الجيش اللبناني يحبط محاولة تسلل 1200 سوري

الحدود اللبنانية السورية (المركزية)
الحدود اللبنانية السورية (المركزية)
TT
20

الجيش اللبناني يحبط محاولة تسلل 1200 سوري

الحدود اللبنانية السورية (المركزية)
الحدود اللبنانية السورية (المركزية)

أعلن الجيش اللبناني، اليوم (الخميس)، إحباط تسلل نحو 1200 سوري إلى لبنان الأسبوع الحالي، في ظاهرة يتم الإعلان عنها بشكل متزايد مؤخراً، بينما تحذر السلطات من مخاطر استمرار وجود اللاجئين السوريين.

ويستضيف لبنان، وفق الأمم المتحدة، «أكبر عدد من اللاجئين بالنسبة للفرد الواحد حول العالم». وتقدّر السلطات وجود أكثر من مليوني لاجئ، بينما عدد المسجّلين لدى الأمم المتحدة يتجاوز بقليل عتبة 800 ألف.

وأعلن الجيش اللبناني، في بيان، أنه «في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البريّة، أحبطت وحدات من الجيش بتواريخ مختلفة خلال الأسبوع الحالي محاولة تسلل نحو 1200 سوري عند الحدود اللبنانية السورية».

وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في بداية جلسة لمجلس الوزراء: «ما يشغل بالنا هو التدفق الجديد من موجات النزوح السوري عبر ممرات غير شرعية».

وأضاف أن «الجيش والقوى الأمنية يجهدون مشكورين لمنع قوافل النزوح غير المبرر».

وأحبط الجيش اللبناني في 23 أغسطس (آب) محاولة تسلل نحو 700 سوري. كما يعلن بين الحين والآخر إحباط محاولات فرار عبر البحر إلى أوروبا.

وتشهد سوريا جراء النزاع أزمة اقتصادية خانقة، تراجعت جراءها قدرة المواطنين الشرائية حتى باتوا عاجزين عن توفير أبسط احتياجاتهم وسط ارتفاع أسعار المواد الأساسية.

وعلى وقع الأزمة، يعبر كثر إلى لبنان عبر طرق التهريب؛ أملاً في ركوب قوارب الهجرة غير القانونية التي أصبح لبنان نقطة انطلاق لها نحو أوروبا. كما يغادر كثر عبر مطار بيروت إلى دول يعبرون منها أيضاً إلى أوروبا.

وقال مصدر أمني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن كثيرين يأتون «للعمل هنا جراء الأوضاع الاقتصادية في بلادهم».

ويشهد لبنان أيضاً منذ 2019 انهياراً اقتصادياً صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850. وتُحمِّل السلطات جزءاً من المسؤولية لوجود اللاجئين السوريين الذين يعيش معظمهم في فقر مدقع.

وأوضح المصدر الأمني أن الحدود السورية اللبنانية «غير مضبوطة، وأي أحد يستطيع عبورها، ولا يمكن نشر عناصر من الجيش فيها بالكامل».

ويتشارك لبنان وسوريا حدوداً على طول 330 كيلومتراً غير مرسمة في أجزاء كبيرة منها. وشكلت خلال النزاع معبراً للبضائع المهربة، وأيضاً لتسلل اللاجئين الذين توقف لبنان عن استقبالهم رسمياً في 2015.

ومنذ استعادة الجيش السوري السيطرة على الجزء الأكبر من مساحة البلاد، تمارس بعض الدول ضغوطاً لترحيل اللاجئين بحجة تراجع حدّة المعارك. لكن ذلك لا يعني، وفق منظمات حقوقية ودولية، أن عودتهم باتت آمنة في ظل بنى تحتية متداعية وظروف اقتصادية صعبة وملاحقات أمنية.

وقبل بضعة أشهر، شنّ الجيش اللبناني حملات مداهمة واسعة لتوقيف سوريين لا يمتلكون إقامات أو أوراقاً ثبوتية أسفرت عن توقيف المئات.


مقالات ذات صلة

«حزب الله» يربط الحديث عن سلاحه بـ«4 أولويات»

المشرق العربي لبنانيون يتحدرون من بلدة ميس الجبل يحملون أعلام «حزب الله» بعدما منعهم الجيش الإسرائيلي من العودة لبلدتهم بجنوب لبنان في فبراير الماضي (أ.ف.ب)

«حزب الله» يربط الحديث عن سلاحه بـ«4 أولويات»

أضاف «حزب الله» شرطاً رابعاً للانطلاق في محادثات داخلية لمعالجة ملف تسليم سلاحه، يتمثل في إعادة الإعمار، وذلك في تصعيد جديد رداً على الطروحات لتسليم سلاحه.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي صورة من مطار بيروت (أرشيفية - رويترز)

لبنان ينتظر ولادة الهيئات الناظمة للقطاعات الرسمية قريباً

يُفترض أن تبصر الهيئات الناظمة للقطاعات الأساسية في لبنان النور خلال الأشهر القليلة المقبلة، بعدما وضع الوزراء المعنيون سريعاً أسس تشكيل هذه الهيئات.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون في مقر البطريركية المارونية صبيحة عيد الفصح (الرئاسة اللبنانية)

الرئيس اللبناني: قرار حصر السلاح اتُّخذ وننتظر الظروف المناسبة

حسم الرئيس اللبناني جوزيف عون الجدل حول سلاح «حزب الله» بتأكيده أن «حصر السلاح سننفذه، وقد اتُّخذ القرار بشأنه».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عناصر من «حزب الله» يشاركون في مناورة عسكرية في بلدة عرمتا اللبنانية بتاريخ 21 مايو 2023 (رويترز)

فكرة دمج مقاتلي «حزب الله» بالجيش اللبناني تصطدم بالواقع

تحوّل الطرح الذي قدّمه الرئيس اللبناني جوزيف عون، لدمج مقاتلي «حزب الله» في الجيش اللبناني، إلى مادة نقاش في الأوساط السياسية ولدى الخبراء.

يوسف دياب (بيروت)
تحليل إخباري الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام خلال جلسة مجلس الوزراء (الرئاسة اللبنانية)

تحليل إخباري استراتيجية الأمن الوطني: سياسة لبنان الدفاعية تنطلق من حصر السلاح بيد الدولة

ينكب رئيس الجمهورية، العماد جوزيف عون، على وضع الخطوط العريضة لاستراتيجية الأمن الوطني، التي تنبثق منها استراتيجية الدفاع الوطني.

بولا أسطيح (بيروت)

لبنان: اعتقال «المجموعة الأم» لمطلقي الصواريخ

عناصر من الجيش اللبناني يفتشون سيارة عند حاجز (مديرية التوجيه)
عناصر من الجيش اللبناني يفتشون سيارة عند حاجز (مديرية التوجيه)
TT
20

لبنان: اعتقال «المجموعة الأم» لمطلقي الصواريخ

عناصر من الجيش اللبناني يفتشون سيارة عند حاجز (مديرية التوجيه)
عناصر من الجيش اللبناني يفتشون سيارة عند حاجز (مديرية التوجيه)

رجحت مصادر أمنية لبنانية لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون المجموعة المسلحة التي أوقفتها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني الأحد هي «المجموعة الأم» لتلك التي كانت قد أوقفتها سابقاً والتي اعترف أفرادها (تردد أنهم فلسطينيون ولبنانيون) بأنهم هم مَن نفّذوا عمليتَي إطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل في مارس (آذار) الماضي؛ الأولى من المنطقة بين بلدتَي كفرتبنيت وأرنون بقضاء النبطية، والأخرى من قعقعية الجسر بالقضاء نفسه، وقد اعترضتها إسرائيل قبل سقوطها في مستعمرتَي المطلة وكريات شمونة بالجليل الأعلى.

وأعلن الجيش اللبناني، أول من أمس، ضبط عدد من الصواريخ ومنصات الإطلاق المخصصة لها، و«توقيف عدة أشخاص» في جنوب لبنان. وقالت المصادر الأمنية إن التحقيقات جارية من فريق التحقيق في المديرية بإشراف القضاء المختص. ولم تستبعد المصادر أن تكون المجموعة التي أُوقفت هي «المجموعة الأُمّ»، خصوصاً أن كمية الصواريخ التي صودرت، ومعها المنصات المخصصة لإطلاقها، أشبه بخزان أُعدّ لتزويد المجموعات باحتياجاتها وهي تتحضر لتوجيه الصواريخ نحو إسرائيل.

وفي المواقف، عد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ما تقوم به إسرائيل من غارات واستهدافات «محاولة مكشوفة للتشويش على الالتزام الجدي للبنان الذي نفّذ ما هو مطلوب منه لجهة تطبيق بنود وقف إطلاق النار، في وقت تُمعن فيه إسرائيل باستباحة سيادة لبنان واللبنانيين وقرارات الشرعية الدولية».