قانون العفو العام في العراق يطبخ على نار الخلافات السياسية الساخنة

الجبوري يؤكد انضمام بغداد إلى الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب

قانون العفو العام في العراق يطبخ على نار الخلافات السياسية الساخنة
TT

قانون العفو العام في العراق يطبخ على نار الخلافات السياسية الساخنة

قانون العفو العام في العراق يطبخ على نار الخلافات السياسية الساخنة

أكد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أمس، أن مشروع قانون العفو العام الذي أعلن مؤخرا عن الاتفاق عليه يشمل إعادة التحقيق والمحاكمة لمن ادعى تعرضه للتعذيب.
وقال الجبوري خلال الجلسة الحوارية التي أقامتها لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي تحت عنوان «دور السلطة التشريعية والمؤسسات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني»، في متابعة تنفيذ توصيات لجنة مناهضة التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة القاسية، إنه «خلال هذه الأيام تعكف اللجنة القانونية على صياغة قانون العفو العام الذي يوشك أن يقر في الأيام القادمة بعد وضع اللمسات الأخيرة عليه، حيث اقترحت في هذا القانون فقرة إعادة التحقيق والمحاكمة لكل من ادعى تعرضه إلى التعذيب في انتزاع الاعترافات وقدم طلبا بهذا الصدد».
وأضاف الجبوري أن «مجلس النواب وتحديدا لجنة حقوق الإنسان في دوراته السابقة عملت وخلال هذه الدورة إلى مراقبة أداء السلطات المتعلق عملها بحقوق الإنسان على وجه يسعى لتضييق كل فرص الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون لضمان تحقيق العدالة على الوجه الذي ينسجم مع توجهات القوانين النافذة وتوصيات اللجان الدولية، وتحديدا تلك التي انخرط العراق في اتفاقياتها ووقع عليها».
وأشار الجبوري إلى أن «مجلس النواب وتقف معه السلطة القضائية سيتخذان كل الوسائل التي من شأنها محاسبة ومعاقبة من تورط بهذه الانتهاكات من خلال ممارستها أو التشجيع عليها أو القبول بها».
وكشف الجبوري عن انضمام العراق إلى «الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب، وهو إشارة واضحة لانخراط العراق في هذا السياق الإنساني والقانوني، فقد تعرضت سمعة العراق القانونية إلى مزيد من التردي بسبب سياسات النظام السابق وصور التعذيب التي انتهجها، ومن غير المعقول أن نعيب عليه هذا النهج ثم نعود إلى مثله».
ودعا الجميع «إلى العمل معنا لمحاصرة ومواجهة الانتهاكات التي تتبعها المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي، والتي يمارسها هذه التنظيم المجرم ضد المحتجزين لديه أو من يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها والتي فاقت حد التصور وقد تنوعت بشكل مروع من خلال إدارة التوحش التي ينتهجها هذا الكيان المجرم بطريقة تنم عن حقد دفين على الإنسانية»، وتابع: «من خلال طرق التعذيب التي تسبق الإعدام كالإغراق والإحراق والذبح والتعذيب الجماعي، ثم القتل وإشاعة الرعب وغيرها من الوسائل القذرة التي ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ويروج لها، ونعتقد أن المجتمع الدولي مطالب بدعم العراق في هذه المواجهة التاريخية».
وفي هذا السياق أكد رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي، أرشد الصالحي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «قانون العفو العام بات يمثل أهمية قصوى للسلم الأهلي والمجتمعي في العراق لا سيما أن هذا القانون كان قد تم التوافق عليه من قبل وجرت صياغته وقراءته خلال الدورة الماضية لكن الخلافات السياسية بقيت حائلا دون إقراره».
وأضاف الصالحي أن «أهمية القانون والوضع السياسي المتشنج جعله يدخل بالتجاذبات السياسية ويتأخر كثيرا لكن بنهاية المطاف سيصوت عليه ويتم إقراره بعد أن حصل توافق سياسي ووجود ما يقارب من ثلثي أعضاء مجلس النواب مع إقرار القانون مما يتيح التصويت بالأغلبية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.