تحسن الأمن الغذائي في المناطق المحررة وشكوى أممية من عراقيل حوثية

شكوى أممية من استمرار قيود الحوثيين على عمل الإغاثة

مزارع يمني يقطف الفراولة بحقل قرب صنعاء (أ.ف.ب)
مزارع يمني يقطف الفراولة بحقل قرب صنعاء (أ.ف.ب)
TT
20

تحسن الأمن الغذائي في المناطق المحررة وشكوى أممية من عراقيل حوثية

مزارع يمني يقطف الفراولة بحقل قرب صنعاء (أ.ف.ب)
مزارع يمني يقطف الفراولة بحقل قرب صنعاء (أ.ف.ب)

كشف أحدث تحليل أممي أن الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، شهدت تحسناً في مستوى الأمن الغذائي بمناطق سيطرة الحكومة اليمنية، حيث وصل مقدار الانخفاض إلى 22 في المائة، لكن التحليل لم يشمل مناطق سيطرة الحوثيين بسبب القيود التي يفرضونها على عمل المنظمات الإغاثية وشركائها المحليين.

وأوضحت البيانات التي وزعها مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، أن نتائج تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي أجري في 118 مديرية ومنطقة خاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، أظهرت انخفاضاً في مستوى انعدام الأمن الغذائي مقارنة بالعام الماضي، إلا أنها نبهت أن هناك عدداً من الأشخاص لا يزالون يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي ومرتفعاً للغاية، ويشكل قلقاً كبيراً في غالبية المناطق التي تم تحليلها.

أكياس مليئة بالحبوب معروضة في صنعاء للبيع ويظهر عليها شعار برنامج الأغذية العالمي (إ.ب.أ)
أكياس مليئة بالحبوب معروضة في صنعاء للبيع ويظهر عليها شعار برنامج الأغذية العالمي (إ.ب.أ)

وعلى الرغم من هذا التحسن في الأمن الغذائي، حذر واضعو نتائج التحليل الأممي من أن اليمن يمكن أن ينزلق مرة أخرى إلى حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد بداية من يونيو (حزيران) المقبل، حيث يتوقع أن يزداد عدد السكان ذوي الاحتياجات الشديدة، وتستمر هذه الحالة حتى نهاية العام الحالي، مع بقاء اليمن أحد أكثر البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في العالم.

راحة مؤقتة

التحليل الذي نفذ في مناطق سيطرة الحكومة فقط بسبب القيود التي يفرضها الحوثيون على عمل المنظمات الإغاثية والشركاء المحليين، أكد أن النتائج التي خلص إليها تظهر أن سوء التغذية زاد تدهوراً خلال الأشهر الخمسة من العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، وطالب معدوه، صناع القرار، بالنظر إلى التطورات الإيجابية المبلغ عنها خلال الفترة الحالية «على أنها فترة راحة مؤقتة»، وباعتبارها المحرك الرئيسي للأمن الغذائي والتغذوي.

وتوقع التحليل أن تتدهور حالة الأمن الغذائي أو تظل شديدة حتى نهاية العام، وبين أنه خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، وجد أن هناك 3.2 مليون شخص، يعيشون في المرحلة الثالثة من التصنيف الدولي للأمن الغذائي، وهي ما توصف بمرحلة الأزمات، كما يوجد ما مجموعه 78 ألف شخص يعيشون في المرحلة الرابعة من التصنيف الدولي وهي مرحلة الطوارئ.

وهذا وفقاً لنتائج التحليل يمثل انخفاضاً بنسبة 23 في المائة بعدد الأشخاص في المرحلة الثالثة من التصنيف الدولي، مقارنة بالأشهر الأربعة الأخيرة من العام الماضي، وانخفاضاً بنسبة 13 في المائة مقارنة بالأشهر الخمسة الأولى من عام 2022.

وخلال النصف الثاني من هذا العام، يحذر التحليل الأممي من أن انعدام الأمن الغذائي سيتفاقم، استناداً إلى التوقعات بزيادة عدد الأشخاص في المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بنسبة 20 في المائة، ليصل إلى 3.9 مليون شخص. ومن بين هؤلاء يقدر أن نحو 2.8 مليون شخص في المرحلة الثالثة من التصنيف الدولي، و1.1 مليون شخص في المرحلة الرابعة من التصنيف. ويذكر التحليل أنه وبشكل عام، سيكون هناك 117 من أصل 118 مديرية في المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

وطبقاً لبيانات التحليل، ستكون هناك 16 مديرية تعيش في المرحلة الرابعة من انعدام الأمن الغذائي؛ وهي التي تسبق المجاعة بمرحلة، فيما تعيش 101 مديرية في المرحلة الثالثة؛ وهي مرحلة الأزمة، وتوقع أن تنتقل 13 مديرية من المرحلة الثالثة من التصنيف الدولي إلى المرحلة الرابعة، بينما تنتقل 15 مديرية من المرحلة الثانية من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن (الإجهاد) إلى المرحلة الثالثة.

دوافع رئيسية

عن الدوافع الرئيسية للتدهور المتوقع في الأمن الغذائي، يحدد التحليل أنها تبدأ بالنقص المتوقع في حجم المساعدات الإنسانية المقدمة لليمن، الذي سيصل إلى 20 في المائة من إجمالي المساعدات الحالية، وكذلك الزيادة المتوقعة في أسعار الغذاء والوقود التي ستصل إلى نحو 30 في المائة، واستمرار الصراع في مناطق المواجهة.

والتقرير الخاص بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي مبادرة متعددة الشركاء لتحسين الأمن الغذائي وتحليل التغذية واتخاذ القرار، من خلال استخدام التصنيف والنهج التحليلي للتصنيف الدولي للأمن الغذائي، وتعمل الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة معاً لتحديد شدة وحجم انعدام الأمن الغذائي الحاد والمزمن وحالات سوء التغذية الحاد في بلد ما، وفقاً للمعايير العلمية المعترف بها.

والهدف الرئيسي من هذا التصنيف هو تزويد صانعي القرار بتحليل صارم وقائم على الأدلة والإجماع لحالات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد، والاستجابة لحالات الطوارئ وكذلك السياسات والبرمجة على المديين المتوسط ​​والطويل.

وفي عام 2004، تم تطوير هذه الفكرة واستخدمت في الصومال من قبل وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية في منظمة الأغذية والزراعة. ومنذ ذلك الحين، تقود شراكة عالمية مكونة من 15 منظمة تطوير وتنفيذ التصنيف على المستوى العالمي والإقليمي والقطري.

وخلال أكثر من 10 سنوات من التطبيق، أثبت التصنيف الدولي أنه إحدى أفضل الممارسات في مجال الأمن الغذائي العالمي، ونموذج للتعاون في أكثر من 30 دولة في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.


مقالات ذات صلة

انقلابيو اليمن يعبثون بالشهادات الجامعية ويتاجرون بها

العالم العربي مضامين طائفية تغلب على رسائل الشهادات العليا في جامعة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين (إكس)

انقلابيو اليمن يعبثون بالشهادات الجامعية ويتاجرون بها

أثار حصول القيادي الحوثي مهدي المشاط على الماجستير سخرية وغضب اليمنيين بسبب العبث بالتعليم العالي، بينما تكشف مصادر عن تحول تزوير الشهادات الجامعية لنهج حوثي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)

15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر

رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية للحد من الهجرة من «القرن الأفريقي»، فإن البلاد استقبلت أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر يناير الماضي.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي قيود الحوثيين حالت دون وصول المنظمات الإنسانية إلى المستحقين (إكس)

سعي حوثي للاستيلاء على المساعدات الخيرية

منعت الجماعة الحوثية المبادرات التطوعية في صنعاء من تقديم المساعدات للأسر الأشد فقراً، وشددت على حصر التوزيع عبر عناصرها وكياناتها وهددت المخالفين بالعقوبة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي مبنى يزعم الحوثيون أنه مجسم للمسجد الأقصى في تقاطع مزدحم بالعاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

فساد ودعاية خلف استحداث الحوثيين النوافير والمجسمات

تستخدم الجماعة الحوثية مشروعات باسم «تحسين المدينة» للترويج لممارساتها وخطابها، ولنهب الأموال العامة، مثيرةً استياء السكان الذين يعيشون وضعاً اقتصادياً معقداً.

وضاح الجليل (عدن)
خاص واحد من عدة ملاعب رياضية جديدة في عدن نفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن (البرنامج السعودي)

خاص باذيب: كل اتصالات الحكومة الحساسة بعيدة عن الحوثيين

يؤكد وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني أن بلاده نجحت في استعادة ثقة المجتمع الدولي لاستئناف تمويل المشاريع التنموية، وتحرير قطاع الاتصالات الحيوي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

إسرائيل تبحث تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بغزة

إسرائيل تبحث تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بغزة (د.ب.أ)
إسرائيل تبحث تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بغزة (د.ب.أ)
TT
20

إسرائيل تبحث تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بغزة

إسرائيل تبحث تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بغزة (د.ب.أ)
إسرائيل تبحث تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بغزة (د.ب.أ)

قال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل تبحث تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة ومدتها 42 يوماً في إطار سعيها لاستعادة 63 رهينة لا يزالون محتجزين هناك، مع إرجاء الاتفاق بشأن مستقبل القطاع في الوقت الراهن.

ووفقاً لـ«رويترز»، من المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في 19 يناير (كانون الثاني) بدعم من الولايات المتحدة ومساعدة وسطاء مصريين وقطريين، يوم السبت المقبل، ولم يتضح بعد ما سيتبع ذلك.

وقالت شارين هاسكل نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي للصحافيين في القدس عندما سئلت عما إذا كان من الممكن تمديد وقف إطلاق النار دون بدء محادثات بشأن المرحلة الثانية: «إننا نتوخى الحذر البالغ».

ومن شأن محادثات المرحلة الثانية أن تتناول قضايا صعبة مثل الوقف النهائي للحرب ومستقبل حكم غزة.

وأضافت هاسكل: «ليس هناك اتفاق محدد بشأن ذلك، ولكنه قد يكون ممكناً... لم نغلق خيار استمرار وقف إطلاق النار الحالي، ولكن في مقابل إطلاق سراح رهائننا، وأن يعودوا سالمين».

وإذا لم يتم الاتفاق على شيء بحلول يوم الجمعة، يتوقع المسؤولون إما العودة إلى القتال وإما تجميد الوضع الراهن بحيث يستمر وقف إطلاق النار، ولكن دون عودة الرهائن مع احتمال أن تمنع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة.

وقال مسؤولان شاركا في عملية وقف إطلاق النار لـ«رويترز» إن إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لم تنخرطا في مفاوضات لإبرام اتفاق بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار التي سيتعين أن تسد فجوات واسعة بين الجانبين.

وقالت هاسكل: «أعتقد أنه من غير الواقعي أن نرى شيئاً كهذا يتبلور في غضون بضعة أيام، بل هو أمر يحتاج إلى نقاش متعمق. وسيستغرق ذلك بعض الوقت».

تقضي المرحلة الأولى من الاتفاق بإطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليين مقابل نحو 2000 سجين ومعتقل فلسطيني من سجون إسرائيل وانسحاب القوات الإسرائيلية من بعض مواقعها في غزة، وقد صمد الاتفاق حتى الآن في مواجهة كثير من العقبات.

وإلى الآن، أُطلق سراح 29 رهينة من الإسرائيليين، بالإضافة إلى 5 تايلانديين، في مقابل مئات السجناء والمعتقلين الفلسطينيين، ومن المقرر تسليم رفات 4 رهائن آخرين، يوم الخميس المقبل.

ولكن هناك أزمة حالية تتعلق بإطلاق سراح أكثر من 600 فلسطيني، إذ أرجأت إسرائيل الإفراج عنهم متهمة «حماس» بانتهاك الاتفاق من خلال المراسم العلنية التي تقيمها لتسليم الرهائن الإسرائيليين في غزة.

وقال باسم نعيم القيادي في حركة «حماس» إنه لا يمكن تحقيق تقدم في ظل استمرار احتجاز هؤلاء السجناء الفلسطينيين، مضيفاً أن «حماس» ملتزمة مع ذلك بوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية.

وقال نعيم لـ«رويترز»: «أي حديث مع العدو عبر الوسطاء حول أي خطوات قادمة مرهون بالإفراج عن الأسرى المتفق على إطلاق سراحهم وعددهم 620 أسيراً فلسطينياً مقابل الجثامين الأربعة والأسرى الإسرائيليين الستة الذين تم إطلاق سراحهم، السبت الماضي».

وقالت هاسكل إنها تأمل في التوصل إلى حل يؤدي إلى تسليم رفات آخر 4 جثث خلال الأيام القليلة المقبلة.

ويتكوف يرجئ زيارة المنطقة

كان من المتوقع أن يصل ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، إلى إسرائيل، الأربعاء، لمواصلة المناقشات حول المرحلة الثانية، ما يفتح الطريق أمام نهاية للحرب في غزة.

لكن موقع «أكسيوس» نقل اليوم عن مصدر قوله إن ويتكوف أرجأ زيارته إلى المنطقة أياماً عدة بسبب جهود دبلوماسية تبذلها الولايات المتحدة بشأن روسيا وأوكرانيا.

وكان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية بعد 16 يوماً من بدء وقف إطلاق النار، وتهدف إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة هذا الشهر.

وقال مسؤول مطلع إن رئيس الوزراء القطري توجه إلى فلوريدا في السادس من فبراير (شباط) والتقى مع ويتكوف لمناقشة «التنفيذ الكامل» للمرحلة الأولى و«بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية».

لكن المسؤولين عن عملية وقف إطلاق النار يقولون إنه حتى الآن لم يلتق أي من المفاوضين الرئيسيين وجهاً لوجه منذ الاتفاق على المرحلة الأولى، الشهر الماضي، ولا يوجد شيء واضح يذكر بشأن الخيارات المتاحة «لليوم التالي».

وقالت هاسكل: «الأمر يتعلق باليوم التالي لقطاع غزة، بعد الحرب في غزة وما سيحدث هناك، ولهذا السبب فإننا نواصل هذه القناة مع الأميركيين».

اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم قادته «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي قالت إسرائيل إنه أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، واقتياد 251 رهينة إلى غزة.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل على غزة عقب هجوم «حماس» حصدت أرواح أكثر من 48 ألف فلسطيني، ودمرت أجزاءً كبيرة من القطاع.

وتقول إسرائيل إنه لا يمكن أن يكون لـ«حماس» أي دور في إدارة غزة في المستقبل، وترفض أيضاً أي دور للسلطة الفلسطينية.

أما «حماس» فتقول إنها لن تطالب بالضرورة بأن تظل مسؤولة عن القطاع الذي تحكمه منذ عام 2007، ولكن يجب التشاور معها.

وتسعى الدول العربية، التي من المرجح أن تتحمل قدراً كبيراً من العبء المالي لإعادة بناء غزة المدمرة، للتوصل إلى اقتراح خاص بها في هذا الشأن، ولكن من المتوقع أن تطالب بدور للسلطة الفلسطينية.

وزادت حالة عدم اليقين بعد أن اقترح ترمب نقل جميع الفلسطينيين من غزة لإفساح الطريق أمام مشروع أميركي لتنمية القطاع ليكون «ريفييرا الشرق الأوسط»، وهي خطة أيدتها الحكومة الإسرائيلية، لكنها واجهت رفضاً من الدول العربية والفلسطينيين.