خامنئي ينفي ضلوع إيران في هجوم «حماس» على إسرائيل

ماكرون: رضا إيران عن العملية غير مقبول

المرشد الإيراني يلقي خطاباً في حفل تخرج بكلية عسكرية في طهران، الثلاثاء (رويترز)
المرشد الإيراني يلقي خطاباً في حفل تخرج بكلية عسكرية في طهران، الثلاثاء (رويترز)
TT

خامنئي ينفي ضلوع إيران في هجوم «حماس» على إسرائيل

المرشد الإيراني يلقي خطاباً في حفل تخرج بكلية عسكرية في طهران، الثلاثاء (رويترز)
المرشد الإيراني يلقي خطاباً في حفل تخرج بكلية عسكرية في طهران، الثلاثاء (رويترز)

نفى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء، ضلوع طهران في العملية التي شنّتها «حركة حماس» ضدّ إسرائيل، السبت، مذكّراً بالدعم الإيراني للفلسطينيين. واعتبر خامنئي، في كلمة ألقاها أمام كلية عسكرية، أن إسرائيل عرفت «فشلاً لا يُمكن إصلاحه في المجالَين العسكري والاستخباراتي» بعد الهجوم الذي بدأته «حماس». وأضاف: «أشدّد على عبارة؛ لا يمكن إصلاحه»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وتابع: «إن أنصار النظام الصهيوني وآخرين نشروا شائعات في اليومين أو الأيام الثلاثة الماضية، بما في ذلك أن إيران الإسلامية تقف وراء هذه العملية. إنهم على خطأ». وقال أيضاً: «بالطبع ندافع عن فلسطين، ندافع عن النضالات»، داعياً «العالم الإسلامي كلّه» إلى «دعم الفلسطينيين».

ومنذ السبت، تصدّرت إيران داعمي الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على إسرائيل، مع رفضها في الوقت نفسه الاتهامات بأنها مسؤولة بشكل مباشر عن اندلاع الحرب.

فرنسا تبحث عن دور طهران

إلى ذلك، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، إن رضا إيران عن هجوم «حماس» على إسرائيل غير مقبول. مضيفاً أن فرنسا تبحث إذا كانت طهران متورطة بشكل مباشر في الأمر.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس في هامبورغ، الثلاثاء (د.ب.أ)

وقال: «ليس لديّ ما أقوله عن تورط مباشر لإيران لعدم وجود دليل رسمي لدينا، لكن من الواضح أن التصريحات العلنية للسلطات الإيرانية غير مقبولة... ومن المرجح أن (حماس) حصلت على مساعدة». ونقلت وكالة «رويترز» عن ماكرون قوله أيضاً في مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني أولاف شولتس: «سأظل حذراً في ما يتعلق بهذا الأمر إلى حين الحصول على معلومات مخابرات مثبتة».

وشدّد كل من ماكرون وشولتس على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات على أراضيها. وقال ماكرون: «آمل أن تسمح الأيام المقبلة لإسرائيل بوقف أي هجوم على الأراضي الإسرائيلية وإطلاق سراح الرهائن».

ورداً على سؤال حول ما إذا كان يتعين على أوروبا وقف جميع المساعدات المالية للفلسطينيين رداً على هجوم «حماس»، رفض ماكرون هذا، قائلاً: «يجب ألا نخلط بين الحرب على الإرهاب وبين الحقوق الإنسانية الأساسية في دعم السكان المدنيين».


مقالات ذات صلة

بشارة بحبح لـ«الشرق الأوسط»: المرحلة الثانية لاتفاق غزة الشهر المقبل

خاص رجال يسيرون على طول زقاق موحل في مخيم مؤقت يؤوي نازحين فلسطينيين بعد هطول أمطار غزيرة في حي الزيتون بمدينة غزة (أ.ف.ب) play-circle

بشارة بحبح لـ«الشرق الأوسط»: المرحلة الثانية لاتفاق غزة الشهر المقبل

قال رئيس لجنة «العرب الأميركيين من أجل السلام»، والوسيط في غزة، بشارة بحبح، إن المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة ستكون الشهر المقبل.

محمد الريس (القاهرة)
المشرق العربي رأفت علوان (32 عاماً) على اليمين وعائلته يقفون خارج خيمتهم بينما ملابسهم ملقاة على غطاء بلاستيكي لتجف في مخيم مؤقت للنازحين الفلسطينيين أقيم على الشاطئ خلال صباح بارد في مدينة غزة (أ.ب) play-circle

وفاة 17 فلسطينياً بينهم 4 أطفال جراء المنخفضات الجوية في غزة

أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، أن أكثر من 17 بناية سكنية انهارت بشكل كامل منذ بدء المنخفضات الجوية في القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة )
المشرق العربي موجة أمطار جديدة تُغرق شوارع غزة المنكوبة play-circle 02:43

موجة أمطار جديدة تُغرق شوارع غزة المنكوبة

أجبرت الأمطار الغزيرة بعض السكان على دفع سياراتهم في شوارع قطاع غزة المغمورة بالمياه، بينما لجأ آخرون إلى عربات تجرّها الحمير لعبور السيول.

«الشرق الأوسط» (غزة)
تحليل إخباري مساعدات مصرية تتكدس أمام معبر رفح بانتظار السماح بدخولها إلى قطاع غزة (الهلال الأحمر المصري)

تحليل إخباري اجتماع الدوحة... هل يعجّل بتشكيل قوة «استقرار غزة»؟

تدخل مرحلة نشر «قوات الاستقرار» في قطاع غزة مرحلة نقاشات تبدو نهائية، مع اقتراب الموعد الرئيسي لانتشارها العام المقبل، وفق تسريبات أميركية.

محمد محمود (القاهرة)
الولايات المتحدة​ استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة عند المدخل الجنوبي للبيت الأبيض في 7 يوليو 2025 (د.ب.أ)

لقاء ترمب - نتنياهو في فلوريدا... جلسة «توبيخ» أم «تهدئة»؟

أكدت تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مساء الاثنين، بأن إدارته تجري تحقيقاً لتحديد ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت وقف إطلاق النار.

هبة القدسي (واشنطن)

إسرائيل تعيد سكان الشمال وسط استعدادات لحرب جديدة على لبنان

جنود إسرائيليون يقفون فوق مركبات مدرعة للجيش خارج مستوطنة أفيفيم الزراعية بجوار الحدود اللبنانية في الجليل الأعلى الخميس 28 نوفمبر 2024 (أ.ب)
جنود إسرائيليون يقفون فوق مركبات مدرعة للجيش خارج مستوطنة أفيفيم الزراعية بجوار الحدود اللبنانية في الجليل الأعلى الخميس 28 نوفمبر 2024 (أ.ب)
TT

إسرائيل تعيد سكان الشمال وسط استعدادات لحرب جديدة على لبنان

جنود إسرائيليون يقفون فوق مركبات مدرعة للجيش خارج مستوطنة أفيفيم الزراعية بجوار الحدود اللبنانية في الجليل الأعلى الخميس 28 نوفمبر 2024 (أ.ب)
جنود إسرائيليون يقفون فوق مركبات مدرعة للجيش خارج مستوطنة أفيفيم الزراعية بجوار الحدود اللبنانية في الجليل الأعلى الخميس 28 نوفمبر 2024 (أ.ب)

يتسبب التناقض في قرارات الحكومة الإسرائيلية تجاه التهديدات الحربية للبنان في بلبلة بين سكان المناطق الشمالية في أعالي الجليل، الذين تدفعهم السلطات إلى العودة إلى البلدات التي هجروا منها في بداية الحرب. ويتساءلون عمّا إذا كانت التهديدات بالحرب جدية أم لا، ويتذمرون من الإهمال الشديد لوضعهم الحرج والأخطار التي تهددهم في حال استئناف الحرب.

البلبلة المحلية

ويشكو المواطنون من أن الحكومة تحثهم على العودة إلى بلداتهم في وقت تشهد فيه منطقة الشمال تحركات عسكرية كبيرة. وهم لا يمانعون في مواجهة حرب أخرى على «حزب الله»، لأنهم يثقون بأنه ما زال قوياً ويشكل تهديداً لمستقبلهم في بيوتهم ومصالحهم. لكنهم يرغبون أيضاً في التيقن من أن الحكومة تحترم تضحياتهم وتمنحهم حقوقهم وتعويضاتهم عن خسائرهم. والتناقضات التي تبثها الحكومة إزاء لبنان تثير لديهم شكوكاً حول جدية التهديد.

التناقضات الحكومية

وقال تقرير نشره موقع «واينت»، الأربعاء، إن الجيش الإسرائيلي يقوم بالتمهيد للعملية التي يخطط لها في الشمال، ويضغط على المستوى السياسي لتنفيذها، وذلك رغم أن «حزب الله» قرر مواصلة سياسة ضبط النفس قبل نحو شهر عقب اغتيال ما تصفه إسرائيل برئيس أركان «حزب الله» هيثم علي طبطبائي.

جنود إسرائيليون خلال دورية في مستوطنة أفيفيم الزراعية بجوار الحدود اللبنانية بالجليل الأعلى (أ.ب)

ولم يُطلِق الحزب حتى قذيفة هاون واحدة رداً على تصفية قائده العسكري الأبرز. لكن هذا لن يكون الحال في جولة التصعيد المقبلة، إذ يقدّر جيش الاحتلال أن «حزب الله» سيعمل وفق خطة نارية منظمة تشمل إطلاق مئات الصواريخ والقذائف والطائرات المسيّرة والذخائر الانتحارية على مدى عدة أيام.

التهديد المرتقب

وبحسب التقرير، فإنه وعلى عكس الجولات السابقة مع غزة على مرّ السنين، وكذلك مع «حزب الله» بين الحين والآخر، ستكون هذه المرة آلية لإغلاق التصعيد والعودة إلى وقف إطلاق النار، ويقصد بذلك غرفة عمليات فعّالة ومجربة من العام الماضي تضم ضباطاً أميركيين ولبنانيين، وتوزّع نشاطها بين بيروت ومقر قيادة المنطقة الشمالية للجيش في صفد.

وعلى أي حال، يقدّر مسؤولون في جيش الاحتلال أن إسرائيل لن تنفذ هذه العملية من دون موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومن ثم فمن المشكوك فيه أن تتم قبل زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض في نهاية الشهر.

غرفة عمليات

ويقدر قادة شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي أن «حزب الله» يفضّل في هذه المرحلة مواصلة امتصاص الهجمات شبه اليومية لجيشهم، وإدارة صراعاته الداخلية في لبنان التي يراها أكثر قابلية للسيطرة. ويشيرون إلى أن هيمنة «حزب الله» كحركة سياسية مدنية تضررت خلال العام الماضي، وأن المنظمة تواجه صعوبة في دفع إيجارات عشرات آلاف اللبنانيين النازحين داخل بلادهم، الذين لم يعودوا بعد إلى منازلهم المدمرة في جنوب لبنان إثر العدوان البري للجيش الإسرائيلي.

جنود إسرائيليون يقفون بجوار دباباتهم على الحدود مع لبنان في الجليل الأعلى شمال إسرائيل 28 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ويزعم مسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية: «نرى عدداً متزايداً من المؤيدين الشيعة الذين يفضلون الانتقال لدعم حركة أمل، المنافسة لـ(حزب الله)، الذي لم يعد قادراً على دعم آلاف العائلات الثكلى والمصابين. ومع ذلك، لا يزال (حزب الله) أقوى عسكرياً من الجيش اللبناني، وعندما تنقلب هذه المعادلة سنعلم أن هناك تغييراً لصالحنا».

الوضع الداخلي

وبحسبهم: «إلى أن يحدث ذلك، سيواصل (حزب الله) إعادة بناء قدراته، أساساً عبر الإنتاج الذاتي وتحويل صواريخه إلى صواريخ دقيقة، وسنكون مضطرين إلى مواصلة القتال ضده بأي ثمن».

التسلح المستمر

وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، هناك نقاشات حادة بشأن المرحلة المقبلة لدى متخذي القرار في قيادتي الجيش والمستوى السياسي، ويتساءلون: هل تستحق جولة لإضعاف «حزب الله» شللاً جديداً للجليل، وسقوط صواريخ في حيفا، وصفارات إنذار في تل أبيب التي بدأت للتو في استضافة مباريات رياضية أوروبية مجدداً؟

المرحلة المقبلة

يذكر أن الحكومة كانت قد بادرت إلى إجلاء نحو 70 ألف مواطن من بيوتهم في الشمال مع اندلاع الحرب. وقد عاد 85 في المائة منهم إلى بيوتهم، وبحسب تقديرات الوزير زئيف الكين، المسؤول عنهم، فإن الباقين (15 في المائة) لن يعودوا أبداً، وقد ثبتوا مكوثهم في مناطق أخرى داخل إسرائيل أو خارجها. ويشير العائدون إلى تذمرهم من تعامل الحكومة، متهمين إياها بالتقصير والإهمال ونكث الوعود، ويقولون إن غالبيتهم لم يحصلوا على ما يستحقونه من تعويضات عن خسائرهم المادية والنفسية.


نتنياهو يعلن «أكبر صفقة غاز لإسرائيل» مع مصر

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو يعلن «أكبر صفقة غاز لإسرائيل» مع مصر

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، الموافقة على صفقة الغاز مع مصر، مشيراً إلى أن الصفقة هي الأكبر في تاريخ إسرائيل.

وقال نتانياهو في خطاب متلفز «وافقت اليوم على أكبر اتفاق غاز في تاريخ إسرائيل. تبلغ قيمة الصفقة 112 مليار شيكل (34,7 مليار دولار). ومن هذا المبلغ الإجمالي، سيذهب 58 مليار شيكل (18 مليار دولار) إلى خزائن الدولة».

وأضاف «الاتفاق مع شركة شيفرون الأميركية، بالتعاون مع شركاء إسرائيليين سيقومون بتزويد مصر بالغاز». وقال وزير الطاقة إيلي كوهين الذي كان حاضرا أثناء الخطاب «هذا أكبر اتفاق تصدير في تاريخ الدولة».


إسرائيل تحذر من محاولة طهران إحياء برنامجها النووي

القاذفة الشبح «بي 2 سبيريت» التابعة لسلاح الجو الأميركي بعد عودتها من الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية (رويترز)
القاذفة الشبح «بي 2 سبيريت» التابعة لسلاح الجو الأميركي بعد عودتها من الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية (رويترز)
TT

إسرائيل تحذر من محاولة طهران إحياء برنامجها النووي

القاذفة الشبح «بي 2 سبيريت» التابعة لسلاح الجو الأميركي بعد عودتها من الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية (رويترز)
القاذفة الشبح «بي 2 سبيريت» التابعة لسلاح الجو الأميركي بعد عودتها من الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية (رويترز)

بعد ستة أشهر من قصف منشآت طهران النووية، كشفت تقارير عن تفاصيل جديدة عن اغتيال مسؤولين وعلماء مرتبطين بالبرنامج الإيراني خلال حرب الأيام الـ12، فيما حذر رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنياع من عودة طهران إلى نشاطها النووي، رافضاً في الوقت نفسه أي اتفاق جديد وصفه بـ«السيئ».

وقال برنياع ، مساء الثلاثاء، إن «فكرة مواصلة تطوير قنبلة نووية ما زالت تخفق في قلوبهم»، مضيفاً أن «المسؤولية تقع على عاتقنا لضمان ألا يفعّل مجدداً المشروع النووي الذي تضرر بشكل بالغ، وذلك بتعاون وثيق مع الأميركيين»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأشاد برنياع الذي تنتهي ولايته في 13 يونيو (حزيران) المقبل، بالضربات الافتتاحية المفاجئة التي شنّتها إسرائيل في الحرب، معتبراً أنها كشفت عن حجم المعلومات الاستخباراتية التي جمعها عملاء إسرائيليون عن إيران. وقال: «استفاق نظام الملالي، في لحظة واحدة، ليكتشف أن إيران مكشوفة بالكامل ومخترَقة».

رئيس «الموساد» ديفيد برنياع في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب يناير 2023 (أرشيفية - رويترز)

وأعرب برنياع عن تشكيكه في أي حل دبلوماسي مع طهران، وحذر من رهانها على التوصل إلى تسوية جديدة، مضيفاً: «تعتقد إيران أنها قادرة على خداع العالم مرة أخرى وإبرام اتفاق نووي سيئ جديد. نحن لم نسمح ولن نسمح بتحقيق اتفاق سيئ».

وأضاف أن إيران «دولة التزمت بتدمير إسرائيل»، وأن مستويات تخصيب اليورانيوم التي وصلت إليها «لا يمكن تفسيرها إلا برغبتها في امتلاك قدرة نووية عسكرية».

وتتهم القوى الغربية إيران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي، وتعمل على منعها من ذلك، في حين تنفي طهران باستمرار هذه الاتهامات.

وخلال ولايته الأولى، انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق التاريخي الموقّع عام 2015 والذي قيّد تخصيب إيران للمواد النووية مقابل رفع العقوبات، وهو اتفاق عارضته إسرائيل.

وبدأت إيران والولايات المتحدة مفاوضات للتوصل إلى اتفاق جديد في أبريل (نيسان)، بوساطة عُمانية، لكن تلك المحادثات توقفت فجأة بعد الهجوم الإسرائيلي المباغت على إيران في 13 يونيو، والذي أشعل نزاعاً استمر 12 يوماً. وانضمت الولايات المتحدة لاحقاً إلى المواجهة بشنّ ضربات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية.

عملية «نارنيا»

تزامنت تحذيرات برنياع مع تحقيق مشترك نشرته صحيفة «واشنطن بوست» بالتعاون مع برنامج «فرونتلاين» على قناة «بي بي إس» الأميركية.

وبحسب التقرير، فإن إسرائيل أعدت، قبل حرب يونيو مع إيران، شبكة من العملاء داخل البلاد، وجهزت طياريها وأسلحة دقيقة، ضمن حملة متعددة المسارات استهدفت البنية النووية الإيرانية ومنصات الصواريخ والدفاعات الجوية، إلى جانب اغتيال علماء نوويين بارزين.

واعتبر مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن إلحاق ضرر محدود بالبرنامج النووي الإيراني لا يكفي، وأن الهدف شمل أيضاً ضرب ما وصفوه بـ«العقل المدبر» من مهندسين وفيزيائيين يعتقد أنهم يعملون على جوانب حساسة مرتبطة بتحويل مواد انشطارية إلى قنبلة.

وذكر التقرير أن الأسلحة الإسرائيلية بدأت عند نحو الساعة 3:21 صباحاً يوم 13 يونيو في ضرب مبانٍ سكنية وشقق في طهران. وقال إن العملية التي حملت اسم «نارنيا» ركزت على كبار العلماء النوويين بعدما جمعت معلومات عن 100 عالم.

وأضاف أن محمد مهدي طهرانجي قتل في شقته في مبنى يعرف باسم «مجمع الأساتذة» بطهران، فيما قتل فريدون عباسي الذي ترأس اللجنة النووية في البرلمان السابق، وترأس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية خلال عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد، بعد ذلك بساعتين في ضربة أخرى. ونقل التقرير عن إسرائيل قولها إنها اغتالت 11 عالماً نووياً إيرانياً بارزاً في 13 يونيو والأيام التالية.

طهرانجي يتحدث إلى المرشد الإيراني علي خامنئي خلال لقاء الأخير مع مسؤولين للبرنامج النووي (أرشيفية - موقع خامنئي)

وقالت «واشنطن بوست» إن تقريرها يستند إلى مقابلات مع مسؤولين حاليين وسابقين في إسرائيل وإيران ودول عربية والولايات المتحدة، تحدث بعضهم شريطة عدم الكشف عن هويته لوصف عمليات سرية وتقييمات.

ونقل التقرير عن مسؤولين من إسرائيل والولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية قولهم إن البرنامج النووي الإيراني ربما تأخر لسنوات، لكنه لا يرقى إلى ما وصفه ترمب بأنه «تدمير كامل وتام» للبرنامج.

وأضاف التقرير أن إيران لا تزال تتخذ موقفاً متحدياً عبر التمسك بأنشطة التخصيب. ونقل عن أمير طهرانجي قوله لـ«فرونتلاين» إن عمل شقيقه سيستمر، مضيفاً أن «المعرفة لم تفقد لبلدنا».

وقال التقرير إن إسرائيل نفذت في السابق عمليات اغتيال لعلماء إيرانيين مع هامش إنكار، من بينها قنابل مغناطيسية لُصقت بسيارات في شوارع طهران، ومحاولة عام 2010 نجا منها عباسي، واغتيال محسن فخري زاده في 2020 عبر سلاح يُدار عن بعد.

وذكر التقرير أن «واشنطن بوست» وموقع «بيلينغكات» تمكنا من التحقق بشكل مستقل من مقتل 71 مدنياً في خمس ضربات استهدفت علماء نوويين، بالاستناد إلى صور أقمار اصطناعية وتحديد مواقع فيديوهات وإشعارات وفاة وسجلات مقابر وتغطية جنازات.

وأضاف أن التحقق شمل مقتل 10 مدنيين، بينهم رضيع عمره شهران، في ضربة «مجمع الأساتذة» في حي سعادت آباد بطهران، مع مؤشرات إلى أن قوة الانفجار قاربت قنبلة تزن نحو 500 رطل.

وأشار التقرير إلى استهداف محمد رضا صديقي صابر في منزله بطهران خلال الموجة الأولى، لكنه لم يكن موجوداً وقتها وقُتل ابنه البالغ 17 عاماً. وفي 24 يونيو، قال التقرير إنه قُتل في منزل قريب له بمحافظة جيلان خلال مراسم عزاء، مع التحقق من مقتل 15 مدنياً، بينهم أربعة قُصر، وتدمير منزلين.

ونقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم سعوا لتقليل الضحايا المدنيين. وفي المقابل، قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن الضربات الإيرانية الانتقامية أصابت مدارس ومستشفيات ومواقع مدنية وقتلت 31 إسرائيلياً. وقال متحدث باسم الحكومة الإيرانية في يوليو (تموز) إن 1062 شخصاً قُتلوا في الضربات الإسرائيلية، بينهم 276 مدنياً.

الضربات الأميركية

وحملت الحملة الأوسع ضد إيران اسم «الأسد الصاعد»، وشملت ضربات جوية ومسيرات وعملاء على الأرض، ودمّرت أكثر من نصف منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية، وحيّدت دفاعات جوية، واستهدفت محطات كهرباء وأنظمة تهوية قالت إنها ضرورية لتشغيل أجهزة الطرد المركزي في نطنز وفوردو. وأضاف أن ضربات أميركية لاحقة شملت قاذفات الشبح «بي 2 سبيريت» وصواريخ توماهوك.

وقال التقرير إن «الموساد» حشد أكثر من 100 عميل إيراني، وزود بعضهم بسلاح «خاص» من ثلاثة أجزاء لتنفيذ ضربات دقيقة ضد أصول عسكرية،، وإن السلطات الإيرانية عثرت على بعض المنصات لكن ليس الصواريخ أو «المكون الثالث» السري.

سياسياً، كشف التقرير عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرض على ترمب في بداية ولايته الثانية أربعة سيناريوهات لعمل عسكري ضد إيران، وأن الإدارة الأميركية أبقت باب الدبلوماسية مفتوحاً علناً بالتزامن مع التنسيق الاستخباراتي والعملياتي. وأضاف أن محادثات نووية كان مقرراً عقدها في 15 يونيو استُخدمت كجزء من مناورة لخداع إيران، وإبقاء الانطباع بوجود تباعد بين واشنطن وتل أبيب.

وذكر التقرير أن الولايات المتحدة نقلت في 15 يونيو، عبر وسطاء قطريين، مقترحاً إلى إيران تضمن وقف دعم جماعات مثل «حزب الله» و«حماس»، وأن تستبدل بمنشأة فوردو وأي منشأة تخصيب عاملة، مرافق لا تسمح بالتخصيب، مقابل رفع «جميع العقوبات» عن إيران. وأضاف أن طهران رفضت المقترح، ثم أذن ترمب بتوجيه ضربات أميركية.

ترمب يتحدث في المكتب البيضاوي بينما وضع أمامه مجسماً من قاذفات «بي 2» التي قصفت منشآت إيران النووية 6 أغسطس الماضي (أ.ف.ب)

وبشأن تأثير العلميات العسكرية على البرنامج الإيراني، نقل التقرير عن «معهد العلوم والأمن الدولي» قوله في تقييم صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) إن الأضرار الناجمة عن الضربات على مواقع نووية كانت واسعة وفي بعض الحالات «كارثية». وقال مسؤولون إسرائيليون إن منشأة نطنز دمرت، وأجزاء من مجمع أصفهان طمست، وتعرضت منشأة فوردو لأضرار جسيمة.

وقال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لـ«فرونتلاين» إن الأضرار «كبيرة جداً»، وإن إيران لا تزال تمتلك نحو 900 رطل من يورانيوم مخصب حتى 60 في المائة في أصفهان وفوردو ونطنز، لكن الوصول إليها غير واضح، مع منع المفتشين من دخول مواقع رئيسية.

وأضاف التقرير أن إيران كثفت البناء في موقع تحت الأرض قرب نطنز يُعرف باسم «جبل كالانغ»، وأنها تحاول إعادة بناء مخزون الصواريخ الباليستية بمساعدة من الصين، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين ومحللين أميركيين. كما نقل عن ترمب تهديده بضربات جديدة إذا عادت إيران إلى تخصيب اليورانيوم بمستويات مرتفعة.

وبشأن التقديرات الأميركية، قالت مصادر مطلعة إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جمعت منذ 2023 معلومات تفيد بأن باحثين يعملون ضمن وحدة بوزارة الدفاع الإيرانية تُعرف باسم «سبند» كانوا يستكشفون سبل تسريع بناء سلاح نووي إذا تغير قرار القيادة الإيرانية.

وقدرت الوكالة، وفق هذه المصادر، أن الإيرانيين بحثوا تصنيع «جهاز نووي بدائي» يمكن إنتاجه خلال نحو ستة أشهر باستخدام مخزونات اليورانيوم المخصب لديهم، مع الإشارة إلى أن هذا الجهاز سيكون محدوداً من حيث الاختبار المسبق أو وسائل الإيصال بعيدة المدى.

وأضافت المصادر أن تقديرات استخباراتية أميركية وإسرائيلية لم تخلص إلى أن إيران بدأت فعلياً تصنيع قنبلة، لكنها أشارت إلى تزايد القلق بحلول ربيع 2025 من احتمال صعوبة رصد أي انتقال سريع إلى مرحلة التجميع في الوقت المناسب. كما قالت إن الإيرانيين بدوا وكأنهم يدرسون أيضاً مفاهيم مرتبطة بأسلحة اندماجية، لكن محللين أميركيين وإسرائيليين اعتبروها «خارج المتناول» في المدى المنظور.

ونقل التقرير عن علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قوله لـ«فرونتلاين»: «لا يمكن تدمير البرنامج النووي الإيراني أبداً... لأنهم لا يستطيعون سلبك الاكتشاف بعد أن تكتشف التقنية».