النوم والرياضة.. وصحة العقل

دراسة أوروبية تحدد عوامل الخطورة النفسية لدى الأطفال والمراهقين

النوم والرياضة.. وصحة العقل
TT

النوم والرياضة.. وصحة العقل

النوم والرياضة.. وصحة العقل

من أهم المعلومات الطبية المتعارف عليها وشبه البديهية، الارتباط الوثيق بين النوم الكافي وممارسة الرياضة، بالصحة الجيدة سواء الجسدية أو النفسية أو العقلية وصفاء الذهن، وخاصة في الأوقات التي يحتاج فيها الطفل إلى النمو الجيد مثل فترة المراهقة وبداية البلوغ. وأشارت أحدث الدراسات التي تناولت هذه العلاقة ونشرت في جريدة عالم الطب النفسي Journal World Psychiatry إلى أن نقص النوم فضلا عن قلة ممارسة الرياضة بجانب المشاهدة المفرطة لبرامج التلفاز تؤثر سلبيا على صحة العقل لدى المراهقين، بل وتعد سلوكا غير صحي، وهو الأمر الذي يمثل مشكلة كبيرة خاصة في المدن الكبيرة والمتقدمة، حيث يفتقر المراهقون لممارسة الرياضة بشكل يومي ويفضلون عليها الألعاب الإلكترونية ويقضون وقتا طويلا أمام ألعاب الفيديو كما أن النوم أقل من 6 ساعات يصيب المراهق بالتوتر ويضعف من تركيزه ويؤثر على الذاكرة البعيدة.
الدراسة التي قام بها علماء من السويد بحثت أوضاع 12395 مراهقا تتراوح أعمارهم بين 14 و16 سنة من 11 مدرسة مختلفة من مدارس الاتحاد الأوروبي تم اختيارهم بشكل عشوائي وقامت بتوزيع استبيان عليهم لعوامل الخطورة على صحة المراهقين مثل شرب الكحوليات والتدخين والحياة الخاملة والمشاهدة المكثفة للتلفاز والاستخدام المفرط لألعاب الفيديو والإنترنت وكذلك استخدام المواد المخدرة. وكانت هذه الأسئلة عبارة عن عمليه بحثية صممت تبعا لمعايير عالمية للوقوف على صحة الطلاب Global School - based Student Health Survey وكان الغرض الأساسي للباحثين معرفة إذا كانت هذه الأمور تؤثر سلبيا على الصحة العقلية للطلاب مثل الإصابة بالاكتئاب أو القلق المرضي أو التوتر وكذلك السلوك غير السوي مثل إدمان الكحوليات أو المواد المخدرة.

* معدلات الخطر
واكتشف الباحثون وجود ثلاث مجموعات تحمل معدلات خطورة أعلى للإصابة بهذه المشاكل النفسية. وكانت أولى المجموعات التي سجلت معدلا عالي الخطورة high - risk هي المجموعة التي سجلت درجات عالية في كل أسئلة الاستبيان للسلوك الذي يصنف بأنه سلوك خطير. وكانت هذه المجموعة تمثل 13 في المائة من المراهقين. أما المجموعة الثانية التي سجلت معدلات خطورة منخفضة low - risk والتي كانت إجابتها على الأسئلة المتعلقة بالممارسات الخطيرة هي عدم الاشتراك في أنماط خطيرة أو ممارستها مرات قليلة جدا، ومثلت هذه المجموعة 58 في المائة. وكانت المفاجأة في وجود مجموعة ثالثة أطلق عليها المجموعة الخفية للتعرض للمخاطرinvisible - risk. ومثلت هذه المجموعة 29 في المائة من المراهقين الذين يشتركون في عدم النوم بشكل جيد والحياة الخاملة والمشاهدة المفرطة لبرامج التلفاز.
ورغم أن المراهقين الذين ينتمون لهذه المجموعة لا يصابون بالضرورة بالأمراض النفسية أو العقلية فإن الاستبيان أوضح أن هؤلاء المراهقين لديهم نفس الأفكار عن الانتحار وكذلك عانوا من القلق ودرجات بسيطة من الاكتئاب (بمعنى أقل من خمسة أعراض من أعراض الاكتئاب).

* السلوك غير البارز
وعموما فإن السلوك الذي يبدو كأنه لا يتم التحكم به يعد مشكلة عقلية، ومثال ذلك إدمان المخدرات، إذ أن المدمن يعرف تماما عواقب الإدمان ولا يستطيع التحكم في سلوكه، وهو الأمر الذي يمكن أن يعد مشكلة عقلية.
وأشار الباحثون أن نفس المنطق يمكن أن ينطبق على السلوك غير البارز unobtrusive، بمعنى أن الإفراط في المشاهدة أو عدم ممارسة الرياضة أو النوم القليل في الأغلب لا تلفت نظر الآباء ولكنها في واقع الأمر لا تقل خطورة عن أي سلوك آخر مرضي بل على النقيض يمكن أن تكون أخطر ببساطة لأن إدمان الأدوية أو الكحوليات سرعان ما يلفت نظر الآباء والمدرسين وبالتالي يبدأ التصرف حياله مبكرا على العكس من هذه السلوكيات التي تحمل معدلات خطورة خفية لا يشعر بها الآباء.
وأشار الباحثون إلى أن السلوكيات الخطرة منتشرة بين المراهقين وأن الحياة الخاملة وقلة النوم والمشاهدة المفرطة يكون تأثيرها أكبر على المراهقات منها على المراهقين بينما يكون الفتيان أكثر عرضة للكحوليات والمخدرات، ولذا يجب منع عوامل الخطورة مبكرا ومحاولة التعامل معها على أنها مشاكل تؤثر على الصحة النفسية. والمشكلة الحقيقية أنه حتى في حالات التي تحدث فيها اضطرابات نفسيه للمراهقين فإنها تمر من دون تشخيص ولا علاج حسبما أشارت دراسة أميركية حديثه أشارت إلى أن أكثر من نصف المراهقين الذين يعانون من مشاكل نفسية لا يتناولون علاجا وهو الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الحالة والتحول إلى النماذج التي تمارس سلوكا إجراميا لاحقا.
ويجب على الآباء أن يعوا تماما أن هذه الممارسات حتى وإن لم تكن مرضية إلا أن الإفراط فيها ليس بالأمر الصحي، وعليهم توجيه المراهق لممارسة النشاط البدني قدر الإمكان والحد من مشاهدة البرامج التلفزيونية وقضاء أوقات طويلة أمام جهاز الكومبيوتر والتخلي عن الاعتقاد الخاطئ أن مطالعة الإنترنت بشكل مكثف يعود بالنفع على المراهق من حيث زيادة المعلومات التي يحصل عليها. كما أن خطرها يمتد ليشمل الحياة الاجتماعية للمراهق الذي يصبح منعزلا عن بقية أفراد العائلة وعن بقية أقرانه خاصة. ويصاحب الجلوس لفترات طويلة أمام الكومبيوتر أو التلفاز في الأغلب يصاحبه تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة أو الشاي أو حتى الكولا فضلا عن خطورة التدخين. وأيضا يجب أن يحرص الآباء على التأكد من أن المراهق ينال قسطا وافرا من النوم لا يقل عن 6 ساعات يوميا.
• استشاري طب الأطفال



دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.