الغذاء الصحي.. مزيد من ألوان الخضراوات والفواكه

الأطعمة الملونة تُساعد على الوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض أخرى

الغذاء الصحي.. مزيد من ألوان الخضراوات والفواكه
TT

الغذاء الصحي.. مزيد من ألوان الخضراوات والفواكه

الغذاء الصحي.. مزيد من ألوان الخضراوات والفواكه

وافق الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي اليوم القومي الأميركي للأكل الصحي National Eating Healthy Day، واعتمدت رابطة القلب الأميركية American Heart Association مشاركتها بحملة تثقيفية حول الأكل الصحي شعارها «مزيدًا من الألوان»، وأفادت الرابطة أن أنشطة حملتها ستتواصل طوال الشهر الحالي، وذلك ابتغاء إبراز أهمية أن يُعطي الإنسان مزيدًا من الألوان لمكونات وجبات طعامه اليومي. وأوضحت أن ذلك يكون من خلال الحرص على إضافة الخضراوات والفواكه في الأكل اليومي، والأهم أيضًا هو الحرص على تنويع إضافات الخضراوات والفواكه المتنوعة كيما تكون بالألوان المختلفة.

تنويع الألوان
وضمن نشرتها الإخبارية الصادرة في الأول من الشهر الحالي، قالت الرابطة: «تود الرابطة تذكير كل إنسان أن إضافة المزيد من الألوان لوجبات الطعام هو بإضافة المزيد من الخضراوات والفواكه وتنويعها، وهي في حقيقة الأمر خطوة بسيطة وسهلة تقود الإنسان نحو حياة أطول وحياة أكثر حيوية وحياة مفعمة بالصحة، ولذا من المهم أن يكون طعام الإنسان أكثر ألوانًا». وأضافت الرابطة قائلة: «الخضراوات والفواكه هي نموذج للأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية والتي في نفس الوقت تحتوي على كميات قليلة من كالوري السعرات الحرارية، وهي بالمقارنة أفضل بكثير من أصناف أخرى من الأطعمة الأقل قيمة غذائية والأدنى في جدواها الصحي».
إن تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الملونة هو الذي يُساعد على الوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغية وغيرها من الأمراض. ويوفر اليوم القومي للأكل الصحي وحملة «مزيدًا من ألوان الأطعمة» مصادر جيدة للمعلومات التثقيفية التي تعين الناس في أميركا على إحداث تغيرات في وجبات طعامهم اليومي نحو التوجه إلى اختيارات صحية أفضل لما يأكلون ولنظامهم الغذائي بطريقة واضحة تجعل ذلك التحول أسهل عليهم قدر الإمكان». وعلقت البروفسورة بيني كريس - إيثرتون، الأستاذة المتميزة للتغذية في جامعة ولاية بنسلفانيا وخبيرة التغذية الشهيرة عالميًا والمتطوعة في التعاون مع رابطة القلب الأميركية، بالقول: «أي نوع من الفواكه والخضراوات، سواء كانت معلبة أو مجففة أو مجمدة أو طازجة، يُمكن أن تكون مفيدة كغذاء صحي في خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.. فقط تذكر ضرورة اختيار منتجات الخضراوات والفواكه المعلبة التي يتم تعليبها بإضافة أقل قدر ممكن من الصوديوم والسكريات».
ووضعت الرابطة على موقعها الإلكتروني مجموعة من الروابط والوسائل التي تسهل على الناس وتحفّزهم على تطبيق التوجه نحو تناول الأطعمة الصحية وتزويدهم بأفكار ووصفات لذيذة وملونة لمكونات أطباق المأكولات على الرابط:
www.heart.org / eathealthy

نصائح طبية
وضمن عدد 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من مجلة «الدورة الدموية» Circulation، أصدرت رابطة القلب الأميركية «بيانها العلمي» الموجه بالدرجة الأولى للعاملين في الأوساط الطبية والتغذية الصحية حول ضرورة أن تكون النصائح المُقدمة للمرضى والأصحاء في شأن التغذية الصحية نصائح واقعية وممكنة التطبيق من قبل مجموعات الناس المختلفين في أنواع الأطعمة التي تعودوا أو يُفضلون تناولها، ووصفتها بكونها «اختيارات أطعمة عملية» Practical Food Choices. ونص البيان العلمي للرابطة على تقديم خطة واقعية لترجمة توصيات التغذية الصحية ضمن خيارات غذائية يُمكن اتباعها من قبل الناس ذوي الأعراق المختلفة والثقافات المختلفة والرغبات الشخصية المختلفة كي يسهل عليهم في زحمة الحياة اليومية تطبيقها للحفاظ على صحتهم ووقايتهم من الإصابة بالأمراض.
ويعتبر اهتمام رابطة القلب الأميركية بهذا الجانب على هيئة «بيان علمي» بمثابة مقترح لحل واقعي لمشكلة الصعوبات التي يُواجهها كثير من الناس في اتباع إرشادات ونصائح التغذية التي غالبًا ما تكون غير قابلة للتطبيق من قبل جميع الناس، خاصة وأن المطبخ الصيني يختلف عن الهندي والإيطالي والفرنسي والعربي والأفريقي وغيرهم.
وذكرت الرابطة نقطتين في بداية نشرتها الإخبارية عن بيانها العلمي، وهما: أولاً على مقدمي الرعاية الصحية إجراء مشاورة مع الشخص حول كيفية تناول أكل صحي للقلب بالنظر إلى عرقه وثقافته وتفضيلاته الشخصية، والثاني أن النصيحة العملية هي التي توفر للإنسان فهم إرشادات التغذية بلغة مفهومة، وهي التي توفر أمثلة لتلك الأطعمة الصحية التي يقدر الإنسان على تبني انتقائها من بين ما يتوفر لديه في حياته اليومية.
وعلّقت البروفسورة ليندا فان هورن، أستاذة طب الغذاء الوقائي بجامعة نورثويست في شيكاغو ورئيسة فريق وضع البيان العلمي، بالقول: «الخبراء الطبيون يُراجعون المعلومات والبيانات التي توصلت إليها الدراسات ثم يقومون بصياغة نتائجها كإرشادات ومبادئ توجيهية طبية، وترجمة تلك الإرشادات للتطبيق في الحياة العملية اليومية للناس يتطلب استراتيجية مختلفة لتسهيل فهمها وتطبيقها من قبل الناس». وأوضحت: «أنواع الطعام لدى المستهلك هي تفاحة أو برتقالة أو قطعة بيتزا، وليست دهونًا مشبعة أو كربوهيدرات مكررة أو بوتاسيوم التي هي مصطلحات مألوفة لدى المتخصصين الطبيين ويستخدمونها في الحديث فيما بينهم، ولكن عامة الناس لا تستخدمها في محادثاتهم اليومية».
وقالت الرابطة إن غالبية الناس يتناولون قدرًا يسيرًا من العناصر الغذائية المهمة والكثير من عناصر المكونات الغذائية الضارة التي يجب الحد من تناولها، ونلاحظ أن 80 في المائة من سكان الولايات المتحدة يتناولون أقل مما هو منصوح به بالنسبة للخضراوات، بينما 70 في المائة منهم يتناولون أكثر مما ينبغي من الدهون المشبعة والصوديوم والسكريات بما يفوق المنصوح به. والسبب أن أكثر ثلاثة مصادر لكالوري السعرات الحرارية التي يتناولها الناس هي الهمبرغر والساندويتشات وشطائر التاكو، يليها أصناف معجنات الحلويات والوجبات الخفيفة السكرية والمشروبات المحلاة بالسكر، وذلك وفق أحدث نتائج المسح الإحصائي «الصحة الوطنية وفحص التغذية» National Health and Nutrition Examination Survey

إرشادات غذائية
ووفق ملخص إرشادات التغذية الصحية، ينبغي أن يتضمن النمط الغذائي الصحي للقلب مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم والدواجن من دون الجلد، والأسماك والمكسرات والبقول والزيوت النباتية غير الاستوائية، أي غير زيت النخيل وزيت جوز الهند لأنهما غنيان بالدهون المشبعة بخلاف أنواع الزيوت النباتية الطبيعية الأخرى، وتكون تلك الوجبات الصحية للقلب محدودة في اللحوم الحمراء وفي اللحوم المصنعة، كالمرتديلا والسلامي، ومتدنية المحتوى بالحلويات والمشروبات السكرية المحلاة بالسكر. وهذه التوصيات الغذائية كما تقول الرابطة هي توصيات غذائية ذات قاعدة عريضة، ويمكن تكييفها لتناسب الكثير من الوجهات الصحية الثقافية والشخصية المختلفة، فضلا عن الواقع الاقتصادي للمجتمعات المختلفة ولأفراد الناس المختلفين في دخلهم المادي أو المختلفين في ظروف حياتهم المعيشية وأوقاتهم اللازمة لإعداد أطباق الأطعمة.
وقالت البروفسورة ليندا فان هورن: «التعرف على التغذية المثلى للحفاظ على صحة جيدة هو من العلوم ديناميكية الحركة والتغير المستمر، ولكن هناك مبادئ أساسية نعلم من خلالها الآن كيف يقلل تناول بعض الأطعمة من خطر الإصابة بأمراض القلب، بينما تناول أطعمة الأخرى يزيد من خطر ذلك. وعلى سبيل المثال، أنا لم أرَ أو أطلع حتى الآن على دراسة تفيد أن تناول الفواكه والخضراوات هو سلوك غذائي سيئ بالنسبة للإنسان».

غذاء مختلف الأعراق
وأفادت الرابطة أن بعض الجماعات العرقية تعاني عبئا أكبر في ارتفاع الإصابات بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وبالتالي فإن التعرف على العناصر الغذائية الشائعة وأصناف أطباق الطعام المفضلة في كل ثقافة قد يساعد في الحد من تلك المخاطر. وذكرت عدة أمثلة مفيدة حول الأعراق المختلفة، منها ملاحظة انخفاض تناول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة غير المقشرة بين ذوي الأصول الأفريقية مع ارتفاع تناول المشروبات المحلاة بالسكر، مقارنة بغيرهم من سكان الولايات المتحدة، وملاحظة أن ذوي الأصول الآسيوية من الصين أو كوريا أو اليابان يتناولون غذاء بكميات أقل من الدهون المشبعة ولكنهم في نفس الوقت يتناولون كميات عالية من الصوديوم وملح الطعام، ومنها أن ذوي الأصول الهندية يتناولون كميات عالية من الدهون المشبعة الحيوانية المصدر ويستخدمون الزيوت النباتية المهدرجة بطرق صناعية والسكر المكرر، ومنها أن ذوي الأصول من الهنود الحمر وجزر المحيط الهادئ يتناولون كميات أقل من الفواكه والخضراوات والبيض، وأن ذوي الأصول المكسيكية واللاتينية يتناولون كميات جيدة من الألياف النباتية ولكنهم يُعانون من السمنة.
والاختلافات هذه لها أسباب ثقافية ومرتبطة بالتراث ونوعية الجيران ومدى توفر القدرة المادية للحصول على الأطعمة الصحية وعوامل أخرى. ولذا فإن على مقدمي الرعاية الصحية حينما يتناقشون مع الأشخاص حول التغذية الصحية وكيفية تحسين نوعية ومكونات الطعام اليومي للوقاية ولمعالجة الأمراض، عليهم أن يُدركوا تلك الجوانب والعوامل كي يجعلوا مقترحاتهم للأطعمة الصحية ذات طعم ونوعية مقبولة وممكن الحصول عليها من قبل أولئك الناس. ولذا أفادت البروفسورة ليندا فان هورن بأن «علينا أن نترجم التوصيات إلى واقع الحياة اليومية وظروفها وعند شراء الأطعمة من البقالة، وعلى ذلك الأساس يتم ترتيب الخيارات الصحية المتنوعة من الأطعمة. ويمكن عمل أشياء كثيرة خلال ثلاثة أسابيع ليبدأ المرء في التعود على الأطعمة الصحية وينسى غيرها».
* استشارية في الباطنية.



تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
TT

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

ووُجد أن تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية، وخفض الكوليسترول، ومؤشر كتلة الجسم، وحجم الخصر.

تمَّت دراسة نحو 380 إسبانياً يعانون من زيادة الوزن، و«متلازمة التمثيل الغذائي» لمدة 3 سنوات، مع جمع البيانات حول صحتهم، وأوزانهم، وعادات تناول الإفطار.

و«متلازمة التمثيل الغذائي» هي مجموعة من الحالات التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية. علامات «متلازمة التمثيل الغذائي» هي السمنة، ومقاومة الإنسولين، وارتفاع ضغط الدم، وكثير من الدهون في الدم. ويُعتَقد بأن نحو 1 من كل 4 بريطانيين بالغين يعانون من هذه المتلازمة.

وجدت الدراسة الإسبانية أن وجبة إفطار كبيرة، تمثل بين 20 في المائة و30 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، كانت أفضل للصحة من وجبة إفطار صغيرة، أو وجبة ضخمة، أو تخطيها بالكامل.

توصي إرشادات «هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية» بتناول 2000 سعر حراري يومياً للنساء و2500 للرجال. ويجب أن تمثل وجبة الإفطار رُبع هذا الرقم، كما أوصت الدراسة بنحو 500 سعرة حرارية للنساء و625 للرجال.

كان مؤشر كتلة الجسم لدى الأشخاص المشاركين في الدراسة الذين تناولوا وجبة إفطار بهذا الحجم كل صباح أقل من أولئك الذين تخطوا وجبة الإفطار، وكانت خصورهم أصغر بمقدار بوصة.

وكان الأشخاص الذين تناولوا وجبات إفطار كبيرة (أكثر من 30 في المائة من السعرات الحرارية اليومية الموصى بها) أكبر حجماً من أولئك الذين تخطوها تماماً.

وتضيف الدراسة مصداقية إلى المثل القديم القائل إن وجبة الإفطار من أهم الوجبات في اليوم. وتُظهر البيانات أنها خفَّضت الكوليسترول، بالإضافة إلى مساعدتها على تحسين كمية الدهون بالدم.

وقالت كارلا أليخاندرا بيريز فيجا، مؤلفة الدراسة، من معهد أبحاث مستشفى ديل مار في برشلونة، لصحيفة «التليغراف»: «لقد ركّزنا حصرياً على تحليل وجبة الإفطار، لذلك لا يمكننا أن نستنتج أن وجبة الإفطار أكثر أهمية من الوجبات الأخرى».

وأضافت: «لكنها دون شك وجبة مهمة، لأنها تلعب دوراً حاسماً في كسر فترة الصيام الطويلة؛ بسبب النوم. في دراستنا، تم تضمين الأفراد الذين تخطوا وجبة الإفطار في المجموعة التي استهلكت طاقة أقل من 20 - 30 في المائة الموصى بها من المدخول اليومي».

وأضافت: «أظهر هؤلاء الأفراد زيادة أكثر بالوزن بمرور الوقت مقارنة بأولئك الذين تناولوا وجبة إفطار معتدلة وعالية الجودة. تشير الأدلة السابقة، بالإضافة إلى النتائج التي توصلنا إليها، إلى أن تناول وجبة إفطار صحية منتظمة قد يدعم التحكم في الوزن».