بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

إسعاف كسور العظام

قد يتعرض الواحد منا لإصابات مختلفة في الجهاز العظمي خلال ممارساته اليومية، خصوصا العنيفة منها أثناء رفع الأثقال أو السقوط أثناء لعب كرة القدم مثلا. وأكثر هذه الإصابات تكون عبارة عن رضات وكدمات والتواء في المفاصل، إلا أن انتشار حالات هشاشة العظام في العصر الحالي جعل من السهل الإصابة بكسور العظام نتيجة ممارسة ألعاب بسيطة لم تكن من مسببات الكسور سابقا.
وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك ما يقرب من 9 ملايين شخص بالغ مصاب بهشاشة العظام في الولايات المتحدة وحدها، وأكثر من 48 مليونا لديهم كثافة عظام منخفضة.
وللتأكد من الإصابة بكسر في الأطراف هناك علامات مهمة، منها الشعور بالألم في مكان الإصابة كالأطراف مثلا مع وجود تورم وكدمات في نفس المكان وتشوه العضو المكسور وعدم استقامته كما كان سابقا. هنا يجب مراجعة الطبيب الذي يلاحظ أن الألم يزداد عند تلمس المكان المصاب، وبعمل الأشعة السينية يتم تشخيص وجود الكسر من عدمه.
أما إذا كان هناك فقدان لوظيفة العضو المصاب، أو أن الألم قد أصبح مستمرا في منطقة الإصابة على الرغم من تقديم العلاج التحفظي المعتاد وهو: الراحة، وعدم التحريك، والكمادات الباردة، ورفع الطرف المصاب إلى مستوى أعلى من الجسم، أو أن الشعور بالألم أصبح شديدا وغير محتمل، فهذا يدل على أن الكسر من النوع المركب، أي أن طرفي الكسر ليسا متقابلين وأن هناك ضغطا وتمزقا في الأنسجة المحيطة بالعظم. في هذه الحالة قد لا يكون التصوير بالأشعة السينية كافيا فيعمل للمريض تصوير طبقي (CT scan) وتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) الذي يعطي معلومات أكثر تفصيلا ودقة عن حالة الكسر.
وللمحافظة على وضع الكسر في مكانه خلال نقل المريض من مكان الإصابة إلى قسم الطوارئ بالمستشفى يجب عمل الآتي:
• عدم تحريك الطرف المصاب والمحافظة على وضعه ثابتا ومستقرا.
• عمل جبيرة مؤقتة باستخدام أي شيء طويل وقاسٍ يمكنه حفظ طرفي العظام المكسورة في وضع مستقيم يحافظ على عدم تحريك العظام المكسورة عن وضعها الحالي حتى لا يتسبب في تمزيق وقطع الأنسجة المحيطة بالعظام المكسورة.
• وفي المستشفى يمكن معالجة كسور العظام البسيطة بطرق كثيرة، المهم فيها التثبيت وعدم تحريك العظم حتى لا تؤذي الأنسجة المحيطة وكذلك الأوعية الدموية والأعصاب. ويستغرق شفاء الكسور البسيطة نحو 6 أسابيع أو أقل.
• الكسور المنزاحة عن مكانها تعالج بإحدى طريقتين، إما التحريك والتثبيت المغلق وطبعا بيد جراح العظام، أو بالفتح الجراحي لإرجاع الطرفين المنزاحين من العظمة المكسورة إلى مكانهما في وضع مستقيم.
• اتباع أسلوب صحي في الحياة، مع نظام غذائي سليم، وعدم التدخين، ويمكن أيضا أخذ أقراص الكالسيوم وفيتامين «D»، خصوصا خلال فترة العلاج للإسراع في التئام الكسر.
• التأكيد على عدم تحريك المنطقة المصابة في جميع الأحوال.

نظام غذائي خالٍ من الغلوتين

من الخطأ أن يتبع الشخص نظاما غذائيا من تلقاء نفسه ويحرم نفسه من أطعمة محددة من أجل الوصول إلى هدف محدد، وتكون النتيجة سلبية على صحته. ومن أمثلة ذلك النظام الخالي من الغلوتين.
تمتلئ رفوف محلات البقالة بمنتجات تدعي أنها «منتجات خالية من الغلوتين»، ولكنّ الكثيرين لا يعرفون ما هو الغلوتين ولا من هو الذي يحتاج فعلا إلى أن يبحث عن المنتجات الخالية من الغلوتين في المقام الأول. لأن الحقيقة العلمية واضحة بأن الشخص الذي يتبع المنتجات الخالية من الغلوتين في حياته في حين أنه لا يحتاج إليها يعرض صحته للمشكلات.
الغلوتين هو بروتين موجود بشكل طبيعي في القمح والجاودار أو الجويدار أو الشوفان، والشعير، ويضاف في بعض الأحيان إلى الأطعمة الأخرى كعامل يساعد على سماكة وكثافة القوام. وبموجب تعليمات إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) فإن جميع المنتجات التي تحمل التسميات ذات الصلة مثل «خال من الغلوتين»، و«من دون الغلوتين»، أو «لا للغلوتين»، يجب أن لا تحتوي على أي من تلك الحبوب، ولا على أي كمية ملحوظة من الغلوتين.
إن اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين قد يكون ضروريا فقط لـ1 في المائة من الناس، وهم الذين لديهم المرض الجوفي (celiac disease)، وهو نوع من الاضطرابات الهضمية. في هؤلاء الناس، يمكن للبروتين أن يتلف بطانة الأمعاء الدقيقة، وإضعاف قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية. وفي نهاية المطاف يمكن أن يؤدي ذلك إلى سوء التغذية وأن يسهم في الإصابة بمجموعة من المشكلات الصحية الأخرى، بما في ذلك هشاشة العظام وحتى السرطان. ونحو 6% من الناس لديهم رد فعل أخف بكثير للغلوتين، حيث لا يرتبط هذا البروتين بأية مشكلات صحية خطيرة، عدا أن يسبب سوء هضم بسيطا.
إن الأطعمة الخالية من الغلوتين تحتوي، في كثير من الأحيان، على المزيد من الدهون والسعرات الحرارية عن نظيراتها من الأطعمة العادية. فعلى سبيل المثال، الخبز الخالي من الغلوتين يكون جيدا من حيث الطعم، بسبب الإضافات التي أضيفت إليه، ويكون خيارا جيدا للأشخاص الذين لديهم سبب طبي حقيقي لتناول الطعام الخالي من الغلوتين، لكنه في نفس الوقت يحتوي على ضعف كمية الدهون عما هو موجود في الخبز العادي.
وعليه فلا ننصح بتجنب تناول الغلوتين تلقائيا قبل التحدث إلى الطبيب أولا، وذلك لأنه سيجري فحص الدم الخاص بمرض الاضطرابات الهضمية الذي يكشف عن وجود الأجسام المضادة التي كونها الجسم كرد فعل على تناول الغلوتين، وإلا فإن تشخيص مرض الاضطرابات الهضمية سيكون صعبا إذا كان المريض متابعا للنظام الخالي من الغلوتين قبل الفحص.
إن اتباع بعض الناس للنظام الغذائي الخالي من الغلوتين، دون وجود سبب طبي، سوف يسيء لصحتهم ويتسبب في إصابتهم باضطرابات غذائية من نوع آخر بسبب حرمانهم من كثير من الأطعمة الغنية في محتواها من الألياف والفيتامينات.



التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
TT

التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد ماكس بلانك للطب النفسي بألمانيا، أنّ الشبكية بمنزلة امتداد خارجي للدماغ وتشترك في الجينات عينها، ما يجعلها طريقة سهلة للعلماء للوصول إلى دراسة اضطرابات الدماغ بمستويات أعلى من الدقة.

وأفادت النتائج بأنّ العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً، وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية وبطريقة فائقة السهولة؛ «لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ»، وفق الباحثين. وهم أكدوا على أن فهم الآليات البيولوجية حول هذا الأمر من شأنه مساعدتهم على تطوير خيارات علاجية أكثر فاعلية وأكثر شخصية.

وحلَّل باحثو الدراسة المنشورة في دورية «جاما سيكاتري»، الارتباط الجيني بين خلايا الشبكية وعدد من الاضطرابات العصبية النفسية. ومن خلال الجمع بين البيانات المختلفة، وجدوا أنّ جينات خطر الفصام كانت مرتبطة بخلايا عصبية محدّدة في شبكية العين.

وتشير جينات الخطر المعنيّة هذه إلى ضعف بيولوجيا المشابك العصبية، وبالتالي ضعف قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض. ويرجح الباحثون أن يكون هذا الضعف موجوداً أيضاً في أدمغة مرضى الفصام.

وبناءً على تلك الفرضية، أظهر الباحثون أنّ الاتصال العصبي يبدو معوقاً في شبكية العين لدى مرضى الفصام بالفعل.

وأوضحوا، في بيان، الجمعة أنّ «العثور على هذا الخلل في العين يشير إلى أنّ العمليات في الشبكية والدماغ متشابهة جداً؛ وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية، لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ».

في دراستهم السابقة، وجد باحثو معهد ماكس بلانك للطب النفسي، برئاسة فلوريان رابي، تغيّرات في شبكية العين لدى مرضى الفصام أصبحت أكثر حدّة مع زيادة المخاطر الجينية. وبناءً على ذلك، اشتبهوا في أنّ التغيرات الشبكية ليست نتيجة لأمراض مصاحبة شائعة مثل السمنة أو مرض السكري فحسب، وإنما قد تكون ناجمة عن آليات أمراض مدفوعة بالفصام بشكل مباشر.

إذا كانت هذه هي الحال، فإنّ معرفة مزيد عن هذه التغيّرات قد تساعد الباحثين على فهم الآليات البيولوجية وراء الاضطراب. وبالإضافة إلى الفصام، لوحظت تغيرات في الشبكية لدى مرضى الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب والتصلّب المتعدّد ومرض ألزهايمر ومرض باركنسون والسكتة الدماغية.

باستخدام بيانات من دراسات كبيرة سابقة، دمج رابي والمؤلّف الأول إيمانويل بودريوت من معهد ماكس بلانك للطب النفسي وجامعة لودفيغ ماكسيميليان ميونيخ في ألمانيا، بيانات المخاطر الجينية من الاضطرابات العصبية النفسية مع بيانات تسلسل الحمض النووي الريبي للشبكية.

أظهرت النتائج أنّ جينات المخاطر كانت مرتبطة بخلايا شبكية مختلفة في الاضطرابات المذكورة أعلاه.

كما ارتبط الخطر الجيني للإصابة بالتصلّب المتعدّد بخلايا المناعة في الشبكية، بما يتماشى مع الطبيعة المناعية الذاتية للاضطراب. وكذلك ارتبطت جينات الخطر للإصابة بالفصام بفئة محددة من الخلايا العصبية الشبكية تشارك في الوظيفة المشبكية، وتحدّد قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض.