كوريا الجنوبية تعزز مراقبة الأسواق والاقتصاد مع تزايد المخاطر

تاجر عملات يمر أمام شاشات تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكورية وسعر صرف الوون في غرفة تداول بسيول (أ.ب)
تاجر عملات يمر أمام شاشات تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكورية وسعر صرف الوون في غرفة تداول بسيول (أ.ب)
TT

كوريا الجنوبية تعزز مراقبة الأسواق والاقتصاد مع تزايد المخاطر

تاجر عملات يمر أمام شاشات تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكورية وسعر صرف الوون في غرفة تداول بسيول (أ.ب)
تاجر عملات يمر أمام شاشات تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكورية وسعر صرف الوون في غرفة تداول بسيول (أ.ب)

أعلنت كوريا الجنوبية أنها ستعزز مراقبة عوامل المخاطر الرئيسية للاقتصاد من خلال نظام المراقبة الحكومية على مدار 24 ساعة، وستتخذ تدابير سريعة لتحقيق الاستقرار في السوق بالتعاون مع المؤسسات ذات الصلة عند الحاجة.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن وزارة المالية في كوريا الجنوبية أصدرت بيانا بشأن مراقبة المخاطر عقب اجتماع لكبار مسؤوليها الاقتصاديين.

حضر الاجتماع وزير المالية الكوري الجنوبي تشو كيونغ هو، ومحافظ البنك المركزي ري تشانغ يونغ، ورئيس لجنة الخدمات المالية كيم جو هيون، ورئيس خدمات الرقابة المالية لي بوهيون، ومستشار الرئيس للشؤون الاقتصادية تشوي سانغ موك.

وأجمع المشاركون على أن حالة عدم اليقين في السوق العالمية قد ارتفعت بسبب الصعوبات التي تواجه قطاع العقارات في الصين وزيادة التقلبات في سوق السندات الأميركية. كما أجمع المشاركون على أنه يتم النظر إلى التأثير المباشر للقضايا الصينية والأميركية في كوريا الجنوبية على أنه محدود في الوقت الحالي، لكن لا يمكن استبعاد تداعياته في المستقبل.

وتعتزم السلطات المالية في كوريا الجنوبية تقديم دعم مالي بقيمة 23 تريليون وون (17.2 مليار دولار) إضافية للشركات المصدرة كجزء من جهود دعم قطاع التصدير المتراجع في البلاد.

وأعلنت هيئة الرقابة المالية الكورية الجنوبية مجموعة من الإجراءات، منتصف الشهر الحالي، للتغلب على أي تراجع حاد في صادرات كوريا الجنوبية التي انخفضت خلال يوليو (تموز) الماضي بنسبة 16.5 في المائة سنويا إلى 50.33 مليار دولار.

وتراجعت الصادرات الكورية باطراد خلال الشهور العشرة الماضية، بشكل أساسي بسبب تراجع الطلب على أشباه الموصلات وتباطؤ الاقتصاد العالمي.

يأتي الإعلان عن الدعم الإضافي للصادرات متفقا مع خطة الحكومة لتعزيز تنافسية صادرات 8 صناعات رئيسية منها أشباه الموصلات وشاشات العرض والبطاريات الثانوية والسيارات الكهربائية، مع السعي للحصول على عقود خارجية في 12 قطاعا منها محطات الطاقة النووية والأسلحة والتشييد والزراعة.

في الوقت نفسه أظهرت بيانات هيئة الرقابة المالية أن الحكومة قدمت مساعدات لقطاع التصدير بقيمة 41 تريليون وون، في حين قدمت مؤسسات التمويل الموجهة مساعدات بقيمة 16.7 تريليون وون للقطاع خلال العام الحالي.

كانت الحكومة الكورية الجنوبية، قد اختارت 5 بنوك لإصدار أول طرح سندات لها في السوق اليابانية في الوقت الذي تأمل فيه الدولتان في تعزيز التعاون للتعامل مع التحديات المشتركة في المنطقة.

تعتزم كوريا طرح السندات على ثلاث شرائح زمنية هي ثلاث سنوات وخمس سنوات وعشر سنوات، بقيمة 5 مليارات ين (34 مليون دولار) لكل شريحة. ومن المقرر بدء عقد لقاءات مع المستثمرين المحتملين للترويج للطرح يوم 29 أغسطس (آب) الحالي، مع توقع إعلان أسعار العائد على السندات في أوائل الشهر المقبل.

يأتي ذلك في الوقت الذي تتحسن فيه العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية لتعزيز التعاون في مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة مثل التهديد النووي من كوريا الشمالية ومشكلات سلاسل الإمداد العالمية وأمن إمدادات الطاقة.

وأعلنت كوريا الجنوبية خطة طرح سندات الساموراي (سندات الين الياباني) لأول مرة في يونيو (حزيران) الماضي، بعد اتفاق الدولتين على إعادة العمل باتفاق مبادلة عملات بقيمة تصل إلى 10 مليارات دولار، وهو ما يمهد الطريق أمام حصول الشركات المالية اليابانية على فرص استثمارية ويدعم إصدار الشركات الكورية الجنوبية لسندات بالين.


مقالات ذات صلة

كوريا الجنوبية تتوقع تأثيراً اقتصادياً محدوداً للصراع في الشرق الأوسط

الاقتصاد ناقلة نفط في عرض البحر (رويترز)

كوريا الجنوبية تتوقع تأثيراً اقتصادياً محدوداً للصراع في الشرق الأوسط

قال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول اليوم (الأحد)، إن كوريا الجنوبية تشهد تأثيراً اقتصادياً محدوداً في أعقاب ضربة انتقامية وجهتها إسرائيل لإيران.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا سيول سابقة بمدينة كان (أ.ف.ب)

سيول مفاجئة في كان الفرنسية تجرف السيارات عبر الشوارع

اجتاحت السيول مدينة كان الفرنسية، اليوم الاثنين، لتجرف السيارات عبر الشوارع وتترك المدينة الواقعة بمنطقة الريفييرا والشهيرة بمهرجانها السينمائي بحالة تأهب قصوى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا بالون مُرسَل من كوريا الشمالية يحمل القمامة يظهر في سيول يوم 9 يونيو 2024 (إ.ب.أ)

حريق في سيول بسبب بالون كوري شمالي مُحمَّل بالنفايات

هبط بالون مُحمَّل بالنفايات أُطلق من كوريا الشمالية على سطح مبنى في سيول، وأدى إلى اندلاع حريق، وفق ما أعلن مركز إطفاء.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم العربي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (أ.ب)

الخارجية العراقية تحذر من «نار تأكل المنطقة كلها»

حذّر وزير الخارجية العراقي من استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة، بينما أعلنت الوزارة تمكّنها من إطلاق سراح مواطن عراقي مختطف بسوريا من دون أن تدفع فدية للخاطفين.

فاضل النشمي (بغداد)
شمال افريقيا بلقاسم خلال تفقّد الإعمار في درنة (صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا)

درنة الليبية على طريق «الإعمار» وسط تحديات الانقسام السياسي

في الذكرى السنوية الأولى لكارثة «الإعصار»، لا يزال سكان درنة يتذكرون السيول التي ضربت مدينتهم، مخلِّفةً قرابة 4 آلاف قتيل، وآلاف المفقودين.

جاكلين زاهر (القاهرة)

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)
TT

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)

أعلنت الإدارة الأميركية يوم الاثنين، أن الشركات تعهدت باستثمار أكثر من تريليون دولار في قطاعات صناعية أميركية، مثل أشباه الموصلات والطاقة النظيفة، خلال فترة إدارة الرئيس جو بايدن، مشيرة إلى إقرار 3 قوانين محورية في السنوات الأخيرة.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أن قانون البنية التحتية وقانون الرقائق والعلوم وقانون الحد من التضخم، من بين العوامل التي دفعت أجندته الطموح لإعادة بناء البنية التحتية وخلق مزيد من الوظائف في جميع أنحاء البلاد، وفق «رويترز».

وقال بايدن: «لقد مررنا تشريعات لإعادة بناء بنيتنا التحتية، وبناء اقتصاد يعتمد على الطاقة النظيفة، وإعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة بعد عقود من نقل الصناعات إلى الخارج».

وأضاف: «هذه الاستثمارات في الصناعات المستقبلية تضمن أن المستقبل سيُصنع في أميركا، بواسطة العمال الأميركيين. كما أنها تفتح فرصاً جديدة في المجتمعات التي كانت في كثير من الأحيان تُهمَل».

وقد أسهمت الإعانات المقدمة بموجب هذه القوانين في جذب كثير من شركات صناعة الرقائق وغيرها من الشركات، لإنشاء أو توسيع منشآتها الإنتاجية في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، لم تكن هذه الاستثمارات كافية بالنسبة لحزب بايدن الديمقراطي، الذي فقد السيطرة على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ الأميركي في انتخابات هذا الشهر، كما فشل في استعادة أغلبية مجلس النواب.

وألقى بعض الديمقراطيين باللوم على الخسارة في القلق الاقتصادي والانفصال عن الناخبين، رغم السياسات التي تم تصميمها لدعم الطبقة العاملة والمتوسطة، مثل الجهود لمكافحة استغلال الأسعار ودعم النقابات.

من جهة أخرى، استفاد الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترمب، من رغبة المستهلكين في خفض الأسعار، رغم تعهده بفرض تعريفات جمركية تتراوح بين 20 و60 في المائة، وتنفيذ عمليات ترحيل جماعية قد تؤثر على كثير من الصناعات، لا سيما قطاعات الغذاء والزراعة.

ويعد الأميركيون التضخم قضية محورية، ويرغبون في أن يتعامل ترمب مع ارتفاع الأسعار خلال أول 100 يوم من توليه المنصب، وفقاً لاستطلاع أجرته «رويترز - إيبسوس» الأسبوع الماضي.

وأثار بعض المستفيدين من المنح التي قدمها بايدن قلقاً من أن ترمب قد يلغي هذه الحوافز حال توليه الرئاسة في يناير (كانون الثاني).