- «كوكو» أداة للكشف المبكر عن ألزهايمر
> يعرف الخرف بأنه متلازمة تتسم بحدوث تدهور في الذاكرة والتفكير والسلوك والقدرة على الاضطلاع بالأنشطة اليومية، ولا يُعتبر جزءاً طبيعياً من الشيخوخة. وهناك، في جميع أنحاء العالم، نحو 47.5 مليونا من المصابين بالخرف ويشهد كل عام حدوث 7.7 مليون حالة جديدة من هذا المرض، وفقا لآخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية.
ويُعد مرض ألزهايمر أشيع أسباب الخرف، فهو يسهم في حدوث 60 في المائة إلى 70 في المائة من الحالات، مخلفا آثاراً جسدية ونفسية واجتماعية واقتصادية على المصابين ومن يقومون برعايتهم.
ويظل التشخيص المبكر الطريق الأمثل لتعزيز التدبير العلاجي في ظل عدم توفر وسائل علاج تشفي من المرض أو توقف تطوره.
وحديثا، طالعتنا الدراسات بالتوصل إلى أداة جديدة بسيطة وسهلة الاستخدام يمكن بواسطتها تعقب الأداء المعرفي لدى البالغين كبار السن قد تساعد في تحديد الأشخاص الذين هم في طريقهم للإصابة بمرض ألزهايمر أو أي شكل آخر من أنواع الخرف، وفقا للموقع الطبي يونيفاديس.
هذه الأداة تسمى كوكو CoQuo (أي الحاصل أو الناتج المعرفي cognitive quotient)، وفيها يتم رسم الأداء المعرفي بطريقة مماثلة لرسم «مخطط النمو» المستخدم في طب الأطفال، على أساس العمر والتعليم ونتيجة فحص الحالة العقلية. ويمكن بعد ذلك تتبع هذه التغييرات مع مرور الوقت.
قام مجموعة من الباحثين هم بيرنير بي جي وجورديو س، وكارميشيل بي إتش وزملاؤهم في كندا، بإجراء دراسة للتحقق من صحة هذه الأداة ودقة التشخيص باستخدام بيانات لمجموعة من الناس عددهم 6501 مشارك كجزء من دراسة حديثة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الكندية (Canadian Medical Association Journal، CMAJ - 4 December 2017).
وجد الباحثون في هذه الدراسة أن المخططات المعرفية كانت نسبة حساسيتها، أو دقتها، تصل إلى 80 في المائة وقدرتها النوعية specificity تصل إلى 89 في المائة لتمييز مجموعة الضبط الصحية عن مجموعة المشاركين المصابين بالخرف.
ويأمل الباحثون أن تكون أداة «كوكو» مفيدة بشكل خاص لأطباء الرعاية الأولية لمراقبة الانخفاض المعرفي عند المرضى قبل أن يحدث عندهم التضرر اللارجعي في خلايا الدماغ.
وصرح الباحثون في هذه الدراسة بأن أمراض الخرف أصبحت منتشرة بشكل وبائي بين سكان العالم، وأن الكشف المبكر عن الضعف الإدراكي يبقى الطريقة الأفضل ضمن وسائل إدارة هذه الأمراض قبل حدوث تلف دائم لا رجعة فيه في خلايا الدماغ، كما أن أطباء الأسرة يعتبرون في المرتبة الأولى الرئيسية للمساهمة في تطبيق هذه الأداة والكشف المبكر عن المؤهلين للإصابة بألزهايمر.
- مؤشرات حديثة لأمراض القلب والسكري
> يعتبر مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة شيوعا في فئات العمر كافة، حيث تصل نسبة الإصابة به لأكثر من 25 في المائة في معظم دول العالم. وتكمن خطورة السكري، في حالة عدم التحكم في مستواه بشكل جيد، في مضاعفاته التي تطال جميع أعضاء الجسم الحيوية وفي مقدمتها القلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي والكلى والعين...إلخ. وتؤكد جمعية القلب السعودية على أن مرضى السكري المصابين بأحد أمراض القلب تزيد لديهم نسب الوفاة أكثر من غيرهم.
ويعتبر مرض السكري مرضا ليس له علاج نهائي، ولذا فإن العلماء والباحثين يعكفون في دراساتهم لإيجاد مؤشرات تساعد في الكشف المبكر عن هذا المرض وكذلك أمراض القلب الخطيرة التي تهدد حياة المصابين بها.
وحديثا، توصل مجموعة من الباحثين هم ماتيسون آي و، بجورباكا إتش، ويجرين إم وزملاؤهم في جامعة لوند Lund University في السويد إلى أن مستويات البلازما العالية لـ«مستقبلات الموت القابلة للذوبان» soluble death receptors يمكن استخدامها لقياس خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري من النمط الثاني.
ومستقبلات الموت هي مجموعة من مستقبلات عامل نخر الأورام التي تتميز بمنطقة سيتوبلازمية تعرف باسم «مجال الموت» تمكن المستقبلات لإعطاء إشارات سامة للخلايا. وكجزء من هذه الدراسة، قام هؤلاء الباحثون بتحليل مستويات البلازما لمستقبلات الموت في عينات أساسية لعدد 4742 شخصا في دراسة الحمية والسرطان. وقد قورنت العينات مع خطر التعرض لمرض السكري والنوبات القلبية والسكتة الدماغية لدى المشاركين في عينة الدراسة على مدى العشرين سنة الأخيرة.
ووجد الباحثون أن مستويات مستقبلات الموت الثلاثة في الدورة الدموية كانت أعلى لدى الأفراد المصابين بمرض السكري وترافقت مع مؤشرات ضعف استقلاب الغلوكوز عند الأشخاص غير السكريين.
ووجد عند الأشخاص غير السكريين، الذين لديهم مستوى مرتفع لمستقبلات الموت الثلاثة، خطر متزايد للإصابة بمرض السكري والأمراض القلبية الوعائية واحتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغية، إضافة إلى ارتفاع نسبة احتمالات الوفاة بسبب تلك الأمراض. وقد نشرت هذه النتائج بتفصيل أوسع في المجلة الطبية إبيومديسين EbioMedicine.24 November 2017.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]