«القوات اللبنانية» ترمي الكرة في ملعب «الممانعة»: لنفتح ثغرة بتأييد قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية

كرم كشف لـ«الشرق الأوسط» أن وفداً قطرياً في بيروت يحشد له

العماد جوزيف عون (قيادة الجيش)
العماد جوزيف عون (قيادة الجيش)
TT
20

«القوات اللبنانية» ترمي الكرة في ملعب «الممانعة»: لنفتح ثغرة بتأييد قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية

العماد جوزيف عون (قيادة الجيش)
العماد جوزيف عون (قيادة الجيش)

اقتربت المعارضة اللبنانية خطوة باتجاه تأييد وصول قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى رئاسة الجمهورية بدلاً من مرشحها جهاد أزعور، إذ قال عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم إن «القوات اللبنانية» لا تمانع وصول العماد عون في حال قربت الممانعة باتجاه تفاهم لفتح ثغرة بالملف الرئاسي، رامياً الكرة في ملعب «قوى الممانعة».

فالخيارات في المواجهة الرئاسية أصبحت محصورة بين رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية وقائد الجيش الذي يتردد على الساحة السياسية أيضاً أن بعض أعضاء «اللجنة الخماسية» (السعودية ومصر وقطر وفرنسا والولايات المتحدة) التي تتابع الملف اللبناني، يدعمون وصوله للرئاسة، ما يعني عملياً انتهاء ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور بشكل نهائي، والانتقال إلى مرحلة جمع توافق لتأمين تعديل دستوري يسمح لقائد الجيش بالوصول إلى سدة الرئاسة.

حراك «جدي»

ويأتي ذلك في ظل حراك دبلوماسي «جدّي» لإنهاء الشغور الرئاسي، يواكبه تحرك داخلي بين القوى الحليفة، ولا يتخطاها إلى محادثات ثنائية بين المنقسمين سياسياً على الخيارات الرئاسية. وتقول مصادر نيابية مواكبة للاتصالات الأخيرة وحركة الزوار الخارجيين إلى لبنان، إن هذا الحراك «هو الأكثر جدية منذ أشهر»، نظراً إلى ضرورة إنهاء الشغور للمضي في الإصلاحات ومواكبة عملية التنقيب عن النفط والغاز في المياه الاقتصادية اللبنانية، لرفدها بالتشريعات والقرار الحكومية.

وبدأت التلميحات إلى تأييد المعارضة لقائد الجيش، كخيار بديل عن أزعور، في الأسبوع الماضي، حينما قال النائب أشرف ريفي إن المعارضة ستقترع، إذا ما عاد المجلس النيابي لعقد جلسات انتخاب متتالية، في الدورة الانتخابية الأولى لأزعور، بينما ستقترع في الثانية لصالح قائد الجيش.

ويعزز هذا الانطباع مخرجات اجتماعات الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في بيروت الأسبوع الماضي، حيث طرح مع نواب التغيير ونواب معارضين البحث عن خيار رئاسي ثالث، من دون أن يسمي أي مرشح، حسبما قالت مصادر نيابية شاركت في الاجتماعات. لكن آخرين يعتبرون أن العماد عون قد يكون الأكثر قدرة على حشد تأييد دولي لوصوله، وعلى تأييد قوى في الداخل، بينها المعارضة، وتتخطاها إلى مستقلين، بالنظر إلى أنه شخصية غير محسوبة سياسياً على أحد، وقامت بإنجازات على صعيد تمكين المؤسسة العسكرية للصمود في ظل الأزمة المعيشية التي تضرب لبنان منذ ثلاث سنوات.

كلام قائد الجيش

وفي ظل هذا الواقع، قال قائد الجيش أمام وفد نقابة الصحافة برئاسة عوني الكعكي الاثنين الماضي عن ملف رئاسة الجمهورية: «لا يهمني ولا يعنيني ولم يبحثه أحد معي ولم أبحثه مع أحد».

كرم و«جو الخماسية»

النائب فادي كرم (تويتر)
النائب فادي كرم (تويتر)

ولم يخفِ النائب كرم، في تصريح إلى «الشرق الأوسط» أن الخيارات تكاد تنحصر بفرنجية وقائد الجيش، وذلك استناداً إلى نتائج لقاءات لودريان مع الشخصيات اللبنانية، وجو «اللجنة الخماسية»، والحث غير المباشر على الانتقال من مرحلة المواجهة بين مرشحين إلى تسوية شاملة على قائد الجيش.

وأوضح كرم أن هذا الطرح «سهّل له لودريان عندما قال لا للطرفين المطروحين» في إشارة إلى فرنجية وأزعور. وكشف كرم عن وجود وفد قطري في لبنان «يجري لقاءات غير علنية مع كل الأطراف، للوصول إلى تفاهم على ترشيح قائد الجيش».

لكن هذا الطرح لا يزال غير ناجز، حسبما أكد كرم، بالنظر إلى أن «حزب الله» و«حركة أمل» وفريق «الممانعة» لا يزالون مستمرين في دعم فرنجية، مشدداً على أن هذا الطرح «توافقي، وهو (قائد الجيش) ليس مرشح طرف أو فريق»، إذ «يدفع أفرقاء في الداخل والخارج نحو التفاهم عليه لانتخابه من دون معركة انتخابية»، وهو الطريق الأساسي لانتخابه بالنظر إلى أن ترشيحه يحتاج إلى تعديل دستوري كونه موظفا فئة أولى.

وعن موقف «القوات اللبنانية»، بصفتها أكبر قوة في المعارضة، من هذا الطرح، قال كرم: «المعارضة لا تعارض هذا الطرح إذا كان يقرّب المسافة نحو إنهاء الشغور الرئاسي. نحن متجاوبون مع الطرح إذا قربت الممانعة باتجاه تفاهم لفتح ثغرة بالملف الرئاسي، لكن الأمر لا يزال حتى الآن متعثراً، ولم يصل إلى هذه المرحلة في ظل تمسك الممانعة بفرنجية، وضربها محاولة التوافق، بالإصرار على بدعة الحوار».

ورأى كرم أن فريق الممانعة «يدرك مسبقاً أنه لا تفاهم على اسم مرشحهم، لكنه يصرّ على الحوار بهدف ضرب أي محاولة تأتي من اللجنة الخماسية التي تعارض وصول مرشحي الممانعة إلى الرئاسة».

«التيار» و«حزب الله»

ويعارض «التيار الوطني الحر» الذي تضم كتلته النيابية 17 نائباً على الأقل، ترشيح العماد عون، كما يعارض في الوقت نفسه ترشيح فرنجية، ويخوض مباحثات مع «حزب الله» تتصل بالملف الرئاسي وبإقرار اللامركزية الموسعة والصندوق الائتماني، وقد عيّن الطرفان لهذه الغاية نائبين ممثلين عنهما لدراسة مشروع اللامركزية الموسعة.

 

وإضافة إلى «الوطني الحر»، يتمسك «حزب الله» و«حركة أمل» بترشيح فرنجية. وفي ظل رفض الأطراف الثلاثة وحلفائهم، كل من موقعه وموقفه، للعماد عون، فإن انتخابه لن يكون يسيراً، كونه يحتاج إلى 86 نائباً لإقرار تعديل دستوري يتيح انتخابه، ما يعني أنه يحتاج إلى توافق واسع.

ويبدو التوافق على أي شخصية متعذراً حتى هذا الوقت، في ظل الانقسامات العمودية، وتعذر المشاركة في الحوارات التي دعا إليها رئيس البرلمان نبيه بري، وحضّ لودريان اللبنانيين على المشاركة فيها. وتطالب المعارضة بعقد جلسات متتالية في البرلمان لإنهاء الشغور.

ولاقى موقف المعارضة دعماً من البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي أكد أنه «لا يوجد أي مبرر ألا يكونوا قد انتخبوا رئيساً الجمهورية منذ الماضي عملاً بالمادة 73 من الدستور»، مجدداً دعوته للمجلس النيابي إلى «عقد جلسات متتالية وفقاً للدستور ودون تعطيل النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية».


مقالات ذات صلة

المشرق العربي لبنان يلجأ إلى مجلس الأمن بعد انسحاب إسرائيلي «ناقص» من أراضيه play-circle 01:01

لبنان يلجأ إلى مجلس الأمن بعد انسحاب إسرائيلي «ناقص» من أراضيه

عدَّ لبنان استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلالاً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لبنانيون يسيرون على طول طريق على الجانب اللبناني من الحدود مع إسرائيل وسط الدمار في قرية ميس الجبل بجنوب لبنان في 18 فبراير 2025 (إ.ب.أ)

بالصور: «دمار شامل» في قرى حدودية بجنوب لبنان بعد انسحاب إسرائيل

يعود أهالي جنوب لبنان إلى قراهم بعد انسحاب إسرائيل ليجدوا أمامهم دماراً شاملاً... بيوت ومعالم لم تعد موجودة بعد الحرب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مركبة عسكرية إسرائيلية على الحدود الإسرائيلية اللبنانية (أ.ف.ب) play-circle

الجيش اللبناني ينتشر في قرى جنوب لبنان بعد الانسحاب الإسرائيلي

قال مسؤول طالباً عدم كشف هويته: إن «القوات الإسرائيلية بدأت بالانسحاب من قرى حدودية بما في ذلك ميس الجبل وبليدا مع تقدّم الجيش اللبناني».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الجمهورية جوزيف عون متوسطاً سفراء «اللجنة الخماسية» خلال استقبالهم في قصر بعبدا (رئاسة الجمهورية)

«الخماسية» تؤكد التزامها دعم لبنان والعمل على تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الإعمار

أكد سفراء «اللجنة الخماسية» الالتزام بدعم لبنان والعمل على دفع إسرائيل إلى الانسحاب في الموعد المحدّد يوم 18 فبراير (شباط) الحالي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

عباس: فلسطين ليست للبيع ولن نتخلى عن شبر من أرضنا

جانب من اجتماع اللجنة المركزية لحركة «فتح» في رام الله اليوم (أ.ف.ب)
جانب من اجتماع اللجنة المركزية لحركة «فتح» في رام الله اليوم (أ.ف.ب)
TT
20

عباس: فلسطين ليست للبيع ولن نتخلى عن شبر من أرضنا

جانب من اجتماع اللجنة المركزية لحركة «فتح» في رام الله اليوم (أ.ف.ب)
جانب من اجتماع اللجنة المركزية لحركة «فتح» في رام الله اليوم (أ.ف.ب)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم (الأربعاء)، إنه بحث مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال زيارة إلى المملكة هذا الشهر التنسيق المشترك لمواجهة دعوات تهجير الفلسطينيين، مؤكداً أن «فلسطين ليست للبيع».

وأضاف عباس خلال رئاسته اجتماعاً للجنة المركزية لحركة «فتح» في رام الله: «تم بحث آخر مستجدات الأوضاع في الأرض الفلسطينية، والتنسيق المشترك للدعوات المرفوضة لتهجير الشعب الفلسطيني من وطنه».

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن عباس أكد أن «فلسطين ليست للبيع، ولن يتم التخلي عن أي شبر من أرض دولة فلسطين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو القدس، والتمسك بالشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية كأساس لأي حل سياسي للقضية الفلسطينية».

من جانبها، شددت اللجنة المركزية لحركة «فتح» على «رفضها الكامل لدعوات تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة أو أي جزء من أرضنا الفلسطينية المحتلة... هذه الدعوات مصيرها الفشل أمام المواقف العربية والدولية الواضحة التي أعلنت رفضها لهذه الدعوات بعدّها مخالفة لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي».

كما أكدت اللجنة دعمها الكامل للموقف الذي أعلنه الرئيس عباس «بتثبيت وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها في القطاع بعدّه جزءاً لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة».

وشددت اللجنة على أهمية عقد مؤتمر القمة العربية الطارئ المقرر في الرابع من مارس (آذار) لبحث دعوات التهجير «واعتماد خطة إعمار غزة بوجود أهلها».