قواعد زيارة باباجايو.. شورت وقبعة واسترخاء

كوستاريكا بلاد «الحياة النقية»

قواعد زيارة باباجايو.. شورت وقبعة واسترخاء
TT

قواعد زيارة باباجايو.. شورت وقبعة واسترخاء

قواعد زيارة باباجايو.. شورت وقبعة واسترخاء

من درجة حرارة تصل إلى 8 درجات مئوية تحت الصفر، وطبقات من الثلوج على المنازل والطرق والعواصف الثلجية التي تهب في هذا الوقت على العاصمة الأميركية واشنطن، كانت رحلتي مع أسرتي إلى جزيرة باباجايو في كوستاريكا بأميركا اللاتينية حيث الأجواء الدافئة، ودرجات الحرارة التي تصل إلى ما فوق الثلاثين درجة مئوية، ومياه المحيط الهادي الهادئة والمناظر الطبيعية الخلابة.
كان الغرض الأساسي من الرحلة هو حضور حفل زفاف أصدقاء اختاروا جزيرة باباجايو التي تمثل النقاء في الثقافة اللاتينية لتشهد مراسم احتفالات الارتباط والزفاف ومشاركة المدعوين للتمتع بالجزيرة التي اعتبروها قطعة من الجنة على الأرض. وامتدت الاحتفالات بالزفاف 4 أيام وسط أنشطة متعددة بدأت بحفل حول حمام سباحة فندق أنداز ورحلة بحرية في مركب يجوب حول الجزيرة، وحفل عشاء على أنغام الموسيقى المكسيكية والأغاني العربية وانتهت بمراسم الزفاف على شاطئ الجزيرة والرقص حتى صباح اليوم التالي.
القاعدة في زيارة جزيرة باباجايو أن تسترخي وتستمع بالطبيعة النقية وأن تضع الكثير من كريم الحماية من الشمس وترتدي قبعة تحميك من أشعة الشمس وملابس خفيفة قطنية. ولأنك في أجواء مكسيكية فستجد نفسك مضطرا لتعلم بعض الكلمات الإسبانية - حتى وإن كانت قليلة - فكل شخص ستقابله في جزيرة باباجايو سيبتسم في وجهك ويقول لك مرحبا بالإسبانية Hola أو شكرا Gracias.

* الموقع
تقع جزيرة باباجايو على الساحل الشمالي لكوستاريكا في شمال غربي محافظة غواناكست. والسكان المحليون يقولون إن أصل كلمة كوستاريكا يعود إلى الكلمة الإسبانية «Pura Vida» التي تعني الحياة النقية. وفلسفة سكان الجزيرة في الحياة هي أن تستمع بالبساطة والنقاء لتعيش سعيدا.
وتشتهر باباجايو بطبيعة جغرافية خاصة حيث تمتلئ بالجبال البركانية التي لا تزال نشطة ترمي الحمم البركانية في أوقات مختلفة من العام، وبالغابات الجافة الاستوائية التي تمتلئ بمختلف أنواع الحيوانات البرية، والشواطئ البكر ذات الرمال الرمادية اللون التي تشعر أنها لم تطأها قدم إنسان من قبل. وذروة الموسم السياحي لجزيرة باباجايو يمتد من شهر ديسمبر (كانون الأول) إلى شهر أبريل (نيسان) حيث درجات الحرارة الدافئة والاستمتاع بأشعة الشمس أما الفترة من شهر مايو (أيار) إلى أكتوبر (تشرين الأول) فتشهد الجزيرة موسم الأمطار التي تغطي معظم أجزاء الجزيرة. ويقول المسؤولون في فندق أنداز إن الجزيرة أصبحت مقصدا جذابا للسياح خاصة من الولايات المتحدة للطبيعة الخلابة والهدوء والنقاء وبالطبع الأجواء الدافئة.
ومن المعتاد أن يلحظ رواد الفنادق في جزيرة باباجايو بعض القردة الصغيرة وهي تقفز من شجرة لأخرى بحثا عن الطعام وعادة ما تمتلئ القردة بالنشاط في فترة غروب الشمس حيث تقل درجة الحرارة. ومن المعتاد أيضا مشاهدة بعض الزواحف وحيوان الايجوانا «المسالمة» لكن من النادر مشاهدة حيوانات أخرى مثل النمر والفهد.

* الوصول
استغرقت رحلة السفر بالطائرة ساعتين من واشنطن إلى ميامي بولاية فلوريدا، ثم 3 ساعات ونصفا من ميامي إلى مطار ايبريا بجزيرة باباجايو. ويوفر الفندق للنزلاء سيارة تقلهم من المطار إلى الفندق.
المسافة من المطار إلى فندق أنداز استغرقت 40 دقيقة وسط حقول خضراء ترعى فيها الخيول والبقر بلونيه الأبيض والرمادي وبيوت صغيرة الحجم تتكون من طابق واحد وألوان متعددة يقطنها سكان الجزيرة.

* الإقامة
يوجد على الجزيرة فندقان على أعلى مستوى من الأناقة والفخامة هما فندق فورسيزونز، وفندق أنداز (Andaz) الذي تم افتتاحه في ديسمبر 2013 ويتبع سلسلة فنادق حياة ويتراوح سعر الغرفة في الفندقين ما بين 400 إلى 500 دولار ويرتفع سعر الجناح الفندقي إلى ما يتجاوز الـ800 دولار. وقد تم بناء وتصميم فندق أنداز ليناسب طبيعة الجزيرة من خلال استخدام مكثف لشجر القصب أو البامبو، ويضم الفندق 152 غرفة بما في ذلك 21 جناحا كبيرا.
أما الفندق الثاني فهو فندق فور سيزونز الذي يندرج في قائمة أفخم 500 فندق على مستوى العالم في العام الماضي، ويحتل المرتبة الأولى في قارة أميركا اللاتينية. ويحتوي الفندق على 153 غرفة ويتسم بالفخامة والتصميم المعماري المفتوح الذي يسمح بالاستمتاع بالمناظر الخلابة للجزيرة. ويشتهر الفندق بصفة خاصة بملاعب الغولف التي تم تصميمها على المستويات العالمية.
ويضم فندق فورسيزونز أكبر ملاعب لممارسة رياضة الغولف صباحا ومساء حيث يوفر الفندق نظارات رؤية ليلية لعشاق ممارسة رياضة الغولف. وممارسة رياضة الغولف في ظلام الليل يعد من الأشياء النادرة، حيث يتم استخدام كرة خاصة مضيئة (باللون الأخضر) ونظارات ليلية لمتابعة مسار الكرة بين الحفرات تحت سماء مرصعة بالنجوم.
وتوجد أيضا على الجزيرة مجموعة من المنازل والفيلات الفاخرة المطلة على الشاطئ بخصوصية عالية، ويتولى فندق فورسيزونز الإشراف على صيانتها وتوفير الخدمات الفندقية لها، ويحتل الفندق المرتبة الأولى في قارة أميركا اللاتينية. ويحتوي على 153 غرفة ويتسم بالفخامة والتصميم المعماري المفتوح للاستمتاع بالمناظر الخلابة للجزيرة. ويشتهر الفندق بصفة خاصة بملاعب الغولف التي تم تصميمها على المستويات العالمية.

* نشاطات
يوفر الفندق أنشطة وخدمات متنوعة للنزلاء، وعليك أن تختار ما يناسبك منها، فإذا كنت من هواة الرياضة فهناك أنشطة للغطس ومشاهدة الأسماك النادرة والأعشاب المرجانية. وأنشطة zip line وتسلق الجبال والتزلج على الأمواج، أو صيد السمك حيث سيقوم مطعم الفندق بإعداد السمك الذي قمت باصطياده بالطريقة التي تفضلها.
وهناك بالطبع ممارسة رياضة الجولف والتنس، أما إذا كنت من محبي الاستمتاع بالطبيعة ومشاهدة الحياة البرية فهناك أنشطة مشاهدة الطيور حيث يوجد 812 نوعا مختلفا من الطيور ذات الألوان الزاهية أو الذهاب إلى مارينا باباجايو التي تعد أكبر مارينا لليخوت في أميركا اللاتينية أو ببساطة الاستمتاع بالسباحة في مياه المحيط أو مياه حمام السباحة.
ويقدم النادي الصحي «سبا» للمرأة تشكيلة متنوعة من برامج الاعتناء بالبشرة والأعشاب العطرية المختلفة للاسترخاء واستعادة النشاط إضافة إلى رياضة اليوغا ورياضة بيلاتيه ورقص الزومبا والاشتراك في دروس خاصة لتعلم الرقص الإسباني، أما الأطفال فلهم الكثير من الأنشطة الرياضية والفنية واستكشاف الأنواع المختلفة للحيوانات في الجزيرة.
ويوجد بالفندق عدة مطاعم وكافيتريا لتستمتع بالطعام المكسيكي وأطعمة البحر ومشروب «موهيتو» الإسباني الشهير في أميركا اللاتينية، ومشروب سنجاريا بمذاقات الفاكهة المختلفة، ومشروب بينا كولادا ومشروب المارغريتا. أما إذا كنت من هواه شرب القهوة والبن البرازيلي الشهير فسوف تكتشف أن كوستاريكا لها تاريخ طويل في زراعة البن وصناعة القهوة بمذاقات نفاذة وأشهرها مشروب قهوة «كافية شيريادو» بل يمكنك الذهاب في جولة ينظمها الفندق لمشاهدة المراحل المختلفة لزراعة وتصنيع القهوة وأن تقوم بتذوق الأنواع المختلفة منها.
استمتع بطعام الإفطار في مطعم ريو بانجو الذي يطل على حمام السباحة وعلى شاطئ المحيط. أما إذا أردت تناول الأسماك وأطعمة البحر المتنوعة فعليك تناول العشاء في مطعم أويسترا حيث يتفنن المطعم في تقديم الأطعمة في صورة تشكيلية متعددة الألوان والأشكال ويمكنك مشاهدة الطباخ وهو يعد الطعام ويقوم بتزيين الطبق بالأعشاب والمقبلات المختلفة.

* رسوم المغادرة
وعند مغادرة الجزيرة فلا تنس أن هناك رسوم مغادرة تبلغ 29 دولارا لكل شخص عليك أن تدفعها في المطار ليتم ختم أوراقك.
أشياء يجب ألا تفوتك خلال زيارتك لجزيرة باباغايو
يعد المنتجع السياحي الذي يضم فندقي فورسيزونز وأنداز منطقة منعزلة لا يوجد بها مواصلات أو سيارات أجرة لذا تتوافر خدمات الانتقال بين الفندقين في السيارات الخاصة بالفندقين على مدار ساعات النهار، وإلى بعض الأماكن السياحية خارج المنتجع، كما يمكنك طلب سيارة أجرة خاصة (بسعر 100 دولار) لتنقلك إلى بعض الشواطئ على الجزيرة وتعيدك للفندق، أو استئجار سيارة خاصة (90 دولارا في اليوم) لتكتشف الجزيرة وشواطئها بنفسك.

* الشواطئ
يوجد في جزيرة باباجايو 3 شواطئ هي باناما بيتش، وهيرموسا بيتش، وكوكو بيتش والشاطئ الأخير يعد أقرب الشواطئ إلى المنتجع السياحي لفندقي فورسيزونز وأنداز وتستغرق المسافة 40 دقيقة للوصول إلى شاطئ كوكو. ويمتلئ جانبا الشارع المؤدي إلى الشاطئ بالكثير من المطاعم التي تقدم الأكلات المكسيكية وأطعمة البحر المميزة ومحال بيع الملابس والهدايا التذكارية. وعند الشاطئ يصطف الباعة الجائلين لبيع الأطعمة والآيس كريم.
ويجب ألا يفوتك الذهاب إلى مارينا باباجايو وهي منطقة اليخوت الفاخرة والمراكب الكبيرة حيث تكون الجولة البحرية حول شواطئ الجزيرة متعة كبيرة.
إذا كنت من هواة مشاهدة ومراقبة الطيور فعليك الذهاب إلى الحديقة الوطنية بالو فيردي التي تقع في الجنوب الشرقي من المنتجع السياحي على بعد ساعتين.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».