قال مصدر مقرب من المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي لـ«الشرق الأوسط»، إن حسين العائب رئيس جهاز الاستخبارات الليبية التابع لحكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والموجود منذ بضعة أيام في بنغازي بشرق البلاد، تفقد مدينة درنة مؤخراً برفقة العميد صدام، نجل حفتر وقائد «القوات الخاصة» في الجيش.
لكن المصدر، الذي طلب عدم كشف اسمه، نفى اجتماع حفتر مع العائب، لافتاً إلى أن زيارة الأخير إلى درنة، «تمت بموافقة الجميع، بما في ذلك حكومة الدبيبة»، التي رفض الناطق باسمها التعليق على هذه المعلومات.
ورصدت وسائل إعلام محلية، ظهور العائب مع نجل حفتر، خلال جولة تفقدية بمدينة درنة، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول بارز في حكومة الدبيبة منذ الإعصار الذي اجتاح مناطق شرق البلاد في 10 الشهر الحالي.
وكان جهاز الاستخبارات الليبية أعلن مشاركته في جهود الإنقاذ والإغاثة، وتقديم المعونات والمساعدة للناجين والمتضررين من الفيضانات والسيول بمدينة درنة. كما أعلن تسيير قوافل للمدينة، ضمت عدة فرق في إدارة الأزمات، والغواصة المحترفين، وفرقة خاصة بكلاب تقفي الأثر، ومجموعة الاتصالات، بالإضافة إلى قافلة من المعونات العينية للأسر المتضررة.
وإلى ذلك، قال مدير عمليات «الهلال الأحمر المصري» في تصريحات تلفزيونية، إنه أسهم في انتشال 3500 جثة في ليبيا، كما تحدثت «الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين»، عن انتشال 21 جثة من الضحايا العالقين تحت الركام شرق مدينة درنة، رغم ما وصفته بـ«الظروف الصعبة في التضاريس والتجويفات الجغرافية، وحجم الخراب والدمار الذي عصف بالمدن الشرقية».
بدورها، أعلنت «الهيئة الليبية للإغاثة» بالمنطقة الشرقية، توزيع مساعدات غذائية مقدمة من «برنامج الغذاء العالمي»، على الأسر المتضررة في عدة أحياء متفرقة بمدينة درنة، مشيرة إلى تسييرها، بدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، قافلة مساعدات إيوائية للمتضررين من أهالي المدينة المقيمين بمدينة المرج وضواحيها.
وأعلنت حكومة «الوحدة» أن أكثر من 70 طائرة إغاثية من 24 دولة، ونحو 8 سفن وصلت إلى البلاد لمساعدة متضرري الفيضانات. كما أعلن «الفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة»، دعم هولندا، ليبيا، بمبلغ مليوني يورو لتوفير الغذاء والدواء والمأوى والرعاية الطبية للمتضررين، بينما تعتزم أستراليا تقديم مليون دولار، كما توفر كوريا الجنوبية مليوني دولار لبرنامج الأمم المتحدة في ليبيا للأعمال الإغاثية.
وأكدت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة»، مغادرة طاقم زورق تابع لأمن السواحل، ميناء درنة الأحد، عائداً إلى طرابلس، بعد انتهاء المهمة المكلف بها في عمليات البحث والإنقاذ والانتشال.
كما أعلنت غرفة درنة الأمنية تكريم فريقي الإنقاذ المجري والأردني «تقديراً لجهودهما في عمليات البحث والإنقاذ داخل مناطق وأحياء مدينة درنة والمساهمة في انتشال الضحايا الموجودين بالمباني المتضررة والمُدمرة في مدن الجبل الأخضر والساحل الشرقي».