جرائم الفضاء الإلكتروني باتت تشكل تهديدًا لأمن الدول والأفراد

مؤتمر أممي في الدوحة يبحث سبل مكافحة الجريمة الإلكترونية

المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة يوري فيوتوف يلقي كلمته في المؤتمر في العاصمة القطرية الدوحة (رويترز)
المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة يوري فيوتوف يلقي كلمته في المؤتمر في العاصمة القطرية الدوحة (رويترز)
TT

جرائم الفضاء الإلكتروني باتت تشكل تهديدًا لأمن الدول والأفراد

المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة يوري فيوتوف يلقي كلمته في المؤتمر في العاصمة القطرية الدوحة (رويترز)
المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة يوري فيوتوف يلقي كلمته في المؤتمر في العاصمة القطرية الدوحة (رويترز)

استحوذت جهود السيطرة على تهديد الجريمة الإلكترونية، التي تشهد نموا سريعا، على حيز هام في مؤتمر الأمم المتحدة لمنع الجريمة والعدالة الجنائية في الدوحة. وقد حث خبراء في هذا المجال على إنشاء شراكات قوية بين القطاعين العام والخاص لإنشاء فضاء رقمي أكثر أمانا.
جاء ذلك في جلسة السبت لاجتماع رفيع المستوى على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الثالث عشر لمنع الجريمة والعدالة الجنائية الذي يختتم أعماله اليوم الأحد.
وقالت لويد لانجاميني رئيسة قسم الاتجار غير المشروع والجريمة المنظمة لدى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إن جرائم الفضاء الإلكتروني باتت تشكل تهديدا حقيقيا لأمن الدول والأفراد على حد سواء.
وأضافت لانجاميني أنه في المستقبل القريب وبسبب التزايد المطرد والانتشار المتسارع لوسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت سيكون من الصعب التكهن بأن أي شكل من أشكال الجريمة الإلكترونية، أي جريمة، لا تتوفر فيها الأدلة الإلكترونية.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بلغت التهديدات لأمن الفضاء الإلكتروني مستويات مقلقة في السنوات الأخيرة. وتؤثر الجرائم على أكثر من 431 مليونا من الضحايا البالغين في أنحاء العالم.
وتعد الجرائم الإلكترونية الأكثر شيوعا هي تلك التي تتعلق بما يعرف بالتصيد (خداع مستخدمي الإنترنت والحصول على المعلومات الشخصية والبرمجيات الخبيثة) والقرصنة.
وأصبحت شبكة الفضاء الإلكتروني أيضا مكانا للجرائم المتعلقة بحقوق الطبع والنشر والملكية الفكرية، فضلا عن جرائم مثل استغلال الأطفال في المواد الإباحية والمحتوى المسيء.
وذكرت لانجاميني أن الأمم المتحدة على مدى العامين الماضيين قدمت لدول شرق أفريقيا وجنوب آسيا وأميركا الوسطى المساعدة في مكافحة جرائم الفضاء الإلكتروني.
وأوضحت أن الهدف الرئيسي من برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة الإلكترونية هو تلبية الاحتياجات المحددة في البلدان النامية من خلال دعم الدول الأعضاء في منع ومكافحة الجريمة الإلكترونية.
وأكد جين يونغ تشونغ، كبير المستشارين القانونيين للبنك الدولي أن من المهم للمنظمات الدولية وشركائها بذل الجهود لمكافحة جرائم الإنترنت، وإن لم يفعل المجتمع الدولي شيئا فإنه سيترتب على ذلك مخاطر أخرى.
وأضاف تشونغ أن مهمة البنك في مكافحة هذه الجريمة هو «بناء القدرات لدى صناع القرار والمشرعين والمدعين العامين والمحققين والمجتمع المدني في البلدان النامية في الجوانب السياسية والعدالة القانونية والجنائية».
من جهته، قال رئيس مكتب برنامج الجرائم الإلكترونية في مجلس أوروبا، ألكسندر سيجر، إن بناء القدرات أمر بالغ الأهمية باعتبارها وسيلة فعالة لمواجهة التحدي الناجم عن الجريمة الإلكترونية.
وأضاف: «لقد رأيت الكثير من التقدم في هذا المجال على مدى السنوات الخمس الماضية، فقد فتحت الجهات المانحة فرصا لتوفير أدوات التمويل لدعم برامج بناء القدرات لمكافحة هذا النوع من الجرائم».
وشدد سيجر على أن بناء القدرات في مجال مكافحة الجريمة الإلكترونية يعزز حقوق الإنسان وسيادة القانون ويسهم في التنمية البشرية والحكم الديمقراطي. وبحث المشاركون في الاجتماع دور القطاع الخاص في مكافحة جرائم الإنترنت وضرورة قيام شراكة بين القطاعين العام والخاص حول هذا الموضوع بمشاركة شركة مايكروسوفت.
وقال رئيس وحدة الجريمة الرقمية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بشركة مايكروسوفت دايل ووترمان، إن هدف الشركة النهائي هو خلق عالم رقمي أكثر أمانا لعملائها والتركيز على المستخدمين الأكثر ضعفا لشبكة الإنترنت الذين يشكلون هدفا سهلا لهذه الجرائم.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.