«بالارد بارتنرز» الأميركية تعتزم افتتاح أول مكتب لها في السعودية

بالارد لـ«الشرق الأوسط»: «رؤية 2030» صنعت بيئة صالحة لاحتضان الخبرات العالمية

جانب من العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«بالارد بارتنرز» الأميركية تعتزم افتتاح أول مكتب لها في السعودية

جانب من العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

أعلنت شركة «بالارد بارتنرز» الأميركية، عن اعتزامها لافتتاح أول مكتب لها في الرياض، في خطوة تأتي نتاجاً لموافقة مجلس الوزراء السعودي على السماح بمزاولة مهنة المحاماة للأجانب.

وقال برايان بالارد، مؤسس ورئيس شركة «بالارد بارتنرز» في حديث مباشر لـ«الشرق الأوسط» قُبيل مغادرته الرياض: «أمضينا يومين رائعين من الاجتماعات، مع نحو 12 وزارة في جميع أنحاء الحكومة؛ للتعرف أكثر على بيئة الأعمال في السعودية».

وأضاف بالارد: «حظيت بترحيب حكومي كبير، ولمست الرغبة في التفاعل مع شركتنا ومع الشركات الأميركية عموماً. لذلك؛ نحن متحمسون لإمكانية فتح مكتب هنا، وننظر بجدية إلى ذلك كخيار في وقت لاحق من العام، حيث وجدت في رئيس (شركة التميز السعودية القابضة) ورئيسها عبد الله المليحي، شريكاً موثوقاً ننفذ من خلاله إلى بيئة الأعمال السعودية».

الرؤية السعودية

وأعرب بالارد، وهو مؤسس ورئيس شركة العلاقات الحكومية (أحد كبار جامعي التبرعات لحملة الرئيس السابق دونالد ترمب)، عن اندهاشه من نتائج البرامج التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس الوزراء السعودي، من خلال «رؤية 2030»، على أرض الواقع، مؤكداً أنها انعكست إيجاباً على بيئة الأعمال وأنعشتها، وجذبت الحواضن العالمية لمختلف الأعمال.

وأضاف بالارد: «الإصلاحات التي قام بها ولي العهد لا تصدق. لا أحد يستطيع أن ينكر ما رأيته بعيني، وما أراه في عيون الآخرين، وابتسامات الأشخاص الذين تعاملنا معهم خلال اليومين الماضيين. أعني أنه أمر لا يصدق، علماً أن هذه أول زيارة لي للمملكة».

برايان بالارد مؤسس ورئيس «بالارد بارتنرز» الأميركية (تصوير: عبد الرحمن السالم)

وتابع بالارد: «أرى النساء يشاركن في كل اجتماع عقدناه. شاركت النساء بشكل كامل في الاجتماعات. الكثير من الاجتماعات كانت بقيادة النساء. إذن، تلك الإصلاحات، حقيقة أنه يمكنك المشي وهناك موسيقى وحيوية ومقاهٍ، إنها جميلة ورائعة. لذلك؛ أعتقد، وآمل أن يلقي الناس نظرة جديدة ليتعرفوا على ما لم يسبق لهم رؤيته، وآمل أن يأتوا إلى هنا؛ لأن الأمر يستحق المشاهدة».

وزاد مؤسس ورئيس شركة «بالارد بارتنرز» في حديثه: «المملكة مكان جميل. أنا أوصي الناس أن يأتوا وينظروا إليه. لم أرها كسائح بعد. لقد رأيت ذلك كرجل أعمال. أتوقع أن أعود كسائح، وأنا معجب بشكل لا يصدق بالاحترافية وكرم الضيافة والكرم الذي تعامل به كل من التقيناهم خلال اليومين الماضيين في اجتماعاتنا؛ لذلك نحن ممتنون للغاية».

وأضاف: «كثر الحديث عن بعض الصفقات التجارية الأميركية، لكن أرى أن الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها تقييم الانفتاح الذي قامت به المملكة، في الحضور ورؤية الإصلاحات في كل مناحي الحياة، والتي من شأنها جذب حواضن الخبرات العالمية».

فرص واعدة

وتطرق إلى الاجتماعات التي عقدها، وقال: «استهدفت الاجتماعات معرفة المزيد وإيجاد طرق يمكننا من خلالها خدمة العملاء الذين يرحبون بنا هنا. لكن الناس كانوا كذلك، وأنا أتطلع إلى العودة إلى الرياض لافتتح أول مكتب لنا في المملكة».

وأضاف بالارد: «كان الغرض من زيارتي للرياض، استكشاف إمكانية العثور على أعمال للقيام بها في السعودية، وكذلك ربما مساعدة الناس في الولايات المتحدة. وكانت رحلة استكشافية رائعة».

وتابع: «رحبت الجهات الحكومية المختلفة بنا للغاية، وتأثرت كثيراً بانفتاح الوزارات التي التقيناها والفرص المقدمة ليس لشركتنا فحسب، بل أيضاً للعملاء الذين نمثلهم. ولذلك؛ أنا متحمس لهذه الفرصة، فالاجتماعات كانت متفائلة بشكل لا يصدق بالنسبة لي. أتطلع إلى المزيد من المناقشات، وآمل أن نتمكن من طرح شيء ما على الطاولة قريباً».

وقال: «أكثر من ذلك، كنت سعيداً حقاً برؤية الانفتاح والأشخاص الذين التقيناهم في المطاعم والمقاهي، وفي ردهات المباني المختلفة التي كنا فيها. يبدو أنه مكان نابض بالحياة، حيث يبدو الناس متحمسين، سعيد بالإصلاحات التي يتم إجراؤها. ويمكنني أن أخبرك أنه شيء لم أتوقعه. لقد كنت متفاجئاً ومذهولاً».

استقطاب الخبرات العالمية

وشدد بالارد، على أهمية الدعوة السعودية إلى الانفتاح على استقطاب الأعمال والخبرات الأجنبية، مبيناً أن الإصلاحات التي انتظمت سائر دواليب العمل في المملكة، ذات مغزى كبير وشفافة جداً لدرجة أن أي شركة يمكنها أن تأتي وتجد بيئة صالحة لاحتضان أعمالها.

ولفت إلى أن أمام الشركات الأميركية الكبرى وشركات المحاسبة والخدمات المهنية العالمية القادمة إلى السعودية مستقبل أعمال مزدهراً، سيستمر في التحسن، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة، المزيد من الاستثمارات الأميركية على المديين القريب والبعيد.


مقالات ذات صلة

الربيعة: السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإعادة الأمل للسودانيين

الخليج الربيعة يلقي كلمة السعودية في اجتماع بشأن الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان (واس)

الربيعة: السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإعادة الأمل للسودانيين

أكد الدكتور عبد الله الربيعة المشرف على «مركز الملك سلمان للإغاثة» أن السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإيجاد سبل لإعادة الأمل إلى شعب السودان منذ بداية أزمة بلادهم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج وزراء خارجية الخليج وأميركا خلال الاجتماع الوزاري المشترك في نيويورك (واس)

دعم خليجي - أميركي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة

أعرب وزراء خارجية الخليج وأميركا عن دعمهم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل على حدود 1967.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق جوائز بقيمة 3 ملايين ريال سعودي تنتظر الفائزين في مسابقة «المسرح المدرسي» (موقع هيئة المسرح والفنون الأدائية)

انطلاق مسابقة «المسرح المدرسي» بالسعودية... وترقب النتائج في نوفمبر

انطلقت مسابقة «مبادرة المسرح المدرسي» التي تشارك فيها ألف مسرحية قصيرة من إعداد الطلاب والطالبات من جميع المدارس التابعة لإدارات التعليم على مستوى السعودية بعد…

أسماء الغابري (جدة)
العالم العربي جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع أمين عام الأمم المتحدة في نيويورك (واس)

«الوزارية العربية الإسلامية» تبحث مع غوتيريش تفعيل الاعتراف بدولة فلسطين

بحثت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن تطورات غزة مع أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، دعم الجهود الرامية إلى تفعيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق ‎⁨تطمح عائشة لتقديم أدوار أكشن مليئة بالتحديات وكذلك أدوار ذات أبعاد نفسية متعددة (الشرق الأوسط)

عائشة كاي: حِراك السينما السعودية أعادني من كندا

قبل أكثر من عقد من الزمن وتحديداً في عام 2013، سافرت الممثلة السعودية عائشة كاي إلى كندا، واستقرت في مدينة فانكوفر.

إيمان الخطاف (الدمام)

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار: نمو معتدل لمنطقة جنوب وشرق المتوسط 2.1 %

تصاعد الدخان فوق جنوب لبنان عقب ضربة إسرائيلية في مدينة صور (رويترز)
تصاعد الدخان فوق جنوب لبنان عقب ضربة إسرائيلية في مدينة صور (رويترز)
TT

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار: نمو معتدل لمنطقة جنوب وشرق المتوسط 2.1 %

تصاعد الدخان فوق جنوب لبنان عقب ضربة إسرائيلية في مدينة صور (رويترز)
تصاعد الدخان فوق جنوب لبنان عقب ضربة إسرائيلية في مدينة صور (رويترز)

أظهر تقرير الآفاق الاقتصادية الإقليمية، الذي نشره البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أن معدل النمو في منطقة جنوب وشرق المتوسط للنصف الأول من عام 2024 لن يتجاوز 2.1 في المائة. ويشير التقرير إلى أن هذه النسبة تمثل انخفاضاً عن معدل 2.7 في المائة المسجل في الفترة نفسها من العام الماضي. ومع ذلك، يتوقع أن يرتفع النمو إلى 8 في المائة على مدار عام 2024 ككل، و3.9 في المائة في عام 2025.

وتأتي هذه التوقعات المخفضة نتيجة لتباطؤ غير متوقع في تعافي الاستثمارات العامة والخاصة، بالإضافة إلى الاضطرابات في قطاع الطاقة في مصر، والجفاف الشديد في المغرب وتونس، وتأثير الحرب في غزة على اقتصادات الأردن ولبنان.

نمو الاقتصاد المصري 2.7 %

تتوقع التقديرات أن يبلغ معدل النمو في مصر 2.7 في المائة للسنة المالية المنتهية في يونيو (حزيران) 2024، مع توقعات بارتفاعه إلى 4 في المائة في السنة المالية 2024 - 2025، مع تحسن الاقتصاد مقارنة مع فترة الأزمة. وعلى أساس السنة التقويمية، يُتوقع أن يصل النمو إلى 3.2 في المائة في 2024 و4.5 في المائة في 2025.

ورغم ارتفاع معدلات التضخم، التي وصلت إلى 25.7 في المائة في يوليو (تموز) 2024 بعد أن كانت 38 في المائة في سبتمبر (أيلول) 2023، فإن انتعاش قطاعات مثل تجارة التجزئة والزراعة والاتصالات قد عوَّض عن الانكماشات في قطاع الغاز والتصنيع غير النفطي. كما شهدت الحسابات الخارجية انتعاشاً ملحوظاً عقب خفض قيمة الجنيه المصري؛ مما ساهم في زيادة احتياطيات النقد الأجنبي إلى أعلى مستوى لها خلال خمس سنوات.

ومن المتوقع أن يظل التضخم مرتفعاً، لكنه يتجه نحو الانخفاض، بعد أن انخفض إلى 25.7 في المائة في يوليو 2024 من ذروة بلغت 38 في المائة في سبتمبر 2023.

وقد عوّض اتساع تجارة التجزئة والجملة والزراعة والاتصالات والعقارات عن الانكماشات في قطاع الغاز والتصنيع غير النفطي. وسجَّلت الحسابات الخارجية انتعاشاً منذ خفض قيمة الجنيه المصري في مارس (آذار) 2024، مدعومة بزيادة التدفقات المالية من الشركاء والمستثمرين الدوليين. وبالتوازي، ارتفعت احتياطيات النقد الأجنبي إلى أعلى مستوى لها في خمس سنوات.

ومع ذلك، تظل المخاطر قائمة بسبب الاضطرابات المستمرة في قطاعي الطاقة والكهرباء، وتأخير تنفيذ الإصلاحات الهيكلية المدعومة من صندوق النقد الدولي.

تباطؤ النمو الأردني إلى 2.2 %

يتأثر الاقتصاد الأردني بشكل كبير من تداعيات الحرب في غزة؛ مما يُتوقع أن يؤدي إلى تباطؤ النمو ليصل إلى 2.2 في المائة في 2024. وتعزى هذه الزيادة المتواضعة إلى ضعف السياحة وانخفاض الاستثمارات، إلى جانب امتناع المستهلكين عن الإنفاق في ظل حالة عدم اليقين. ومن المتوقع أن يسجل الاقتصاد الأردني نمواً طفيفاً لا يتجاوز 2.6 في المائة في عام 2025، شريطة تحسن الظروف الجيوسياسية ومواصلة التقدم في تنفيذ الإصلاحات.

وظل التضخم في الأردن معتدلاً على الرغم من ارتفاعه الطفيف خلال العام إلى 1.9 في المائة في يوليو 2024. وظل معدل البطالة مرتفعاً عند 21.4 في المائة في الربع الثاني من عام 2024، وكان أعلى بكثير بين النساء (34.7 في المائة) والشباب (43.7 في المائة). وأبقى المصرف المركزي الأردني على سعر الفائدة الرئيسي مستقراً بين يوليو 2023 وأغسطس (آب) 2024، محاكياً قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، ضمن جهوده للحفاظ على ربط العملة الأردنية بالدولار الأميركي.

انكماش الناتج المحلي الإجمالي اللبناني

تشير التوقعات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي في لبنان سينكمش بنسبة 1 في المائة في عام 2024، وسط تدهور الاستقرار، وغياب التحرك السياسي، وتوقف الإصلاحات. ولكن النمو قد يعود إلى معدل 2 في المائة في عام 2025 في حال تم احتواء الحرب وحدث تقدم في الإصلاحات وحصلت البلاد على دعم من برنامج صندوق النقد الدولي.

وانخفضت تقلبات أسعار الصرف بعد أن اتخذ مصرف لبنان المركزي إجراءات عدة لتوحيد أسعار الصرف المتعددة، بمساعدة إقرار قانون الموازنة لعام 2024 الذي يربط سعر الصرف بالسعر السائد في السوق.

ونتيجة لذلك؛ انخفض التضخم بشكل حاد إلى 35.4 في المائة في يوليو 2024 (بلغ التضخم ذروته عند 352 في المائة في مارس 2023).

نمو الاقتصاد المغربي 2.9 %

من المتوقع أن يصل نمو المغرب إلى 2.9 في المائة في عام 2024، ويرتفع إلى 3.6 في المائة في عام 2025. وفي حين من المتوقع أن تؤثر الظروف الجوية المعاكسة على النشاط الاقتصادي هذا العام، فمن المرجح أن يؤدي التعافي في قطاع التصنيع والسياحة، بدعم من انتعاش الصادرات والطلب المحلي، إلى تحسين الوضع. وواصل التضخم الانخفاض ليصل إلى 1.3 في المائة في يوليو 2024؛ وذلك بفضل انخفاض أسعار المواد الغذائية والطاقة.

وتواصل الحكومة مسارها نحو ضبط الأوضاع المالية، الذي أدى إلى تقليص العجز إلى 4.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي واستقرار الدين العام عند نحو 70 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، وذلك بفضل ارتفاع الإيرادات الضريبية وانخفاض الدعم الحكومي، على الرغم من ارتفاع تكاليف خدمة الدين الخارجي. وانخفض عجز الحساب الجاري بفضل انخفاض الواردات، ونمو السياحة، وتحويلات العاملين في الخارج، وصادرات السيارات والكهرباء.

وتكمن المخاطر السلبية في اعتماد المغرب الكبير على واردات الطاقة والإنتاج الزراعي الموسمي؛ مما يجعل الاقتصاد عرضة للصدمات المناخية والخارجية.

نمو الاقتصاد التونسي 1.2 %

من المتوقع أن يظل النمو في تونس متواضعاً عند 1.2 في المائة في عام 2024، ثم يرتفع إلى 1.8 في المائة في عام 2025، بدعم من انخفاض التضخم، وتضييق العجز في الحساب الجاري، واستمرار جهود الإصلاح. ويتم تعويض الانكماش في قطاع الزراعة والتعدين من خلال التوسع في السياحة والخدمات المالية وبعض القطاعات الصناعية. وتشمل المخاطر السلبية الكبيرة الحيز المالي المحدود، والديون الخارجية الكبيرة، وضعف الاقتصاد في مواجهة الصدمات الخارجية والمناخية.

وجاء النمو مدعوماً بانتعاش صادرات زيت الزيتون والسلع الميكانيكية والكهربائية، وزيادة الطلب المحلي وسط انخفاض التضخم، الذي انخفض إلى أدنى مستوى له في 30 شهراً عند 7.0 في المائة في يوليو 2024.

وفي مارس 2024، رفعت وكالة «موديز» توقعاتها لتونس من سلبية إلى مستقرة وسط توقعات باستمرار التمويل الخارجي من شركاء تونس الثنائيين والمتعددي الأطراف، على الرغم من التقدم البطيء في تنفيذ البرنامج الذي يدعمه صندوق النقد الدولي.