أكدت عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى «حركة حماس» في قطاع غزة، الخميس، أن ممثلي الأمم المتحدة الذين استقبلوهم في جنيف وعدوا بإصدار موقف متعاطف معهم، يدعو إلى حث الجهود لإطلاق سراحهم.
وقالت ليئا غولدن، والدة الضابط هدار غولدن، التي قالت إسرائيل إنه قتل لدى أسره، إن مسؤولي دوائر حقوق الإنسان في مقر الأمم المتحدة في جنيف أكدوا لهم، الأربعاء، تعاطفهم وموافقتهم على ضرورة إعطاء معلومات عن الأسرى للعائلات. مضيفة: «نعاني من ضبابية قاتلة طيلة 9 سنوات حول مصائر أولادنا. مثل هذه المعلومات يمكن أن تبني الثقة التي تسهل إبرام صفقة تبادل أسرى بيننا وبينهم».
المعروف أن هناك 4 أسرى إسرائيليين في غزة، بينهم جنديان، هما هدار غولدين وأورون شاؤول، اللذان وقعا في الأسر في آخر أيام العملية الحربية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، في سنة 2014. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنهما قتلا عند أسرهما. وهناك من يؤكد أنهما قتلا وفق مبدأ «هنيبعل»، أي برصاص إسرائيلي. وهناك مواطنان مدنيان، هما اليهودي من أصل إثيوبي، أفراهام منغيستو، والعربي من بدو النقب، هشام السيد، وكلاهما يعانيان اضطرابات عقلية، وكانا دخلا إلى قطاع غزة خلال عامي 2014 و2015 بإرادتهما.
وقد امتنعت حكومات بنيامين نتنياهو ونفتالي بنيت ويائير لبيد عن التوصل إلى صفقة مع «حماس» لإطلاق سراحهم، لرفضها دفع الثمن بإطلاق 1000 أسير فلسطيني بالمقابل. وينتقد ذوو هؤلاء الأسرى حكومات إسرائيل على فشلها في إعادتهم، لكن حكومة نتنياهو تحاول تجنيد العائلات ضد «حماس».
ونظمت وزارة الخارجية الإسرائيلية للعائلات زيارة لبابا الفاتيكان فرنسيس في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وزيارة إلى جنيف للقاء فولكر تورك، المفوّض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وجيل كاربونير، نائب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لطلب مساعدة المنظمتين الدوليتين في استرداد أبنائها.
ورافقت العائلات شولي دافيدوفتش، رئيسة دائرة الشتات في وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي قالت إن الهدف هو «تجنيد ضغط دولي على (حركة حماس) حتى تخفف من شروطها لإطلاق سراح الأسرى».
من جهتها، أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى «سرّية المحادثات»، لكنّها أكدت أن عائلات المفقودين «إسرائيليين أو فلسطينيين (...) لها الحقّ في معرفة مصير أقاربها». وقالت اللجنة: «يجب التعرف على جثث الذين قتلوا خلال النزاع ومعاملتها بكرامة، وإعادتها»، مؤكدة أنها «تسعى جاهدة لتوضيح مصير الأشخاص المفقودين من كلّ أطراف النزاع».
يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يأتي فيها والدا هشام السيد إلى نشاط دولي لطلب المساعدة من المجتمع الدولي بعد محاولتهما تنظيم مفاوضات مع «حماس» عبر المجتمعات البدوية. وقال والده، شعبان السيد، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ تلك الجهود باءت بالفشل و«جئنا إلى هنا كملاذ أخير، على أمل أن تساعدنا الأمم المتحدة في إعادته إلى الوطن بعد 8 سنوات».