكساس (أ.ب)
TT

شركات الطيران تستأنف عملياتها بعد أكبر عطل تقني في التاريخ

مسافرون في مطار «دالاس فورت وورث الدولي» في تكساس (أ.ب)
مسافرون في مطار «دالاس فورت وورث الدولي» في تكساس (أ.ب)

يعود الوضع تدريجياً إلى طبيعته، السبت، عقب عطل تقني هو الأكبر في التاريخ، أدى إلى اضطرابات لدى شركات طيران عالمية ومصارف ومؤسسات مالية، ونجم عن تحديث فيه خلل لبرنامج مضاد للفيروسات. وازدحمت مطارات بالركاب، الجمعة، عبر العالم بعد إلغاء عشرات الرحلات، في حين بذل المشغلون جهوداً حثيثة لمواصلة العمليات، بعدما تسبّب تحديث برنامج للأمن السيبراني تابع لمجموعة «كراود سترايك» الأميركية في عطل عالمي عند تنزيله على أنظمة تشغيل «مايكروسوفت ويندوز».

وأفادت عدة شركات طيران أميركية ومطارات في أنحاء آسيا ببدء استئناف عملياتها مع عودة خدمات تسجيل الركاب في هونغ كونغ وكوريا الجنوبية وتايلاند والهند وإندونيسيا وفي مطار «شانغي» في سنغافورة، بدءاً من بعد ظهر السبت. وصرّح رئيس مطارات تايلاند، كيراتي كيتامانوات، للصحافيين في مطار «دون ميوانغ» في بانكوك، بأن «أنظمة تسجيل الركاب عادت إلى طبيعتها (في المطارات الرئيسية الخمسة في تايلاند). لم تعد هناك طوابير انتظار مثل التي شهدناها أمس (الجمعة)». وقالت «مايكروسوفت» إن المشكلة بدأت الساعة 19.99 بتوقيت غرينتش الخميس، وأثرت في مستخدمي برنامج «كراود سترايك فالكون». وقالت شركة «كراود سترايك»، إنها نشرت برمجية لإصلاح المشكلة، وقال رئيسها جورج كورتس لقناة «سي إن بي سي» الإخبارية الأميركية، إنه يريد «الاعتذار شخصياً من كل مؤسسة وكل مجموعة وكل شخص طاله الضرر».

وأضافت أن عودة الوضع إلى طبيعته ستستغرق بضعة أيام. وأعلن البيت الأبيض، في بيان، أن فريق الرئيس الأميركي جو بايدن يتواصل مع «كراود سترايك» والمتضررين من الخلل و«على استعداد لتقديم المساعدة حسب الحاجة». وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: «تفيد معلوماتنا بأن عمليات الطيران استُؤنفت في أنحاء البلاد، رغم بعض الازدحامات».

وتشير التقارير الواردة من هولندا وبريطانيا إلى احتمال أن تكون الخدمات الصحية تأثرت بالاضطرابات؛ ما يعني أن الحجم الكامل للضرر قد لا يكون معروفاً بعد. وحذّرت السلطات الأسترالية من زيادة محاولات الاحتيال والاصطياد الإلكتروني عقب العطل، بما في ذلك من أشخاص يعرضون المساعدة في إعادة تشغيل أجهزة الكومبيوتر ويطلبون معلومات شخصية أو تفاصيل بطاقات الائتمان. وأفادت بنوك في كينيا وأوكرانيا عن مشكلات تتعلّق بخدماتها الرقمية، في حين تعطّلت بعض شركات الهاتف المحمول وخدمات الزبائن في عدد من المؤسسات.

وقال خبير الأمن السيبراني في «معهد الهندسة والتكنولوجيا» البريطاني، جوناد علي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية»: «حجم هذا العطل غير مسبوق، وسيسجله التاريخ بلا شك»، مضيفاً أن آخر حادثة قريبة من هذا الحجم كانت في 2017.

فوضى في مطارات من أمستردام إلى زيوريخ، ومن سنغافورة إلى هونغ كونغ، أبلغ مشغلو مطارات عن مشكلات فنية تعطّل خدماتهم. وبينما أوقفت بعض المطارات جميع الرحلات الجوية، اضطر موظفو شركات طيران في مطارات أخرى إلى تسجيل الركاب يدوياً. وأمرت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية في البداية بوقف جميع الرحلات الجوية «بغض النظر عن الوجهة»، وإن أعلنت شركات طيران فيما بعد إعادة تشغيل خدماتها. وأعلنت شركة «إينديغو» كبرى شركات الطيران الهندية، في منشور على منصة «إكس»، «حل» المشكلة. وقالت الشركة، السبت: «على الرغم من حل الانقطاع وعودة أنظمتنا إلى الإنترنت، نعمل جاهدين لاستئناف العمليات العادية، ونتوقع أن تستمر هذه الإجراءات حتى نهاية الأسبوع». وقال أحد الركاب لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن الوضع في مطار دلهي كان يعود إلى طبيعته بحلول منتصف ليل السبت مع تأخر بسيط فقط في الرحلات الدولية. وقالت شركة «إيرإيجا» للرحلات المنخفضة التكلفة إنها لا تزال تحاول إعادة الاتصال بالإنترنت، وإنها «تعمل على مدار الساعة لاستعادة أنظمة التحكم الخاصة برحلات المغادرة بعد العطل العالمي. وطلبت من المسافرين الوصول باكراً إلى المطارات والاستعداد للتسجيل اليدوي» لدى مكاتب الخطوط الجوية. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية أن مطارات بكين لم تتأثر بالعطل. وفي أوروبا أفادت مطارات رئيسية من بينها برلين التي علّقت الرحلات الجوية كافّة في وقت سابق، الجمعة، بأن رحلات المغادرة والوصول استُؤنفت.

أسباب مشتركة سارعت الشركات لإصلاح أنظمتها ومسح الأضرار، وحاول المسؤولون الحد من الذعر باستبعاد حصول أي هجوم إلكتروني. وقال كورتس من «كراود سترايك»، في بيان، إن فرقه «معبّأة بالكامل»، لمساعدة الزبائن المتضررين، و«نُشرت برمجية» تصليح الخلل. لكن الأستاذ في جامعة «لوبورو» البريطانية، أولي باكلي، كان واحداً من كثير من الخبراء الذين شكّكوا في سهولة نشر برمجية مناسبة لمعالجة المشكلة. وأضاف: «فيما يمكن للمستخدمين ذوي الخبرة تنفيذ الحل البديل، فإن توقع قيام الملايين بذلك أمر غير عملي».

ورأى خبراء آخرون أن الحادثة يجب أن تدفع إلى إعادة النظر على نطاق واسع في مدى اعتماد المؤسسات على عدد قليل من شركات التكنولوجيا لمثل هذه المجموعة من الخدمات. وقال الأستاذ بجامعة «يورك» في بريطانيا، جون ماكديرميد: «علينا أن ندرك أن مثل هذه البرمجيات قد تكون سبباً شائعاً لفشل أنظمة متعددة في الوقت نفسه». وأضاف أن البنية التحتية ينبغي أن تكون مصممة «لتكون قادرة على الصمود في مواجهة مثل هذه المشكلات العائدة لأسباب مشتركة».