توقعات بارتفاع أرباح الشركات السعودية في قطاعات البنوك والاتصالات والرعاية الصحية

عوامل إيجابية أبرزها خفض المصاريف التشغيلية والبنية الرقمية

متداولون في إحدى قاعات البورصة السعودية (واس)
متداولون في إحدى قاعات البورصة السعودية (واس)
TT

توقعات بارتفاع أرباح الشركات السعودية في قطاعات البنوك والاتصالات والرعاية الصحية

متداولون في إحدى قاعات البورصة السعودية (واس)
متداولون في إحدى قاعات البورصة السعودية (واس)

أرجع محللون اقتصاديون توقعات عدد من بيوت الخبرة حول ارتفاع أرباح الشركات المدرجة بالسوق المالية السعودية في القطاعات المصرفية والاتصالات والرعاية الصحية خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى عدة عوامل، يأتي في مقدمتها خفض المصاريف التشغيلية والاعتماد على البنية الرقمية والتوسع في المشاريع والتطور في تقديم الخدمات.

ووصل بعض التوقعات لزيادة الأرباح في قطاع الرعاية الصحية لنسب عالية جداً لما يقارب 50 في المائة مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي 2022، فيما تراوح باقي نسب الارتفاع بين 20 و30 في المائة، أما قطاع الاتصالات فكان متوسط توقعات الارتفاع بين 30 و40 في المائة، فيما تراوح أغلب نتائج البنوك في تسجيل ارتفاعات حول 10 إلى 20 في المائة.

ويرى المحلل الاقتصادي عبد الله الجبلي، في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أن أسباب ارتفاع ربحية البنوك المصرفية تعود إلى خفضها المصاريف التشغيلية وإغلاق بعض الفروع، واعتمادها بشكل أكبر على البنية الرقمية، مما دفع الهامش الربحي إلى الارتفاع رغم انخفاض محفظة الإقراض العقارية لديها، والتي تمثل أكبر حصة من المحفظة الإقراضية الإجمالية للمصارف، فيما أرجع ارتفاع أرباح قطاع الرعاية الصحية إلى الإنفاق الرأسمالي الكبير على مشاريع التوسع في مستشفيات القطاع خلال السنوات القليلة الماضية وزيادة الطلب على خدمات الرعاية الصحية، مما أسهم في تحسن أداء شركات القطاع الصحي بدرجة كبيرة، بالإضافة إلى ارتفاع أعداد الموظفين في القطاع الخاص وانخفاض أرقام البطالة، مما أسهم في تحسن محفظة التأمين الصحي التي تعتمد عليها شركات القطاع الصحي في تحسين نتائجها المالية وتحقيق الربحية.

وعدّ الجبلي التوسع الاستثماري العرضي لدى الشركات العاملة في قطاع الاتصالات وإنفاقها بشكل أكبر على إدراج شركات جديدة، والتوسع في الخدمات والدفع الرقمي وتأجير الأبراج والاستثمار في البنية التحتية وتوفير سيولة كبيرة لاستخدامها في تحقيق أرباح غير تشغيلية... من أبرز الأسباب التي أسهمت في ارتفاع الأرباح المتوقعة لشركات الاتصالات في الربع الثالث من 2023 مقارنةً بالربع المماثل من 2022.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة «فيلا» المالية حمد العليان، في حديثه إلى «الشرق الأوسط» إن القطاع المصرفي هو أكثر قطاعات السوق وضوحاً في تسجيل الربحية في نتائج الربع الثالث، مبيناً أن نتائج النشرة الشهرية الصادرة من البنك المركزي السعودي أشارت إلى تحقيق البنوك أرباحاً وصلت إلى 13 مليار ريال (3.47 مليار دولار) في شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) الماضيين، متوقعاً أن تسجل ما بين 5.5 و6 مليارات ريال (1.47 إلى 1.6 مليار دولار) في شهر سبتمبر (أيلول) لتصل ربحيتها في الربع الثالث لنحو 18 مليار ريال (4.8 مليار دولار).

وأكد العليان أن القطاع المصرفي يسير بطريقة جيدة وممتازة وما زال يحقق ربحية ونمواً، رغم ما يشهده أغلب الشركات في السوق من ضغوط وانخفاض في الأرباح، مضيفاً أن النتائج الجيدة للقطاع المصرفي لا تقتصر على السوق السعودية، بل تمت ملاحظتها في أسواق أميركا وأوروبا وبدأت تحقق نتائج جيدة وأرباحاً فوق مستوى التوقعات في تلك الأسواق، ومن المتوقع أن يستمر القطاع المصرفي كقائد للسوق حتى في كل حالات التشاؤم وعدم الوضوح أو الضبابية.

وزاد العليان بأن النتائج الإيجابية المتوقعة لقطاع الاتصالات، تقف خلفها نتائج شركات القطاع وما يمتلكه بعض الشركات من حصة كبيرة في السوق، وفرصة جيدة في التمركز في مجال الاتصالات والتكنولوجيا، مضيفاً أن بعض شركات القطاع عانت خلال الربعين الماضين الديون الكبيرة التي حدّت من تحقيقها النمو وتسجيل الأرباح خلال الفترة الماضية.

ويتوقع العليان أن تحقق الشركات المرتبطة بحركة الاقتصاد السعودي أثراً جيداً وربحية عالية خلال السنوات السبع القادمة، لافتاً إلى أن الشركات العاملة في قطاعات الرعاية الصحية والتجزئة والتمويل والإسمنت والتشييد والبناء، سوف تستفيد بشكل مباشر أو غير مباشر من الطلب الكبير على خدماتها في ظل البرامج الحكومية المرتبطة برؤية السعودية والمشاريع العملاقة والضخمة التي يجري تنفيذها، خصوصاً إذا ما فازت الرياض باستضافة معرض «إكسبو 2030».

وأضاف أن شركة «أرامكو السعودية» تعد قائد المرحلة والسوق، ولها كل الامتياز فيما حصل خلال الفترة الماضية، حيث أحدثت نقلة كبيرة في السوق السعودية ورفعت أرباح السوق من خلال جلب المستثمرين، ودخول صناديق دولية كبيرة جداً، من المهتمة بالشركات القوية، والباحثة عن الاستثمار الواضح وتحقيق أفضل ربحية.

وحول النتائج المالية المتوقعة لقطاع البتروكيميائيات، أشار العليان إلى أنه يجب أخذ كل شركة على حدة حسب تعامل كل شركة مع ارتفاع أسعار المنتجات واستفادتها من انخفاض أسعار اللقيم وحجم الديون عليها، وما حدث في السوق من تغيرات بسبب الارتفاع المستمر لأسعار الفائدة، لافتاً إلى أن بعض شركات القطاع بدأت في تحقيق أرباح جيدة، فيما البعض الآخر يعاني ضغط الديون العالية على ربحيتها، مضيفاً أن القطاع عانى خلال الربعين الماضين انخفاضاً حاداً في الربحية، وربما يبدأ القطاع في التحسن خلال هذا الربع والربع المقبل واستمرار التحسن تدريجياً خلال العامين المقبلين.


مقالات ذات صلة

بورصة هونغ كونغ تعلن عن خطط لافتتاح مكتب في الرياض العام المقبل

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

بورصة هونغ كونغ تعلن عن خطط لافتتاح مكتب في الرياض العام المقبل

أعلنت مجموعة بورصة هونغ كونغ للمقاصة وتداول الأوراق المالية (HKEX)، الأربعاء، عن خططها لافتتاح مكتب جديد في الرياض بحلول عام 2025.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مقر بورصة مسقط (إكس)

أسهم «أوكيو» العمانية تهوي 9 % بعد أكبر طرح عام أولي في تاريخ السلطنة

هوت أسهم «أوكيو» للاستكشاف والإنتاج العمانية 9 في المائة، خلال أول أيام تداولها ببورصة مسقط، اليوم، بعد أن جمعت الشركة 2.03 مليار دولار في طرح عام أولي.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)

نمو اكتتابات السوق السعودية يعزز جاذبيتها والثقة المتزايدة باقتصاد المملكة

سجلت سوق الأسهم السعودية الرئيسية «تاسي» نمواً في متحصلات الاكتتابات الأولية بنسبة 8.6 في المائة خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024، وبزيادة قدرها 731 مليون ريال

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد علامة وول ستريت أمام بورصة نيويورك (رويترز)

عقود «وول ستريت» الآجلة ترتفع مدعومة بمكاسب قوية في التكنولوجيا

ارتفعت العقود الآجلة للأسهم في «وول ستريت»، الجمعة، مدعومة بمكاسب قوية في مؤشر «ناسداك 100» بفضل الأداء اللافت لأسهم التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد المقر الرئيسي لشركة «الخزف السعودي» في الرياض (الشركة)

تجميد شراكة «الخزف السعودي» و«إياب» التركية بسبب الظروف الراهنة

تلقت شركة «الخزف السعودي» خطاباً من شركة «إياب» التركية يفيد بعدم رغبة الأخيرة في الاستمرار بدراسة تأسيس كيان مشترك كان من المقرر إنشاؤه في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«سوق الأسهم السعودية» تُنهي أكتوبر عند 12022 نقطة

مستثمر يمرُّ أمام شاشة تعرض معلومات «سوق الأسهم السعودية (تداول)» في الرياض (رويترز)
مستثمر يمرُّ أمام شاشة تعرض معلومات «سوق الأسهم السعودية (تداول)» في الرياض (رويترز)
TT

«سوق الأسهم السعودية» تُنهي أكتوبر عند 12022 نقطة

مستثمر يمرُّ أمام شاشة تعرض معلومات «سوق الأسهم السعودية (تداول)» في الرياض (رويترز)
مستثمر يمرُّ أمام شاشة تعرض معلومات «سوق الأسهم السعودية (تداول)» في الرياض (رويترز)

أنهى «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية (تاسي)»، الخميس، آخر جلسات شهر أكتوبر (تشرين الأول)، عند 12022.11 نقطة، بارتفاع طفيف قدره 0.03 في المائة، بتداولات بلغت قيمتها 6.58 مليار ريال (1.75 مليار دولار).

وسجل سهم «المصافي» ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.13 في المائة، إلى 77.30 ريال، وكانت الشركة أعلنت تسجيلها خسائر بقيمة 14.4 مليون ريال (3.84 مليون دولار) في الربع الثالث من العام الحالي على أساس سنوي.

وارتفع سهم «المطاحن الرابعة» بنسبة 0.39 في المائة، إلى 5.13 ريال، بعد نمو صافي أرباح الشركة بنحو 22 في المائة، خلال الربع الثالث من العام الحالي، مقارنة مع الربع المماثل من العام السابق.

في المقابل، انخفض سهم «البحري» بنسبة واحد في المائة، إلى 29 ريالاً، رغم ارتفاع صافي الأرباح في الربع الثالث إلى 509 ملايين ريال (138 مليون دولار)، مقارنة مع 224 مليون ريال (60 مليون دولار)، على أساس سنوي.

وتراجع سهما «أرامكو السعودية» و«مصرف الراجحي»، بنسبتَي 0.18 و0.34 في المائة إلى 27 و88 ريالاً على التوالي.

بينما سجل سهم «التعاونية» تراجعاً بنسبة اثنين في المائة، إلى 140.40 ريال، بعد تراجع صافي الأرباح بنسبة 4 في المائة على أساس سنوي بنهاية الربع الثالث.