ثورة في أبحاث القلب... خلال عام 2024

أبرز النتائج والتطورات

ثورة في أبحاث القلب... خلال عام 2024
TT

ثورة في أبحاث القلب... خلال عام 2024

ثورة في أبحاث القلب... خلال عام 2024

في عالم الطب، تبقى أبحاث القلب دائماً في صدارة الابتكارات التي تسعى لإنقاذ الأرواح وتحسين جودة الحياة. ومع كل عام جديد تتكشف إنجازات علمية وتقنيات مبتكرة تفتح آفاقاً غير مسبوقة لعلاج أمراض القلب والوقاية منها؛ إذ أصبح من الممكن الآن الكشف عن الأخطار مبكراً، والتدخل بطرق لم يكن يمكن تخيلها من قبل، فالأبحاث الطبية حملت مفاجآت مبهرة، من أدوات تشخيصية فائقة الدقة إلى علاجات جديدة عالية النتائج.

عام 2024 لم يكن استثناءً، فقد شهد نقلة نوعية في الفهم الطبي لأمراض القلب، مما يبشر بمستقبل أكثر أماناً وصحة لملايين البشر حول العالم، ويَعِدُ بعصر جديد لصحة أفضل وحياة أطول.

ونستعرض أبرز التطورات التي أحدثت ضجة في مجال أبحاث القلب هذا العام.

أ.د. حسان شمسي باشا

أبرز التطورات

التقت «صحتك» الأستاذ الدكتور حسان شمسي باشا، استشاري أمراض القلب في مركز المرجع الطبي بجدة، بصفته أحد المتخصصين المتميزين في هذا المجال، والذي أكد أن الباحثين يحققون سنوياً تقدماً ملحوظاً في فهم العوامل المؤدية إلى أمراض القلب. ومع استمرار التطور في التقنيات والعلاجات، تتفتح آفاق جديدة للوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغية وعلاجها.

وأضاف أن جمعية القلب الأميركية (AHA) تُجري مراجعة سنوية لأبرز التطورات العلمية في مكافحة أمراض القلب التي تتسبب في وفاة أكثر من 850 ألف شخص سنوياً في الولايات المتحدة، وتُعد السبب الرئيسي للوفاة والإعاقة عالمياً.

وأوضح أن عام 2024 شهد خطوات بارزة في تقييم مخاطر القلب والأوعية الدموية، واكتشاف المؤشرات المرضية في مراحل مبكرة من الحياة، مما يوفر فرصاً أكبر للوقاية.

وأشار إلى أن الباحثين حققوا تقدماً كبيراً في تطوير استراتيجيات لتقليل الوفيات المرتبطة بفشل القلب، واكتشاف فوائد واسعة للأدوية المضادة للسمنة. وفيما يلي أبرز تلك التطورات:

التنبؤ بأمراض القلب

• توقعات ازدياد الحالات: تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل مرض الشريان التاجي وفشل القلب والرجفان الأذيني والسكتة الدماغية، الأسباب الأكثر شيوعاً للوفاة عالمياً.

وتشير التوقعات إلى ارتفاع نسبة أمراض القلب وعوامل الخطر المرتبطة بها من 11.3 في المائة إلى 15 في المائة بحلول عام 2050، مما سيؤثر على نحو 45 مليون بالغ أميركي.

كما يُتوقع تضاعف حالات السكتة الدماغية لتصل إلى20 مليوناً، مع ارتفاع معدلات السمنة، (وهي عامل خطر رئيسي لأمراض القلب) من 43 في المائة إلى أكثر من 60 في المائة من السكان. وتشكل هذه النتائج تحذيراً بضرورة التحكم بشكل أفضل في عوامل الخطر، لتجنب موجة الأمراض القلبية الاستقلابية المقبلة.

• التنبؤ بالجلطات الدموية: يركز عدد متزايد من الدراسات والأبحاث على طرق التنبؤ بمنْ همْ عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل، بهدف توجيه جهود أكثر استهدافاً للوقاية منها. أحد هذه الأبحاث درسَ طرق تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب بسبب سلوك «الصفائح الدموية» لديهم. فقد ظهر أن الصفائح الدموية المفرطة النشاط تكون أكثر عرضة لتشكيل جلطات دموية خطيرة في الشرايين، ما يؤدي إلى حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

بعد فحص مئات الجينات، طوَّر الباحثون أداة تقييم تُعرف بـ«PRESS» لتقييم نشاط الصفائح الدموية باستخدام الطرق الجينية، تفيد في تحديد الأشخاص الذين قد يستفيدون من العلاج بمضاد الصفائح الدموية، لتقليل مخاطر الإصابة بالأحداث القلبية المستقبلية.

• أداة جديدة لحساب المخاطر: طورت جمعية القلب الأميركية أداة جديدة (PREVENT) لحساب مخاطر أمراض القلب على مدى 10 سنوات و30 سنة، بناءً على معايير مثل الكولسترول وضغط الدم وسكر الدم والوزن. تتميز هذه الأداة عن غيرها بأنها تتضمن مقاييسَ الحرمان الاجتماعي، ولا تأخذ في الاعتبار العِرْقَ أو الجنسَ. تم التحقق من صحة هذه الأداة باستخدام بيانات لأكثر من 6 ملايين أميركي بمتوسط سن 53 عاماً، وخلال متابعة بمتوسط 4.8 سنة، أظهرت دقة في حساب مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عند عينة كبيرة من البالغين الأميركيين.

مخاطر تبدأ من الطفولة

• مؤشرات الخطر: أظهرت 3 دراسات جديدة أن كُلّاً من: الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم، والسلوك الخامل، يؤثر سلباً على صحة القلب منذ الطفولة.

- ارتفاع الكولسترول: بينت دراسة «Young Finns»، وهي واحدة من أكبر الدراسات طويلة الأمد حول مخاطر القلب والأوعية الدموية من الطفولة إلى البلوغ، أن ارتفاع الكولسترول في مراحل مبكرة يضر بصحة الشرايين أكثر من ارتفاعه في البلوغ.

- ارتفاع ضغط الدم: الأطفال المصابون بارتفاع ضغط الدم معرضون لخطر مضاعف للإصابة بأمراض القلب عند البلوغ. وقد قارن الباحثون البيانات الصحية لـ26605 أطفال كنديين، تم تشخيصهم بارتفاع ضغط الدم، مع 128025 من أقرانهم الذين لم يُشخَّصوا به، فوجدوا، بعد 20 عاماً، أن الأطفال المصابين بارتفاع ضغط الدم قد واجهوا خطر حدوث أزمات قلبية بأكثر من الضعف، بما في ذلك السكتة الدماغية، أو دخول المستشفى بسبب نوبة قلبية، أو التدخل التاجي، أو فشل القلب الاحتقاني.

- السلوك الخامل: قضاء الأطفال ساعات طويلة في الخمول يؤدي إلى زيادة خطر المشكلات القلبية لاحقاً. وقد أظهرت دراسة أجريت في بريطانيا على 1682 طفلاً، على مدى 13 عاماً، أنه كلما زاد وقت خمول الأطفال زاد حجم القلب، وزادت الدهون في الجسم، وارتفع ضغط الدم، والكولسترول، وتصلب الشرايين، مما يزيد من خطر المشكلات القلبية الوعائية لاحقاً في الحياة. وأظهرت الدراسة أن الإقلال من السلوك الخامل، وذلك بممارسة النشاط البدني الخفيف لمدة 3 ساعات يومياً على الأقل، قد يخفف من هذه التأثيرات.

فوائد الأدوية المضادة للسمنة

تشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن الأدوية المضادة للسمنة، مثل سيماغلوتايد (Semaglutide) وتيرزيباتيد (Tirzepatide) التي تم تطويرها لعلاج مرض السكري أساساً، تُقدِّمُ فوائدَ واسعة النطاق للمصابين وغير المصابين بالسكري. وتشمل هذه الفوائد تقليل المخاطر على القلب، ومنها تقليل أعراض ووفيات أمراض القلب والكلى وفشل القلب، وتحسين فقدان الوزن لدى البالغين والأطفال.

وأظهرت أدلة حديثة أن دواء ليراغلوتايد (Liraglutide) الذي أثبت فاعليته في تحفيز فقدان الوزن لدى البالغين المصابين بالسمنة، يمكن أيضاً استخدامه لتحسين فقدان الوزن لدى الأطفال تحت سن 12 عاماً، عند إضافته إلى التدخلات المتعلقة بنمط الحياة.

تطورات علاج القلب

• تطورات علاج فشل القلب والوقاية منه: بينت الدراسات فاعلية أدوية مثل فينيرينون (Finerenone) في تقليل الأعراض والوفيات لدى مرضى فشل القلب، مع انخفاض بسيط في وظائف القلب مقارنة بالمرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي. ويمكن أن تحمل هذه النتائج آثاراً مهمة قد تغير الممارسات العلاجية.

وأظهرت فئة من الأدوية مثل سبايرونولاكتون (Spironolactone) وغيره، قدرتها على تقليل الأعراض والوفيات لدى المرضى المصابين بـفشل القلب الناجم عن ضعف وظيفة القلب الانقباضية؛ لكن لم يكن معروفاً مدى فعاليتها عند المصابين بفشل القلب مع وظيفة قلبية منخفضة قليلاً.

• إصلاح صمامات القلب بالقسطرة: يلاحظ في السنوات الأخيرة ازدياد معالجة أنواع من ارتجاع الصمام التاجي عن طريق القسطرة القلبية، ودون الحاجة إلى عملية جراحية للقلب. وقد أظهرت دراسة «RESHAPE HF-2» أن إضافة إصلاح الصمام التاجي عبر القسطرة إلى العلاج الطبي أدى إلى تقليل معدلات دخول المستشفى بسبب فشل القلب أو الوفاة القلبية الوعائية.

• استراتيجيات جديدة لعلاج اعتلال عضلة القلب التضخمي: ظهر حديثاً دواء جديد يدعى «أفيكامتن» (Aficamten) يعمل على تقليل الأعراض لدى المصابين باعتلال عضلة القلب التضخمي (HCM) الانسدادي (obstructive hypertrophic cardiomyopathy)، وهو النوع الذي يشكل ثلثي حالات اعتلال عضلة القلب التضخمي. وقد أشارت دراسة حديثة إلى أن المرضى الذين تناولوا هذا الدواء قد حققوا تحسناً أكبر في الأعراض مقارنة بمن تناولوا الدواء الوهمي، مما يوفر بدائل علاجية أقل تدخلاً.

تقييم الأخطار

• خطر البلاستيك النانوي على أمراض القلب: في دراسة رصدية مستقبلية، تم فيها تحليل عينات اللويحات المأخوذة من مرضى خضعوا لجراحة إزالة اللويحات في الشرايين السباتية، وهي الأوعية الدموية الكبيرة في الرقبة التي تنقل الدم إلى الدماغ، وجد الباحثون أن البولي إيثيلين (البلاستيك الأكثر استخداماً عالمياً، والذي يوجد في كل شيء من أكياس البقالة إلى السترات الواقية من الرصاص) كان موجوداً في لويحات الشرايين السباتية لدى 58 في المائة من المرضى. كما كان البولي فينيل كلوريد (PVC)، (البلاستيك عالي القوة المستخدم في الأجهزة الطبية والأنابيب) موجوداً في لويحات 12 في المائة من المرضى. وبعد متابعة بمتوسط 34 شهراً، كان لدى المرضى الذين احتوت لويحات شرايينهم على هذه المواد البلاستيكية الدقيقة مخاطر أعلى للإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، مقارنة بالمرضى الذين لم تحتوِ لويحاتهم على آثار لهذه المواد البلاستيكية.

• إعادة تقييم استخدام حاصرات بيتا: أظهرت نتائج دراسة حديثة تم تقديمها في الجلسات العلمية السنوية للكلية الأميركية لأمراض القلب لعام 2024، والمنشورة في مجلة «New England Journal of Medicine»، أن الاستخدام طويل الأمد لحاصرات بيتا قد لا يكون مناسباً لجميع الناجين من النوبات القلبية؛ خصوصاً مَن لديهم وظائف جيدة نسبياً لعضلة القلب (أي معدل قذفي بنسبة 50 في المائة أو أكثر)، إذ لم يقلل الاستخدام طويل الأمد عند هؤلاء المرضى من خطر الإصابة بنوبة قلبية أخرى أو الوفاة.

إن عام 2024 لم يكن مجرد عام آخر في أبحاث القلب؛ بل هو خطوة كبيرة نحو مستقبل أكثر إشراقاً لصحة الإنسان. التطورات التي شهدناها هذا العام تُبرز أهمية الاستثمار في العلم والبحث، ودورها في تحسين جودة الحياة وإنقاذ الأرواح. ومع استمرار الجهود والابتكارات، يبقى الأمل حياً بأننا نسير نحو عالم تقل فيه معاناة مرضى القلب، وتصبح الوقاية والعلاج أكثر فعالية وسهولة.

إن ما رأيناه اليوم هو مجرد بداية، والقادم يحمل في طياته مزيداً من الآمال والتطلعات.

* استشاري في طب المجتمع.


مقالات ذات صلة

صحتك فتيات يتناولن الآيس كريم على جسر ويستمنستر في لندن (إ.ب.أ)

خبراء ينصحون: لا تشترِ هذه الأطعمة مرة أخرى

ينصح الخبراء باستبعاد مجموعة من الأطعمة تماماً من وجباتك الغذائية. وللأسف، أكثر الأطعمة غير الصحية التي نتناولها هي غالباً الأطعمة الأفضل طعماً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الأنظمة الغذائية النباتية تُعد بدائل صحية للأنظمة الغنية باللحوم أو الأطعمة المصنعة (بيكسيلز)

هل تساعد الأنظمة الغذائية النباتية في الوقاية من مرض السكري وأمراض القلب؟

قال موقع هيلث لاين إن الأبحاث تُظهر وجود فوائد عديدة مرتبطة باتباع نظام غذائي نباتي، حيث أنه قد يكون أفضل للوقاية من مرض السكري

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك تناول الفلفل الحار يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم (رويترز)

ماذا يحدث لضغط دمك عند تناول الفلفل الحار بانتظام؟

يمكن لتناول الفلفل الحار «كاملاً» بانتظام بوصفه جزءاً من نظام غذائي صحي للقلب أن يساعد في خفض ضغط الدم. لكن يمكن أن يكون لتناوله أيضاً تأثير معاكس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يُعد صفار البيض أحد المصادر الطبيعية لفيتامين «د» الذي يرتبط نقصه باضطرابات المزاج مثل الاكتئاب (بيكسباي)

ماذا يحدث لضغط الدم عند تناول البيض؟

قالت مجلة «بارادي» الأميركية إن أمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفاة، وارتفاع ضغط الدم يعد عاملاً خطيراً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هوايات تنشط عقلك وتحافظ على شبابه... تعرف عليها

بعض الهوايات قد تساعد في الحفاظ على شباب الدماغ (أ.ب)
بعض الهوايات قد تساعد في الحفاظ على شباب الدماغ (أ.ب)
TT

هوايات تنشط عقلك وتحافظ على شبابه... تعرف عليها

بعض الهوايات قد تساعد في الحفاظ على شباب الدماغ (أ.ب)
بعض الهوايات قد تساعد في الحفاظ على شباب الدماغ (أ.ب)

وجدت دراسة دولية واسعة النطاق أن بعض الهوايات الإبداعية كالموسيقى والرقص والرسم، وحتى بعض ألعاب الفيديو، قد تساعد في الحفاظ على شباب الدماغ بيولوجياً.

وبحسب شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد قام فريق الدراسة بتحليل بيانات أدمغة أكثر من 1400 بالغ من جميع الأعمار حول العالم، ووجدوا أن أولئك الذين يمارسون هذه الهوايات بانتظام يُظهرون أنماطاً دماغية تبدو أصغر من أعمارهم الحقيقية.

ووفقاً للدراسة، فإن حتى الفترات القصيرة من النشاط الإبداعي، مثل ممارسة ألعاب الفيديو لبضعة أسابيع فقط، كان لها فوائد ملحوظة.

وجمع العلماء بيانات الدماغ من أشخاص ذوي خبرة متقدمة في رقص التانغو والموسيقى والفنون البصرية (مثل الرسم والنحت والتصوير) وألعاب الفيديو، كما استعانوا بأشخاص لا يمارسون أياً من هذه الهوايات للمقارنة.

إضافةً إلى ذلك، خضعت مجموعة ثالثة لتدريب قصير المدى في لعبة ستار كرافت 2، وهي لعبة فيديو استراتيجية، ليتمكن الباحثون من معرفة تأثير تعلم مهارة إبداعية جديدة على الدماغ خلال بضعة أسابيع فقط.

وخضع جميع المشاركين لمسح دماغي بتقنية تخطيط كهربية الدماغ (EEG) وتخطيط كهربية الدماغ المغناطيسي (MEG)، والذي أُدخل في نماذج ذكاء اصطناعي تُقدّر عمر الدماغ بيولوجياً مقارنةً بالعمر الزمني للشخص.

ثم استخدم الباحثون نماذج حاسوبية متقدمة لاستكشاف أسباب حماية الهوايات الإبداعية للدماغ، ووجدوا أن الهوايات تُساعد على تقوية الشبكات المسؤولة عن التنسيق والانتباه والحركة وحل المشكلات، والتي قد تضعف مع التقدم في السن.

وأظهر الأشخاص الذين مارسوا هذه الهوايات لسنوات طويلة أكبر انخفاض في عمر الدماغ، ولكن حتى المبتدئون أظهروا تحسناً كبيراً، حيث عززت الألعاب الاستراتيجية مؤشرات عمر الدماغ بعد حوالي 30 ساعة من التدريب.

وقال الدكتور كارلوس كورونيل، المؤلف الرئيسي وزميل ما بعد الدكتوراه في المعهد العالمي لصحة الدماغ، بكلية ترينيتي في دبلن، في بيان: «من أهم استنتاجاتنا أنه ليس بالضرورة أن تكون خبيراً في هواية ما للاستفادة من آثارها الإيجابية على الدماغ».

ووفقاً للباحثين، يُعد هذا أول دليل واسع النطاق يربط بشكل مباشر بين هوايات إبداعية متعددة وإبطاء شيخوخة الدماغ، على الرغم من أن الأبحاث السابقة ربطت الإبداع بتحسن المزاج والرفاهية.

وقال الدكتور أوغستين إيبانيز، الذي شارك أيضا في الدراسة، في بيان: «يبرز الإبداع كعامل حاسم لصحة الدماغ، يُضاهي التمارين الرياضية أو النظام الغذائي». وأضاف: «تفتح نتائجنا آفاقاً جديدة للتدخلات القائمة على الإبداع لحماية الدماغ من الشيخوخة والأمراض».

ومع ذلك، حذّر الباحثون من أن النتائج لا تزال مبكرة وتأتي مع بعض القيود، بما في ذلك أن معظم المشاركين كانوا بالغين أصحاء، وأن الدراسة لم تتتبع الأشخاص على المدى الطويل للتأكد من تسبب الهوايات في انخفاض خطر الإصابة بالخرف لديهم فيما بعد.


دراسة تكشف: العمل من المنزل يُعزز الصحة النفسية للنساء أكثر من الرجال

سيدة تعمل في منزلها وأمامها طفلها في هولندا (أرشيفية - رويترز)
سيدة تعمل في منزلها وأمامها طفلها في هولندا (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة تكشف: العمل من المنزل يُعزز الصحة النفسية للنساء أكثر من الرجال

سيدة تعمل في منزلها وأمامها طفلها في هولندا (أرشيفية - رويترز)
سيدة تعمل في منزلها وأمامها طفلها في هولندا (أرشيفية - رويترز)

أصبح العمل من المنزل جزءاً لا يتجزأ من ثقافة العمل حول العالم، إلا أن تأثيره على الصحة النفسية لا يزال محل نقاش واسع.

ويطرح العمل من المنزل عدداً من الأسئلة، أبرزها: «هل يُمكن للعمل من المنزل أن يُعزز صحتك النفسية؟ إذا كان الأمر كذلك، فما عدد أيام الأسبوع المُثلى؟ من يستفيد أكثر من غيره؟ وهل يعود ذلك إلى عدم وجود تنقلات؟»، وقام بحث جديد بالبحث عن إجابات، استناداً إلى بيانات مسح طويلة الأمد لأكثر من 16 ألف عامل في أستراليا. ووجد البحث أن العمل من المنزل يُعزز الصحة النفسية للنساء أكثر من الرجال.

وقامت الدراسة بتحليل بيانات 20 عاماً من المسح الوطني لديناميكيات الأسرة والدخل والعمل في أستراليا، مما سمح بتتبع العمل والصحة النفسية لأكثر من 16 ألف موظف، حسب موقع «ساينس ألرت».

ولم يتم إدراج عامين من جائحة كوفيد (2020 و2021)؛ «لأن الصحة النفسية للأفراد آنذاك ربما تكون قد تأثرت بعوامل لا علاقة لها بالعمل من المنزل»، وفق يان كاباتيك، زميل باحث في معهد ملبورن للبحوث الاقتصادية والاجتماعية التطبيقية، وفيردي بوثا، زميل باحث أول، معهد ملبورن للبحوث الاقتصادية والاجتماعية التطبيقية، وكلاهما في جامعة ملبورن.

وتتبعت الدراسة الأفراد بمرور الوقت ودراسة كيفية تغير صحتهم النفسية بالتزامن مع أنماط تنقلهم وترتيبات عملهم من المنزل. واستثنت الدراسة أي تغييرات ناجمة عن أحداث حياتية رئيسية (مثل الانتقال إلى وظيفة جديدة أو ولادة أطفال).

وركزت الدراسة على عاملين لمعرفة ما إذا كان هناك أي تأثير على الصحة النفسية: وقت التنقل والعمل من المنزل، كما تمت دراسة ما إذا كانت هذه التأثيرات تختلف بين الأشخاص ذوي الصحة النفسية الجيدة والسيئة.

فوائد العمل الهجين

وكشفت الدراسة أن للعمل من المنزل تأثيراً إيجابياً قوياً على الصحة النفسية للنساء، ولكن فقط في ظروف معينة، فقد سُجلت أكبر المكاسب عندما عملت النساء بشكل رئيسي من المنزل مع قضاء بعض الوقت (يوم إلى يومين) في المكتب أو في الموقع كل أسبوع.

بالنسبة للنساء ذوات الصحة النفسية الضعيفة، أدى هذا الترتيب إلى صحة نفسية أفضل من العمل حصرياً في الموقع. كانت المكاسب مماثلة لتلك الناتجة عن زيادة دخل الأسرة بنسبة 15 في المائة.

ويتوافق هذا الاكتشاف مع دراسة سابقة، وجدت أن نفس النوع من ترتيبات العمل الهجينة أدى إلى تحسين الرضا الوظيفي والإنتاجية.

التوازن بين العمل والحياة الأسرية

لم تقتصر فوائد الصحة النفسية للنساء على توفير وقت التنقل فحسب. ولأن تحليلنا أخذ التنقل في الاعتبار بشكل منفصل، فقد عكست هذه الفوائد جوانب إيجابية أخرى للعمل من المنزل. وتشمل هذه الجوانب انخفاض ضغوط العمل أو مساعدتهن على التوفيق بين العمل والحياة الأسرية.

لم يكن للعمل الخفيف أو المتقطع من المنزل تأثير واضح على الصحة النفسية للنساء. أما الأدلة على العمل من المنزل بدوام كامل فكانت أقل دقة، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى أننا رأينا عدداً قليلاً نسبياً من النساء يفعلن ذلك.

بالنسبة للرجال، لم يكن للعمل من المنزل أي تأثير موثوق إحصائياً على الصحة النفسية، سواء كان إيجابياً أو سلبياً، بغض النظر عن عدد أيام عملهم من المنزل أو في الموقع.

وقد يعكس هذا التوزيع الجنساني للمهام في الأسر الأسترالية، بالإضافة إلى ميل شبكات العلاقات الاجتماعية والصداقة للرجال إلى الاعتماد بشكل أكبر على العمل.

العمل من المنزل والصحة النفسية

وأفادت الدراسة بأن العمال الذين يعانون من ضعف في الصحة النفسية هم الأكثر تأثراً بالتنقلات الطويلة، والأكثر استفادة من ترتيبات العمل من المنزل. ويعود ذلك جزئياً إلى أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الصحة النفسية لديهم بالفعل قدرة محدودة على التعامل مع المواقف العصيبة.

بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من ضعف في الصحة النفسية، يمكن أن يُمثل العمل من المنزل دفعة قوية لرفاهيتهن. وبالنسبة للرجال الذين يعانون من ضعف في الصحة النفسية، فإن تقليل أوقات التنقل الناتج عن ذلك يمكن أن يُساعد أيضاً.

ومع ذلك، يبدو أن العمال الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة أقل تأثراً بأنماط التنقل والعمل من المنزل. قد لا يزالون يُقدرون المرونة، لكن آثار ترتيبات عملهم على الصحة النفسية أقل.

أبرز توصيات الدراسة

وأفادت الدراسة بعدد من التوصيات، وهي:

- إذا كنت عاملاً، فراقب كيف يؤثر التنقل وأنماط العمل من المنزل المختلفة على صحتك النفسية بدلاً من افتراض وجود نهج واحد هو الأفضل. إذا كنت تعاني من مشاكل في الصحة النفسية، فخطط للمهام الأكثر إلحاحاً في الأيام التي تعمل فيها في البيئة التي تشعر فيها براحة أكبر.

- إذا كنت صاحب عمل، فوفر ترتيبات عمل مرنة من المنزل، خاصةً للموظفين الذين يعانون من مشاكل في الصحة النفسية. فكر في نماذج العمل الهجينة التي تشمل كلاً من وقت العمل في المنزل ووقت العمل في المكتب، لأنها تبدو الأكثر فائدة. تعامل مع وقت التنقل كعامل في مناقشات عبء العمل والرفاهية. تجنب سياسات العودة إلى المكتب التي قد لا تناسب الجميع.

- إذا كنت تُصدر سياسات عامة، فاستثمر في تقليل الازدحام وتحسين سعة النقل العام. عزز الأطر التي تشجع على ترتيبات العمل المرنة. ادعم الوصول إلى خدمات الصحة النفسية.


خبراء ينصحون: لا تشترِ هذه الأطعمة مرة أخرى

فتيات يتناولن الآيس كريم على جسر ويستمنستر في لندن (إ.ب.أ)
فتيات يتناولن الآيس كريم على جسر ويستمنستر في لندن (إ.ب.أ)
TT

خبراء ينصحون: لا تشترِ هذه الأطعمة مرة أخرى

فتيات يتناولن الآيس كريم على جسر ويستمنستر في لندن (إ.ب.أ)
فتيات يتناولن الآيس كريم على جسر ويستمنستر في لندن (إ.ب.أ)

ينصح الخبراء باستبعاد مجموعة من الأطعمة تماماً من وجباتك الغذائية. وللأسف، أكثر الأطعمة غير الصحية التي نتناولها هي غالباً الأطعمة الأفضل طعماً.

وبالنظر إلى حجم الضرر الذي يمكن أن تسببه الأطعمة فائقة التصنيع لأجسامنا، حيث كشفت دراسة حديثة أنها ترتبط غالباً بضرر يطول كل عضو رئيسي في الجسم، فقد حان الوقت للتخلي عنها تماماً إذا كنت تطمح لعمر طويل وجسم صحيح.

وكشف الخبراء، وفقاً لموقع «لاد بايبل»، عن مجموعة من الأطعمة والمشروبات يُفترض ألا نشتريها مرة أخرى، وقد ينقذك هذا القرار فعلاً.

إليك الأطعمة والمشروبات التي يجب أن تخرجها مباشرة من سلة التسوق وتعيدها إلى رفوف المتجر:

البيتزا المجمدة

تحتوي البيتزا التي تشتريها من المتاجر على الملح والمواد الحافظة التي لا تُفيد صحتك. من المكونات الشائعة في البيتزا المجمدة حمض «أوميغا-6» الدهني، الذي يمكن أن يسبب التهابات خطيرة في الدماغ. يقول جيمس غودوين، مدير العلوم في شبكة صحة الدماغ البريطانية: «الالتهاب المزمن هو أحد المحركات الرئيسية لأخطر الأمراض الحديثة، بما فيها أمراض القلب، والمتلازمة الأيضية، والسكري، والتهاب المفاصل، وألزهايمر، والعديد من أنواع السرطان». قد تكون البيتزا المجمدة رخيصة وسهلة التحضير، لكن عندما يتعلق الأمر بالبيتزا، تظل تلك المصنوعة من مكونات طازجة هي الأفضل دائماً لجسمك.

عصير البرتقال

أثار هذا المشروب جدلاً طويلاً، فبينما نتعلم منذ الصغر أن الفاكهة مفيدة لصحتنا، نجد أن عصير الفاكهة غالباً ما يكون محملاً بالسكر.

قال جايلز يو، مؤلف كتاب «لماذا لا تحسب السعرات الحرارية» لصحيفة «تلغراف»: «عصير البرتقال يدخل في قائمة أكثر الأشياء التي أكرهها؛ لأن الناس يعتقدون أنه صحي بينما يحتوي في الواقع على نفس تركيز السكر الموجود في كوب من الكولا».

المشروبات الغازية المخصصة للحمية

مشروب شائع آخر هو المشروبات الغازية المخصصة للحمية، حيث توحي كلمة «حمية» (دايت) بانطباع خاطئ عن أنها صحية. وأوضحت الطبيبة صايرة حميد: «تسبب هذه المشروبات اضطراباً في بكتيريا الأمعاء مما يؤثر على مستويات السكر في الدم وتحتوي على سعرات حرارية أكثر من الطعام الذي نتناوله، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن».

الآيس كريم والبسكويت

يحتوي الآيس كريم والبسكويت على محتوى عالٍ من السكر. وتقول ريهان ستيفنسون، اختصاصية التغذية ومؤسسة علامة «آرتاه» للعناية الصحية: «يجب التخلص من الأطعمة التي تحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز من نظامك الغذائي».

اللحوم المصنعة والحمراء

نوع آخر من الأطعمة ارتبط بالتسبب في السرطان هو اللحوم المصنعة والحمراء؛ لذا من يتبعون أنظمة «اللحوم فقط» لا يدركون عواقب أفعالهم. أكدت مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أن كل 35 غراماً من اللحوم المصنعة تتناولها يومياً تزيد خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 20 في المائة بينما يصبح الخطر بنسبة 19 في المائة مع كل 50 غراماً من اللحوم الحمراء.

الخبز الأبيض

تقول خبيرة التغذية لوسي ميلر: «الخبز الأبيض هو كربوهيدرات مكررة للغاية تحتوي على قيمة غذائية ضئيلة، وهو أكبر مساهم في استهلاك الملح في المملكة المتحدة، كما أنه طعام مرتفع على مؤشر الجلايسيمي، الذي يقيس سرعة وحدة تأثير الأطعمة على مستويات الجلوكوز في الدم»؛ لذا، ربما يكون من الأفضل الالتزام بالخبز المصنوع منزلياً والمخبوز طازجاً بدلاً من المنتجات المعبأة.

الزبادي قليل الدسم ذو النكهة

عندما تكون المنتجات قليلة الدسم، يتم ضخ السكر لتعويض النكهة المفقودة في الزبادي، وهو ما ليس مفيداً لصحتنا بطبيعة الحال.

في هذه الحالة، يُعد الزبادي الطبيعي كامل الدسم أو الزبادي اليوناني الخيار الأفضل على الأرجح.

تقول الدكتورة إيميلي ليمينغ، كبيرة علماء التغذية في «كينغز كوليدج» بلندن: «هناك حد يبدأ عنده الضرر الناتج عن السكريات المضافة وهو نحو 65 غراماً يومياً؛ لذا كلما تجاوزت هذه الكمية زاد ارتباط ذلك بمشكلات صحية. تذكروا مع ذلك أن ما تتناولونه على المدى الطويل هو المهم، وليس طعام يوم واحد فقط».

زيت جوز الهند

قد يكون من الأفضل التمسك بزيت الزيتون البكر عالي الجودة. وتوضح الطبيبة إيميلي ليمينغ: «يحظى زيت جوز الهند باهتمام إعلامي كبير وسمعة كونه مفيداً لصحتك، لكن هذا لا يستند إلى أدلة علمية. في الواقع، يحتوي على نسبة دهون مشبعة تزيد بنحو الثلث عن الزبدة، وتقليل تناول الدهون المشبعة مهم لخفض خطر الإصابة بأمراض القلب».

الأطعمة فائقة التصنيع الأخرى

إذا تمكنت من تجنب المواد الغذائية السابقة في مشترياتك الأسبوعية، فمن المهم ألا تملأ الفراغ بأطعمة رخيصة وسهلة التحضير أخرى، مثل الوجبات الجاهزة أو الشعيرية سريعة التحضير؛ لأنها أيضاً قد تكون فائقة التصنيع. من الضروري الحفاظ على نظام غذائي متوازن وصحي يحتوي على الكثير من الخضراوات والألياف، التي غالباً ما تفتقر إليها هذه الأطعمة.