* الجزّ على الأسنان ليلاً
* من الأخطاء الشائعة أن يستمر الواحد منا يشكو من ألم أسنانه والاستيقاظ بصداع في الصباح أو يشعر بألم واضطرابات في الفك وأمام الأذنين ولا يحاول أخذ المشورة الطبية مبكرا من طبيب الأسنان قبل أن تصاب أسنانه بالتلف، أو أن تتطور الحالة وتتقدم ويصبح غير قادر على تناول الأكل براحة ومتعة كما كان سابقا.
ويكون تشخيص الطبيب أنه يعاني من تآكل وتلف في الأسنان وخصوصا الطواحن منها بسبب ما يتعرض له الشخص في يومه من توتر وانفعالات فيقابلها برد فعل لا إرادي يصدره أثناء نومه، يتمثل في الجز على الأسنان، الذي يعد من أكثر الأسباب شيوعا لمشكلات الأسنان وخصوصا بين الأطفال ويستمر مع تقدم العمر.
الأمر الذي يحصل بالفعل في هذه الحالة هو طحن الأسنان وفركها مع بعضها البعض بسبب انقباض العضلات المحيطة بالفكين، وهي حالة تحدث لدى كثيرين بشكل خاص في الليل وأثناء النوم، وقد يلاحظها الآخرون كشريك الحياة عندما يكون الصرير عاليًا ومزعجًا للدرجة التي توقظ من ينام في الغرفة نفسها. ويكون سببها التوتر العصبي الذي يتولد عما يمارس في النهار وما يتعرض له الشخص من توتر وانفعالات أثناء عمله أو دراسته.
وهذه الحالة نفسها «مشكلة الجز على الأسنان» يشكو منها أيضا صغار الأطفال الذين يتعرضون للرعب والخوف في حياتهم، وما يخلف ذلك من توتر نفسي كنوع من رد الفعل النفسي للمشاعر الداخلية التي قد لا يستطيع التعبير عنها في الواقع. وعند الكبار تزداد هذه الحالة عند المدخنين ومحبي القهوة والشاربين لها بنهم وشراهة بسبب ما تحتويه من عنصري الكافيين والنيكوتين.
ومن أهم العلامات التي يجب على الوالدين ملاحظتها عادة على الطفل الذي تعود طحن أسنانه، ما يلي:
- صدور صوت من فم الطفل وهو نائم نتيجة طحن الأسنان.
- ملاحظة احمرار وجه الطفل خاصة منطقة الفكين في الصباح.
- إفراط الطفل في ممارسة مص الإبهام.
- ملاحظة أن الطفل يعض أظافر يديه، وكذلك الألعاب والأقلام.
- ملاحظة آثار عض على الخد.
ومن الضروري هنا أن يتعرف الوالدان على هذه العلامات والتحذيرات كي يتمكنا من تجنب الأسباب التي تكمن وراءها وتجنيب الطفل عواقب ممارسة هذه العادة مستقبلا.
أما بالنسبة للكبار، فالأمر يختلف، حيث ينصح أولا بالعرض على طبيب الأسنان للاطمئنان على سلامتها وتحديد التالف منها، ومن ثم تؤخذ الاحتياطات التالية:
- التغذية الجيدة وتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والمغنيسيوم.
- تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، وبشكل خاص الطماطم والبرتقال والموز، فهي تساعد على استرخاء العضلات وبالتالي تقلل من الجز على الأسنان ليلا.
- التقليل من تناول الكافيين ليلا للتخفيف من مسببات التوتر.
- الهدوء النفسي والاسترخاء قبل النوم والعمل على تهيئة الأجواء المناسبة للنوم المريح.
- وأخيرا قد ينصح طبيب الأسنان باستعمال ما يسمى بحارس الأسنان الليلي، وهو جهاز يشبه طقم الأسنان، يتم تركيبه فوقها قبل الخلود إلى النوم، وذلك لتقليل الأضرار التي تلحق بالأسنان بسبب هذه العادة المزعجة.
* تلوث الهواء يرفع عدد الوفيات
* من سلبيات الحياة الحديثة بما فيها من مخلفات ضارة بالصحة، ما يشهده العالم من تلوث بيئي كبير أدى إلى ارتفاع نسب الإصابة بالأمراض الخطيرة ومنها أنواع السرطانات وأمراض المناعة والأمراض المزمنة المنهكة للصحة. وإن ما تتعرض له البيئة من تلوث في الهواء يعود بمردود سلبي كبير على صحة الإنسان بشكل عام، كما يتسبب في حدوث وفيات مبكرة تزيد عن 5.5 مليون حالة وفاة، سابقة لأوانها، كل عام.
هذه هي نتيجة دراسة كندية أميركية حديثة، قدمت نتائجها في الاجتماع السنوي لعام 2016 للـ«الجمعية الأميركية لتقدم العلوم» American Association for the Advancement of Science (AAAS) في واشنطن. وعلى الرغم من زيادة الوعي بالمشكلة، فإن العلماء يتوقعون أن عدد الوفيات سوف يستمر في الارتفاع سنويا.
ووفقًا لرئيس فريق الدراسة مايكل براور Michael Brauer من جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر، فإن حدوث 5.5 مليون حالة وفاة وجد أن سببها الرئيسي كان الضباب الدخاني وهذا الرقم هو ما يعادل واحدا على عشرة من مجموع الوفيات في جميع أنحاء العالم كل عام. وكانت هناك دراسات أخرى سابقة أشارت إلى أن تلوث الهواء يتسبب في إحداث ما يقدر بثلاثة ملايين حالة وفاة. سنويا.
إن الغالبية العظمى من الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء هي نتيجة لحرق الفحم والكتلة الحيوية المستخدمة لأغراض التدفئة والطبخ، وقد ورد ذلك ضمن تقارير من الصين والهند، وهما بلدان يعيش فيهما أقل من واحد في المائة من السكان في مناطق تصنف على أنها مناطق ذات مواصفات صحية من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO). وعليه فإنه من المرجح أن يستمر عدد الوفيات في ازدياد كل عام ما لم يعمل العلماء جاهدين في كل أنحاء العالم على الحد من مصادر تلوث الهواء بقدر الإمكان للحد من أعداد الوفيات الناجمة عنه.
* استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]