إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

* التبرع بالأعضاء
- هل يتبرع مريض السرطان بأي من أعضائه؟
هانية - الرياض.
هذا ملخص الأسئلة الواردة منك، والإجابة تعتمد على نوع المرض السرطاني وإذا ما انتقل من مكان نشأته إلى أجزاء أخرى من الجسم. وفي أبريل (نيسان) من عام 2014 راجعت اللجنة الاستشارية لسلامة الدم والأنسجة والأعضاء ببريطانيا إرشاداتها حول التبرع بالأعضاء، وأفادت أنه لا يُمكن التبرع بأحد الأعضاء، من قبل شخص مُصاب بأي نوع من السرطان الذي انتقل من مكان نشوئه إلى مناطق وأعضاء أخرى بالجسم. كما لا يتبرع بأي من أعضائه، الشخص الذي لديه نوع من الإصابات السرطانية في الدم كاللوكيميا والليمفوما، وكذا ليمفوما الدماغ.
وهناك أيضًا قائمة لأنواع من الإصابات السرطانية التي تعتبر عالية الخطورة في التبرع بالأعضاء مثل سرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان الجلد وسرطان الأمعاء وسرطان الكلى وسرطان السرقوم وأنواع أخرى يُفيد فيها طبيب الأورام. وهناك بعض الأورام التي يُمكن للمصاب بها أن يتبرع بأحد أعضائه ولكن هذا يتطلب تقرير طبيب الأورام، والقرار في جوانب منه متعلق بأن يكون الورم السرطاني في بداياته وتمت معالجته بشكل تام وبنجاح، وأن المتابعة لمدة خمس سنوات على أقل تقدير لم تُظهر أي مؤشرات على عودة الإصابة السرطانية في أي جزء بالجسم وغيرها من الضوابط الدقيقة والصارمة.
والسبب أن الخلايا السرطانية وإن كانت صغيرة جدًا أو خاملة أو خفية في مرحلة ما في داخل جسم المريض بالسرطان، فإنها قد تنشط في جسم الشخص الذي تتم زراعة العضو فيه، بفعل تلقي الشخص المزروع لديه عضو، أدوية خفض نشاط جهاز مناعة الجسم.
ولذا وبالعموم، ليس مناسبًا لمريض السرطان أن يتبرع بأي من أعضائه، ولكن هذا لا يعني أن لا يطرح المريض هذه الرغبة الخيرة وهذه الوسيلة العلاجية للغير، على طبيب الأورام الذي يُتابع معالجته لديه. وطبيب الأورام هو منْ يُعطي النصيحة التي تلائم الحالة الصحية لراغب التبرع.
* خروج الفضلات
- ما الطبيعي في خروج الفضلات ومرور الطعام في الأمعاء.
أشرف ط. - جدة.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول تغيرات خروج الفضلات لديك. ولاحظ معي الأمور التالية: في الحالات الطبيعية يخرج المرء نحو مائتي غرام من الفضلات يوميًا.
ولدى الناس الطبيعيين تختلف المدة الزمنية التي يتطلبها مرور الطعام بأجزاء الجهاز الهضمي، أي من حين تناول الطعام عبر الفم إلى حين خروجه كفضلات عبر فتحة الشرج. وهي لدى غالبية الناس الطبيعيين خمسة أيام. وكذا يختلف الأمر بين الناس الطبيعيين وبين من لديهم أمراض.
وتفصيلاً، فإن نحو ثماني ساعات هي فترة مرور الطعام من خلال المعدة والأمعاء الدقيقة، وصولاً إلى بدايات القولون. ثم يختلف الناس في المدة الزمنية التي تقضيها فضلات الطعام في أجزاء القولون، ما بين أربع وعشرين ساعة إلى بضعة أيام، إلى حين إخراجها كفضلات، وذلك لعوامل عدة منها نوعية مكونات الطعام، وخاصة الألياف النباتية، وكمية تناول السوائل، ومدى الحركة البدنية كالمشي أو الهرولة، ومدى وجود عدة متغيرات في الظروف المحيطة كالعوامل البيئية والاجتماعية والنفسية، ومدى كفاءة عمل القولون ومدى وجود أمراض في الجهاز الهضمي وغير الجهاز الهضمي، كمرضى السكري والمُصابين بأمراض في الجهاز العصبي أو منْ يتناولون أنواعا شتى من الأدوية وغيرها من المواد الكيميائية أو الطبيعية. وتختلف سرعة حركة فضلات الطعام في أجزاء القولون على حسب الوقت من اليوم الواحد.
ولاحظ معي أن عملية الأكل بحد ذاتها، ترفع من النشاط الحركي والكهربائي في القولون، وبالتالي إذا ما تم استغلال تأثيراتها هذه، بالذهاب إلى الحمام، تقل مدة بقاء الفضلات في القولون ويسهل تكرار إخراجها.
إن إخراج الفضلات بسهولة من الجسم هي عملية غاية في التعقيد، ذلك أن من السهل علينا أن نُقرر متى نُدخل الطعام إلى الجسم، لكن من الصعب علينا أن نُقرر متى نخرجه، ذلك أن عملية إخراج الفضلات تتطلب تناغمًا في عمل أجزاء متفرقة من الجهاز الهضمي، وخاصة في الأجزاء السفلية منه، وتتطلب توفر كفاءات في عمل مجموعة من العضلات والأعصاب الدماغية والمحلية في منطقة الشرج والحوض. ولذا عندما تُثار طبيعيًا عملية التبرز، نتيجة دخول فضلات إلى المستقيم، فإن من الأجدى الذهاب إلى الحمام، أما حينما لا يذهب المرء آنذاك إلى الحمام فإن العضلة الشرجية الخارجية تنقبض لمنع خروج الفضلات. وهنا يبدأ التأثير اللاإرادي للتبرز بالانخفاض التدريجي، إلى أن تزول الرغبة في التبرز. وحينما يُحاول المرء التبرز بعد حين، فإن الأمر يصعب عليه، إلى حين دخول المزيد من الفضلات إلى المستقيم وإثارة الرغبة اللاإرادية في التبرز، أو أن يضطر الإنسان إلى الضغط الشديد عبر حبس النَفَس في الصدر ودفعه للخروج، مع إقفال خروجه من الأنف أو الفم، بالتالي ارتفاع الضغط في البطن، والمصادر الطبية تُؤكد أن إنفاق الجهد وإتعاب النفس، باللجوء إلى هذه الطريقة الإرادية لإخراج الفضلات، هو أضعف تأثيرًا ونجاحًا مقارنة باستغلال بدء العملية الطبيعية اللاإرادية.
* تحليل السائل المنوي
- ما الطبيعي في نتائج تحليل السائل المنوي؟
غ.غ. - الدمام.
- تحليل السائل المنوي، يقيس كمية ونوعية السائل المنوي للرجل والحيوانات المنوية. والسائل المنوي هو، سائل أبيض سميك يصدر أثناء القذف ويحتوي على الحيوانات المنوية إضافة إلى مواد وسوائل أخرى. ويتم إجراء الاختبار بتقديم عينة من السائل المنوي، ويقوم الفني في المختبر بشرح كيفية جمع العينة، وهو إما بالاستمناء في وعاء معقم أو القذف في نوع مخصص من الواقي الذكري المستخدم أثناء الجماع. ويجب تقديم العينة إلى المختبر في غضون 30 دقيقة من حين حصول القذف. ولذا إذا ما تم جمع العينة في المنزل، فإن على الرجل أن يبقي وعاء جمع العينة في داخل جيب المعطف بحيث تبقى العينة في درجة حرارة الجسم خلال نقلها إلى المختبر. ويجب أن يبدأ اختصاصي المختبر بالنظر إلى العينة والبدء في إجراء التحاليل في غضون ساعتين من حين القذف. ويتم تقييم الأمور التالية: كيف يثخن ويتحول السائل المنوي إلى مادة صلبة ويتحول إلى سائل، درجة سمك السائل، والحموضة، ومحتوى السكر، ومستوى اللزوجة، وحركة الحيوانات المنوية، وعدد الحيوانات المنوية وشكل هيكل الحيوانات المنوية، وحجم السائل المنوي. وللتحضير للاختبار يجب التوقف عن ممارسة أي نشاط جنسي يتسبب بالقذف لمدة يومين أو ثلاثة أيام قبل الاختبار.
إن تحليل السائل المنوي هو أحد الفحوصات الأولية لتقيم خصوبة الرجل، ويمكن أن يساعد في تحديد ما إذا كانت هناك مشكلة في إنتاج الحيوانات المنوية أو نوعية الحيوانات المنوية الذي قد يكون وراء العقم. وتشير الإحصائيات إلى أن نصف حالات العقم سببها الزوج. وفيما يلي بعض من القيم الطبيعية في نتائج تحليل السائل المنوي:
- يختلف حجم السائل المنوي الناتج عن القذف ما بين 1.5 إلى 5 مليلترات مكعبة.
- يختلف عدد الحيوانات المنوية ويكون من 20 - 150 مليون حيوان منوي في المليلتر المكعب الواحد.
- يجب أن تكون 60٪ على الأقل من الحيوانات المنوية بشكل طبيعي وتُظهر حركة التقدم إلى الأمام.
ولكن لاحظ أنه قد تختلف نطاقات القيمة العادية قليلا فيما بين المختبرات المختلفة، ولذا فإن الطبيب هو الذي يقرأ النتائج، وهو الذي يضع تقريره.



22 عالماً وباحثاً يحصدون جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي «الثالثة»

جانب من الحضور
جانب من الحضور
TT

22 عالماً وباحثاً يحصدون جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي «الثالثة»

جانب من الحضور
جانب من الحضور

تُختتم في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، مساء الخميس 12 ديسمبر (كانون الأول)، أعمال مؤتمر جائزة الشيخ زايد العالمية بعنوان «المؤتمر الدولي للطب التقليدي والتكميلي ودوره في مستقبل الرعاية الصحية»، بالإعلان عن الفائزين بالجائزة في دورتها الثالثة، وذلك بعد 3 أيام حافلة بالمناقشات العلمية العميقة وعروض الدراسات المبتكرة، التي تركزت جميعها على دور الطب التقليدي والتكميلي في تعزيز الرعاية الصحية الشاملة والمستدامة.

جائزة الشيخ زايد العالمية

في حفل بهيج ومتميز وبمشاركة نخبة من العلماء والباحثين والخبراء من مختلف أنحاء العالم، تم توزيع جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي (TCAM)، التي جاءت كإشادة بالجهود العالمية المتميزة في هذا المجال، مسلطة الضوء على إنجازات الأفراد والمؤسسات التي ساهمت في تطوير الطب التقليدي والتكميلي ودمجه مع الممارسات الصحية الحديثة.

تُعد هذه الجائزة منصة عالمية تهدف إلى تعزيز أهمية الطب التقليدي والتكميلي ودوره المستقبلي في النظم الصحية. تم توزيع الجوائز على الفائزين في 5 فئات رئيسية، وهي:

- الباحثون: تكريم للأبحاث التي أحدثت فرقاً ملموساً في تطوير العلاجات التقليدية والتكميلية.

- الأكاديميون: الذين ساهموا في تعليم وتطوير الطب التقليدي والتكميلي عبر برامج تدريبية مبتكرة.

- الممارسون المرخصون: تقديراً لجهودهم في تقديم رعاية طبية آمنة وفعّالة.

- الشركات المصنعة: التي ساهمت في تطوير منتجات عشبية ومكملات غذائية مستدامة وآمنة.

- الهيئات الإعلامية: التي ساهمت في نشر الوعي الصحي بأسلوب فعال ملهم ومؤثر.

أكدت الجائزة على أهمية الابتكار والبحث العلمي في تعزيز التكامل بين الطب التقليدي والحديث، مما يعكس رؤية القيادة في تحقيق مستقبل صحي أكثر استدامة.

جانب من الحضور

أبرز الدراسات في المؤتمر

في إطار التطور العالمي المتسارع في الطب التقليدي والتكميلي، تبرز الدراسات العلمية كأداة رئيسية لفهم أثر هذا المجال في تحسين الرعاية الصحية. يعكس هذا الاهتمام الدولي أهمية الطب التقليدي والتكميلي كجزء من النظم الصحية المتكاملة.

فيما يلي، نستعرض مجموعة من الدراسات العلمية المتنوعة التي نوقشت في المؤتمر والتي تقدم رؤى عميقة حول التطبيقات السريرية والفوائد الصحية للطب التقليدي والتكميلي:

* تقنية النانو في تحسين الأدوية الطبيعية. استعرض الأستاذ الدكتور شاكر موسى، وهو زميل الكلية الأميركية لأمراض القلب والكيمياء الحيوية وزميل الأكاديمية الوطنية للمخترعين، في دراسته التي قدمها في المؤتمر، الدور الرائد لتقنية النانو في تحسين فاعلية الأدوية الطبيعية وتطوير المستحضرات الصيدلانية. أوضح أن خصائص تقنية النانو في الطب تتمثل في تصميم جزيئات دقيقة جداً (تتراوح بين 1-100 نانومتر)، مما يمنحها خصائص فريدة، مثل:

- القدرة على استهداف المناطق المصابة بدقة: بفضل صغر حجم الجسيمات النانوية، يمكنها التغلغل بسهولة في الخلايا والأوعية الدقيقة.

- التفاعل الحيوي العالي: تمتاز الجسيمات النانوية بقدرتها على تحسين امتصاص الأدوية الطبيعية في الجسم، مما يزيد من فاعليتها.

- التخصيص الدقيق: تتيح هذه التقنية تصميم مستحضرات طبية يمكنها التفاعل مع مستقبلات محددة على سطح الخلايا المريضة فقط.

أوضح الدكتور موسى كيف يمكن لتقنية النانو تعزيز كفاءة الأدوية الطبيعية من خلال:

- زيادة الامتصاص الحيوي: تعمل الجسيمات النانوية على تحسين امتصاص المركبات الطبيعية مثل الكركمين والبوليفينول، والتي عادةً ما يتم امتصاصها بصعوبة في الجهاز الهضمي.

- تقليل الجرعات العلاجية: من خلال إيصال الدواء مباشرة إلى الأنسجة المستهدفة، يمكن تقليل الجرعات المستخدمة، وبالتالي تقليل السمية والآثار الجانبية.

- تعزيز فاعلية الأدوية المضادة للأمراض المزمنة: أظهرت الدراسة أن تقنية النانو قادرة على تحسين العلاجات الطبيعية المستخدمة لمكافحة السرطان وأمراض القلب، مما يتيح تأثيراً أكبر بجرعات أقل.

وأشارت الدراسة إلى أن أحد أهم فوائد تقنية النانو، الحد من الأضرار التي تلحق بالخلايا السليمة أثناء العلاج. على سبيل المثال:

- في العلاج الكيميائي التقليدي، يعاني المرضى عادة من تأثير الأدوية على الخلايا السليمة.

- باستخدام تقنية النانو، يمكن تصميم جزيئات تستهدف فقط الخلايا السرطانية، مما يقلل من الآثار الجانبية ويزيد من راحة المرضى.

واختتم الدكتور موسى محاضرته بتوصيات هامة:

- زيادة الاستثمار: دعا إلى تعزيز الاستثمار في أبحاث تقنية النانو وتطوير مختبرات متخصصة.

- التعاون الدولي: أشار إلى أهمية تعزيز التعاون بين الجامعات ومراكز الأبحاث لتسريع تطوير العلاجات الطبيعية المعتمدة على تقنية النانو.

- التنظيم والتشريعات: شدد على ضرورة وضع لوائح تنظيمية واضحة لضمان سلامة وفاعلية الأدوية المعتمدة على تقنية النانو.

علاج الغرغرينا السكرية بالأعشاب

* علاج الغرغرينا السكرية بالأدوية العشبية وباستخدام العلق الطبي. استعرض البروفيسور س. م. عارف زيدي تجربة سريرية مبتكرة لعلاج الغرغرينا السكرية، وهي حالة شائعة لدى مرضى السكري تتطلب في كثير من الأحيان بتر الأطراف. ركزت الدراسة على استخدام مستخلصات عشبية مثل النيم، المعروفة بخصائصها المضادة للميكروبات، مع العلاج بالعلق الطبي، وهو أسلوب يستخدم العلق لتحسين الدورة الدموية بفضل اللعاب الخاص الذي يحتوي على مضادات تخثر وإنزيمات تساعد في تنظيف الجروح وتحفيز الشفاء. أظهرت النتائج شفاءً كاملاً لمريضة خلال 3 أشهر، مع تحسن ملحوظ في الحالة الصحية العامة وتقليل الألم والالتهابات. وخلصت الدراسة إلى أن هذا النهج يمكن أن يكون بديلاً فعالاً للعمليات الجراحية، ويوفر حلاً منخفض التكلفة مقارنة بالإجراءات التقليدية.

الرياضة والتدليك

* تمارين رياضية لتقوية عضلات قاع الحوض لعلاج سلس البول. استعرضت الدكتورة عائشة بروين فاعلية تمارين تقوية عضلات قاع الحوض كعلاج طبيعي لسلس البول لدى النساء. ركزت الدراسة على مجموعة من التمارين المستهدفة التي تهدف إلى تحسين مرونة وقوة العضلات الداعمة للمثانة. أظهرت الدراسة أن النساء اللواتي التزمن بالتمارين سجلن تحسناً ملحوظاً في تقليل تسرُّب البول وتحسين جودة حياتهن. كما أكدت أن هذه التمارين تعد خياراً آمناً وغير جراحي، يناسب النساء من مختلف الأعمار. وأوصت الدراسة بتطوير برامج تدريبية على مستوى المراكز الصحية لتوعية النساء بفاعلية هذه التمارين، مع توفير الإرشادات اللازمة لضمان تطبيقها بطريقة صحيحة.

* تقنيات العلاج التدبيري للاضطرابات العضلية الهيكلية. قدم الدكتور محمد أنور دراسة حول استخدام الحجامة والتدليك في علاج الاضطرابات العضلية الهيكلية، مثل التهاب المفاصل وآلام أسفل الظهر. تضمنت الدراسة تحليلاً لنتائج المرضى الذين تلقوا العلاج بالحجامة والتدليك إلى جانب العلاج الطبيعي الحديث. أظهرت النتائج انخفاضاً كبيراً في مستويات الألم وتحسناً في حركة المفاصل، مما أدى إلى تقليل الاعتماد على الأدوية المسكنة التي قد تسبب آثاراً جانبية طويلة الأمد. وأوصى الدكتور أنور بدمج هذه العلاجات التقليدية مع الأساليب الحديثة، مشيراً إلى أن مثل هذا التكامل يمكن أن يحقق فوائد علاجية أكبر ويعزز من راحة المرضى ويقلل من تكلفة الرعاية الصحية.

العجوة غذاء ودواء

* القيمة الغذائية والدوائية لتمر العجوة. قدمت الأستاذة الدكتورة سعاد خليل الجاعوني دراسة متعمقة حول الخصائص الغذائية والطبية لتمر العجوة، أحد أبرز أنواع التمور في العالم الإسلامي. ركزت الدراسة على التحليل الكيميائي لمكونات العجوة التي تشمل نسباً عالية من الفيتامينات مثل B1 وB2، والمعادن كالبوتاسيوم والمغنسيوم، والألياف الغذائية التي تعزز صحة الجهاز الهضمي. أوضحت الدكتورة سعاد الجاعوني أن تمر العجوة يحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل البوليفينولات، التي تعمل على مكافحة الجذور الحرة، مما يحمي الخلايا من التلف ويقلل من الالتهابات المرتبطة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب. كما سلطت الدراسة الضوء على فاعلية العجوة في تعزيز صحة الكبد؛ حيث أظهرت التجارب المخبرية أن مستخلصات التمر تعمل على تخفيف التهابات الكبد وتقليل تراكم الدهون عليه. وأوصت باستخدام تمر العجوة في الصناعات الغذائية والدوائية لتطوير مكملات غذائية ومستحضرات علاجية طبيعية تهدف إلى تعزيز المناعة وتحسين الصحة العامة.

* دمج المعرفة التقليدية مع الممارسات الحديثة. قدمت الدكتورة آمي ستيل نموذجاً مبتكراً لدمج المعرفة التقليدية مع الطب الحديث. ركزت على تطوير إطار عمل يعتمد على استخدام النصوص والممارسات التقليدية كأساس لتصميم بروتوكولات علاجية حديثة. أظهرت الدراسة أن تكامل الطب التقليدي مع الطب الحديث يمكن أن يعزز فاعلية العلاجات ويقلل من الآثار الجانبية، مع التركيز على أهمية التوثيق العلمي للمعرفة التقليدية لتصبح مقبولةً في الأوساط الطبية العالمية. وأوصت الباحثة بتشجيع التعاون بين ممارسي الطب التقليدي والحديث، وإطلاق مشاريع بحثية مشتركة لاستكشاف الفوائد العلاجية لممارسات الطب التقليدي.

* مخاطر الغش في المنتجات العشبية. حذّر الأستاذ الدكتور محمد كامل من المخاطر الصحية الناجمة عن الغش في المنتجات العشبية؛ حيث يتم أحياناً إضافة مركبات دوائية غير معلن عنها مثل السيلدينافيل، المستخدم في علاج ضعف الانتصاب، والفلوكستين، المستخدم كمضاد للاكتئاب، إلى بعض المنتجات العشبية. سلطت الدراسة الضوء على الآثار الجانبية الخطيرة لهذه الإضافات، مثل ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات الجهاز العصبي، خاصة عند تناولها دون وصفة طبية. وأوصى الدكتور كامل بضرورة تعزيز آليات الرقابة على المنتجات العشبية، وإلزام الشركات المصنعة بالإفصاح الكامل عن جميع المكونات لضمان سلامة المستهلكين، مع زيادة الوعي بين الأفراد حول شراء المنتجات من مصادر موثوقة.

تحديات وفرص الطب التقليدي والتكميلي

رغم الإنجازات الكبيرة التي حققها الطب التقليدي والتكميلي، يواجه هذا المجال تحديات كبيرة، مثل:

نقص الأدلة السريرية: الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتوثيق الفوائد والآثار الجانبية.

التشريعات الموحدة: لضمان سلامة وجودة المنتجات العشبية.

التكامل مع الطب الحديث: تعزيز التعاون بين الممارسين والعلماء من مختلف الأنظمة الطبية.

واختتم المؤتمر الدولي للطب التقليدي والتكميلي أعماله بعد رحلة علمية مميزة أثرت النقاشات العالمية حول هذا المجال الواعد. من خلال الأبحاث والعروض التقديمية. وتم تسليط الضوء على الإمكانيات الكبيرة للطب التقليدي في تعزيز الرعاية الصحية الشاملة.

تُبرز هذه الفعالية أهمية تعزيز التعاون الدولي وتطوير التشريعات والبحوث لضمان استفادة البشرية من هذا التراث الطبي الغني، مما يمهد الطريق لمستقبل صحي أكثر استدامة.