مصير حفتر على جدول أعمال اجتماعات مصالحة ليبية في القاهرة

حكومة السراج تستبق مظاهرات متوقعة ضدها برفع التأهب

متظاهر ليبي يحمل صورة للقائد خليفة حفتر خلال مظاهرة في بنغازي (أ.ف.ب)
متظاهر ليبي يحمل صورة للقائد خليفة حفتر خلال مظاهرة في بنغازي (أ.ف.ب)
TT

مصير حفتر على جدول أعمال اجتماعات مصالحة ليبية في القاهرة

متظاهر ليبي يحمل صورة للقائد خليفة حفتر خلال مظاهرة في بنغازي (أ.ف.ب)
متظاهر ليبي يحمل صورة للقائد خليفة حفتر خلال مظاهرة في بنغازي (أ.ف.ب)

فيما استضافت العاصمة المصرية أول لقاء من نوعه بين رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة فائز السراج، قررت حكومة السراج أمس بشكل مفاجئ رفع درجة الاستعداد الأمني بمنطقة طرابلس الكبرى بما في ذلك العاصمة نفسها.
وفي حضور مصري مميز، ضم وزير الخارجية سامح شكري، ونائب وزير الدفاع ورئيس أركان القوات المسلحة المصرية، ومدير المخابرات العامة المصرية، اجتمع أمس صالح مع السراج في القاهرة، بمشاركة نوابه علي القطراني، وعمر الأسود، وفتحي المجبري، وموسى الكوني. وعلمت «الشرق الأوسط» أنه تم خلال الاجتماع الموسع مناقشة إمكانية تسريع مجلس النواب بعقد جلسة بمقره في مدينة طبرق للتصويت بمنح الثقة لحكومة السراج، وإتاحة الفرصة لكافة أعضاء المجلس للتصويت من دون التعرض لأي مضايقات.
وقال مصدر مشارك في الاجتماع إن صالح طالب السراج بتقديم ضمانات بعدم المساس بقائد الجيش الوطني الفريق خليفة حفتر، وبقية القيادات الأمنية والعسكرية العاملة في شرق البلاد. ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن المستشار الإعلامي لصالح أنه ناقش خلال اللقاء، الذي استضافته مصر، جملة من القضايا تتعلق بالاتفاق السياسي ومخرجاته، والعمل على إيجاد حلول تتفق عليها كل الأطراف، بحيث تتخذ بشأنه القرارات والإجراءات القانونية والدستورية المعمول بها في ليبيا، من أجل استقرار البلاد.
وكان صالح التقى في وقت سابق مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، حيث هنأه بتوليه منصبه، كما ناقشا الأوضاع السياسية، بالإضافة إلى الحرب الدائرة في ليبيا ضد الإرهاب والتطرف، وكيفية مساعدة ليبيا في دعم قواتها المسلحة التي تحارب الإرهاب.
إلى ذلك، وفي خطوة تستبق على ما يبدو مظاهرات متوقعة ضده، قرر المجلس الرئاسي لحكومة السراج بشكل مفاجئ رفع درجة التأهب الأمني في العاصمة طرابلس. وأوضح المجلس في قرار نشره مكتبه الإعلامي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنه تقرر اعتبارا من الساعة الثالثة عصر أمس بالتوقيت المحلي، رفع درجة الاستعداد الأمني، واتخاذ كافة التدابير والإجراءات الأمنية الكفيلة بتأمين منطقة طرابلس الكبرى للحفاظ على أمن الوطن، واستقرار مؤسسات الدولة، على حد قوله.
وجاء في القرار أنه «على وزارتي الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لهما اتخاذ ما يلزم من إجراءات بشأن تنفيذ هذا القرار» باستخدام كافة الصلاحيات. وقال مصدر في المؤتمر الوطني العام (البرلمان) المنتهية ولايته في طرابلس لـ«الشرق الأوسط» إن القرار يعتبر خطوة استباقية ضد مظاهرات من المتوقع خروجها اليوم ضد مجلس السراج.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم تعريفه في تصريحات هاتفية من طرابلس، أن «القرار يمثل خوفا من المظاهرات لأنه يتم الإعداد لمظاهرات حاشدة ضد المجلس الرئاسي لحكومة السراج».
من جهة أخرى، نفى مصدر مسؤول في الجيش الليبي قيام طائرات حربية فرنسية بشن غارات جوية على مواقع للجماعات المتطرفة في منطقة قنفودة في مدينة بنغازي بشرق البلاد. وأوضح مصدر في غرفة العمليات التي تشنها قوات الجيش الليبي منذ نحو عامين ضد المتطرفين في المدينة أن سلاح الجو الليبي ما زال يواصل غاراته الجوية على مواقع وتمركزات الجماعات المتشددة، بهدف إجبارها على الانسحاب أو تسليم عناصرها وسلاحها لقوات الجيش.
وكان ما يسمى مجلس «شورى ثوار بنغازي» المتطرف قد زعم أمس أن قصفا مكثفا لطيران أجنبي استهدف منطقة قنفودة، مؤكدا رصده تحشيدا لقوات الجيش الليبي بالمحور الغربي، وفقا لما نقلته قناة «النبأ» التلفزيونية المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».