لن تستطيع أن تمرّ قرب «لا دوريه فيلا زين» La Duree Villa Zein، وسط بيروت، دون أن تلفتك شياكة هذا المكان الواقع في منطقة ستاركو. فباريس بثقافتها وجماليتها نقلها «لا دوريه» من شارع الشانزيليزيه مباشرة إلى العاصمة اللبنانية، حيث تحلو بين ديكوراته الراقية جلسات تناول «البرانش» المالح والحلو، أو طعام الغداء المؤلّف من أطباق فرنسية عريقة، أو العشاء في أجواء موسيقى الجاز التي تفتح الشهية. أما موعد ساعة الشاي في الخامسة بعد الظهر، فله قصّة مختلفة في «لا دوريه» بيروت، إذ يجمع بين أرجاء حديقة المطعم الغنّاء وجدران قاعاته الداخلية الفخمة ذات الخطوط الذهبية المعتمدة في مختلف فروع «لا دوريه» في العالم. وتتدلّى من أسقفتها ثريّات ضخمة تنشر إنارتها على مقاعد مخمليّة تتراوح ألوانها ما بين الأخضر والأزرق والبنفسجي، الموزّعة حول طاولات رخامية ترتاح قاعدتها على أرضية مكسوة ببلاط «الموزاييك» الشرقي الأصيل.
وعندما تتطّلع إلى لوائح الطعام المعدّة بالأسلوب نفسه المتّبع في «لا دوريه» باريس (ملوّنة بالأخضر والزهري)، سيكون بمتناول يديك أطباق الفطور والـ«برانش» وأصناف الشاي، ثم تتعرّف على أطباق الغداء والعشاء والحلويات.
«كلّ ما تجدونه هنا مستوحى من فرع (لا دوريه) باريس»، هذا ما يقوله مارون صفير، مدير المطعم، لـ«الشرق الأوسط»، متابعًا: «لائحة الطعام شبيهة بتلك الموجودة في فرعنا في الشانزيليزيه بنسبة 70 في المائة لأن كل فرع للمطعم خارج باريس يبقي ما يوازي نسبة 30 في المائة من هوية أطباقه تابعة للبلد الموجود فيه».
ويضيف صفير: «إننا نتبع باريس في أي تغييرات تطرأ على لوائح الطعام التي تتبدّل بين موسم وآخر، تمامًا كما في فرنسا. كما أننا نستورد حلوى (ماكارون) التي يشتهر بها (لا دوريه) عالميًا من مركزنا الأم في فرنسا لأن سرّ تحضير هذه الحلوى يبقى محصورًا فقط بشيف الباتيسري في المركز المذكور».
وحتى الشيف المسؤول عن تحضير الطعام في لبنان، ميشال دي مونتيه، يأخذ جميع تعليماته من المركز الأساسي للمطعم في باريس، حيث يحضّر أطباق الفطور والغداء والعشاء وغيرها بالطريقة نفسها المتبعة هناك.
وتحلو الجلسة في «لا دوريه» وسط بيروت مع الأصدقاء والأحباب، والأمر نفسه يشمل تلك التي تدور بين رجال الأعمال، وكذلك المناسبات العامة والخاصة التي يستضيفها هذا المطعم في مختلف أوقات النهار. فأن تبدأ يومك مع قطع «الكرواسان» الفرنسية الأصيلة وكوب عصير البرتقال الطازج وطبق العجّة بالبيض والجبن، لتختتمه بالخبز مع العسل أو مع مربّى الفراولة أو المشمش، سيؤلّف وجبة فطور غنيّة تختتمها بكوب من سلطة الفواكه وفنجان القهوة.
وكما وجبة الفطور الصغيرة، كذلك وجبة «البرانش» التي تأخذ المنحى الباريسي مع طبق «ميني كلوب ساندويتش شانزيليزيه» (مكوّناته من الخضراوات، وآخر من النوع نفسه المحتوي على سمك السلمون) Mini club sandwish Saumon. ومن ألذ أطباق الحلوى طبق الـ«Pain Perdu» المقدّم مع صلصة القيقب أو القشدة (Crème Chantilly). أما أطباق «كروك موسيو» والـ«راتاتوي» و«تارتار دي بوف» و«دوراد» (سمك الابرميس) و«فيليه دي بوف» و«الإنتروكوت» و«الميني برغر» وغيرها، فتؤلّف أطباق الغداء والعشاء في المطعم.
والمعروف أن «لا دوريه» تأسس في عام 1862، على يد الفرنسي لويس استير لا دوريه الذي اضطر أن يحوّله من مخبز إلى باتيسري بعد أن أكلته النيران في عام 1871. وقد استوحى المهندس الداخلي جول شيريت آنذاك ديكورات المحل من تقنيّة الرسومات التي تزيّن أسقفة (chapelle sixtine) في مبنى الفاتيكان، وتلك التي تعود إلى مبنى (أوبرا غارنييه) في باريس.
وعندما نصل إلى قسم الحلويات في هذا المطعم، لا يسعنا إلا أن نتحدّث عن أنواع «ماكارون» المصنوعة من نكهات مختلفة (كاراميلا وشوكولا والفستق والفانيلا وعرق السوس وزهر البرتقال وغيرها) التي تشكّل رمزًا من رموز «لا دوريه» في العالم. ولا يمكننا أن ننسى أيضًا قطع الـ«إيكلير» اللذيذة على نكهات مختلفة تتنوع ما بين الشوكولاته والقهوة.
وفي المطعم أيضًا دكان «لا دوريه» الذي يعرض منتجاته من حلوى ومربات ومشروبات في استطاعتك أن تحملها إلى منزلك أو أن تهديها إلى صديق.
«لا دوريه» ينقل شياكة «الشانزيليزيه» إلى وسط بيروت
عنوان جميع الوجبات التي تزينها ألوان «الماكارون» الزاهية
«لا دوريه» ينقل شياكة «الشانزيليزيه» إلى وسط بيروت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة