ثبات معدل انكماش القطاع الخاص غير النفطي بمصر في أغسطس

ارتفاع ثقة الشركات تجاه العام المقبل

متداولون في القاعة الرئيسية للبورصة المصرية وسط العاصمة القاهرة (رويترز)
متداولون في القاعة الرئيسية للبورصة المصرية وسط العاصمة القاهرة (رويترز)
TT

ثبات معدل انكماش القطاع الخاص غير النفطي بمصر في أغسطس

متداولون في القاعة الرئيسية للبورصة المصرية وسط العاصمة القاهرة (رويترز)
متداولون في القاعة الرئيسية للبورصة المصرية وسط العاصمة القاهرة (رويترز)

أظهر مؤشر مديري المشتريات، التابع لمجموعة «ستاندرد آند بورز غلوبال»، (الثلاثاء) أن معدل انكماش نشاط القطاع الخاص غير النفطي في مصر في أغسطس (آب) الماضي ظل دون تغيير، مقارنة بالشهر السابق عند أقل وتيرة في عامين، مع تراجع الإنتاج والطلبات الجديدة.

وقالت مجموعة «ستاندرد آند بورز غلوبال» في تقرير إن مؤشر مديري المشتريات في مصر المعدل في ضوء العوامل الموسمية استقر عند 49.2 نقطة في أغسطس دون تغير عن يوليو (تموز)، وهي أعلى قراءة للمؤشر منذ أغسطس 2021، وليظل قرب مستوى الخمسين نقطة، الفاصل بين النمو والانكماش.

وقال التقرير: «إن تضخم تكاليف مستلزمات الإنتاج تسارع لأعلى مستوياته في 5 أشهر، مما أدى إلى تسارع وتيرة ارتفاع أسعار البيع مقارنة معها في يوليو». وأضاف أن «الشركات المصرية غير المنتجة للنفط سجلت انخفاضات متواضعة نسبياً في النشاط والطلبات الجديدة في أغسطس»، وأشارت الشركات إلى أن زيادة تضخم التكاليف أدت إلى تقييد الإنتاج، حيث «أدى ضعف أسعار الصرف، ومشكلات توريد المواد الخام، وضغوط الأجور إلى أسرع زيادة في نفقات الأعمال في 5 أشهر».

غير أن التقرير أظهر ارتفاع ثقة الشركات تجاه العام المقبل في أغسطس لأعلى مستوياتها في 5 أشهر بفضل آمال في اتساع نطاق انتعاش السوق على مستوى القطاع غير النفطي، وهو ما أسهم في ارتفاع معدلات التوظيف للمرة الأولى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.

وقال ديفيد أوين، كبير الباحثين الاقتصاديين لدى «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»: «أشارت نتائج أغسطس أيضاً إلى ارتفاع التضخم، حيث أشارت بعض الشركات إلى أن الزيادة السريعة في تكاليف مستلزمات الإنتاج أدت إلى انخفاض النشاط الإجمالي».

وأضاف أن التعليقات الواردة من الشركات التي شملتها الدراسة تشير إلى أن سعر الصرف، وضغوط تكاليف المعيشة «في حاجة إلى معالجة كاملة قبل أن تتمكن البلاد من التخلص من الآثار الضارة للتضخم الذي يصل حالياً إلى مستوى قياسي».

كان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر قال الشهر الماضي، إن معدل التضخم السنوي في المدن بلغ 36.5 في المائة في يوليو الماضي. وتشهد مصر ارتفاعات في أسعار السلع الأساسية جراء تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية وعمليات خفض لسعر صرف العملة قلصت قيمتها بأكثر من 50 في المائة مقابل الدولار منذ مارس (آذار) الماضي.

وفي سياق منفصل، قالت وزارة التجارة والصناعة المصرية، في بيان (الثلاثاء)، إن شركة صناعة وسائل النقل (إم سي في) المصرية، وقّعت اتفاقية مع شركة «فولفو» السويدية لتصنيع الحافلات الكهربائية للتصدير إلى السوق الأوروبية.

وأضافت الوزارة أن نسبة المكون المحلي في الحافلات ستكون 50 في المائة. وبحسب البيان، يمتد تاريخ التعاون بين الشركتين إلى 20 عاماً مضت، إذ اشتركتا في تصنيع حافلات جرى توريدها للسوق الإنجليزية. ولم يفصح البيان عن قيمة الاستثمار أو الموعد المتوقع للإنتاج والتصدير.

ومن جهة أخرى، أعلنت الشركة الشرقية (إيسترن كومباني) المصرية (الثلاثاء) أن صافي أرباحها قفز 90 في المائة على أساس سنوي ليبلغ 7.7 مليار جنيه (نحو 250 مليون دولار) في السنة المالية المنتهية في يونيو (حزيران)، وهو أعلى صافي ربح للشركة على الإطلاق.

كانت الشركة قد سجلت أرباحاً صافية قدرها 4 مليارات جنيه في السنة المالية السابقة.

وقالت الشركة في إفصاح للبورصة المصرية إن صافي الإيرادات ازداد 5 في المائة على أساس سنوي إلى 18 مليار جنيه، بفضل ارتفاع قيمة مبيعات السجائر سواء المحلية أو ذات الإنتاج المشترك ومنتجات المعسل. وأضافت أن إجمالي مبيعاتها، شاملاً الضرائب، انخفض قليلاً إلى 66 مليار جنيه مقارنة مع 68.2 مليار في السنة المالية السابقة.

وقالت الشركة إن مجلس الإدارة وافق على مقترح بتوزيع أرباح نقدية قدرها 3.75 جنيه للسهم، وسيُعرض القرار على الجمعية العمومية العادية في اجتماعها المقبل.

وكان مجلس الوزراء المصري أعلن، يوم الأحد، استحواذ شركة «غلوبال للاستثمار القابضة» الإماراتية على 30 في المائة من أسهم الشركة الشرقية (إيسترن كومباني) مقابل 625 مليون دولار. وتحتفظ الشركة القابضة للصناعات الكيماوية بحصة 20.9 في المائة من رأس مال الشركة الشرقية.


مقالات ذات صلة

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تُنهي الأسبوع بتراجع إلى 11840 نقطة

أغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية «تاسي» آخِر جلسات الأسبوع متراجعاً بمقدار 27.40 نقطة، وبنسبة 0.23 في المائة، إلى 11840.52 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من توقيع الاتفاقية خلال «المعرض والمؤتمر السعودي للخطوط الحديدية»... (سار)

اتفاقية بين «الخطوط الحديدية السعودية» و«ألستوم» الفرنسية لرفع جاهزية «قطارات الشرق»

وقّعت «الخطوط الحديدية السعودية (سار)»، الخميس، عقداً مع شركة «ألستوم ترانسبورت إس إيه» الفرنسية، لرفع مستوى جاهزية أسطول قطارات «شبكة الشرق».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة، عقب اجتماع روسيا و«أوبك»، إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

وأضاف نوفاك بعد اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في موسكو، إن دول «أوبك بلس»، التي تضخ نحو نصف إنتاج النفط العالمي، تتخذ كل القرارات اللازمة للحفاظ على استقرار السوق.

وقال نوفاك: «بينما نناقش الوضع والتوقعات اليوم، يخلص تقييمنا إلى أن السوق في الوقت الحالي متوازنة. يرجع الفضل في ذلك في الأساس إلى تحركات دول (أوبك بلس)، والإجراءات المشتركة للامتثال للحصص والتعهدات الطوعية من دول في (أوبك بلس)».

ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المُصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، لعقد اجتماع في الأول من ديسمبر (كانون الأول).

وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط قليلا يوم الجمعة، لكنها اتجهت إلى تسجيل زيادة أسبوعية بنحو أربعة في المائة مع احتدام الحرب الأوكرانية، بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنها قد تتحول إلى صراع عالمي.

وبحلول الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.46 في المائة إلى 73.89 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.51 في المائة إلى 69.74 دولار للبرميل. وزاد الخامان اثنين في المائة يوم الخميس، وكان من المتوقع أن يسجلا مكاسب أسبوعية بنحو أربعة في المائة، وذلك في أفضل أداء من نوعه منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال بوتين يوم الخميس إن الحرب في أوكرانيا تتحول إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بأسلحة مقدمة من البلدين. وأضاف أن روسيا ردت بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية، محذرا الغرب من أن موسكو قد تتخذ مزيدا من الإجراءات.

وتعد روسيا من بين أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، حتى مع انخفاض الإنتاج بعد حظر الاستيراد المرتبط بغزوها لأوكرانيا وقيود الإمدادات التي تفرضها مجموعة «أوبك بلس». وقالت روسيا هذا الشهر إنها أنتجت حوالي تسعة ملايين برميل من الخام يوميا.

لكن بيانات مخزونات الخام الأميركية حدت من المكاسب. فقد تأثرت الأسعار بارتفاع مخزونات الخام الأميركية 545 ألف برميل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة توقعات المحللين.

وأعلنت الصين يوم الخميس عن إجراءات في السياسات لتعزيز التجارة منها دعم واردات منتجات الطاقة وسط مخاوف بشأن تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية.

ومن جانبه، قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة إنه يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت نحو 80 دولارا للبرميل هذا العام، رغم العجز في المعروض في 2024 والغموض الجيوسياسي، مشيرا إلى فائض متوقع قدره 0.4 مليون برميل يوميا العام المقبل.

وأضاف في المذكرة مساء الخميس: «توقعنا الرئيسي هو أن يظل برنت في نطاق 70 إلى 85 دولارا، مع قدرة إنتاج فائضة عالية تحد من ارتفاع الأسعار، فيما تحد مرونة أسعار (أوبك) وإمدادات النفط الصخري من انخفاض الأسعار».

ويتوقع البنك مخاطر قد تدفع أسعار برنت للصعود على المدى القريب، مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى نطاق 85 دولارا في النصف الأول من عام 2025 إذا انخفض المعروض من إيران بمقدار مليون برميل يوميا بسبب فرض عقوبات أكثر صرامة.

وأوضح البنك أن مخاطر الأسعار على المدى المتوسط تميل إلى الجانب السلبي نظرا للطاقة الإنتاجية الاحتياطية المرتفعة. وقال: «في حين أن هناك طاقة احتياطية وفيرة في إنتاج النفط، فإننا نتوقع أن يظل التكرير قليلا للغاية، وأن تتعافى هوامش البنزين والديزل بشكل أكبر».

وأبقى البنك على توقعاته بأن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 76 دولارا للبرميل في عام 2025، لكنه خفض توقعاته لعام 2026 إلى 71 دولارا للبرميل في ظل فائض قدره 0.9 مليون برميل يوميا.

ويتوقع «غولدمان ساكس» أن يستمر الطلب على النفط في النمو لعقد آخر، مدفوعا بارتفاع الطلب الإجمالي على الطاقة إلى جانب نمو الناتج المحلي الإجمالي واستمرار وجود تحديات في إزالة الكربون من قطاعي الطيران والمنتجات البتروكيماوية.