الحكومة اليمنية تضع 3 شروط لتمديد هدنة ولد الشيخ

تشمل ضمانات التطبيق والضغط على الميليشيات للالتزام بوقف النار

المبعوث الأممي متحدثًا لوسائل الإعلام من صنعاء أمس (رويترز)
المبعوث الأممي متحدثًا لوسائل الإعلام من صنعاء أمس (رويترز)
TT

الحكومة اليمنية تضع 3 شروط لتمديد هدنة ولد الشيخ

المبعوث الأممي متحدثًا لوسائل الإعلام من صنعاء أمس (رويترز)
المبعوث الأممي متحدثًا لوسائل الإعلام من صنعاء أمس (رويترز)

كشف مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» عن 3 شروط وضعتها الحكومة اليمنية لتمديد هدنة الـ72 ساعة التي طالب بها المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وتمثلت الشروط الثلاثة في «الضغط على الانقلابيين للالتزام وضبط النفس، وإيجاد ضمانات على ذلك، وتسهيل وصول المساعدات خصوصا إلى تعز». وقال المصدر: «نحن لا ننتقد الهدنة بحد ذاتها بأنها ليست ذات جدوى؛ المقصود هو تطبيقها والتزام الانقلابيين».
يأتي ذلك بعد انتهاء هدنة لم يلتزم بها الانقلابيون منذ أولى لحظاتها، ووصلت خروقاتها إلى أكثر من ألف خرق، وفقا لبيانات التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن. وقال المصدر: «لن نرضى بأن يتخذ الحوثيون وصالح الهدنة فرصة للتحرك ومضاعفة الهجوم على اليمن، واستغلال الهدنة أيضا لمحاولة الاعتداء على الحدود السعودية».
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن دعا أطراف النزاع في اليمن إلى الموافقة على تمديد الهدنة الإنسانية التي انتهت، وأكد ولد الشيخ، في بيان، أنه جرى خلال مدة وقف إطلاق النار التي دخلت حيّز التنفيذ فجر الخميس الماضي تقديم المساعدات الإنسانية لكثير من الأحياء المتضررة.
وذكر المبعوث الأممي، جميع الأطراف بشروط وأحكام وقف الأعمال القتالية، التي تشمل وقفًا كاملاً وشاملاً للعمليات العسكرية بمختلف أنوعها، متوقعًا التزام الطرفين نحو وقف نهائي للعنف، مشددًا على أهمية وقف إطلاق النار بشكل كامل في حال جرى التوافق على تمديد الهدنة.
وقال وزير الخارجية عبد الملك المخلافي: «نقدر دعوة المبعوث الأممي للتمديد، لكن في الأساس لم تكن هنالك هدنة بسبب خروقات الانقلابيين»، وأضاف، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية: «التمديد غير مجد حتى وإن وافقنا عليه، لأن الطرف الآخر لم يقدم أي التزام، لا إلينا ولا إلى المبعوث الأممي، بالهدنة أو بغيرها».
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي، إن «الميليشيات الانقلابية تعمدت إفشال الهدنة، وهو ما يزيد قناعة قيادتنا السياسية والعسكرية بعدم جديتها في قبول السلام والاستعداد لوقف إطلاق النار، ويؤكد تعنتها واستمرارها في الحرب وعجزها عن توفير متطلبات الشعب»، وفقا لـ«رويترز».
في هذه الأثناء، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن المبعوث الأممي وصل لصنعاء أمس، في زيارة قالت إنها غير معلنة، والتقى رئيس وفد الحوثيين في مشاورات الكويت، محمد عبد السلام.
وتزامنت زيارة ولد الشيخ مع تصعيد سياسي اتخذه معسكر الرئيس السابق علي عبد الله صالح في حزب المؤتمر الشعبي؛ إذ زعم، مهاجما ولد الشيخ في بيان نشره موقع الحزب، بأنه يميل إلى التحالف.
وتعليقا على ذلك، قال المحلل السياسي اليمني نجيب غلاب: «صالح مكّن الحركة الحوثية من اختراق المؤتمر الشعبي وتوظيفه وجعله يتبنى وعيا سياسيا خمينيا، وأصبحت القطاعات التابعة لصالح كأنها جزء لا يتجزأ من تصدير الثورة الخمينية، وحاضن للكهنوت السياسي للحوثية.. لذا أصبح صالح يلعب دورا مكملا للحركة الحوثية؛ بل ويقوم بالأدوار القذرة التي تخدم أهداف ومصالح الحوثية».
«البيانات المؤتمرية التي تصدرها دوائر صالح الضيقة لا تعبر عن المؤتمر الشعبي العام، وإنما عن مصالح الأقلية المتحالفة مع الانقلاب الحوثي»، والحديث لغلاب، الذي قال: «من ناحية واقعية، هذا الجناح محاصر بمصالحه والحوثية، ولا يمتلك القدرة على اتخاذ قرارات أو تصدير بيانات باسم المؤتمر، فهو بحكم الانتهازي الأناني المختطف، لذا لا يتم التعامل معه من قبل الإقليم والعالم إلا باعتباره ملحقا بالحوثية؛ لا فاعلا مؤثرا قادرا على اتخاذ قرارات الحرب والسلام».
ويرجح المحلل السياسي أن «مبعوث الأمين العام سيلتقي بمن بيده القرار في صنعاء، والواقع يقول بالفصيح إن الحوثية هي المتحكم بكل شؤون الانقلاب، لذا فتجاهل صالح واقع، وعلى صالح أن يتعامل مع هذا الواقع، فهو من صنعه بيديه».
وأردف غلاب أن «المؤتمر الشعبي العام لم يكن انقلابيا، ولا يمكنه أن يتحالف مع الكهنوت السياسي للحوثية، ولا أن يصبح ذراعا لتصدير الثورة الإيرانية، وصالح ودوائره الضيقة لا يعبرون عن سياسات المؤتمر، وإنما عن أنفسهم، وقد خدعوا كثيرا من أعضاء الحزب، وتحرير المؤتمر جزء لا يتجزأ من معركتنا في الشرعية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».