إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

- معالجة ضيق الصمام الأورطي
> أختي عمرها 88 سنة، ولديها ضيق شديد في الصمام الأورطي، متى تحتاج إلى عملية زراعة للصمام؟ وكيف تتم العملية وما مخاطرها؟
أ. ن - لندن
- هذا ملخص أسئلتك. وضيق الصمام الأورطي هو أحد أكثر أنواع أمراض الصمامات ومن أهمها. وما يحصل هو تضييق في منفذ الصمام الأورطي، ما يُعيق تدفق الدم وضخه من البطين الأيسر إلى الشريان الأورطي الذي يغذي كل أرجاء الجسم بالدم، أي الدماغ وعضلة القلب والكبد والكلى والأطراف العلوية والسفلية وبقية أعضاء الجسم. ومن هنا تنبع أهمية معالجة هذا الضيق الذي يتسبب في نقص تدفق الدم إلى الدماغ، وهو ما قد يتسبب بالإغماء. كما يتسبب بنقص تروية شرايين القلب، ما قد يتسبب بألم في الصدر، وهكذا دواليك بالنسبة لبقية أعضاء الجسم وتدهور قدرتها على العمل بكفاءة.
وقد ينشأ الضيق في الصمام الأورطي نتيجة حمى روماتيزمية سابقة. ولكن في الغالب يحصل ضيق الصمام الأورطي نتيجة لتكرار تراكم الكالسيوم وحصول الندبات في الصمام الأورطي مع التقدم في العمر. وفي النادر ينتج عن عدم احتواء الصمام على الشرفات الثلاث الطبيعية له.
وما لم يصل التضيق إلى درجة شديدة، فإنه في الغالب لا يتسبب في أعراض يشكو منها المُصاب. وعند وجود تضيق شديد قد يشكو المُصاب من ضيق في التنفس مع بذل المجهود، أو ألم في الصدر، أو الإغماء، أو خفقان نبض القلب، أو تدني القدرة على القيام بأنشطة الحياة اليومية. ولذا فإن المتابعة الطبية والمعالجة السليمة تحمي المُصاب من المعاناة من هذه الأعراض وتحمي القلب من التدهور في حجمه وقوته.
والمتابعة الطبية تتضمن تكرار تقييم حالة الصمام الأورطي ومدى الضيق في فتحته، إضافة إلى متابعة أي مشكلات مرضية أخرى تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في صحة القلب. وفي الغالب يُمكن تقييم حالة الصمام بفحص تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية، أو ما يُختصر بفحص الـ«إيكو».
والخيارات العلاجية للضيق الشديد في الصمام الأورطي، الذي بدأ في التسبب بأعراض لدى المصاب، تنحصر في الغالب في زراعة صمام بديل للصمام التالف والمتضيق، وذلك إما بالعملية الجراحية، أي عملية القلب المفتوح، أو بزراعة صمام أورطي من خلال القسطرة، وهو ما يُعرف بـ«تافي».
وهناك عدة اعتبارات في حالة المُصاب تحدد العلاج الملائم له، أي إما العملية الجراحية أو زراعة الصمام من خلال القسطرة، وهي تتعلق بالحالة الصحية العامة للمُصاب ومقدار العمر ومدى ملاءمة حالة المُصاب لسهولة إجراء القسطرة وتوصيل الصمام الجديد إلى القلب وغيرها من العناصر، إضافة إلى رغبة المريض ومدى إمكان تحقيقها في وسيلة المعالجة.
وكذلك بالنسبة لمعرفة مدى خطورة إما العملية الجراحية أو زراعة الصمام الأورطي بالقسطرة، فإنه يتم تقييمها وفق عدة معطيات في حالة كل مريض على حدة، ولذا يُجري طبيب القلب ذلك التقييم مع طبيب جراحة القلب وطبيب قسطرة القلب، وتتم مناقشتها مع المريض وتوضيح جوانبها، وكذا الحال عن كيفية إجراء كل من العملية الجراحية أو الزراعة بالقسطرة، إضافة إلى المضاعفات المحتملة لكل من وسيلتي زراعة الصمام الجديد.

- شرب الماء
> ما كمية الماء اللازم شربها في اليوم؟
مها - الرياض
- هذا ملخص أسئلتك عن شرب الماء. ولا توجد إجابة محددة تصلح لكل الناس حول الكمية التي يتعين تناولها من الماء بشكل يومي، لأن هناك عدة عوامل متغيرة تجعل احتياج جسم كل إنسان يختلف عن الآخر. وهذه العوامل تتضمن حجم الجسم ومقدار النشاط البدني الذي يقوم به المرء ودرجة حرارة الأجواء التي يعيش فيها الشخص وحالته الصحية وغيرها من العوامل.
الماء يشكل تقريباً نسبة 60 في المائة من مكونات جسم الشخص البالغ، ونحو 75 في المائة من مكونات الطفل الرضيع، ونحو 50 في المائة من مكونات جسم الكبير في السن.
وهناك حالة من التوازن بين ما يدخل الجسم من ماء وما يخرج منه. والمهم هو احتفاظ الجسم بالكمية اللازمة من السوائل في داخله، ولذا فإن شرب الماء هو وسيلة تعويض النقص في كمية المياه عند فقدان الجسم لها.
وفي الحالات الطبيعية يفقد الجسم الماء عبر طريقين رئيسيتين؛ الأولى البول والبراز، والثانية العرق الذي يخرج عبر الجلد، وبخار الماء الذي يخرج مع هواء الزفير.
وتنصح بعض المصادر الطبية بأن يتناول الرجل البالغ نحو 3.7 (ثلاثة فاصلة سبعة) لتر من الماء، والمرأة البالغة نحو 2.7 (اثنان فاصلة سبعة) لتر من الماء في اليوم. وتذكر مصادر طبية أخرى كمية أقل من هذه. مع ملاحظة أن 20 في المائة من هذه الكمية تأتي من الطعام، والبقية من شرب السوائل المختلفة التي منها الماء الصافي. ولذا فإن تناول الأطعمة الصحية المحتوية على الخضار والفواكه الطازجة، مع تناول الحليب، وبعض المشروبات الساخنة كالشاي والقهوة، سيوفر للجسم كمية من السوائل، ويتبقى نحو 10 أكواب يُمكن شربها ماءً صافياً، خصوصاً مع ارتفاع حرارة الأجواء وممارسة الرياضة البدنية اليومية، لأن في حالات ممارسة الجهد البدني بأي نوع، يرتفع احتياج الجسم للماء نتيجة زيادة إفراز العرق، وكذلك في الأجواء الحارة. وفي حالات المرض، ومع ارتفاع حرارة الجسم أو القيء أو الإسهال، يرتفع كذلك احتياج الجسم لمزيد من شرب الماء. وكذا الحال أثناء الحمل أو الرضاعة.
إن الشعور بالعطش، هو أهم وسيلة تساعد المرء في التنبه لضرورة شرب الماء لتزويد الجسم باحتياجه منه، ولذا يجدر عدم إهمال الاستجابة لهذا الشعور.
وهناك مؤشر آخر مهم يساعد المرء في ضبط تناوله للماء، وهو لون البول. والطبيعي أن يكون لون البول شفافاً أو أصفر باهتاً، وفي حال جفاف الجسم ونقص كمية الماء فيه، ومع عمل الكليتين بكفاءة، فإن لون البول يُصبح أصفر غامقاً، ما يعني أن الجسم لا يحتوي على الكمية اللازمة من الماء، وأن على المرء شرب الماء لتلبية ذلك الاحتياج.
وللمساعدة في تذكر شرب الماء، يجدر شرب كوب من الماء مع كل وجبة طعام، وبين كل وجبتي طعام، وقبل وبعد ممارسة الرياضة البدنية، وعند الشعور بالجوع.

استشاري باطنية وقلب
مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد:
[email protected]


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».