«كتائب حزب الله» تطلق مختطفين من الرمادي

تحت تهديد قبيلة «البوعيسى»

«كتائب حزب الله» تطلق مختطفين من الرمادي
TT

«كتائب حزب الله» تطلق مختطفين من الرمادي

«كتائب حزب الله» تطلق مختطفين من الرمادي

قال مصدر أمني في محافظة الأنبار إن «كتائب حزب الله» أطلقت سراح المختطفين من قبيلة البوعيسى، على خلفية تهديدات وجهتها الأخيرة إلى عناصر «الكتائب». وفي خلفية حادث اعتقال المواطنين المدنيين من فرع عشيرة الهريمات في قبيلة البوعيسى، يقول المصدر، الذي فضل عدم ذكر هويته، لـ«الشرق الأوسط»، إنه عند الساعة الثالثة فجر أول من أمس، قامت مجموعة من «كتائب حزب الله» بـ«اختطاف» مجموعة من المدنيين بحجة تعرض مقرات «الكتائب» لنيران مدفعية «هاون» صادرة من جهة البوعيسى.
ويؤكد المصدر أنه في «منطقة عامرية الفلوجة مناطق محاذية لمنطقة جرف الصخر. أقامت (كتائب حزب الله) ساترا ترابيا من جهة منطقة العويسات التابعة لمحافظة الأنبار، وفي الجهة الأخرى في المنطقة يوجد أفراد من (الحشد العشائري) وأغلبهم من قبيلة البوعيسى، عشيرة الهريمات، فقامت قوة من (الكتائب) باعتقال نحو 20 شخصا مدنيا ضمنهم 7 من عمال البناء، بذريعة أنهم تعرضوا لقصف بقذائف الهاون، وحملوا جماعة (الحشد العشائري) المسؤولية».
ويشدد المصدر على أن قائد الفرقة العاشرة قام بزيارة مقر «كتائب حزب الله»، «للاستفسار عن الموضوع والوقوف على تفاصيل القصة، فرفض عناصر (الكتائب) استقباله وطردوه».
وفي مقابل ذلك، ونتيجة للتعنت الذي أظهره عناصر «الكتائب»، «قام أشخاص من البوعيسى بالتحشيد لمواجهة الأمر، حيث اجتمعت قوة منهم تقدر بنحو 150 سيارة مسلحة، وهددوا بمواجهة (كتائب حزب الله) وإطلاق سراح المعتقلين بالقوة».
ونتيجة لتوتر الأوضاع وما قد ينجم عن حالة الغضب التي تسبب بها اختطاف المواطنين، تدخل بعض العقلاء و«حذروا (كتائب حزب الله) من تطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، فقامت (الكتائب) بإطلاق سراح المختطفين».
ويكشف المصدر عن أن عناصر من قبيلة البوعيسى طلبوا من الطرف المفاوض «إبلاغ (كتائب حزب الله) بعدم عبور الساتر الترابي مرة أخرى وإلا فسيواجهون بالقوة». ويشدد على أن «كتائب حزب الله» أطلقت سراح المعتقلين وهي مرغمة على ذلك، ويرى أن في ذلك «مؤشرا على أن (كتائب حزب الله) لن يتمكنوا من دخول محافظة الأنبار في المستقبل».
إلى ذلك، أكد قائمقام عامرية الفلوجة فيصل العيساوي، في تصريحات، قيام «كتائب حزب الله» بإطلاق سراح جميع المختطفين، وعددهم 20 شخصاً، من قبيلة البوعيسى، مشيرا إلى تدخل الجيش وشيوخ عشائر في عملية إطلاق السراح.
يذكر أن «كتائب حزب الله» من الفصائل المنخرطة في «هيئة الحشد الشعبي»، ومرتبطة بعلاقات وثيقة مع إيران و«حزب الله» اللبناني، وتشير أصابع الاتهام إلى تورطهم في اختطاف المواطنين القطريين المفرج عنهم الأسبوع الماضي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».