شركات محلية وعالمية تتنافس للاستثمار في الثروات التعدينية بالسعودية

فوز 13 منشأة بإجمالي إنفاق تجاوز 185 مليون دولار

استخراج الموارد من أحد مواقع التعدين بالسعودية (الشرق الأوسط)
استخراج الموارد من أحد مواقع التعدين بالسعودية (الشرق الأوسط)
TT

شركات محلية وعالمية تتنافس للاستثمار في الثروات التعدينية بالسعودية

استخراج الموارد من أحد مواقع التعدين بالسعودية (الشرق الأوسط)
استخراج الموارد من أحد مواقع التعدين بالسعودية (الشرق الأوسط)

تمكنت الثروات التعدينية التي تمتلكها الأراضي السعودية من جذب نحو 13 شركة محلية وعالمية للاستثمار في عدد من الموارد، وذلك بعد إطلاق وزارة الصناعة والثروة المعدنية عدداً من الجولات للمنافسات التعدينية، للحصول على رخص الكشف في 13 موقعاً تعدينياً بالمملكة تحتوي على عددٍ من الموارد منها: الذهب، والفضة، والزنك، والنحاس، بإجمالي قيمة إنفاق تجاوز 700.5 مليون ريال (186.7 مليون دولار).

وكانت السعودية أصدرت نظام الاستثمار التعديني الجديد، في يناير (كانون الثاني) عام 2021، بهدف تحفيز الاستثمار في هذا القطاع وتطويره وزيادة إنتاج المملكة من المعادن.

وأعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية في سبتمبر (أيلول) 2022 فوز تحالف «موشيكو ريسورسس»، وشركة «عجلان وإخوانه للتعدين» برخصة كشف موقع «الخنيقية» التعديني - من أكبر المواقع الاستكشافية في المملكة بمساحة تزيد على 350 كيلومتراً مربعاً - بعد تقديم عرض بمبلغ 255 مليون ريال (68 مليون دولار)، وذلك بعدما أعلنت الوزارة عن أول منافسة إلكترونية علنية على رخصة تعدينية في المملكة بعد إطلاق نظام الاستثمار التعديني.

كما أعلنت في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، فوز تحالف شركة التعدين العربية السعودية «معادن»، وشركة «باريك غولد تي 7» المحدودة «باريك» للحصول على رخصة كشف موقع «أم الدمار التعديني»، التي تعد ثاني منافسة تطرحها الوزارة ضمن خططها لطرح عدد من رخص الكشف عن طريق المنافسة تحت مظلة مبادرة الاستكشاف المسرع، مشيرة إلى التحالف بصرف ما يزيد على 47 مليون ريال (12.5 مليون دولار).

وكشفت وزارة الصناعة والثروة المعدنية، في سبتمبر 2023 عن فوز شركة التعدين العربية السعودية «معادن» برخصتي الكشف لموقعي «محدد» و«الردينية» التعدينيين، مبيّنة أن الشركة ستلتزم - وفق العروض المقدمة لكلا الموقعين - بإنفاق مبلغ 15 مليون ريال على المبادرات المجتمعية لأبناء المنطقة المجاورة، بواقع 7.5 مليون ريال لكل موقع.

وأفصحت في يناير 2024 عن فوز تحالف «شركة عجلان وإخوانه»، وشركة «نورينكو»، برخصة كشف موقع «بئر عمق»، وفوز تحالف شركة «رويال رودز»، وشركة «ميم سين باء القابضة» برخصة كشف موقع «جبل الصهابية»، وفوز تحالف شركة «سمو»، و«كويا سيلفر» برخصة كشف موقع «أم حديد»، في الجولة الرابعة من منافسات رخص الكشف عن المعادن.

وبينت أنه سيتم التزام التحالف الفائز في هذا الموقع بإنفاق 110.5 مليون ريال (29.4 مليون دولار) على أعمال الاستكشاف، بالإضافة إلى إنفاق 15 مليون ريال (4 ملايين دولار) على المبادرات المجتمعية لأهالي المنطقة المجاورة للموقع، والإسهام في تدريب وتوظيف أبناء وبنات المجتمعات المحلية المجاورة.

أما موقع «جبل الصهابية» التعديني الذي فاز به تحالف شركة «رويال رودز»، وشركة «ميم سين باء القابضة»، فسيتم الالتزام من قبلهما بإنفاق أكثر من 20.5 مليون ريال (5.4 مليون دولار) على أعمال الاستكشاف في هذا الموقع، و450 ألف ريال (120 ألف دولار) على المبادرات المجتمعية لأهالي المنطقة المجاورة للموقع، والإسهام في تدريب وتوظيف أبناء وبنات المجتمعات المحلية المجاورة.

وسيلتزم تحالف شركة «سمو» و«كويا سيلفر» بإنفاق 83 مليون ريال (22.1 مليون دولار) على أعمال الاستكشاف، وأكثر من 3 ملايين ريال (800 ألف دولار) على المبادرات المجتمعية لأهالي المنطقة المجاورة للموقع، والإسهام في تدريب وتوظيف أبناء وبنات المجتمعات المحلية المجاورة.

وصرحت وزارة الصناعة والثروة المعدنية، الأربعاء، عن الفائزين في الجولة الخامسة للمنافسات التعدينية، التي تعد الأضخم في البلاد، للحصول على رخص الكشف في 6 مواقع تعدينية، وذلك بفوز شركة «ديسكفري العربية» للتعدين برخصة كشف موقع «الحلاحلة»، وشركة «المصانع الكبرى للتعدين» (أماك) برخصتي كشف لموقعي «جبل قرن»، و«الهجرة»، وفوز تحالف شركة مجموعة «إقليد»، وشركة «أندوتان» للتعدين برخصة كشف موقع «مكمن حجاب»، وفوز شركة «التعدين العربية السعودية» (معادن) برخصة كشف موقع «النماص»، وشركة «رويال رودز العربية» برخصة كشف موقع «المياه».

وبيّن المتحدث الرسمي للوزارة جراح الجراح أن حجم الإنفاق على الاستكشاف المقدم من الشركات الفائزة في منافسات الجولة الخامسة تجاوز 136 مليون ريال (36.2 مليون دولار)، إضافة إلى 15 مليون ريال (4 ملايين دولار)، التزمت الشركات بصرفها على تنمية المجتمعات المجاورة للمواقع التعدينية، والإسهام في إيجاد فرص وظيفية لأبناء الوطن في المناطق الأقل نمواً.


مقالات ذات صلة

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

الاقتصاد جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، إنه يتوقع مخرجات مهمة من مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر الذي ينعقد في السعودية.

لمياء نبيل (القاهرة)
الاقتصاد عامل في مصنع «رافو» الذي يزوِّد وزارة الدفاع الفرنسية وشركات الطيران المدني الكبرى بالمعدات (رويترز)

فرنسا تقترح يوم عمل مجانياً سنوياً لتمويل الموازنة المثقلة بالديون

تواجه موازنة فرنسا الوطنية أزمة خانقة دفعت المشرعين إلى اقتراح قانون يُلزم الفرنسيين العمل 7 ساعات إضافية كل عام دون أجر، وهي ما تعادل يوم عمل كاملاً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد جانب من توقيع الاتفاقية في تونس (الصندوق)

تمويل كويتي بـ32 مليون دولار لتطوير الخطوط الحديدية لنقل الفوسفات في تونس

وقَّع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، الخميس، اتفاقية قرض مع حكومة الجمهورية التونسية بمبلغ 10 ملايين دينار كويتي (32 مليون دولار).

«الشرق الأوسط» (تونس)
الاقتصاد البنك المركزي التركي

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير، للشهر الثامن، مدفوعاً بعدم ظهور مؤشرات على تراجع قوي في الاتجاه الأساسي للتضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد أشخاص يعبرون الطريق في شينجوكو، طوكيو (رويترز)

اليابان تخطط لإنفاق 90 مليار دولار في حزمة تحفيزية جديدة

تفكر اليابان في إنفاق 13.9 تريليون ين (89.7 مليار دولار) من حسابها العام لتمويل حزمة تحفيزية جديدة تهدف إلى التخفيف من تأثير ارتفاع الأسعار على الأسر.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
TT

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن المنظمة ستُشارك بقوة خلال فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 16» لمواجهة التصحر، الذي ينعقد في السعودية مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع خروج المؤتمر -وهو الأول من نوعه الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط- بمخرجات مهمة.

تعليقات الواعر جاءت على هامش لقاء «مائدة مستديرة»، أعده المكتب الإقليمي لـ«فاو» في مقره بالعاصمة المصرية، القاهرة، بحضور ممثلين محدودين لوسائل إعلام مختارة، وذلك لشرح شكل مشاركة المنظمة في المؤتمر المقبل، وتأكيد أهمية ما يُعرف باسم «ثالوث ريو» (Rio trio)، وهي الاتفاقية التي تربط مؤتمرات الأطراف الثلاثة لحماية الأرض التابعة للأمم المتحدة في مجالات تغيُّر المناخ، وحماية التنوع البيئي، ومكافحة التصحر.

وقالت فداء حداد، مسؤول برامج إعادة تأهيل الأراضي والتغيُّر المناخي في منظمة الفاو، إن اتفاقيات الأطراف الثلاثة غاية في الأهمية والتكامل، وإن المؤتمر المقبل في السعودية سيركز على الأراضي والمياه، وإعادة تأهيلهما والإدارة المستدامة لهما.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وأشارت فداء حداد إلى أن نحو 90 بالمائة من منطقة الشرق الأوسط تعاني الجفاف، إلا أنه على الرغم من ذلك، تمكَّنت المجتمعات المحلية والحكومات العربية في كثير منها في اتخاذ إجراءات لمواجهة الجفاف والتصحر.

وكشفت فداء حداد أن «فاو» نجحت للمرة الأولى في وضع موضوع النظم الغذائية على أجندة اجتماعات مؤتمر الأطراف لمواجهة التصحر، الذي يعقد في السعودية، لتتم مناقشة أهمية إعادة تأهيل الأراضي في تحسين السلاسل الغذائية وأنظمتها.

من جانبه، أوضح الواعر أن «فاو» لديها دور كبير في تحقيق الهدف الثاني الأممي من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع، ومن ثم فهي تشارك بقوة وفاعلية في مؤتمرات الأطراف لمواجهة تغيُّر المناخ والتصحر وحماية التنوع، التي تخدم ذات الهدف.

وأكد الواعر أن المنظمة تحاول إبراز دور الغذاء والزراعة وتحول النظم، بحيث تكون أكثر شمولاً وكفاءة واستدامة، من أجل تحقيق إنتاج وتغذية أفضل لحياة أفضل، مشيراً إلى نجاح المنظمة في إدخال هذه الرؤية إلى أجندة الاتفاقيات الثلاث التي تهدف لحماية الأرض، والإسهام مع عدد من الدول المستضيفة في بعض المبادرات.

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

وأضاف المسؤول الأممي أن هناك تواصلاً كبيراً مع السعودية لدعم بعض المبادرات خلال استضافتها «كوب 16»، خصوصاً أن هذه الاستضافة تعد مهمة جدّاً من أجل دول المنطقة، كونها الأكثر معاناة فيما يتعلق بندرة المياه والجفاف والتصحر، إلى جانب مشكلات الغذاء والزراعة وغيرهما... ولذا فإن أمام هذه الدول فرصة لعرض الأزمة وأبعادها والبحث عن حلول لها، وإدراجها على لوائح المناقشات، ليس في الدورة الحالية فقط؛ ولكن بشكل دائم في مؤتمرات «كوب» التالية.

وأكد المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، أن العالم حالياً أكثر انتباهاً واهتماماً بمشكلة التصحر، لكونها بدأت في غزو مناطق لم يسبق لها أن شهدتها في تاريخها أو تصورت أن تشهدها، على غرار جنوب أوروبا أو مناطق في أميركا اللاتينية مثلاً، وهذه الدول والمناطق بدأت تلاحظ زحف التصحر وانحسار الأراضي الزراعية أو الغابات بشكل مقلق، ومن ثم بدأت النظر إلى المنطقة العربية تحديداً لتعلُّم الدروس في كيفية النجاة من هذه الأزمة عبر قرون طويلة.

وأفاد الواعر بأن «فاو» ستشارك في «كوب 16» بجناحين، أحدهما في المنطقة الزرقاء والآخر في المنطقة الخضراء، وذلك حتى يتسنى للمنظمة التواصل مع الحكومات، وكذلك الأفراد من المجتمع المدني ورواد المؤتمر.

كما أوضح أن «فاو»، بالاتفاق مع السعودية والأمم المتحدة، ستقوم بقيادة التنسيق في يومي «الغذاء» و«الحوكمة» يومي 5 و6 ديسمبر، إضافة إلى مشاركتها القوية في كل الأيام المتخصصة الباقية خلال فعاليات «كوب 16» لمكافحة التصحر.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وحول أبرز الموضوعات والمحاور التي جرى إدراجها للنقاش في أروقة «كوب 16» بالرياض، أوضح الواعر أن من بينها «الاستصلاح والإدارة المستدامة للأراضي» في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتي تعد مسألة مهمة وأساسية في محاولة استرجاع وإعادة تأهيل الأراضي المضارة نتيجة التصحر، خصوصاً من خلال المبادرات المتعلقة بزيادة رقعة الغابات والمناطق الشجرية، على غرار المبادرات السعودية الخضراء التي تشمل خطة طموحاً لمحاولة زراعة 50 مليار شجرة بالمنطقة العربية.